الفطر الأسود (بالإنجليزية: Black Fungus)، أو ما يطلق عليه الفطر المخاطي (بالإنجليزية: Mucormycosis)، وهي عدوى فطرية نادرة لكنها خطيرة، يسببها نوع من الفطريات تسمى الفطريات المخاطية. والتي تتواجد في مناطق البيئة الرطبة، كما أنه يصيب الأغشية المخاطية في الجسم مثل الجيوب الأنفية، والرئتين، والجلد، والدماغ.
غالياً ما يصيب مرض الفطر الأسود الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، أو يتناولون الأدوية المثبطة للمناعة، وقد يصيب الجلد بعد التعرض للجروح أو الحروق. وقد ينتقل للأشخاص عند استنشاق جزيئات الفطر أو ملامستها في التربة، أو المواد المتعفنة مثل الخبز، أو الفاكهة، أو السماد.
انواع عدوى الفطر الاسود
تتضمن أنواع عدوى الفطر الأسود ما يأتي:
- التهاب الجيوب الأنفية والدماغ، وتسمى عدوى الأنف (بالإنجليزية: Rhinocerebral Infection): في هذه الحالة يبدأ المرض كالتهاب في الجيوب الأنفية، ثم يمتد ويسبب تورم الأعصاب التي تخرج من الدماغ. ويمكن أن يتسبب في حدوث جلطات دموية، تسد الأوعية الدموية إلى الدماغ.
- عدوى رئوية تسمى داء الغشاء المخاطي الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary Mucormycosis): في هذه الحالة يزداد الالتهاب الرئوي سوء بشكل سريع، وقد ينتشر الالتهاب إلى تجويف الصدر والقلب والدماغ.
- التهاب أجزاء أخرى من الجسم: قد يؤدي الفطر الأسود إلى التهابات في الجهاز الهضمي والجلد والكلى.
الفرق بين الفطر الاسود والفطر الابيض والفطر الاصفر
تسبب الفطريات المتنوعة العديد من الأمراض الفطرية للإنسان، منها ما هو أمراض خطرة مثل مرض الغشاء المخاطي الذي يسببه الفطر الأسود، وهناك أنواع أخرى من الفطريات المسبة للأمراض مثل الفطر الأبيض، والفطر الأسود اللذان سنتعرف عليها فيما يلي.
الفطر الابيض
تسمى الإصابة بالفطر الأبيض داء المبيضات، وينمو على شكل بقع بيضاء كثيفة على اللسان، وتجويف الفم. توجد المبيضات بشكل طبيعي في الفم، والجهاز الهضمي، والجلد.
عادةً ما تحدث الإصابة بالفطر الأبيض نتيجة فقدان التوازن البكتيري في الجسم، أو ضعف المناعة، مما يؤدي إلى زيادة إنتاج المبيضات والتسبب بالعدوى.
الفطر الاصفر
يعتبر الفطر الأصفر أخطر من الفطر الأبيض والفطر الأسود، إذ أنه غير معروف طريق انتقاله للبشر، ولا ينتشر بنفس طريقة الفطر الأسود، أو الفطر الأبيض، كما أنه عندما يصيب العضو، فإنه يوقفه تماماً عن الحركة، ولا ينتشر تدريجياً كالأنواع الأخرى. وفي حال عدم علاجه بشكل مستعجل فإنه يسبب تلف العضو المصاب.
- أسباب الإصابة بالفطر الأصفر: تتضمن أسباب الإصابة بالفطر الأصفر ما يلي:
- انعدام النظافة.
- وجود النفايات حول المنزل.
- تناول الأطعمة الملوثة بالفطر.
- الأشخاص ذوي المناعة المنخفضة.
- الأشخاص الذين يتناولون أدوية الستيرويد لفترات طويلة.
- البيئة عالية الرطوبة.
- أعراض الإصابة بالفطر الأصفر: يمكن أن تظهر الأعراض التالية للدلالة على الإصابة بالفطر الأصفر:
- فقدان الشهية.
- فرط الكسل والخمول.
- فقدان الوزن.
- اضطراب الجهاز الهضمي.
اسباب مرض الفطر الاسود
يحدث مرض الفطر الأسود بسبب ما يلي:
- التعرض لجزيئات الفطر، التي يمكن أن تتواجد في ما يلي:
- أكوام السماد.
