تشكل مضادات الاكتئاب طوق نجاة للكثيرين، إذ تساهم في التخفيف من حدة الأعراض واستعادة التوازن النفسي، لكن القلق من آثارها الجانبية يجعل البعض مترددًا في استخدامها. [1]
تختلف أضرار أدوية الاكتئاب من شخص لآخر، ومن دواء لآخر، فقد تكون بسيطة وتخف تدريجيًا مع تعوّد الجسم عليها، أو قد تستدعي في بعض الحالات تعديل العلاج أو تغييره تمامًا. [1]
في هذا المقال، نستعرض الأضرار الشائعة والخطيرة لمضادات الاكتئاب، لنساعدك على فهم تأثيراتها المحتملة بشكل أوضح قبل البدء باستخدامها.
محتويات المقال
الأضرار الشائعة لأدوية الاكتئاب
تتضمن بعض الأضرار الشائعة ما يلي:
الخمول والتعب
قد يكون الإرهاق والتعب أحد أعراض الاكتئاب نفسه، لكنه قد يظهر أيضًا كأثر جانبي لبعض أدوية الاكتئاب، خاصة خلال الأسابيع الأولى من الاستخدام، ويعود ذلك إلى التأثير المهدئ لبعض الأدوية، خاصةً دوكسبين (بالإنجليزية: Doxepin)، وميرتازابين (بالإنجليزية: Mirtazapine)، وترازودون (بالإنجليزية: Trazodone). [2]
اضطرابات الجهاز الهضمي
وهي شائعة في بداية استخدام أدوية الاكتئاب، وغالبًا ما تكون مؤقتة، وتختفي مع تعوّد الجسم على الدواء، وتتضمن هذه الاضطرابات: [3]
- الغثيان.
- الإمساك.
- الإسهال.
- جفاف الفم.
زيادة أو نقصان الوزن
يمكن أن تؤثر بعض مضادات الاكتئاب، خصوصًا مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، في الشهية، مما يؤدي إلى زيادة أو نقصان الوزن لدى بعض المرضى، ولكن يختلف هذا التأثير من شخص لآخر، وفقًا لاستجابة الجسم للدواء، وعوامل أخرى. [2]
التأثير في الحياة الجنسية
قد تؤدي أدوية الاكتئاب إلى: [3][4]
- انخفاض الرغبة الجنسية أو قلة الاستمتاع.
- ضعف الأداء الجنسي.
- عند الرجال، قد تتسبب في تأخر القذف أو منعه تمامًا، أو ضعف الانتصاب.
- عند النساء، قد تؤدي إلى تأخير أو عدم الوصول إلى النشوة الجنسية.
صعوبة النوم
قد تسبب بعض أدوية الاكتئاب الأرق، مما يجعل الاستغراق في النوم أو البقاء نائمًا أمرًا صعبًا، وذلك بسبب التأثير المنشّط لبعض الأدوية في بداية الاستخدام، خاصةً فلوكسيتين (بالإنجليزية: Fluoxetine)، وسيرتالين (بالإنجليزية: Sertraline) وفينلافاكسين (بالإنجليزية: Venlafaxine)، لكن يتحسّن الأمر مع الوقت. [2]
القلق
رغم أن مضادات الاكتئاب تُستخدم لعلاج القلق، إلا أن بعضها، خاصة فئة SSRIs، قد تزيد من القلق والتوتر مؤقتًا عند بدء العلاج؛ بسبب تأثير هذه الأدوية في السيروتونين، الذي قد ينشّط مناطق في الدماغ مرتبطة بالقلق والخوف، لكن تستقر مستوياته بشكل تدريجي مع الاستمرار في العلاج، مما يؤدي إلى اختفاء القلق. [2]
ضعف التركيز والانتباه
قد تجعل أدوية الاكتئاب الشخص أقل تركيزًا، خاصة في الأسابيع الأولى من العلاج، لهذا السبب، من الضروري توخي الحذر عند قيادة السيارة أو أداء المهام التي تتطلب دقة وانتباهًا عاليًا في بداية استخدامها. [5]
أضرار أخرى
تتضمن الأضرار الشائعة الأخرى لأدوية الاكتئاب ما يلي: [6]
- تشوش الرؤية
- الدوخة.
- الصداع.
- رعشة اليدين.
- زيادة التعرق.
