تتعدد طرق علاج التوحد ويهدف العلاج إلى مساعدة الأطفال المصابين بالتوحد على ممارسة نشاطاتهم اليومية، واكتساب مهارات جديدة، بالإضافة إلى تطوير مهارات التواصل الاجتماعي، وتحسين مهارات التعلم. يختلف علاج التوحد من طفل لآخر بناء على السلوكيات والمهارات التي يحتاج الطفل اكتسابها وكذلك السلوكيات السلبية التي ينبغي التغلب عليها، فلا يوجد علاج واحد يناسب جميع الأطفال. [1]
تعرف في هذا المقال على كيفية علاج التوحد عند الأطفال والكبار، وما هي أنواع العلاج السلوكي والنفسي المستخدمة، والأدوية التي يمكن استعمالها في مصابي التوحد، وكذلك العلاج بالغذاء.
محتويات المقال
برنامج تحليل السلوك التطبيقي
يهدف تحليل السلوك التطبيقي (بالإنجليزية: Applied Behavior Analysis) إلى تعزيز السلوكيات الإيجابية عن طريق سلسلة من الأساليب الخاصة المعتمدة على نظام المكافآت وتجنب السلوكيات السلبية، ويعد أحد أكثر الخيارات استخدامًا لعلاج التوحد عند الأطفال والبالغين. [2]
تتضمن تقنيات تحليل السلوك التطبيقي عدة أنواع، منها: [1] [2] [3]
- التدريب التجريبي المنفصل: تعمل تقنية التدريب التجريبي المنفصل (بالإنجليزية: Discrete Trial Training) على تحفيز التعلم عن طريق تعليم السلوك أو المهارة المطلوبة خطوة بخطوة وبطريقة بسيطة، فعلى سبيل المثال يتم تعليم طفل التوحد كتابة اسمه من خلال تقسيم الكلمة إلى حروف وتقسيم الحروف إلى أجزاء، وتعطى مكافأة للطفل عند كل خطوة ينجزها، يؤدي ذلك إلى شعور الطفل بالإنجاز والنجاح.
- التدخل السلوكي المكثف المبكر: يفيد العلاج بالتدخل السلوكي المكثف المبكر (بالإنجليزية: Early Intensive Behavioral Intervention) في علاج التوحد من خلال مساعدة الطفل على تطوير مهارات التواصل الإيجابية، وتقليل السلوكيات السلبية غير المرغوبة، مثل العدوانية أو إيذاء النفس.
قد يستمر هذا التدريب عدة سنوات، وعادة ما يستخدم في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، ويمكن تطبيقه بشكل فردي مع معالج مختص أو في مجموعة صغيرة.
- علاج الاستجابة المحورية: يركز علاج الاستجابة المحورية (بالإنجليزية: Pivotal Response Treatment) على تعليم طفل التوحد أنشطة الحياة الأساسية، مثل تنمية دافع التعلم والتشجيع على التواصل مع الآخرين، فعلى سبيل المثال يضع المعالج أثناء جلسة العلاج لعبة أو طعام مفضل لدى الطفل في مكان بعيد عن متناول يده لكنه يستطيع رؤيته؛ وذلك لحث الطفل على الكلام وطلب هذا الشيء.
علاج النطق
يساعد علاج النطق للتوحد (بالإنجليزية: Speech Therapy) على تحسين مهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي، حيث يتدرب طفل التوحد في هذا العلاج على التعبير عن مشاعره والتعرف على العناصر والأشخاص. يستخدم علاج التوحد وتأخر النطق تمارين تعمل على تحسين إيقاع كلام الطفل، وبنية الجملة والمفردات. [1]
كذلك يفيد هذا العلاج في تطوير مهارات التواصل غير اللفظي في حالة علاج مرض التوحد وعدم النطق، إذ يعمل المعالج على تعليم الطفل لغة الإشارة، أو إشارات اليد، أو تدريبه على طريقة التواصل من خلال الصور. يساهم هذا الأسلوب أيضًا في تحسين مهارات التواصل غير اللفظية الأخرى، مثل التواصل البصري. [1] [4]
العلاج السلوكي المعرفي
يعد العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive Behavioral Therapy) أحد أنواع العلاج بالكلام الذي يستخدم في علاج التوحد عند الكبار والأطفال، ويهدف إلى توضيح الترابط بين المشاعر، والأفكار، والسلوكيات، ومن ثم تحديد المشاعر والأفكار التي تحفز القيام بسلوكيات غير مرغوبة وكيفية التغلب عليها. [3]
يفيد العلاج السلوكي المعرفي أيضًا في التغلب على القلق لدى مصابي التوحد، علاوة على مساعدتهم في التعرف على مشاعر الآخرين وفهمها، وكيفية التصرف في المواقف الاجتماعية. [3]
اقرأ أيضاً: كيفية التعامل مع طفل التوحد
علاج التكامل الحسي
يعد علاج التكامل الحسي نوعًا من العلاج المهني الذي يساهم في تطوير التعامل مع المعلومات الحسية لدى طفل التوحد من خلال القيام بالأنشطة الحسية لتحسين استجابة الطفل للضوء، والصوت، واللمس، وغير ذلك. [5]
العلاج الفيزيائي
