يهدف علاج الأنيميا المنجلية إلى تقليل معدل حدوث أزمات التمنجل، والتخفيف من الأعراض المصاحبة للمرض، وكذلك علاج المضاعفات وتجنبها.
تعرف في هذا المقال على طرق علاج مرض الأنيميا المنجلية، وما هو علاج فقر الدم المنجلي الجيني الجديد، وما النصائح التي يجب اتباعها للوقاية من الإصابة بنوبات المرض.
محتويات المقال
علاج الأنيميا المنجلية
يبدأ علاج نوبات الأنيميا المنجلية بإعطاء الأكسجين؛ لتسهيل عملية التنفس وتحسين مستويات الأكسجين، مع إعطاء السوائل عن طريق الوريد؛ للمساهمة في عودة خلايا الدم الحمراء إلى شكلها الطبيعي. [1]
تتضمن طرق علاج الأنيميا المنجلية ما يلي:
العلاج الدوائي
قد تساعد الأدوية التالية في تقليل خطر حدوث النوبات والوقاية من المضاعفات: [2] [3] [4] [5]
- الهيدروكسي يوريا (بالإنجليزية: Hydroxyurea): يعد دواء الهيدروكسي يوريا أو الهيدروكسي كارباميد الدواء الوحيد المعتمد من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج فقر الدم المنجلي للأطفال والكبار.
يفيد دواء الهيدروكسي يوريا في تقليل معدل حدوث نوبات الألم، والحد من فقر الدم، وتقليل الاحتياج إلى نقل الدم، حيث يعمل على زيادة إنتاج الهيموجلوبين الجنيني لضمان إمداد الجسم بالأكسجين. تجدر الإشارة إلى أن هذا الدواء لا يستخدم لعلاج الأنيميا المنجلية للحامل أو الأطفال أقل من 9 أشهر.
- مسحوق الجلوتامين L الفموي (بالإنجليزية: Glutamine-L): يساعد الجلوتامين في تقليل عدد الخلايا المنجلية، كما أنه قد يقلل من معدل حدوث نوبات الألم وشدتها، ويمكن استخدامه لعلاج فقر الدم المنجلي للكبار والأطفال من عمر 5 سنوات.
- الفوكسيلوتور (بالإنجليزية: Voxelotor): يعمل هذا الدواء على زيادة مستويات الهيموجلوبين، ويستخدم للكبار والأطفال من عمر 12 سنة.
- الكريزانليزوماب (بالإنجليزية: Crizanlizumab): يساهم هذا الدواء في تقليل الألم عن طريق منع خلايا الدم من الالتصاق بالأوعية الدموية، ويمكن استعماله لعلاج الأنيميا المنجلية للكبار والأطفال من عمر 16 سنة، ويستخدم بمفرده أو بالتزامن مع الهيدروكسي يوريا.
- مسكنات الألم: يمكن تناول مسكنات الألم، مثل الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) أو الإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) للتخفيف من الألم المصاحب للنوبات.
نقل الدم
يفيد نقل الدم في تحسين عملية نقل الأكسجين والمواد الغذائية لخلايا الجسم، ومن الحالات التي قد تستدعي نقل الدم: [1] [3]
- فقر الدم الحاد.
- تضخم الطحال.
- العدوى.
- متلازمة الصدر الحادة.
- السكتة الدماغية.
العلاج بالخلايا الجذعية
يعد علاج الأنيميا المنجلية بالخلايا الجذعية هو العلاج النهائي المتاح لمرض الأنيميا المنجلية.
يجرى زرع الخلايا الجذعية أو نخاع العظم عن طريق أخذ خلايا جذعية من متبرع سليم بعد مطابقتها مع المريض، وحقنها بالتسريب الوريدي، ثم تبدأ هذه الخلايا في إنتاج كريات دم حمراء سليمة لتحل محل الخلايا المنجلية. [3]
نظراً للمخاطر التي تنطوي عليها عملية زرع النخاع واحتمالية الإصابة بمشاكل صحية تهدد الحياة، فعادة لا يتم اللجوء إليها إلا لعلاج الأنيميا المنجلية للأطفال الذين يعانون من أعراض ومضاعفات شديدة لا تستجيب للعلاجات الأخرى، وبعد الموازنة بين الفوائد والمخاطر المحتملة. [4]
اقرأ أيضاً: تعرف على العلاج بالخلايا الجذعية
الوقاية من العدوى
قد يزيد مرض الأنيميا المنجلية من مخاطر الإصابة بالعدوى؛ لذا عادة ما يوصي الطبيب بتناول البنسلين (بالإنجليزية: Penicillin) مرتين في اليوم، وغالباً ما يبدأ إعطاء البنسلين للأطفال من عمر شهرين وقد يستمر الأمر مدى الحياة. [3]
يوصى أيضاً بتلقي جميع اللقاحات الروتينية وكذلك اللقاحات الإضافية، مثل لقاح الإنفلونزا السنوي ولقاح التهاب الكبد B.
