تتشابه العديد من أسباب وطرق علاج اضطرابي الوسواس القهري والقلق. كذلك، كثيرًا ما يعاني المرضى من كلا الاضطرابين في الوقت ذاته، إذ أن مرضى الوسواس القهري أكثر عرضةً للمعاناة من أفكار تطفلية تسبب القلق وتؤثر على جودة الحياة اليومية.

لكن، على الرغم من ذلك، فإن كلّ منهما يعد اضطراب نفسي مختلف عن الآخر له معايير تشخيصية محددة.

يتناول هذا المقال الحديث عن العلاقة بين الوسواس القهري والقلق.

ما هو الوسواس القهري؟

اضطراب الوسواس القهري هو أحد اضطرابات الصحة العقلية التي يعاني فيها المريض من أفكار غير مرغوب فيها تعرف بالهواجس، ويشعر المريض أن لديه رغبة شديدة وحاجة ماسة إلى القيام بأفعال معينة للتغلب على هذه الأفكار والمخاوف، ويمكن لهذه الأفعال المتكررة أن تؤثر بشكل كبير على أنشطة الشخص اليومية وحياته الاجتماعية. [1]

للمزيد: أنواع الوسواس القهري

ما هو اضطراب القلق؟

يعاني الأشخاص المصابون باضطراب القلق من مشاعر قلق شديدة ومستمرة، حيث يصعب عليهم أن يعيشوا حياة طبيعية، وذلك لأن أعراض القلق تصبح طاغية للغاية على نحو يمكن أن يؤثر على قدرة الشخص على العمل وأداء مهامه اليومية. [2]

يخلط الكثير من الناس بين القلق العرضي واضطراب القلق، حيث يمكن أن يكون الشخص قلقًا بشأن مقابلة عمل أو امتحان قادم، لكن الشعور بالقلق أو التوتر لا يشبه الإصابة باضطراب القلق، حيث تكون الإصابة باضطراب القلق أكثر خطورة من الشعور بالتوتر بين الحين والآخر. [2]

لا يستطيع الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق التغلب على مخاوفهم، وفي كثير من الأحيان يتعرض هؤلاء الأشخاص إلى الإصابة بنوبات الهلع عندما يحاولون دفع أنفسهم لفعل شيء ما، ونوبة الهلع هي حالة حادة من الخوف والرعب التي يمكن أن تمنع الشخص من القيام بأي شيء، وقد يرفض العديد من الأشخاص الذين يعانون من القلق أداء مهام معينة بسبب الخوف. [2]

اختبر نفسك: هل تعاني من القلق؟

العلاقة بين الوسواس القهري والقلق

يرتبط الوسواس القهري والقلق بشكل كبير، حيث أن القلق هو أحد الأعراض الرئيسية لدى مرضى الوسواس القهري والاضطرابات ذات الصلة، مثل اضطراب التشوه الجسمي، والاكتناز القهري، وهوس نتف الشعر. [3]

لكن، هناك عدة أنواع من اضطرابات القلق التي يتم تصنيفها بشكل منفصل عن الوسواس القهري، وتشمل ما يلي: [4]

  • اضطراب القلق العام: يعاني الأشخاص المصابون باضطراب القلق العام من قلق مزمن يمكن أن يستمر لأشهر أو سنوات،  وقد لا يكون هناك سبب محدد لقلقهم.
  • اضطراب الهلع: يعاني الأشخاص المصابون بهذا النوع من القلق من نوبات هلع متكررة لا يمكن توقعها.
  • اضطراب القلق الاجتماعي: يتضمن هذا النوع خوفًا شديدًا من المواقف الاجتماعية التي قد يتم فيها مراقبة الشخص أو الحكم عليه.
  • الاضطرابات المرتبطة بالرهاب: تتعلق هذه الاضطرابات بالخوف والنفور من أشياء ومواقف معينة.

للمزيد: أنواع القلق

يمكن أن يشعر الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري والقلق بالخوف الشديد تجاه مواقف أو أشياء معينة، لكن أولئك الذين يعانون من الوسواس القهري يتأثرون أكثر بالأفكار، أو الصور، أو الحوافز السلوكية المتكررة التي تسبب لهم القلق، ويستجيبون لهذه الأفكار أو الحوافز المتكررة من خلال تكرار القيام بأمر محدد، مثل تكرار غسل اليدين أو ترتيب الأشياء، وذلك على عكس اضطراب القلق، فعادةً لا يشعر الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق بالحاجة إلى تنفيذ هذه الأفعال القهرية. [4]

للمزيد: 10 من أهم أسباب القلق، تعرف عليها

علاج الوسواس القهري واضطراب القلق

تتشابه طرق علاج كل من الوسواس القهري والقلق بشكل كبير، حيث يمكن أن تساعد العديد من الطرق على تخفيف أعراض كلتا الحالتين، وتشمل أهم تلك الطرق ما يلي: [[2][4]

  • مضادات الاكتئاب: تعمل هذه المجموعة من الأدوية على تحسين الحالة المزاجية، وخاصة مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، وتساعد ويرجع على خفض مستوى الضيق الذي يعاني منه الفرد، وتعمل عن طريق زيادة فترة تنشيط الناقل العصبي السيروتونين، الذي يعزز من شعور الفرد بالسعادة، ويقلل من استجابة الدماغ لمسببات القلق والوسواس القهري.
  • العلاج النفسي الديناميكي: يعد العلاج الديناميكي النفسي فعالًا بشكل خاص في علاج القلق، ولكنه أقل فعالية في علاج الوسواس القهري، ويقدم هذا النوع من العلاج نهجًا موسعًا ومتعمقًا في الأسباب الجذرية التي يواجهها المريض، في محاولة لفهم البيئة التي سهلت تطور الحالة.
  • العلاج السلوكي المعرفي: يعد العلاج السلوكي المعرفي علاجًا فعالًا للوسواس القهري، حيث يعمل هذا النوع من العلاج عن طريق التحديد المنهجي للمعتقدات الضارة، والهواجس المرهقة، والسلوك القهري المزعج، في محاولة لإنشاء شعور أكثر ثباتًا بالسيطرة عند مواجهة المحفزات.

نصيحة الطبي

يعد الوسواس القهري والقلق من اضطرابات الصحة النفسية الشائعة التي تؤثر على حياة المريض بشكل كبير خاصة عندما يترافق حدوثهما معًا، لذلك يوصى باستشارة الطبيب المختص في حال الشعور بأحد أعراضهما، للحصول على العلاج المناسب والوقاية من المضاعفات.