- التربة الرطبة.
- أوراق الشجر.
- الخشب المتعفن.
- استنشاق جراثيم الفطر الأسود المنتشرة في الهواء، ويسمى ذلك بالتعرض للجيوب الأنفية مما يؤدي إلى الإصابة بالعدوى في المناطق التالية:
- الجهاز العصبي المركزي.
- إصابة العين.
- الوجه.
- الجيوب الانفية.
- الرئتين.
- إصابة الجلد بالفطر الأسود بعد التعرض لجروح أو حروق وفي هذه الحالة يصيب الفطر الأسود الجلد.
للمزيد: ظهور عدوى فطرية نادرة لدى مرضى كورونا في الهند
عوامل خطر الاصابة بمرض الفطر الاسود
يعتبر الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، هم أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بالفطر المخاطي، وتتضمن أمراض نقص المناعة، وأمراض ضعف المناعة ما يأتي:
- الإيدز.
- مرض السكري غير المسيطر عليه.
- أمراض اللوكيميا وسرطان الغدد الليمفاوية.
- ارتفاع حموضة الدم، أو ما يسمى الحماض الأيضي (بالإنجليزية: Metabolic Acidosis).
- استخدام أدوية الستيرويد لفترات طويلة.
- سوء التغذية.
- الأدوية المثبطة للجهاز المناعي.
- الأشخاص الذين خضعوا لعمليات زراعة الأعضاء، أو زراعة الخلايا الجذعية.
- انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء.
- ارتفاع نسبة الحديد في الجسم.
- الولادة المبكرة أو نقص وزن الجنين عند الولادة.
للمزيد: البروبيوتيك والبريبيوتيك لتعزيز المناعة
اعراض مرض الفطر الاسود
تختلف أعراض مرض الفطر الأسود بحسب نوع العدوى التي يتعرض لها الشخص، ويمكن تقسيم الأعراض كما يأتي:
أعراض داء الفطر الأسود الأنفي الدماغي:
- الإصابة بالحمى.
- احتقان الأنف.
- الشعور بالصداع.
- ألم الجيوب الأنفية واحتقانها.
- انتفاخ وبروز العيون.
- وجود قشور سوداء في تجاويف الأنف.
- اضطرابات عقلية.
- احمرار الجلد فوق الجيوب الأنفية.
أعراض داء الفطر الأسود الرئوي تتضمن ما يلي:
- الإصابة بالسعال.
- الحمى.
- ضيق التنفس.
- وجود دم مصاحب للسعال في بعض الأحيان.
أعراض عدوى الجلد: يبدأ الالتهاب في موقع إصابة الجلد، لكنه يبدأ بالانتشار سريعاً إلى مناطق أخرى، وتتضمن أعراض عدوى الجلد ما يأتي:
- تحول أنسجة الجلد للون الأسود.
- ظهور البثور.
- الإصابة بالحمى.
- احمرار وتورم.
- حدوث طراوة وحرارة في منطقة الالتهاب.
- ظهور التقرحات الجلدية.
أعراض مرض الفطر الأسود في الجهاز الهضمي تتضمن ما يلي:
- ألم البطن.
- الإصابة بالإسهال.
- وجود دم في البراز.
- تقيؤ الدم.
أعراض مرض الفطر الأسود في الكلى تتضمن ما يلي:
- الإصابة بالحمى.
- الشعور بالألم في الجزء العلوي من البطن أو الظهر.
للمزيد: الفطر الاسود: هل عاد للظهور لدى مرضى كورونا في مصر؟
تشخيص مرض الفطر الاسود
يعتمد تشخيص داء الفطر الأسود على الأعراض التي تظهر على الشخص المصاب، والتاريخ المرضي للشخص، وتتضمن طرق تشخيص مرض الفطر الأسود ما يأتي:
- الفحص السريري: الذي يتضمن تحديد الأعراض الظاهرة على المصاب.
- زراعة الأنسجة: يتم زراعة عينة من منطقة العدوى لتحديد نوعها والبدء بالعلاج في أقرب وقت ممكن.
- فحص الأنسجة: يتم أخذ عينات من المناطق المصابة لفحصها تحت المجهر، وقد تتضمن هذه العينات إما سوائل الجهاز التنفسي، أو المخاط الناتج عن السعال.