يستخدم العلاج الفيزيائي كأحد خطوات علاج التوحد عند الأطفال، حيث يعمل على تطوير قدرات الطفل الحركية، لاسيما الأطفال الذين يعانون من صعوبة القدرة على تنسيق الحركات والتحكم بها، مثل مشاكل المشي أو صعوبة الكتابة. يساهم العلاج الطبيعي أيضًا في تحسين التناسق والتوازن، وتعزيز القدرة على التحكم في العضلات لدى الطفل. [1]
العلاج الوظيفي
يهدف العلاج الوظيفي للتوحد إلى تنمية مهارات الطفل للقيام بالأنشطة اليومية الضرورية، مثل الأكل، وارتداء الملابس، والعناية الشخصية، كما أنه يعزز المهارات الحركية بجانب العلاج الطبيعي. [1]
يعمل العلاج الوظيفي أيضًا على تعليم الطفل استخدام أجهزة أو تقنيات تساعده على التواصل والقيام بالمهام المطلوبة، وتختلف خطة علاج التوحد من طفل لآخر بناء على التحديات التي يواجهها، فمثلًا الطفل الذي يعاني من صعوبة في الكتابة اليدوية تركز جلسات علاج التوحد على تعليمه كيفية استخدام الأجهزة والتطبيقات التي تحول الكلام إلى نص مكتوب، بينما الطفل الذي لديه صعوبة في التواصل اللفظي يتم تدريبه على استخدام اللوحات القابلة للمسح الجاف. [1]
اقرأ أيضاً: برنامج لوفاس لعلاج التوحد
العلاج الدوائي للتوحد
لا توجد أدوية مخصصة لعلاج اضطراب طيف التوحد، ولكن قد تستخدم بعض أنواع الأدوية للتخفيف من أعراض الاضطرابات المصاحبة للتوحد، مثل الاكتئاب، والقلق، وغيرها. [3] [6]
تشمل الأدوية التي قد تستخدم في علاج حالات التوحد ما يلي: [3]
- مضادات الذهان: قد يصف الطبيب مضادات الذهان في علاج التوحد للحالات التي تعاني من سلوكيات لا يمكن التحكم بها، أو سلوكيات عدوانية وهياج، أو محاولة إيذاء النفس.
تجدر الإشارة إلى أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية اعتمدت استخدام نوعين من مضادات الذهان من الجيل الثاني في أطفال التوحد، هما:
- الأريبيبرازول (بالإنجليزية: Aripiprazole)، يستخدم في الأطفال من عمر 6 سنوات.
- الريسبيريدون (بالإنجليزي: Risperidone)، يمكن استخدامه للأطفال من عمر 5 سنوات.
- مضادات الاكتئاب: قد تفيد بعض مضادات الاكتئاب، مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية في علاج الاكتئاب واضطراب الوسواس القهري لدى الأطفال المصابين بالتوحد، وتشمل مضادات الاكتئاب التي يمكن استخدامها ما يلي:
- الكلوميبرامين (بالإنجليزية: Clomipramine): يستعمل لعلاج الوسواس القهري في الأطفال من عمر 10 أعوام.
- الإسيتالوبرام (بالإنجليزية: Escitalopram): يمكن استخدامه لعلاج الاكتئاب في الأطفال من عمر 12 عامًا.
- منبهات الجهاز العصبي: قد يفيد استخدام منبهات الجهاز العصبي، مثل الميثيل فينيدات (بالإنجليزية: Methylphenidate) في علاج التوحد وفرط الحركة وكذلك عدم الانتباه الذي قد يصاحب التوحد.
- مضادات الاختلاج: قد يعاني بعض الأشخاص المصابين بالتوحد من الصرع أيضًا وفي هذه الحالات قد يصف الطبيب مضادات الصرع.
للمزيد: 7 من أدوية علاج التوحد
علاج التوحد بالغذاء
تعد تغذية أطفال التوحد أحد التحديات في العلاج، فقد يعاني بعض أطفال التوحد من مشاكل في الجهاز الهضمي، علاوة على نفورهم من بعض الأطعمة، مثل الأطعمة الطرية كالطماطم أو المتكتلة كالشوفان. [1]
لذلك يساعد العلاج بالغذاء على ضمان حصول الطفل على أطعمة مغذية صحية والتغلب على صعوبة إرضاء الطفل، حيث يعمل اختصاصي التغذية على وضع نظام غذائي يلبي احتياجات الطفل الغذائية، مع مراعاة ما يفضله الطفل. [1]
يمكن أيضًا مراعاة بعض نصائح علاج التوحد في المنزل لتحسين عادات الأكل لدى الطفل: [1]
- مراعاة ما يفضله الطفل من أطعمة: اختيار الأطعمة التي تتشابه مع ما يفضله الطفل في المذاق والقوام، فمثلًا إذا كان الطفل يحب البطاطس المقلية فيمكن تقديم البطاطا المقلية أيضًا.
- تقديم أصناف جديدة بجانب الأطباق المفضلة: ينصح بإضافة أصناف جديدة من الطعام بكميات صغيرة إلى الأصناف المفضلة للطفل حتى يعتاد عليها.
- السماح للطفل بالاختيار: يفضل إعطاء الطفل فرصة الاختيار من بين العديد من أصناف الطعام الجديدة.
للمزيد: الروشتة الغذائية لمرضى طيف التوحد
هل يمكن علاج التوحد نهائيًا؟
يعد اضطراب طيف التوحد حالة طبية معقدة لا يوجد علاج نهائي لها، ولكن يساهم علاج التوحد في الحد من الأعراض وتحسين جودة الحياة، لذلك ينبغي الالتزام بخطة العلاج التي يضعها الطبيب. [3]