ينتمي كل من الهربس النطاقي والهربس البسيط إلى نفس عائلة الفيروسات، لذلك هناك بعض التشابه بينهما، لكن يختلف كل منهما عن الآخر في العديد من الخصائص، ويجب معرفة هذه الاختلافات للتمكن من الحصول على العلاج المناسب لكل حالة.
سنتناول الحديث في هذا المقال عن الفرق بين الهربس النطاقي والهربس البسيط، من أسباب وأعراض، وكذلك طرق التشخيص والعلاج.
الفرق بين أسباب الهربس النطاقي والهربس البسيط
يحدث الهربس النطاقي والهربس البسيط بسبب فيروسات من عائلة فيروسات الهربس، حيث يسبب كلاهما طفح جلدي على الجسم، وقد يكون من الصعب التمييز بينهما.[1]
إذ تحدث القوباء المنطقية نتيجة إعادة تنشيط لفيروس الحماق النطاقي، وهو نفس الفيروس الذي يسبب جدري الماء، وبعد إصابة الشخص بالجدري المائي، يصبح الفيروس خاملًا في الخلايا العصبية الجذرية الظهرية، ولكنه قد ينشط مرة أخرى وينتقل عبر الأعصاب إلى الجلد، مما يسبب الطفح الجلدي المعروف باسم الهربس النطاقي.[1]
كذلك ترتبط عملية إعادة التنشيط هذا الفيروس بضعف المناعة، وخاصةً الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي أو انخفاض استجابة الأجسام المضادة للفيروس، حيث تشير تقديرات مركز السيطرة على الأمراض إلى أن حوالي 30% من أولئك الذين يتم إدخالهم إلى المستشفى بسبب الهربس النطاقي يعانون من ضعف الجهاز المناعي.[3]
بينما يحدث الهربس البسيط نتيجة نوعين من فيروسات الهربس البسيط :[1]
- النوع الأول من فيروس الهربس البسيط، والذي يظهر بشكل أولي على شكل طفح جلدي على الوجه أو الفم.
- النوع الثاني من فيروس الهربس البسيط، والذي يظهر بشكل أساسي على شكل طفح جلدي في الأعضاء التناسلية أو المستقيم.
ويظل فيروس الهربس البسيط خاملًا في الخلايا العصبية الجذرية الظهرية بعد الإصابة الأولى، وعندما ينشط مرة اخرى فإنه ينتقل عبر الأعصاب إلى الجلد أو الأغشية المخاطية، مما يؤدي إلى ظهور الطفح الجلدي.[1]
اقرأ أيضًا: أسباب الطفح الجلدي الشائعة
الفرق بين مكان الإصابة في الهربس النطاقي والهربس البسيط
يؤثر الهربس النطاقي على الجلد في أي مكان بالجسم، ولكن تظهر القروح عادةً على شكل حزام على جانب واحد فقط من الجسم، وعادة ما يظهر في منطقة الجذع أو الوجه، ولكنه نادرًا ما يصيب المنطقة التناسلية.[2]
بينما يؤثر الهربس البسيط عادة على أجزاء معينة من الجسم، تشمل الأعضاء التناسلية، والأرداف، ومنطقة المستقيم، والفخذين، ويمكن أن تظهر العدوى على الفم أو الشفتين مسببة "القروح الباردة"، وعادةً ما يكون سببها فيروس الهربس البسيط من النوع الأول، وبمجرد الإصابة بهذا الفيروس، فإنه يمكن أن يسبب طفح جلدي وآفات طوال الحياة. [2]
الفرق بين أعراض الهربس النطاقي والهربس البسيط
ينشط فيروس الهربس البسيط بشكل متكرر أكثر من فيروس الحماق النطاقي الذي يسبب القوباء المنطقية، ومع ذلك تكون أعراض فيروس الهربس البسيط خفيفة أو حتى غير موجودة عندما ينشط، وتشمل أعراض الهربس البسيط ما يلي:[3]
- القروح الباردة أو البثور الصغيرة التي تظهر حول الشفاه، أو الفم، أو داخل الفم، وتسمى الهربس الفموي.
- بثور الهربس البسيط أصغر من بثور الهربس النطاقي، كذلك لا يوجد طفح جلدي مسطح أولي مع الهربس كما هو الحال مع الهربس النطاقي.
- بثور صغيرة حول أو على الأعضاء التناسلية (الهربس التناسلي).
- الشعور بالوخز أو عدم الراحة في الجلد قبل بضع ساعات إلى بضعة أيام من ظهور البثور.
- الحمى.
- الجفاف.
- الشعور بالألم.
- صعوبة في التبول، نتيجة الهربس التناسلي.
- تورم العقد الليمفاوية.
- آلام الجسم والصداع.
- ألم في الصدر وتقرحات في الحلق، نتيجة الهربس الفموي.
- التهاب القرنية الهربسي.
- التهاب الحلق.
بينما قد تشمل أعراض الهربس النطاقي ما يلي:[3]
- الشعور بالوخز أو الإحساس بالحرقان قبل 48 ساعة على الأقل من ظهور المرض.
