يعد ارتفاع الضغط عند الحامل أحد المشكلات الصحية التي يمكن أن تحدث في فترة الحمل، إذ تعاني 6 إلى 8% تقريبًا من النساء أثناء فترة الحمل من ارتفاع ضغط الدم، قد يؤثر ارتفاع الضغط للحامل على صحة الأم والجنين، حيث يجعل الأم أكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات قبل الولادة، وأثناءها، وبعدها، كما أنه قد يضر الجنين من خلال تأثيره على نمو المشيمة؛ مما يؤدي إلى تقييد إمداد الطفل بالمغذيات والأكسجين. [1]
سنتناول في هذا المقال الحديث عن كل ما يتعلق بارتفاع ضغط الدم للحامل، الأنواع، والأسباب، وطرق العلاج. يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.
محتويات المقال
أنواع ارتفاع ضغط الدم للحامل
يوجد عدة أنواع من ضغط الحمل المرتفع، تختلف في شدتها وتأثيرها على الجسم، وتشمل: [2]
- ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل: هو ارتفاع ضغط الدم المؤقت الذي يحدث في الحمل بعد الأسبوع العشرين من الحمل ويزول بعد الولادة.
- ارتفاع ضغط الدم المزمن: هو الإصابة بارتفاع ضغط الدم الذي يتجاوز 90/140 ملم زئبق قبل الحمل، أو في وقت مبكر من الحمل قبل الأسبوع العشرين.
- تسمم الحمل: هي حالة تحدث أثناء الحمل، تتسم بارتفاع الضغط عند الحامل بجانب أعراض أخرى، كما قد يتطور كل من ارتفاع ضغط الدم المزمن وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل إلى الإصابة بتسمم الحمل بعد الأسبوع العشرين.
إذا لم يعالج تسمم الحمل بسرعة فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة لكل من الأم والطفل.
متى يعد ضغط الدم مرتفعًا للحامل؟
عادة ما يأخذ الطبيب قياس ضغط الدم في كل زيارة أثناء فترة الحمل لتحديد الضغط الطبيعي للحامل.
يعد قياس ضغط الدم الطبيعي للحامل هو ما يقل عن 80/120 ملم زئبق، أما إذا كان ضغط الدم أعلى من 90/130 ملم زئبق، أو كان ضغط الدم الانقباضي أعلى بمقدار 15 درجة عن ضغط الحامل قبل بدء الحمل فهذا يعد أمرًا مثيرًا للقلق ويستدعي المزيد من المتابعة الطبية. [3]
لذا يمكن تشخيص ارتفاع الضغط للحامل عندما يكون قياس الضغط الانقباضي 140 ملم زئبق أو أكثر، والضغط الانبساطي 90 ملم زئبق أو أكثر. [3]
اقرأ أيضًا: 4 معتقدات خاطئة حول ارتفاع ضغط الدم
اسباب وعوامل خطر ارتفاع ضغط الدم للحامل
لا يوجد أسباب محددة لارتفاع ضغط الدم للحامل، ولكن قد تسبب بعض العوامل ارتفاع ضغط الدم للحامل، ومن هذه الحالات ما يلي: [1] [3]
- الإصابة بارتفاع ضغط الدم قبل الحمل أو مع حمل سابق.
- تاريخ من الإصابة بتسمم الحمل خلال حمل سابق.
- وجود تاريخ عائلي من الإصابة بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.
- داء السكري.
- أمراض الكلى.
- وجود تاريخ من الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية، مثل الذئبة الحمراء.
- خضوع الحامل إلى تقنيات التلقيح بالمساعدة.
أما عن عوامل خطر الإصابة بالرتفاع ضغط الدم للحامل ما يلي: [3]
- أسلوب الحياة: قد تؤدي اتباع العادات غير الصحية إلى ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، مثل زيادة الوزن، أو السمنة، أو عدم ممارسة النشاط البدني، أو التدخين.
- نوع الحمل: قد يكون النساء اللاتي يحملون لأول مرة أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم في فترة الحمل، كذلك يشكل الحمل بتوأم أحد عوامل الخطورة؛ لأن الجسم يعمل بجهد أكبر لتغذية أكثر من طفل واحد، يمكن أيضًا أن يكون الحمل الناتج عن عن تقنيات مساعدة، مثل التلقيح الصناعي أحد عوامل الخطورة.
