يمكن أن تزداد فرصة حدوث جلطات الدم أثناء الحمل، حيث يمكن أن تحدث جلطة الساق للحامل، والتي من الممكن أن تنتقل إلى الرئتين لتسبب جلطة في الرئة، وهي حالة خطيرة يمكن أن تتسبب بوفاة الحامل.
ومن أجل معرفة ما هو سبب جلطات الحمل؟ ومتى تزداد فرصة الإصابة بها؟ وما هي أعراض جلطات الحمل؟ وكيف يمكن علاجها، فإننا ننصح بقراءة هذا المقال الذي يتحدث حول كل ما يخص جلطات الحمل.
جلطات الحمل
إن ما يحدث لدى المرأة الحامل من تغيرات هرمونية وجسدية، يمكن أن يزيد من فرصة إصابتها بالعديد من المشكلات الصحية، ومنها جلطات الأوردة العميقة، والتي يمكن أن تحدث على وجه الخصوص، في الحوض، أو الفخذ، أو الساق. [1]
ومن المهم زيارة الطبيب عند ظهور أي من أعراض جلطات الحمل، وذلك للحصول على العلاج المناسب للمشكلة ومنع حدوث المضاعفات لديها والتسبب بأي ضرر للجنين. [1،2]
لماذا تحدث جلطات الحمل؟
يرتبط الحمل بزيادة حدوث الجلطات في الساق أو الفخذ بمقدار 5 - 10 أضعاف مقارنة بالنساء الأخريات، ويعود سبب ازدياد حدوث الجلطات الدموية للحامل إلى الأسباب التالية:
- ارتفاع مستوى بروتينات تخثر الدم وانخفاض مستوى البروتينات المضادة للتجلط.
- ارتفاع مستوى هرمون الإستروجين.
- ازدياد الضغط على أوردة في الساقين والحوض نتيجة لنمو الجنين، مما يسبب بطء تدفق الدم إلى الأطراف السفلية. [2-4]
متى تزداد نسبة حدوث جلطات الحمل؟
يمكن أن تحدث جلطات الحمل لأي حامل، لكن هناك عدد من العوامل التي يمكن أن تزيد من احتمالية حدوث جلطة الساق عند الحامل، ومنها:
- معاناة المرأة الحامل أو أحد أفراد عائلتها من الجلطات الدموية بشكل عام وجلطة الساق بشكل خاص.
- تجاوز عمر الحامل لـ 35 عاماً.
- معاناة الحامل من اضطرابات التخثر الوراثية أو الأمراض المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم.
- السمنة، بحيث يتجاوز مؤشر كتلة جسم لديها الـ 30.
- خضوع المرأة لعملية الولادة القيصرية أو غيرها من العمليات الجراحية في منطقة الحوض والساقين مسبقاً.
- التعرض مسبقاً أو حديثاً لإصابة في الرجل.
- بقاء الحامل جالسة لفترات طويلة.
- المعاناة من المخاض الطويل.
- المعاناة من دوالي الساقين الشديدة.
- التدخين.
- تناول المرأة لحبوب منع الحمل أو غيرها من حبوب الهرمونية مسبقاً.
- إصابة الحامل بالجفاف. [1،2،5]
كما يمكن أن تزداد احتمالية حدوث جلطات عند الحمل بتوأم أو عند تناول العلاجات التي تزيد من الخصوبة. [1،2]
اقرأ أيضاً: أسباب جلطة الساق وأعراضها
ما هي أعراض جلطات الحمل؟
إن أعراض جلطات الحمل تختلف باختلاف مكانها، فمن أعراض جلطة الساق عند الحامل:
- ألم الساق، خاصة عند الوقوف والمشي.
- تورم في الساق.
- دفء في المنطقة المصابة
- احمرار الجلد، وخاصة في الجزء الخلفي أسفل الركبة. [1،2]
وعادة ما تظهر أعراض الجلطة في ساق واحدة وفي أغلب الأحيان تحدث الجلطة في الساق اليسرى للحامل. [1،5]
أما في حال انتقال جلطة الحمل إلى الرئة، عندها سوف تتسبب بالأعراض التالية:
- ضيق التنفس.
- الشعور بألم أو ضيق في الصدر، خاصة عند التنفس.
- سعال مع أو بدون الدم.
- تسارع ضربات القلب.
- الدوخة.
- التعرق.