- خزعة الجلد: يتم في هذا الفحص أخذ جزء من أنسجة الجلد في منطقة الالتهاب الجلدي، وفحصها.
- اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل: يحدد هذا الفحص الأنواع المسببة للعدوى، عن طريق تحديد ونسخ أجزاء معينة من الحمض النووي للجرثومة أو الميكروب، ويمكن للاختبار تحديد كميات ضئيلة من الحمض النووي بما في ذلك المواد الجينية للكائنات المعدية مثل الفطريات.
- التصوير المقطعي المحوسب: والذي يستخدم لتحديد الموقع الدقيق للعدوى ومدى انتشارها في الجسم. ويمكن إجراء هذا الفحص للرئتين، أو الجيوب الأنفية، أو هياكل الوجه، أو مناطق أخرى من الجسم.
علاج مرض الفطر الاسود
في حال ثبتت إصابة الشخص بمرض الفطر الأسود، يجب أن يبدأ العلاج في أسرع وقت ممكن، ويبدأ الطبيب عادةً بجرعات عالية من مضادات الفطريات، إما عن طريق الفم، أو عن طريق الحقن الوريدية، لإيقاف نمو الفطريات والقضاء عليها، وتتضمن مضادات الفطريات المستخدمة في علاج الفطر الأسود ما يأتي:
- الأمفوتريسين B (بالإنجليزية: Amphotericin B).
- ايزافوكونازول (بالإنجليزية: Isavuconazole).
- بوساكونازول (بالإنجليزية: Posaconazole).
قد يستغرق العلاج عدة أسابيع حتى يبدأ المصاب بالتعافي. والجدير بالذكر أنه في الحالات الشديدة، يمكن أن يلجأ الطبيب للجراحة لاستئصال الأنسجة المصابة أو الأنسجة الميتة، وذلك لمنع الفطر من الانتشار بصورة أكبر، وقد يتضمن ذلك إزالة أجزاء من الأنف أو العينين، في حال كانت عدوى الفطر الأسود في العين.
الوقاية من مرض الفطر الاسود
يمكن القول أنه من الصعب تجنب الإصابة بالفطر الأسود، وذلك لأنه من الصعب تجنب استنشاق جزيئات الفطر إذا كانت منتشرة في الهواء، كما أنه لا يوجد لقاح ضد داء الفطر الأسود. يمكن التقليل من خطر الإصابة خاصةً للأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، باتباع النصائح الوقائية التالية:
- تجنب المناطق التي ينتشر فيها الغبار بكثرة، مثل مواقع البناء أو الحفر.
- ارتداء الكمامات نوع N95 في حال التواجد في مناطق كثيرة الغبار.
- تجنب المناطق المتضررة من المياه بعض الأعاصير، أو الفياضانات.
- تجنب الأنشطة التي تنطوي على ملامسة وثيقة للتربة أو الغبار، مثل البستنة.
- ارتداء أحذية وسراويل طويلة وقميص بأكمام طويلة، والقفازات عند القيام بأنشطة خارجية مثل البستنة، أو العمل في الفناء، أو زيارة المناطق المشجرة.
- تنظيف إصابة الجلد جيد بالماء والصابون، خاصةً عند التعرض للأتربة أو الغبار.
- استخدام دواء مضاد للفطريات، في حال كان الشخص إذا كنت معرضاً لخطر الإصابة بالفطر الأسود، كالأشخاص الذين خضعوا لعمليات زراعة أعضاء، أو خلايا جذعية.
مضاعفات مرض الفطر الاسود
في حال تأخر التشخيص، أو عدم العلاج بشكل عاجل فقد تحدث المضاعفات التالية:
- انسداد الأوعية الدموية في الرئتين أو الدماغ.
- الإصابة بالعمى.
- تلف الأعصاب.
- الموت.
سير مرض الفطر الاسود
يمكن القول أن فرص الشفاء من مرض الفطر الأسود تعتمد بشكل كبير على التشخيص، والعلاج المبكر، إذ يمكن أن العدوى تنتشر في جميع أنحاء الجسم، وتؤدي إلى الموت.
لكن وبسبب أن مرض الفطر الأسود يعتبر نادر نسبياً، فمن الأفضل متابعة الطبيب عن الاشتباه بأي عدوى، لتقييم الحالة وتجنب المضاعفات.