- طفح جلدي أحمر، والذي يمكن أن يتطور ويمكن أن يتحول إلى بثور، والذي قد يشكل حلقة جزئية خاصة حول الجذع أو الصدر، ويتطور على جانب واحد فقط من الجسم.
- الألم الذي يزداد شدته عند تكور الأعراض.
- الصداع.
- الحمى.
- القشعريرة.
- القوباء المنطقية العينية، والتي تتمثل في عدوى العين.
- شلل مؤقت في الوجه.
- قد يستمر الألم لمدة تصل إلى 12 شهرًا أو أكثر، وهو ما يُعرف باسم الألم العصبي التالي للهربس PHN.
ومع ذلك قد يشترك كل من الهربس النطاقي والهربس البسيط في بعض الأعراض تتمثل فيما يلي:[3]
- الشعور بالوخز أو عدم الراحة على الجلد قبل ظهور المرض.
- الحمى.
- الصداع.
- التهابات العين.
- الألم.
الفرق بين مدة أعراض الهربس النطاقي والهربس البسيط
يبدأ الطفح الجلدي للهربس النطاقي في الجفاف بعد حوالي 7 إلى 10 أيام، وتستمر الأعراض عادةً ما بين 2 إلى 4 أسابيع، وقد يعاني حوالي 10-18% من الأشخاص أيضًا من الألم العصبي التالي للهربس (PHN) والذي قد يستمر لمدة تصل إلى عام أو أكثر بعد الشفاء من الهربس النطاقي.[3]
اقرأ أيضًا: طرق علاج الهربس الفموي في البيت
بينما تظهر بثور فيروس الهربس البسيط عادةً بعد يومين إلى 20 يومًا من التعرض للعدوى، وتظل لمدة 10 إلى 19 يوم، ولكن عادة ما تختفي هذه البثور وتتقشر خلال 5 إلى 10 أيام فقط.[3]
الفرق بين عوامل خطر الهربس النطاقي والهربس البسيط
تتمثل عوامل خطر الإصابة بالهربس البسيط بعدة عوامل تتمثل في:[3]
- العمر: عادة ما تحدث إعادة تنشيط فيروس الهربس البسيط وتفشيه بشكل متكرر لدى الأطفال، والمراهقين، والشباب، والذي يقل مع التقدم في العمر.
- العرق: يعد الهربس البسيط من النوع الأول والنوع الثاني اكثر شيوعاً بين السكان السود مقارنة بالسكان البيض.
بينما تتمثل عوامل خطر الإصابة بالهربس النطاقي بعدة عوامل تتمثل في:[3]
- العمر: يزداد خطر الإصابة بالهربس النطاقي لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا أو أكثر.
- العرق: يعد الهربس النطاقي أقل شيوعًا بنسبة 50% على الأقل بين السكان السود مقارنة بالسكان البيض.
- ضعف الجهاز المناعي: قد تؤثر الظروف الصحية، أو بعض الأدوية، أو عادات نمط الحياة على الجهاز المناعي، مثل التهابات فيروس نقص المناعة البشرية، أو علاجات السرطان والسرطان، أو التعرض للضغط.
الفرق بين تشخيص الهربس النطاقي والهربس البسيط
عادة ما يقوم الطبيب بتشخيص الهربس النطاقي، من خلال الفحوصات التالية:[3]
- الفحص الجسدي للطفح الجلدي ومعرفة الأعراض الظاهرة.
- الاختبارات المعملية، مثل اختبار PCR (اختصار لتفاعل البوليميراز المتسلسل)، والذي يبحث عن الحمض النووي لفيروس الحماق النطاقي، وعادة ما يتم أخذ مسحة من البثور أو القشرة التي تكونت فوقها من أجل الحصول على النتائج الدقيقة.
- الاختبار المستضد المعروف أيضًا باسم الاختبار المصلي، للبحث عن الأجسام المضادة "IgM" و"IgG" الموجودة عند الإصابة بفيروس الهربس النطاقي.
بينما يتم تشخيص الهربس البسيط من خلال ما يلي:[3]
- اختبارات PCR.
- اختبار المستضد.
- استخدام منظارًا داخليًا، للتحقق من وجود علامات الفيروس في حال الإصابة بهربس الحلق، المعروف أيضًا باسم التهاب المريء.
الفرق بين الهربس النطاقي والهربس البسيط من حيث طرق العلاج
يتضمن الخط الأول لعلاج الهربس النطاقي والهربس البسيط استخدام الأدوية المضادة للفيروسات، والتي يمكن أن تساعد على تقليل مدة استمرار الطفح الجلدي ومن شدة الأعراض، كذلك يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالألم العصبي طويل الأمد أو مشاكل أخرى التي قد تحدث بعد الشفاء من الهربس النطاقي، وتشمل الأدوية المضادة للفيروسات الموصوفة ما يلي:[1]
- الأسيكلوفير.
- فامسيكلوفير.
- فالاسيكلوفير.
وينصح بتناول أدوية الهربس النطاقي خلال 3 أيام من ظهور الطفح الجلدي حتى تكون أكثر فعالية، ولمنع نقل الفيروس للآخرين، لذا يجب على الشخص تغطية الطفح الجلدي.[1]