أضرار خطيرة لأدوية الاكتئاب
قد تسبب أدوية الاكتئاب بعض الآثار الجانبية الخطيرة، لكنها نادرة الحدوث، ومنها:
التفكير في الانتحار
كل أدوية الاكتئاب قد تزيد من خطر الأفكار والسلوكيات الانتحارية، خاصة لدى الأطفال والمراهقين والشباب تحت سن 25 عامًا، وفي الأسابيع الأولى من العلاج، لكن يجب التنويه أن معظم من يستخدمون أدوية الاكتئاب لا يتراود لديهم مثل هذه الأفكار، كما أن التفكير بها لا يعني بالضرورة القيام بالانتحار بناءً عليها، ومع ذلك، من الضروري عدم تجاهل هذه الأفكار الانتحارية، والتحدث إلى الطبيب عند الشعور بأي تغيرات نفسية مقلقة. [3][5]
متلازمة السيروتونين
متلازمة السيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin syndrome) هي حالة نادرة لكن خطيرة جدًا، تحدث عند استخدام أدوية الاكتئاب، خاصةً مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، مع أدوية اكتئاب أخرى، أو أي دواء يزيد مستوى السيروتونين في الدماغ، مما يؤدي إلى ارتفاعه لمستويات خطيرة. [5]
تتضمن الأعراض الأكثر شيوعًا لمتلازمة السيروتونين: [5][7]
- صداع.
- غثيان وإسهال.
- ارتفاع الحرارة مع رعشة وتعرق
- تشنجات لا إرادية في العضلات.
- اضطرابات نفسية مثل التهيج، أو التشوش، أو الهلوسة.
- تسارع ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم.
في الحالات الشديدة، قد تؤدي متلازمة السيروتونين إلى حمى شديدة، أو نوبات صرع، أو اضطراب في ضربات القلب، أو فقدان الوعي، مما يستدعي تدخلاً طبيًا فوريًا. [7]
نقص صوديوم الدم
يحدث هذا الاضطراب عندما تنخفض مستويات الصوديوم في الدم بشكل حاد، مما يؤدي إلى تراكم السوائل داخل الخلايا بشكل خطير، وتتضمن أعراضه في الحالات الخفيفة: [7]
- تشوش الذهن.
- الشعور بالمرض.
- الصداع.
- فقدان الشهية.
- ألم العضلات.
في حال نقص الصوديوم بشكل كبير، قد تتضمن الأعراض خمول وإرهاق شديد، هلوسات، نوبات صرع، وقد يصل الأمر إلى الغيبوبة. [7]
الهوس
قد تؤدي أدوية الاكتئاب إلى تحفيز نوبة هوس عند المُصابين باضطراب ثنائي القطب، خاصة عند استخدامها دون أدوية تثبيت المزاج، وتشمل أعراض الهوس: [7]
- زيادة في النشاط والطاقة إلى حد غير طبيعي.
- اضطرابات النوم.
- تسارع الأفكار وعدم القدرة على التركيز.
- تصرفات متهورة وقرارات متسرعة.
- شعور مبالغ فيه بالثقة أو العظمة.
- تقلبات مزاجية حادة، من فرط السعادة إلى العدوانية.
السكري
يرتبط استخدام أدوية الاكتئاب لفترات طويلة في زيادة خطر الإصابة بالسكري، خاصة لدى الأشخاص فوق 30، أو عند استخدام مجموعات معينة من أدوية الاكتئاب، مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات. [5]
نزيف المعدة
رغم ندرة ذلك، إلا أن بعض أدوية الاكتئاب قد تسبب نزيفًا في المعدة والأمعاء، خاصةً كبار السن، لذا قد يصف الطبيب دواء أكثر أمانًا؛ لتجنب هذه المشكلة. [5]
الأعراض الانسحابية لأدوية الاكتئاب
بالرغم من أن الآثار الجانبية لأدوية الاكتئاب قد تكون مزعجة، لكن يجب عدم إيقافها بشكل مفاجئ؛ لأن ذلك يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض الانسحابية التي تختلف في شدتها من شخص لآخر، وتتضمن أشهر الأعراض الانسحابية لأدوية الاكتئاب ما يلي: [4][7]
- الدوخة وفقدان التوازن.
- الإرهاق والخمول.
- إحساس بالوخز أو الحرقان في الجسم.
- الغثيان أو الإسهال.
- تعرق شديد.
- تشوش الرؤية.
- الأرق وأحلام غريبة ومزعجة.
- التهيج، أو القلق، وأو نوبات البكاء.
- شعور شبيه بالصدمات الكهربائية في الجسم.
- هلوسات.
- ألم العضلات.
لتجنب هذه الأعراض، يُنصح بعدم التوقف عن تناول الدواء فجأة، بل يجب تقليل الجرعة تدريجياً وفق خطة يحددها الطبيب.
نصيحة الطبي
أدوية الاكتئاب ضرورية لمساعدة المرضى على تجاوز الاكتئاب، لكنها قد تتسبب في آثار جانبية غير مرغوبة، مثل زيادة الوزن، أو اضطرابات الجهاز الهضمي، أو القلق الزائد، أو مشكلات جنسية، أو اضطرابات النوم كالأرق أو النعاس المفرط، وغالبًا ما تختفي هذه الأعراض تدريجيًا، لكنها قد تظهر أعراض خطيرة في بعض الحالات.
إذا كنت تعاني من آثار جانبية من أدوية الاكتئاب، فمن الأفضل استشارة طبيب مختص من موقع الطبي؛ لمناقشة حالتك، واقتراح حلول للمشكلة عبر تعديل الجرعة أو تغيير الدواء لبديل أفضل حسب الحالة.