يعد كل من الحقن المجهري (بالإنجليزية: Intracytoplasmic Sperm Injection Or ICSI)، وأطفال الأنابيب التي تعرف بالتخصيب في المختبر (بالإنجليزية: In Vitro Fertilization Or IVF) نوعان من أنواع التقنيات المساعدة على الإنجاب؛ إذ تخصب البويضات بالحيوانات المنوية خارج الجسم في المختبر، ويلجأ لهما عند استنفاد الطرق الأخرى الأقل تكلفة.
يوجد الكثير من الفروقات بين الحقن المجهري وأطفال الأنابيب، رغم ذلك يتشابهان من جوانب متعددة، فكلاهما من طرق حمل الأنابيب، لكن تستخدم تقنية أطفال الأنابيب في حالة عقم النساء والعقم غير المبرر، ويستخدم الحقن المجهري في حالة العقم عند الذكور.
يناقش المقال الفرق بين الحقن المجهري وأطفال الأنابيب، وأيهما أفضل لعلاج العقم؟
محتويات المقال
دواعي الاستخدام
نوضح الفرق بين الحقن المجهري وأطفال الأنابيب من حيث دواعي الاستخدام، حيث تستخدم كل تقنية منهما في حالات محددة، تطبق تقنية أطفال الأنابيب في الحالات الآتية: (3) (4)
- مشاكل العقم عند الذكور من حيث انخفاض عدد الحيوانات المنوية، وضعف حركتها.
- التقدم في السن عند المرأة.
- انسداد أنابيب فالوب.
- التهاب في بطانة الرحم.
- انخفاض كفاءة المبيض.
- المعاناة من ألياف الرحم.
- الخوف من انتقال الأمراض الوراثية.
- العقم غير المبرر.
يفضل الحقن المجهري في الحالات الآتية: (2)(4)
- انخفاض عدد الحيوانات المنوية.
- انخفاض حركة وجودة الحيوانات المنوية.
- ارتفاع مستوى الأجسام المضادة مع الحيوانات المنوية.
- فشل التلقيح الصناعي.
اقرأ أيضًا: التحديات التي تواجه نجاح عملية أطفال الأنابيب
خطوات الحقن المجهري وأطفال الأنابيب
لا يوجد بشكل عام فرق بين الحقن المجهري وأطفال الأنابيب من حيث طريقة الإجراء في معظم الخطوات، حيث تتشابه معظم الخطوات المتبعة في العلاج بتقنية أطفال الأنابيب والحقن المجهري، نذكرها فيما يلي: (1)(2)(5)
- التحفيز الهرموني؛ تحفز عملية الإباضة في البداية، وتعطى أدوية الخصوبة مثل الهرمون المنبه للحوصلة (بالإنجليزية:FSH) لزيادة عدد البويضات عند المرأة، وتتابع عن كثب لمتابعة نضجها، وقياس هرمون الاستروجين.
- سحب البويضات الناضجة: تنفذ هذه الخطوة من خلال تنظير البطن أو ابرة رشف بمساعدة الموجات فوق الصوتية، وتحدث تحت التخدير.
- التلقيح: تمثل هذه الخطوة الفرق الوحيد بين الحقن المجهري وأطفال الأنابيب من حيث طريقة الإجراء كما يلي:
- أطفال الأنابيب: يضع الطبيب الحيوانات المنوية ذات الجودة العالية مع البويضات ذات الجودة العالية لحدوث التلقيح في المختبر؛ إذ تدخل الحيوانات المنوية في غضون ساعات إلى البويضات وتخصبها.
- التلقيح المجهري: يحقن الطبيب الحيوانات المنوية في البويضات في المختبر، إذ يختار حيوان منوي واحد في إبرة زجاجية ويتم حقنه مباشرة في بويضة، وتحفظ البويضة الملقحة في كلتا الحالتين في المختبر لمدة تتراوح من 2 إلى 5 أيام لتنمو الأجنة.
- تكون الجنين: يراقب الطبيب انقسام البويضة الملقحة وتطورها لتكوين الجنين، والذي يحدث في غضون أيام، وتحقن الأم بهرمون البروجسترون لتهيئة الرحم لاستقبال البويضة.
- نقل الأجنة: ينقل واحد أو أثنين من الأجنة للرحم من خلال عنق الرحم، وفي حال نجاح العملية يلتصق الجنين فى جدار الرحم وينمو ليتكون الطفل، ويمكن تجميد الأجنة الأخرى لإمكانية استخدامها في المستقبل.