- العمر: يزداد احتمال إصابة النساء الحوامل الاتي يبلغن من العمر أكثر من 35 عام بارتفاع ضغط الدم في فترة الحمل.
أعراض ارتفاع الضغط للحامل
تختلف أعراض ارتفاع الضغط عند الحامل من امرأة لأخرى، وربما من حمل لآخر، ولكن يبقى العرض الأساسي هو ارتفاع الضغط للحامل في النصف الثاني من الحمل. وقد لا تظهر أعراض الضغط للحامل على بعض النساء رغم ارتفاع الضغط لديهن أثناء الحمل. [4]
وفيما يلي نذكر أعراض ارتفاع ضغط الدم للحامل: [4]
- صداع مستمر.
- وذمة، وهي تجمع السوائل في الجسم.
- تورم في الكاحل أو القدم لا يختفي بعد الراحة مدة 12 ساعة.
- زيادة الوزن المفاجئة.
- تغيرات في الرؤية، مثل عدم وضوح الرؤية أو ازدواجها.
- غثيان أو قيء.
- شعور بألم في الجزء العلوي من البطن، أو في المنطقة التي تحيط المعدة.
- قلة كمية البول.
تشخيص ارتفاع الضغط للحامل
يبدأ تشخيص ارتفاع الضغط عند الحامل بأخذ التاريخ الطبي ثم الفحص السريري للحامل للبحث عن تورم في الوجه، أو اليدين، أو الساقين، أو وجود ألم في البطن أو تضخم الكبد، ثم يقيس الطبيب ضغط الدم. فإذا كانت قراءة ضغط الدم مرتفعة 90/140 ملم زئبق أو أعلى، فمن المرجح أن يطلب الطبيب إجراء فحوصات دم واختبارات معملية شاملة، ومن هذه الفحوصات: [4]
- تحليل بول للتحقق من وجود البروتين، حيث تعد هذه علامة على أن الكلية لا تعمل على نحو جيد.
- اختبارات وظائف الكلى والكبد.
- اختبارات تخثر الدم.
- اختبار تعداد الدم الكامل.
- فحص وزن الأم.
- فحص الموجات فوق الصوتية لتقييم حجم الجنين.
- فحص معدل ضربات قلب الجنين.
يجب متابعة هذه الفحوصات بشكل دوري للحامل المصابة بارتفاع ضغط الدم.
علاج ارتفاع الضغط للحامل
يهدف علاج ارتفاع الضغط عند الحامل إلى منع تفاقم الحالة ومنع حدوث المضاعفات، وتعد الراحة في الفراش سواء في المنزل أو المستشفى هي أول خطوات علاج ارتفاع الضغط عند الحامل، حيث ثبت أنها لا تخفض الضغط فحسب، بل تعزز أيضًا إدرار البول، وتقلل احتمالية الولادة المبكرة. [2]
يجب على النساء الحوامل المصابات بارتفاع ضغط الدم المزمن الحساس للصوديوم تقييد تناول الملح أثناء الحمل، ولكن لا ينصح بتقييد الملح للعلاج الروتيني للنساء المصابات بتسمم الحمل اللاتي يعانين في كثير من الأحيان من تقلص حجم الدم. [3]
اقرأ أيضًا: القيلولة تساعد في علاج ضغط الدم
تشمل أدوية ارتفاع الضغط للحامل التي قد يصفها الطبيب ما يلي: [5]
- الميثيل دوبا: يعد دواء الميثيل دوبا (بالإنجليزية: Methyldopa) آمن الاستخدام أثناء الحمل، حيث لم يرتبط استخدامه على المدى الطويل بتأثير على الجنين أو مشاكل أثناء الولادة، وتكون جرعته من 250 ملغ مرتين في اليوم إلى 750 ملغ ثلاث مرات في اليوم، لكنه قد يسبب بعض الأعراض الجانبية، مثل الاكتئاب، وجفاف الفم.