- القلق. [1]
اقرأ أيضاً: ما هي أعراض جلطة الرجل؟
هل جلطات الحمل تضر الجنين أو الأم الحامل؟
بشكل عام، لا يشكل حدوث جلطة الساق عند الحامل خطراً على الجنين ما لم يحدث أية مضاعفات لدى الحامل، وأهمها انتقال الجلطة إلى الرئة، حيث أن حدوث جلطة الرئة عند الحامل يعد من الأسباب الشائعة لموت الحوامل في الولايات المتحدة الأمريكية. [1،2]
وقد يتساءل البعض حول هل جلطات الحمل تسبب الإجهاض أو موت الجنين؟ فالإجابة نعم، حيث أن تكون جلطات الدم داخل المشيمة يمكن أن يقلل من كمية الدم الواصلة إلى الجنين، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى الإجهاض أو ولادة جنين ميت. [2]
كما يجب الانتباه من أن جلطة الحمل يمكن أن تتسبب بما يلي:
- النوبات القلبية أو السكتة الدماغية.
- الولادة المبكرة.
- تقييد النمو داخل الرحم مما يقلل من نمو الجنين. [2]
ومن مضاعفات حدوث جلطة الساق عند الحامل، أنه وعلى المدى الطويل يمكن أن تسبب تورم دائم في الأوردة واحتباس السوائل في الساقين. [1]
كيف يتم علاج جلطات الحمل؟
عادة ما يتم وضع علاج لجلطة الرئة أو جلطة الساق عند الحامل من قبل اختصاصي أمراض الدم واختصاصي الحمل والتوليد. وتعد حقن الهيبارين منخفض الوزن الجزيئي كأفضل علاج لجلطات الحامل، حيث أن يعد فعال وآمن على صحة الأم والجنين، ومنها الإنوكسابارين (بالإنجليزية: Enoxaparin). [1،3،4]
عادة ما يتم وصف هذه الحقن مرتين يومياً، ولمدة 3 أشهر على الأقل أو حتى 6 أسابيع بعد الولادة، ولا داعي للقلق فمن الآمن أخذ هذا الدواء أثناء فترة الرضاعة. [1،2]
أما حول الأدوية الأخرى المميعة للدم، ومنها دواء الوافارين (بالإنجليزية: Warfarin) فمن غير الآمن استخدامها أثناء الحمل. أيضاً لا ينصح باستخدام أدوية تذويب الجلطة التي تعطى عبر الوريد، وذلك لاحتمالية تسببها بنزيف شديد عند الحامل، لذا عادة ما يتم وصفها في حال حدوث جلطة الرئة عند الحامل المهددة للحياة. [4]
كما يمكن أن ينصح الطبيب باستخدام الجوارب الضاغطة عند علاج جلطة الساق للحامل، والتي تساعد على التقليل من التورم وغيرها من أعراض جلطة الساق عند الحامل، كما يمكن أن تقلل من ظهور جلطات جديدة لديها. [2،3،5]
اقرأ أيضاً: كيفية تمييز أعراض الجلطة القلبية
كيف يتم الوقاية من حدوث جلطات الحمل؟
يمكن التقليل من حدوث جلطات للحامل من خلال الأخذ بالتدابير التالية:
- تجنب الخمول وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- الاستمرار بتحريك الساقين عند الجلوس لفترة طويلة.
- تجنب وضع ساق فوق الساق الأخرى عند الجلوس.
- تجنب التدخين.
- شرب كميات وفيرة من الماء والسوائل.
- تجنب تناول الكحول.
- الالتزام بنظام غذائي صحي.
- المحافظة على الوزن ضمن حدوده الطبيعية.
- عند السفر، ينصح بارتداء الحامل للجوارب الضاغطة بالإضافة إلى محاولة المشي ما بين الحين والآخر.
- إعطاء جرعة وقائية من الهيبارين، وعادة ما يتم ذلك لدى النساء الحوامل المعرضات لخطر الإصابة بجلطات الأوردة العميقة جرعة، ويتم إعطاؤها عادة خلال فترة الحمل كاملة، ولمدة 6 - 8 أسابيع بعد الولادة. [1،2،5]
ويجب التنويه إلى أنه لا يمكن منع الجلطات عند الحامل نهائياً، لذا لا بد من مراقبة الحامل عن كثب وإجراء الفحوصات الدورية لها باستمرار خاصة إن كانت من اللواتي لديهن خطر كبير للإصابة بجلطات الحمل.
نهاية، يجب الانتباه من حدوث الجلطات عند الحامل، وخاصة جلطة الرئة أو جلطة المشيمة، حيث أنهما يسببان مضاعفات خطيرة يمكن أن تؤدي إلى وفاة الأم أو فقدان الجنين. إن علاج جلطات الحمل يقتصر على بعض أنواع الأدوية المميعة للدم والتي ثبتت مأمونية استخدامها للحامل.
بالرغم من أنه لا يمكن منع حدوث جلطات عند الحامل بشكل نهائي، إلا أن هناك عدد من النصائح لتقليل من احتمالية حدوثها قدر الإمكان.