- اختبار الحمل: يمكن إجراء فحص الحمل للتأكد من نجاح العملية بعد أسبوعين، تتخذ السيدة الخطوة التالية تبعًا لنتجة تحليل الحمل كالتالي:
- إيجابيًا: يجرى فحص بالموجات فوق الصوتية بعد أسبوعين للتأكد من تطور الحمل طبيعيًا.
- سلبيًا: تحصل المرأة على فترة من الراحة، وتحديد إمكانية تكرار المحاولة مرة أخرى، كما يمكن استخدام الأجنة المجمدة دون الحاجة إلى عملية التحفيز الهرموني.
- الولادة: يمكن ولادة طفل أو أكثر.
اقرأ أيضًا: كل ما تريد ان تعرفه عن الاخصاب الاصطناعي (IVF) او أطفال الأنابيب
نسبة نجاح الحقن المجهري وأطفال الأنابيب
تعد نسبة نجاح تلك التقنيات من أهم النقاط التي يتساءل عنها الأزواج عند الحديث عن الفرق بين الحقن المجهري وأطفال الأنابيب، وهي كالتالي: (3)
- تعد معدلات نجاح أطفال الأنابيب والحقن المجهري جيدة جدًا ومتساوية، وتعتمد على عدة عوامل مثل عمر المرأة، والجدير بالذكر أن البعض لا يفضل إجراء الحقن المجهري حيث يحقن الحيوان المنوي ميكانيكيًا في البويضة، وقد تتلف أثناء الحقن، وما هو ما يمكن تجنبه عند إجرائه بواسطة اختصاصي أجنة ماهر.
- تتراوح معدلات نجاح الحمل لكل دورة من أطفال الأنابيب بين 13 إلى 18% للنساء فوق سن الأربعين، وبين 41 إلى 43 % للنساء دون 35 عامًا.
يرتفع معدل نجاح الحقن المجهري باستخدام الحيوانات المنوية المأخوذة جراحيًا من الخصيتين، في حالة تعذر جمعها من خلال الاستمناء كما في حالات الانسداد الذي يمنع السائل المنوي من القذف.
للمزيد: حساب الحمل عن طريق الحقن المجهري
مخاطر الحقن المجهري وأطفال الأنابيب
تعد المخاطر المتعلقة بالحقن المجهري هي نفسها المتعلقة بتقنية أطفال الأنابيب مثل متلازمة فرط تحفيز المبيض، والحمل المتعدد، والولادة المبكرة، وانخفاض وزن الطفل عند الولادة، واحتمالية وجود خطر الإصابة بعيوب خلقية مقارنة بالأطفال المولودين طبيعيًا، وارتفاع فرص الولادة القيصرية. بالتالي إن الفرق بين الحقن المجهري وأطفال الأنابيب من حيث المخاطر المحتملة يعد طفيفًا جدًا. (1)(2)
للمزيد: تحديات عمليه أطفال الأنابيب للسيدات فوق سن الاربعون
أيهما أفضل أطفال الأنابيب أم الحقن المجهري؟
نظرًا لوجود الفرق بين الحقن المجهري وأطفال الأنابيب، يتساءل الأزواج دائمًا، أيهما أفضل أطفال الأنابيب أو الحقن المجهري؟
يحدد الطبيب الاختيار الأفضل بناءًا على الحالة الطبية للزوجين، وعادة ما يفضل خيار الحقن المجهري لتلافي مشاكل الحيوانات المنوية غير المتوقعة، حيث لا تظهر تلك المشاكل إلا بعد القيام بالعملية، فمثلًا قد تكون حركة وعدد الحيوانات المنوية طبيعية لكنها غير قادرة على تلقيح البويضات في حالة أطفال الأنابيب.
يمنع التلقيح المجهري حدوث هذا النوع من المشاكل، حيث يختار الطبيب الحيوان المنوي ويحقنه بالبويضة، مما يضمن خطوة الإخصاب. (2)
اقرأ أيضًا: علاج العقم عند الرجال بعصر الحقن المجهري
ختامًا، يصنف كل من الحقن المجهري وأطفال الأنابيب من تقنيات حمل الأنابيب، لكن يحدد الطبيب التقنية المناسبة لكل حالة على حدة، ورغم الفرق البسيط بين الحقن المجهري وأطفال الأنابيب، إلا أن لكل حالة ما يلائمها من تلك التقنيات، حيث يناسب ICSI حالات عقم الذكور الشديد أكثر من أطفال الأنابيب.