أكدت الدراسات والبحوث الأخيرة على أن الإدمان على الانترنت أصبح واقعاً وحمى مرضية، حيث عكف الأطباء النفسيون البحث عنها وعن مخاوف الاستعمال المفرط والمبالغ به للإنترنت، وأكدوا أنه نمط من الإدمان الحقيقي الذي تتكافئ خصائصه وعلاماته الإكلينيكية، وآثاره الفسيولوجية والنفسية مع حالات الإدمان التي تسببها المواد الإدمانية المتعارف عليها كالمخدرات والكحوليات.
أقرت الجمعية الأمريكية للطب النفسي على وضع الادمان على الانترنت من ضمن عناصر الإدمان الأخرى؛ وعرفته على أنه اضطراب يظهر حاجة سيكولوجية قسرية نتيجة عدم الإشباع من استخدام الانترنت والمصاب بهذا الاضطراب يعاني من أعراض عديدة.
أعراض إدمان الإنترنت
من أعراض الإدمان على الجوال والإنترنت ما يلي:
- زيادة عدد الساعات أمام الإنترنت بحيث تتجاوز الفترات التي حددها الفرد لنفسه.
- التوتر والقلق الشديدين في حال وجود أي عائق للاتصال بالإنترنت قد تصل إلى حد الاكتئاب.
- إهمال الواجبات الاجتماعية والأسرية والوظيفية.
- الحديث المتكرر عن الإنترنت في الحياة اليومية.
- رغبة ملحة لاستعمال الإنترنت على الرغم من وجود بعض المشكلات مثل فقدان العلاقات الاجتماعية والتأخر عن العمل.
- النهوض من النوم بشكل مفاجئ، والرغبة بفتح البريد الإلكتروني أو رؤية قائمة المتصلين.
- تغير مفاجئ في المزاج.
- قلق شديد حول ما يجري على مواقع التواصل الاجتماعي، مما يؤثر على التركيز.
- الحاجة لاستخدام الهاتف أو الإنترنت بشكل أكبر مما سبق للحصول على نفس الشعور بالسعادة والراحة.
- الشعور بأعراض مشابهة لأعراض انسحاب المواد المخدرة، مثل الآلام الجسدية، والاكتئاب، والشعور بعدم الراحة، عند استخدام الهاتف أو الإنترنت لوقت أقل من المعتاد.
للمزيد: هل تراقب ساعات جلوس طفلك أمام الشاشة
الإدمان على الإنترنت في الأردن
دلت نتائج دراسة الفرح في 2005 لعينة من مرتادي مقاهي الإنترنت في الأردن أن نسبة الإدمان بين الأفراد بلغت 23.2%، وهي نسبة مرتفعة بالمقارنة بالنسبة العالمية. كما أظهرت الدراسة أن أكبر عدد المدمنين على الإنترنت هم من الذين تقل أعمارهم عن عشرين عاماً، وبنسبة 53% من عينة المدمنين، تليهم الفئة ما بين (20-30) عاماً بنسبة 37%، ثم فئة (31-40) عاماً بنسبة 10% من المدمنين.
الإدمان على الإنترنت في الوطن العربي
أجريت دراسة بحثية من (أي سي دي أل) العربية (ICDL) حول سلوك الشباب العربي على الإنترنت في 2015، ووجد بأنه تأثر ما يقارب 6% من سكان العالم بإدمان الإنترنت بحلول عام 2014، وذلك نتيجة لانتشاره على نطاق واسع. سجلت دول مجلس التعاون الخليجي معدلات عالية بنسبة 10.9% مقارنة بما نسبته 2.6% في شمال أوروبا وغربها، ولكن مع ذلك لم يتخذ أي إجراء لمكافحة هذه الظاهرة من قبل الأشخاص والجهات الرسمية رغم العلم بالفترة التي يقضيها النشء ويهدرها على الانترنت في الشرق الأوسط.
للمزيد: مخاطر الأجهزة التكنولوجية على صحة الأطفال
ما هو سبب إدمان الهاتف والإنترنت للأطفال والمراهقين؟
لا يوجد سبب معين لإدمان الهاتف والإنترنت، ولكن هناك بعض العوامل المؤثرة على الإدمان، وهي وجود اضطرابات نفسية مثل، الاكتئاب والقلق، كما وتؤثر الجينات على احتمالية الإصابة بالإدمان على الإنترنت، والعوامل البيئية.
قد يكون سبب الإدمان على الهاتف والإنترنت عدم وجود كميات كافية من مستقبلات هرمون السيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin)، أو عدم وجود توازن بين هرموني السيروتونين والدوبامين (بالإنجليزية: Dopamine)، اللذان يؤثران بشكل كبير على مزاج الإنسان وسعادته.
يكون الأطفال والمراهقين أكثر عرضة للإدمان على الإنترنت للأسباب التالية:
- زيادة استخدام الأطفال والمراهقين للإنترنت في المنازل.
- امتلاك الأطفال والمراهقين الهواتف النقالة المزودة بشبكة الانترنت وتوفر السيولة المالية للمراهقين.