- اللابيتالول: يتميز اللابيتالول (بالإنجليزية: Labetalol) بمفعوله السريع، ينتمي إلى حاصرات بيتا، وتكون جرعته من 100 ًملغ مرتين في اليوم - 400 ًملغ ثلاث مرات في اليوم، لكن يمكن أن يسبب أعراضًا جانبية، مثل الصداع، وانخفاض ضربات القلب.
- الهيدرالازين: ينتمي الهيدرالازين (بالإنجليزية: Hydralazine) إلى موسعات الأوعية الدموية، وتتضمن جرعته من 25 ًملغ إلى 50 ًملغ ثلاث مرات في اليوم، قد يسبب حدوث صداع.
- النيفيديبين: ينتمي النيفيديبين (بالإنجليزية: Nifedipine) إلى حاصرات قنوات الكالسيوم، يستخدم بجرعة من 30 ًملغ يوميًا إلى 60 ًملغ مرتين في اليوم، قد يسبب الإصابة بصداع خاصة بعد الجرعة الأولى، وتسارع ضربات القلب ، ووذمة محيطية.
ينبغي على المرأة الحامل التي تعاني من ارتفاع ضغط الدم الالتزام بتعليمات الطبيب، والدواء الموصوف، ومراجعة الطبيب بانتظام لإجراء الفحوصات المخبرية اللازمة ومتابعة الاستجابة للعلاج، وذلك بالقياس الدوري لضغط الدم، فضلًا عن المتابعة الروتينية لتطور الجنين.
اقرأ أيضًا: كيف يمكن علاج ارتفاع ضغط الدم عند الحامل بطرق طبيعية؟
مضاعفات ارتفاع الضغط للحامل
يمكن أن يؤثر ارتفاع الضغط عند الحامل على الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى قلة تدفق الدم إلى الكلى، والكبد، والدماغ، والرحم، والمشيمة. [4]
قد يتسبب ارتفاع الضغط للحامل إلى الإصابة بتسمم الحمل، مما يؤدي إلى حدوث مضاعفات تؤثر على الأم والجنين، منها: [3] [4]
- ارتفاع الضغط للحامل الذي ربما يصل إلى 110/160 ملم زئبق.
- صعوبة في التنفس.
- ضعف البصر.
- وجود بروتين في البول.
- الانفصال المبكر للمشيمة.
- السكتة الدماغية.
- تقييد نمو الجنين داخل الرحم.
- ولادة الجنين بوزن قليل يقل عن 2.27 كجم.
- ولادة جنين متوفي.
- تشنجات.
قد يزيد اؤتفاع ضغط الدم أثناء الحمل من خطر الولادة المبكرة، وهي ولادة الجنين قبل الأسبوع 38 من الحمل؛ ويمكن تفسير ذلك بأن ارتفاع الضغط عند الحامل يزيد صعوبة توصيل الأوكسجين والمواد المغذية للجنين، وذلك يزيد خطر ولادة الجنين قبل اكتمال الحمل. وفي بعض الحالات قد يقرر الطبيب حاجة الأم إلى الولادة المبكرة تجنبًا للمخاطر. [3]
هل يستمر ارتفاع الضغط للحامل بعد الولادة؟
عادة ما يزول ارتفاع ضغط الدم للحامل بعد ولادة الطفل، لكن يعد ارتفاع الضغط أثناء الحمل من عوامل خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب في المستقبل، أما إذا كانت الحامل تعاني من شكل حاد من تسمم الحمل فقد تحتاج إلى استخدام بعض الأدوية لبضعة أسابيع بعد الولادة حتى تمام الشفاء. [1]
الوقاية من ارتفاع الضغط للحامل
لم يعرف حتى الآن طريقة مؤكدة للوقاية من ارتفاع الضغط عند الحامل، لكن قد تساهم بعض الطرق في منع ارتفاع الضغط للحامل، مثل: [3]
- اتباع نظام غذائي صحي والتقليل من تناول الأطعمة المقلية والوجبات السريعة.
- الحصول على قسط كاف من الراحة.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
- تجنب شرب الكحول.
- الإقلاع عن التدخين.
يجدر بالذكر أن التشخيص والعلاج المبكر يساهم في منع تفاقم المرض وحدوث المضاعفات.