تبدأ علامات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في وقت مبكر من الطفولة، إلا أن معظم الأطفال المصابين بالاضطراب تستمر الأعراض لديهم حتى سن المراهقة. وخلال سنوات المراهقة قد تزداد أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه سوءاً، خاصة مع استمرار التغيرات الهرمونية وتزايد متطلبات الدراسة والأنشطة اللامنهجية. [1][2]
ويتوقف تشخيص فرط الحركة وتشتت الانتباه عند المراهقين على الوقت الذي يمنعهم فيه الاضطراب من ممارسة أنشطتهم بالشكل الطبيعي، وقد لا يتم تشخيص الاضطراب إلا عند تقدم الطفل بالسن ووصوله إلى مرحلة المراهقة. [2]
وسنتناول في هذا المقال أهم أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عند المراهقين، وعلاجه.
أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه عند المراهقين
عادة ما تظهر على المراهقين المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عدد أقل من أعراض فرط النشاط مقارنة بالأطفال. وتختلف أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه باختلاف نوع الاضطراب، والبيئة المحيطة بالمريض، وجنس المريض، وأي اضطراب آخر قد يعاني منه. [3]
وبشكل عام، تتشابه أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه عند المراهقين مع أعراض الاضطراب عند الأطفال؛ حيث تشمل: زيادة الاندفاع، وفرط النشاط، وصعوبة في التركيز، والفوضى. لكن، تزداد التحديات التي يواجهها الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند وصولهم إلى سن المراهقة. [1]
اقرأ أيضاً: العلاقة بين سكر الحمل واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة عند الاطفال
ويتم تصنيف أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه عند المراهقين كما عند الأطفال إلى 3 أنواع: [5]
- أعراض فرط النشاط والاندفاع.
- أعراض عدم الانتباه.
- أعراض مختلطة بين النوعين.
ومع ذلك، قد تتغير أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مع مرور الوقت حتى للمريض نفسه. غالباً ما يعاني الأطفال الأصغر سناً من أعراض فرط النشاط والاندفاع. ولكن، عندما يصل الطفل إلى سن المراهقة تصبح هذه الأعراض أقل حدة ليحل محلها أعراض عدم الانتباه والقلق الشديد. ويمكن أن تؤثر هذه الأعراض على أداء المراهق في المدرسة، أو العمل، وحتى على علاقاته الاجتماعية. [5]
أما بالنسبة إلى أبرز أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه عند المراهقين التي قد تؤثر على حياتهم، وتعرضهم للخطر فهي تشمل:
- الدراسة والتحصيل العلمي
يزداد عبء الدراسة، وصعوبة المواد، والاختبارات مع تقدم الطالب في العمر. ويحصل المراهقون المصابون بالاضطراب عادة على متوسط درجات أقل في الاختبارات المدرسية، ومعدلات أعلى للفشل المدرسي بسبب الأعراض التي يعانون منها.
ويحتاج المراهقون المصابون باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه إلى المساعدة والتدريب على تدوين الملاحظات، وكيفية الدراسة، وتنظيم الوقت دون الحاجة إلى مساعدة الآباء أو المعلمين. كما ينبغي مراعاة هؤلاء الطلاب وإعطائهم وقتاً إضافياً في الاختبارات، أو إجراء الاختبارات في مكان منفصل عن بقية الطلبة لتسهيل مساعدتهم. [3] [4]
اقرأ أيضاً: هل تحفز الهواتف الذكية أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط عند المراهقين؟
- العلاقات الاجتماعية
يعاني حوالي نصف المراهقين المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه من صعوبة في الانسجام مع الآخرين. ويميل المراهقون المرضى إلى أن يكونوا أكثر عرضة للتجاهل أو الرفض من قبل أقرانهم، وأن يكونوا صداقات أقل، أو أن يكونوا ضحية التعرض التنمر. وقد يكون ذلك بسبب الاندفاع وفرط النشاط والعدوانية، أو ضعف المهارات الاجتماعية ومهارات التواصل.
وكلما تقدم المراهق في العمر، تزداد أهمية العلاقات بين الأقران، وبالتالي يمكن أن تزداد كذلك الصعوبات في إقامة العلاقات والحفاظ عليها.
ويكمن الحل في اتخاذ خطوات للمساعدة في تحسين مهارات المراهق الاجتماعية في وقت مبكر لضمان نجاح هذه الخطة التي تشمل تشجيع المراهق على مناقشة أسس الصداقة وصعوباتها، ومعرفة الأشخاص الذين يقضي المراهق الوقت معهم، وتشجيع المشاركة في الأنشطة التي تتضمن تفاعلاً اجتماعياً في بيئة منظمة، مثل الرياضة أو النوادي. [1] [3] [4]
- شرب السجائر والكحول
يكون المراهقون المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أكثر عرضة للتدخين، وتعاطي الكحول والمخدرات من أقرانهم، وفي وقت أبكر.
ولتفادي ذلك، من المهم أن يتابع الآباء الأماكن التي يتواجد فيها ابنهم المراهق، والأشخاص الذين يقضي الوقت معهم. كما ينصح بتقليل وقت الفراغ قدر الإمكان، وتوعية المراهق حول المخاطر المرتبطة بتعاطي المخدرات والتدخين. كما قد يساعد الحصول على علاج فرط الحركة وتشتت الانتباه عند المراهقين في تقليل مخاطر تعاطي الكحول والمخدرات لاحقاً. [1] [3]
علاج فرط الحركة وتشتت الانتباه عند المراهقين
لا يختلف علاج فرط الحركة وتشتت الانتباه عند المراهقين عن علاجه عند الأطفال. وتشمل الطرق العلاجية المقترحة:
- الأدوية: وهي تشمل الأدوية المنبهة مثل الميثيل فينيدات (بالإنجليزية: Methylphenidate)، والأمفيتامينات (بالإنجليزية: Amphetamines). والأدوية غير المنبهة مثل الأتوموكسيتين (بالإنجليزية: Atomoxetine)، والجوانفاسين (بالإنجليزية: Guanfacine).
- العلاج السلوكي: وهو يساعد في تحسين الانتباه، وتحسين التعامل مع المشتتات والمشاعر، والتعامل بشكل أفضل مع الآخرين.
- العلاج بالتربية: حيث يمكن للوالدين المساعدة من خلال تقديم التشجيع والحب والدعم، وتثقيف أنفسهم حول الاضطراب، والاستماع بشكل أفضل إلى المراهق المصاب به.
وعادةً ما يكون الجمع بين هذه الطرق الثلاثة هو الأفضل في علاج فرط الحركة وتشتت الانتباه عند المراهقين. وعلى الرغم من الآراء التي تقول أن العلاج السلوكي وحده قد يكفي لعلاج الاضطراب عند المراهقين، إلا أنه غالباً ما يحتاج المراهقون الذين كانوا يعانون من الاضطراب منذ الطفولة إلى الاستمرار بتناول الأدوية التي كانوا يتناولونها. [1] [2]
للمزيد: التغيير في نمط الغذاء يحسن أعراض متلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه