الالتهابات المهبلية هي حالة صحية شائعة وتعد مصدرًا للإزعاج والألم لدى النساء في كثير من الأوقات ولدى جميع الأعمار، يوجد العديد من الطرق لعلاج التهابات المهبل، ويختلف نوع الدواء ومدة العلاج باختلاف سبب الالتهاب.
نتطرق في هذا المقال إلى علاج التهابات المهبل المتنوعة مثل علاج التهاب المهبل البكتيري، وداء المبيضات المهبلي، وداء المشعرات بالتفصيل.
محتويات المقال
علاج التهابات المهبل البكتيرية
يشفى التهاب المهبل البكتيري (بالإنجليزية: Bacterial Vaginosis) من تلقاء نفسه دون أي أدوية في ثلث الحالات، حيث عادةً ما لا يكون هناك حاجة لعلاج بكتيريا المهبل في حال غياب الأعراض، أما في حال وجود أعراض، فينصح بمراجعة الطبيب، حيث يزيد التهاب المهبل البكتيري من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا، مما قد يؤثر على الحمل. (1)
يصف الطبيب المضادات الحيوية (بالإنجليزية: Antibiotics) في حالة التهاب المهبل البكتيري، التي قد تأتي بعدة أشكال صيدلانية، مثل الكريمات الموضعية أو حبوب عبر الفم. تعتبر المضادات الحيوية فعالة بنسبة تصل إلى 90 % من حالات التهاب المهبل البكتيري، ولكن غالبًا ما يعود الالتهاب مرة أخرى في غضون أسابيع قليلة. (2)
تشمل المضادات الحيوية المستخدمة في علاج بكتيريا المهبل ما يلي: (4)
- الميترونيدازول (بالإنجليزية: Metronidazole)، الذي يعد الأكثر شيوعًا في علاج التهابات المهبل البكتيرية.
- الكليندامايسين (بالإنجليزية: Clindamycin)، يمكن استخدامه إذا كان الميترونيدازول غير فعال، أو في حال تكرار العدوى.
- التينيدازول (بالإنجليزية: Tinidazole)، يمكن استخدامه كعلاج لالتهابات المهبل.
- السيكنيدازول (بالإنجليزية: Secnidazole).
- الإريثرومايسين (بالإنجليزية: Erythromycin).
- السيفكسيم (بالإنجليزية: Cefixime).
- الدوكسي سيكلين (بالإنجليزية: Doxycycline).
- الأزيثروميسين (بالإنجليزية: Azithromycin).
- السيفترياكسون (بالإنجليزية: Ceftriaxone)، يعطى عبر العضل في الحالات الشديدة.
علاج التهاب المهبل البكتيري المتكرر
تعاني 30% من النساء من عودة التهاب المهبل البكتيري بعد حوالي 3 أشهر من العلاج، كما تعاني 50% من النساء من تكرار التهاب المهبل البكتيري بعد حوالي 6 أشهر من العلاج. يمكن علاج التهاب المهبل البكتيري المتكرر (بالإنجليزية: Recurrent Bacterial Vaginosis) عن طريق ما يلي: (3)
- تناول ميترونيدازول أو كليندامايسين عن طريق الفم أو المهبل لمدة 7 أيام.
- اللجوء للعلاج المهبلي في المرة الثانية إذا كان العلاج في المرة الأولى عن طريق الفم، ينصح كذلك بأن يكون العلاج في المرة الثانية عن طريق الفم في حال كان العلاج في المرة الأولى عن طريق المهبل.
- استخدام جل ميترونيدازول مهبليًا مرتين في الأسبوع لمدة 3- 6 أشهر، وذلك في حالة حدوث التهابات في المهبل أكثر من ثلاث مرات في غضون 12 شهرًا.
علاج التهابات المهبل الفطرية
يصف الطبيب في حالة داء المبيضات المهبلي (بالإنجليزية: Vulvovaginal Candidiasis) مضادات الفطريات بأشكالها الصيدلانية المختلفة، مثل الكريمات، والمراهم الموضعية، والتحاميل المهبلية، والحبوب عبر الفم، وذلك بناءً على شدة الإصابة. تشمل مضادات الفطريات التي يمكن استخدامها لعلاج التهابات المهبل في حالة داء المبيضات المهبلي ما يلي: (6)
- البوتوكونازول (بالإنجليزية: Butoconazole).
- الكلوتريمازول (بالإنجليزية: Clotrimazole).
- الميكونازول (بالإنجليزية: Miconazole).
- الفلوكانازول (بالإنجليزية: Fluconazole).
- النيستاتين (بالإنجليزية: Nystatin).
- التيركينازول (بالإنجليزية: Terconazole).
- التيوكونازول (بالإنجليزية: Tioconazole).
- الكيتوكونازول (بالإنجليزية: Ketoconazole).
قد تحتاج المرأة لأخذ جرعة واحدة من بعض الأدوية، وقد تستمر مدة علاج التهابات المهبل لمدة تتراوح بين 3 أو 7 أيام.
يشتمل علاج التهابات المهبل للحامل على الأزولات الموضعية، ويستخدم لمدة 7 أيام، لعلاج داء المبيضات لدى الحامل، حيث يفضل تجنب الأزولات الفموية أثناء الحمل.
علاج التهابات المهبل الفطرية المتكررة
تستمر العدوى لدى حوالي 5-10٪ من النساء على الرغم من تناول علاج التهابات المهبل لمدة كافية، بسبب عدم القضاء على العدوى تمامًا وليس إعادة التقاط العدوى من جديد، ينصح لعلاج داء المبيضات المتكرر (بالإنجليزية: Recurrent Vulvovaginal Candidiasis) باتباع ما يلي: (3)(6)
- وضع كريم الهيدروكورتيزون بشكل متقطع، وذلك لتقليل الحكة وعلاج التهاب الجلد.
- استخدام كريم مضاد للفطريات قبل كل دورة شهرية وقبل العلاج بالمضادات الحيوية لمنع عودة الالتهاب.
- تناول الأدوية المضادة للفطريات عن طريق الفم (عادةً فلوكونازول)، تتناولها السيدة بانتظام أو بشكل متقطع (على سبيل المثال، 150-200 ملغم مرة في الأسبوع لمدة ستة أشهر)، يجدر الذكر أن مقدار الجرعة ومدى تكرارها يعتمدان على شدة الأعراض، كما ويجب التنويه أنه لا ينصح بتناولها أثناء الحمل.
- استخدام حمض البوريك على شكل تحاميل مهبلية، والذي يخفف من داء المبيضات لدى 70% من النساء عند استخدامه بجرعة 600 ملغ ليلًا ولمدة أسبوعين، ولا ينبغي استخدام حمض البوريك أثناء الحمل كعلاج لالتهابات المهبل.
للمزيد: التهاب المهبل الفطري
الأمراض المنقولة جنسيًا
كيف تعالج التهابات المهبل الناتجة عن الأمراض المنقولة جنسيًا؟ يعتبر داء المشعرات أحد أكثر الأمراض المنقولة جنسيًا شيوعًا، ويمكن أن يستمر لأشهر أو حتى سنوات إذا لم يتم علاجه، حيث لا يختفي داء المشعرات من تلقاء نفسه، لذا لا بد من اللجوء للطبيب لتناول علاج التهابات المهبل المناسبة، حيث أن تناول جرعة دواء واحدة تشفي ما يصل إلى 95٪ من النساء المصابات بداء المشعرات.
يقوم الطبيب في حالة الإصابة بداء المشعرات بوصف علاج التهاب المهبل من نوع مضادات الأوالي (بالإنجليزية: Antiprotozoal Agents)، والتي قد تشمل: (3)
- الميترونيدازول (بالإنجليزية: Metronidazole).
- التينيدازول (بالإنجليزية: Tinidazole).
علاج داء المشعرات المتكرر
يصاب حوالي 20٪ من الناس بداء المشعرات مرة أخرى في غضون 3 أشهر من العلاج، ولمنع الإصابة مرة أخرى ينصح بما يلي: (5)
- يجب أن تتناول المرأة المصابة وزوجها الأدوية المضادة للعدوى في نفس الوقت.
- ينصح بالامتناع عن الجماع لمدة أسبوع بعد الانتهاء من الدواء.
علاجات التهاب المهبل الموضعية
يوجد العديد من العلاجات الداعمة التي تساعد أيضًا في علاج التهاب المهبل، مثل: (4)(5)
- علاج التهابات المهبل الموضعية التي تحتوي على مادة الديكوالينيوم (بالإنجليزية: Dequalinium)، حيث أنها قد تستخدم في حالات التهاب المهبل الناتجة عن الإصابة بمزيج من الالتهاب البكتيري، والالتهاب الفطري، والالتهاب الطفيلي، أو في حال لم يتم التمكن من تحديد نوع الكائن الحي المسبب للمرض فيها.
- الغسولات التي تحتوي على النونوكسينول-9 (بالإنجليزية: Nonoxynol-9) أو البوفيدون أيودين (بالإنجليزية: Povidone Iodine)، التي قد تساعد في معالجة حالات داء المشعرات التي لم تستجيب للعلاج بالميترونيدازول أو التينيدازول.
- الكريمات التي تساعد على تليين وترطيب منطقة المهبل، خاصة في حالات جفاف الهبل أو تحسسه.
اقرأ أيضًا: طرق طبيعية لعلاج التهابات المهبل
ملاحظات حول علاج التهابات المهبل
يجب أن تكون المرأة على دراية ببعض الأمور في حال استخدامها علاج التهابات المهبل، مثل: (2)
- في حال كانت المرأة المصابة حامل، يجب عليها أن تؤكد على طبيبها بشأن الحمل، وذلك لأن التهاب المهبل يمكن أن يؤثر على الجنين، كما أن بعض علاجات التهابات المهبل الدوائية قد لا تكون مناسبة خلال فترة الحمل بشكل كامل أو خلال ثلث معين من فترة الحمل.
- في حال كانت المرأة المصابة مرضعة، فقد ينصحها الطبيب بالتوقف عن الرضاعة الطبيعية، حيث تكون هناك فترة زمنية تفصل ما بين آخر جرعة من علاج التهاب المهبل والمباشرة بإرضاع الطفل الرضيع من جديد، وذلك لاحتمالية إفراز علاج التهابات المهبل الدوائية في حليب الأم، والتي قد تؤثر على صحة الطفل الرضيع. تختلف هذه الفترة الزمنية الفاصلة باختلاف الدواء، كما يلي:
- الميترونيدازول، يجب أن تكون الفترة الزمنية الفاصلة 12 - 24 ساعة على الأقل.
- التينيدازول، يجب أن تكون الفترة الزمنية الفاصلة 3 أيام على الأقل.
علاج التهابات المهبل للمتزوجات
نضيف إلى ما سبق من طرق علاج التهابات المهبل، بعض النصائح حول علاج التهابات المهبل للمتزوجات تحديدًا، منها:
- علاج التهاب المهبل البكتيري للمتزوجات: عند إصابة المرأة المتزوجة بالتهاب المهبل البكتيري ينصح بما يلي: (4)
- لا يوصى بتقديم علاج الالتهابات المهبلية البكتيرية للزوج.
- ينصح الطبيب باستخدام نوع مختلف من وسائل منع الحمل، إذا كانت المرأة المتزوجة تستخدم اللولب، وتعاني من التهاب المهبل البكتيري المتكرر.
- علاج التهابات المهبل الفطرية للمتزوجات: عند إصابة المرأة المتزوجة بالتهاب المهبل الفطري فإن تقديم علاج التهابات المهبل الفطرية للزوج يعتمد على عدة عوامل، على النحو التالي: (6)
- لا ينتقل غالبًا داء المبيضات المهبلي غير المصحوب بأعراض عن طريق الاتصال الجنسي، ولا يوصى بعلاج الزوج في هذه الحالة.
- يقدم العلاج للزوج إذا عانى من أعراض تشير إلى إصابته بالالتهابات الفطرية أيضًا، مثل حدوث تورم مؤلم في طرف القضيب. في معظم الحالات يوصف كريم مضاد للفطريات للرجل.
- علاج التهابات المهبل نتيجة الاصابة بداء المشعرات لدى المتزوجات: عند إصابة المرأة المتزوجة بداء المشعرات، يوصى بما يلي: (5)
- تقديم علاج التهاب المهبل نفسه للزوج حتى لو لم تظهر عليه أعراض، وذلك بالتزامن مع علاج المرأة المصابة.
- الامتناع عن الجماع لمدة أسبوع بعد الانتهاء من الدواء، وذلك لإعطاء الدواء وقتًا لقتل العدوى والتخلص من الأعراض، حيث يمكن أن تؤدي ممارسة الجنس في وقت مبكر جدًا إلى الإصابة مرة أخرى.
الوقاية من التهابات المهبل
يوصى بعدد من النصائح والإرشادات اليومية التي تساعد في علاج التهابات المهبل والحد من تفاقمها أو تكرر حدوثها، منها: (4)(5)
- الاهتمام بنظافة المهبل والنظافة الشخصية بشكل عام.
- القيام بمسح المنطقة من الأمام (منطقة المهبل) إلى الخلف (منطقة الشرج).
- استخدام الصابون أو الغسولات التي لا تحتوي على مواد مهيجة أو عطور من أجل غسل منطقة المهبل.
- ارتداء الملابس الداخلية الفضفاضة والمصنوعة من القطن.
- تناول اللبن، وذلك لاحتوائه على بكتيريا نافعة تسمى بالعصية اللبنية (بالإنجليزية: Lactobacillus).
- الحرص على إبقاء منطقة المهبل جافة.
- التقليل من تناول الكربوهيدرات البسيطة، والأطعمة المكررة، والكحول، للتقليل من خطر الإصابة بالتهاب المهبل المتكرر أو استمراره بالرغم من تلقي علاج التهابات المهبل.
للمزيد: نظافة الأعضاء التناسلية: افعل ولا تفعل
تتعدد أنواع التهابات المهبل ما بين بكتيرية وفطرية، أو ناتجة عن الأمراض المنقولة جنسياً، يوصى بتناول لعلاج الموصوف من قبل الطبيب بدقة مع المحافظة على قواعد النظافة لكامل المنطقة التناسلية والابتعاد عن المستحضلرات الشخصية المعطرة.