[4]
اقرأ أيضاً: ما هي امراض الدم الوراثية؟
علاج مضاعفات الأنيميا المنجلية
يؤدي مرض فقر الدم المنجلي إلى الإصابة بالعديد من المضاعفات، ويتضمن علاج الأنيميا المنجلية عند الأطفال والكبار في هذه الحالة ما يلي: [4]
- تأخر سن البلوغ: قد يوصى بإعطاء دورة قصيرة من الأدوية الهرمونية؛ لتحفيز البلوغ عند الأطفال الذين يعانون من تأخر سن البلوغ.
- حصوات المرارة: يمكن علاج حصوات المرارة بجراحة استئصال المرارة أو التنظير.
- آلام العظام والمفاصل: تستخدم مسكنات الألم للتخفيف من آلام العظام والمفاصل، ولكن تستدعي الحالات الشديدة الخضوع للجراحة.
- القساح: قد يتطلب علاج القساح، وهو انتصاب القضيب المستمر والمؤلم، استخدام دواء لتحفيز تدفق الدم أو استعمال إبرة لتصريف الدم من القضيب.
- تقرحات الساق: يتم علاج تقرحات الساق من خلال تنظيف القرحة وتضميدها.
- السكتة الدماغية: قد يستلزم علاج السكتة الدماغية نقل دم منتظم أو العلاج بدواء الهيدروكسي يوريا.
- متلازمة الصدر الحادة: عادة ما يستدعي علاج متلازمة الصدر الحادة استخدام المضادات الحيوية، ونقل الدم، وتلقي الأكسجين والسوائل الوريدية، وقد يوصي الطبيب بتناول الهيدروكسي يوريا لمنع حدوث المزيد من النوبات.
العلاج الجيني للأنيميا المنجلية
العلاج الجيني هو علاج جديد لمرض الأنيميا المنجلية ما زال تحت الدراسة، ويتميز هذا العلاج بأنه يعمل على إصلاح الجين المسبب للمرض ويمكنه علاج الأنيميا المنجلية نهائياً، فضلاً عن عدم الحاجة إلى تناول مثبطات المناعة باستمرار أو البحث عن متبرع مطابق كما في زراعة نخاع العظم. [6]
تعتمد فكرة هذا العلاج الواعد على جمع خلايا نخاع العظم من الجسم (الخلايا الجذعية)، وإصلاح الجين المسبب للأنيميا المنجلية مختبرياً، ثم إعادة حقن الخلايا في الدم لإنتاج خلايا دم حمراء سليمة. [6]
لم يحصل علاج الأنيميا المنجلية الجديد على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية بعد، إذ لا يزال في المراحل الأخيرة من التجارب السريرية، ولكن يُتوقع أن تتم الموافقة عليه في المستقبل القريب. [6]
اقرأ أيضاً: الجينات البشرية وفائدتها في علاج الأمراض الوراثية
علاج الأنيميا المنجلية في المنزل
ينطوي علاج الأنيميا المنجلية في البيت على تطبيق بعض الطرق البسيطة للتخفيف من الألم عند حدوث النوبات، مثل: [7]
- شرب الكثير من السوائل.
- تناول مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية.
- استخدام وسادة تدفئة.
- أخذ حمام دافئ أو التدليك.
- الحصول على قسط وافر من الراحة.
علاج الأنيميا المنجلية بالغذاء
تعد التغذية عاملاً مهماً في التخفيف من أعراض الأنيميا المنجلية، مثل ضعف النمو، وآلام المفاصل، والعدوى، وفقر الدم، كما أن مرضى الأنيميا المنجلية تكون احتياجاتهم من السعرات الحرارية والعناصر الغذائية أعلى من المتوسط؛ إذ يتم استهلاكها بسرعة أكبر لإنتاج كريات دم حمراء جديدة باستمرار. [8]
لذلك ينصح باتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، والبقوليات. [8]
هناك بعض العناصر الغذائية المهمة في علاج الأنيميا المنجلية، حيث تعمل على إمداد الجسم بالعناصر الغذائية وتحسين الصحة العامة للمريض، مثل: [8]
- الأحماض الأمينية كالأرجينين.
- حمض الفوليك.
- الزنك.
- المنجنيز.
- فيتامين د.
- المغنيسيوم.
- فيتامين أ، وفيتامين سي، وفيتامين هـ.
تجدر الإشارة إلى أن علاج فقر الدم المنجلي بالغذاء من خلال اتباع نظام غذائي صحي لا يغني عن العلاج الذي يوصي به الطبيب. [8]
الوقاية من الإصابة بنوبات الأنيميا المنجلية
يعد تجنب المحفزات المحتملة هي الطريقة المثلى للوقاية من الإصابة بنوبات الألم، ويمكن القيام بذلك من خلال: [7]
- شرب الكثير من السوائل لتجنب الإصابة بالجفاف.
- ارتداء الملابس الدافئة.
- تجنب التعرض لتغيرات مفاجئة في درجات الحرارة.
- الحد من التوتر والقلق.