- السرية وتوفر غرف الدردشة والتي يتم عبرها إطلاق الرغبات الدفينة والتفريغ الانفعالي من كبت وعدوانية وغضب بعيداً عن القيود المجتمعية الصارمة، مما يؤدي إلى توهم الحميمية والألفة.
- سمات شخصية المراهق في البحث عن الإثارة الحسية في كل جديد وغريب.
- الافتقار للسند العاطفي خاصة من يتصفون بالخجل والوحدة النفسية والانطواء.
- يكون من السهل عليهم تكوين علاقات على الإنترنت، حيث تنمو لديهم شخصيات غير واقعية أو افتراضية تختلف عن شخصياتهم، والهروب من الواقع.
- سرعة التأثر بثقافات اخرى، مع تكوين مفهوم سلبي للتحضر والحرية.
للمزيد: رهاب الانفصال عن الهاتف الذكي
أما عن المواقع التي يفضل الشباب الدخول إليها، فهي تشتمل على ما يلي:
- حجرات الدردشة.
- منصات التواصل الاجتماعي.
- ألعاب الإنترنت.
- المواقع الإباحية.
- المنتديات.
- مواقع سياسية ورياضية.
للمزيد: خطر الإباحية عبر شبكة الإنترنت
آثار الإدمان على الإنترنت
يعود إدمان الإنترنت بالعوافب الوخيمة التي تؤثر على الصحة الجسدية والنفسية والاجتماعية أيضاً، وتتمثل عواقب إدمان الإنترنت بما يلي:
الآثار الصحية
تتمثل الآثار الصحية لإدمان الإنترنت يما يلي:
- يؤثر على سلامة اليدين والجسم ويسبب البدانة نتيجة الجلوس المفرط على الحاسوب.
- ضرر يصيب العين نتيجة للإشعاع الذي تبثه شاشات الحاسوب أو التلفون.
- ضرر في الأذنين لمستخدمي مكبرات الصوت او أجهزة التلفون.
الآثار النفسية لإدمان الإنترنت
تتمثل الآثار النفسية لإدمان الإنترنت بما يلي:
- الدخول في عالم وهمي بديل تقدمه شبكة الإنترنت حيث يختلط الواقع بالوهم.
- عجز الفرد على خلق شخصية نفسية سوية قادرة على التفاعل مع المجتمع والواقع المعاش.
الآثار الاجتماعية لإدمان الإنترنت
تتمثل الآثار الاجتماعية لإدمان الإنترنت بما يلي:
- العزلة والانسحاب من التفاعل الاجتماعي، خسارة الأصدقاء.
- اضطراب في الهوية الثقافية والعادات والقيم.
- ضعف الرقابة الأسرية على الأبناء، والتفكك الأسري.
للمزيد: تأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية
علاج إدمان الإنترنت
غالبية حالات علاج إدمان الإنترنت يتم علاجها دون اللجوء إلى الطبيب النفسي، وتتمثل غالبيتها بحرمان الطفل من الجلوس على الإنترنت وتقليص عدد الساعات لأكبر قدر ممكن، وبتفصيل أكبر يتم علاج إدمان الإنترنت بالخطوات التالية:
العلاج الأسري لإدمان الإنترنت
يتم العلاج الأسري لإدمان الإنترنت كالتالي:
- التعرف على مشاكل الأبناء.
- زيادة مساحة الحوار والاحتواء العاطفي للأبناء.
- غرس أهمية الإنترنت في الاستكشاف والبحث العلمي.
العلاج الغذائي لإدمان الإنترنت
يتم العلاج الأسري لإدمان الإنترنت كالتالي:
- يعالج بإعطاء فيتامين B.
- تجنب تناول الأغذية الغنية بالحديد.
- عدم الإفراط في تناول الأطعمة التي تحتوي على فيتامين E.
نصائح للتخفيف من الوقت أمام الشاشات الإلكترونية
من أهم النصائح الواجب اتباعها لتقليص وقت استخدامك للإنترنت ما يلي:
- تعيين منبه لتحديد الأوقات التي سيتم فيها التحقق من الهاتف. على سبيل المثال، ابدأ بتعيين المنبه كل 15 دقيقة، ثم كل نصف ساعة، ثم كل 45 دقيقة، ثم كل ساعة، وعندما يرن المنبه يتم قضاء دقيقة في تصفح الإشعارات، ثم يتم إعادة ضبط المنبه.
- إيقاف تشغيل الإشعارات لأكبر عدد ممكن من التطبيقات.
- إزالة التطبيقات التي تعمل على تشتيت الانتباه، والمراد تقليص مدة استخدامها عن الشاشة الرئيسية.
- إبعاد الهاتف عن السرير، وعدم استخدام الهاتف قبل النوم كآخر شئ مستخدم، وأول شئ مستخدم في الصباح عند الاستيقاظ.
- تشغيل التدرج الرمادي في الهاتف.
- محاولة إشغال النفس من خلال التفاعل مع المجتمع وإيجاد نشاط بديل، مثل ممارسة الرياضة والمشاركة مع المجموعات التطوعية أو نادي الكتاب.
- ممارسة رياضة الاسترخاء.
اقرأ أيضاً: مخاطر الاستخدام المفرط للاجهزة الذكية