المكورات الرئوية (بالانجليزية: Streptococcus Pneumoniae) هي أحد أنواع البكتيريا التي قد تسبب تطور أمراض خطيرة مهددة للحياة، وتنتقل من شخص لآخر عن طريق السعال أو الاتصال القريب مع الأشخاص المصابين بها.
تسبب الإصابة بالمكورات الرئوية أو العقدية الرئوية تطور عدد من الحالات الصحية، بناءً على موقع الإصابة بالبكتيريا، وتشمل هذه الحالات ما يلي:
- التهاب الرئة (بالانجليزية: Pneumonia).
- التهاب السحايا (بالانجليزية: Meningitis).
- التهاب الدم (بالانجليزية: Sepsis).
- التهاب الأذن (بالانجليزية: Otitis).
قد تختلف أعراض الإصابة بالمكورات الرئوية من شخص لآخر بناءً على الحالة، حيث تشمل الأعراض الناتجة عنها ما يلي:
- صعوبة أو ضيق في التنفس.
- آلام الصدر.
- سعال، قد يرافقه خروج مخاط أخضر أو أصفر اللون.
- حمى.
- تعرق وقشعريرة.
- تصلب الرقبة.
- ارتباك.
تأثير الطقس على المكورات الرئوية
تزيد حالات الإصابة بالمكورات الرئوية مع حلول فصل الشتاء، وهي ظاهرة لا يوجد لها تفسير دقيق بعد، حيث يلاحظ أنّ الأمراض التي تسببها المكورات الرئوية تكون أكثر شدة خلال فصل الشتاء، مع زيادة كبيرة في عدد الإصابات عند البالغين في الفترة ما بين 24 كانون الأول، إلى 7 كانون الثاني.
إلا أنّ هذه الزيادة لوحظت عند البالغين فقط ولم تلاحظ عند الأطفال. يشار إلى أنّ الزيادة الموسمية في حالات الإصابة بالمكورات الرئوية عند الأطفال تسبق تلك الحاصلة عند البالغين، حيث تصل إلى أعلى مستوياتها في شهر أيلول، مع استمرار ارتفاعها خلال فصل الخريف.
ترتبط أمراض المكورات الرئوية ارتباطاً عكسياً مع درجات الحرارة، حيث أنّها تزيد مع إنخفاض درجات الحرارة، إلا أنّه على النقيض من ذلك فقد أظهرت التقارير أنّ الأماكن الأكثر برودة تمتلك أقل نسب من إصابات المكورات الرئوية. يعتقد أنّ زيادة عدد الإصابات بالمكورات الرئوية خلال فصل الشتاء يعود إلى برودة الجو، وإنخفاض الرطوبة، وتلوث الهواء، وزيادة الإصابة بالأمراض الفيروسية التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض المكورات الرئوية، مثل الانفلونزا، بالإضافة إلى تجمع الأشخاص المعرضين للإصابة معاً بشكل أكبر خلال فترة الشتاء.
اقرأ أيضاً: البرد وتداعياته المرضية
تشير نظرية تم طرحها مؤخراً إلى أنّ زيادة الإصابة ببعض الأمراض المعدية خلال فصول معينة دون سواها قد يعود إلى حدوث تغيرات فسيولوجية (تغيرات في وظائف الأعضاء) مع تغيُّر الفصول في أجسام البشر أو الحيوانات (المضيف) التي تصاب بهذه الأمراض، مثل حدوث تغير في أعداد المستقبلات الخلوية، وتغير نشاط جهاز المناعة.
لوحظ أنّ العديد من الثدييات يحدث لديها بعض التغيرات العضوية مع اختلاف فصول السنة، والتي ترتبط باختلاف نُظم الليل والنهار، التي يتحكم بها هرمون الميلاتونين (بالانجليزية: Melatonin)، كما تشير دراسات حيوانية أجريت على الفئران بأنّ تغير نظم الليل والساعة البيولوجية مع تغير الفصول يؤثر على مدى احتمالية الإصابة بأمراض المكورات الرئوية الشديدة.
أظهرت دراسة أجريت في مدينة شانغهاي الصينية حول تأثير الطقس والأحوال الجوية على حالات التهاب الرئة التي يتم إدخالها إلى المستشفيات بشكل يومي، وأظهرت أنّه مع ازدياد الحرارة فإنّ خطر الدخول للمستشفى نتيجة التهاب الرئة يتناقص، بينما أظهرت أنّ الرطوبة النسبة، ومعدلات الهطول (الأمطار، والثلوج، وغيرها)، والتغيرات الجوية المرتبطة بالرياح وسرعتها ليس لها تأثير على زيارات المستشفى المرتبطة بالتهاب الرئة.
أظهرت هذه الدراسة أيضاً وجود اختلاف في تأثير الأجواء الباردة على التهابات الرئة وحدتها مع اختلاف العمر والجنس، حيث أنّ كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً كانوا أكثر تأثراً بانخفاض درجات الحرارة، حيث لوحظ وجود زيادة في أعداد المدخلين إلى المستشفى بسبب التهاب الرئة من هذه الفئة العمرية عند حرارة 18 درجة مئوية، وهي درجة حرارة أكبر من درجات الحرارة التي أثرت على حالات التهاب الرئة عند الفئات الأقل عمراً.
اقرأ أيضاً: هل من محاسن لبرد الشتاء القارس
أمراض المكورات الرئوية والصيف
على الرغم من ارتباط أغلب حالات الإصابة بأمراض المكورات الرئوية بفصل الشتاء والجو البارد، إلا أنّه يمكن أن يصاب البشر بهذه البكتيريا في فصل الصيف، وفي أي من فصول السنة أيضاً، حيث أنّ بعض الفئات هم أكثر عرضة للإصابة بأحد أمراض المكورات الرئوية أكثر من غيرهم، وتشمل هذه الفئات ما يلي:
- كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة، حيث يوصى بحصول هذه الفئة على لقاح المكورات الرئوية.
- الأشخاص المصابين بمرض الانسداد الرئوي المزمن (بالانجليزية: Chronic obstructive pulmonary disease) هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض المكورات الرئوية بـ 7.7 أضعاف أكثر من غيرهم.
- الأشخاص الذين يعانون من مرض الربو (بالانجليزية: Asthma) هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض المكورات الرئوية بـ 5.9 أضعاف أكثر من غيرهم.
- الأشخاص الذين يقومون بالتدخين هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض المكورات الرئوية بـ 3.9 أضعاف أكثر من غيرهم.
يصاب أعداد كبيرة من البشر سنوياً بأحد أمراض بكتيريا المكورات الرئوية، ويفقد كذلك عدد ليس بالقليل منهم حياتهم جراء المضاعفات الخطيرة لهذه الأمراض، الأمر الذي يجعل الحصول على لقاح المكورات الرئوية أمراً ضرورياً للوقاية من هذه الأمراض ومن مضاعفاتها، لا سيما عند الفئات الأكثر عرضة للإصابة.
اقرأ أيضاً: لقاح المكورات الرئوية