أدت سرعة انتشار مواقع التواصل الاجتماعي في جميع جوانب حياتنا إلى درجة جعلت لكلاً منا عالمه الخاص داخلها تاركاً خلفه حياته الواقعية خاصة في تلك الأيام التي فرضت علينا فيها ظروف الحياة البقاء في المنزل نظراً لانتشار وباء كورونا، ولكن هل تسألت يوماً عن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية، وهل مواقع التواصل الاجتماعي تسبب الاكتئاب، وما هو تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على العلاقات الاجتماعية؟

اقرأ أيضاً: كيف تخفف من ضغط البقاء في المنزل في فترات الحجر الصحي؟

تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية


يعد تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية بمثابة "سلاح ذو حدين":

  • تبين إيجابية تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية عن طريق تعبير الإنسان عن أفكاره ومشاعره، وتلقيه الدعم الاجتماعي من الآخرين، وإحساسه بالقبول عند مواقفة أحدهم على طلب صداقته، وشعوره بالحماس عند متابعته النماذج الصالحة والناجحة في مجتمعه وعلى النقيض،
  • يظهر ضرر تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية، وارتباطها بظهور أمراض مثل: تدني احترام الذات، والاكتئاب، والقلق، والأرق، وعدم الانتباه وفقدان التركيز، وفرط النشاط.
  • لا يزال تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية مثير للجدل، ولكن يرجح أن الاستخدام المستمر لتلك المواقع، وتقليل وقت التفاعلات مع الآخرين وجهاً لوجه يساهم في زيادة المعاناة النفسية خاصة عند الشباب المراهقين.

اقرأ أيضاً: الثقة بالنفس وتقدير الذات

تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية والاكتئاب

يتساءل الكثيرون هل مواقع التواصل الاجتماعي تسبب الاكتئاب؟، والإجابة أنه لا يمكن تأكيد أن الاكتئاب، والشعور بالوحدة ناتج من تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية؛ نظراً لظهور تلك المواقع حديثاً، كما تلعب اختلاف الشخصيات دوراً كبيراً في كيفية تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية إذ يختلف البعض من حيث:

  • استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل سلبي بقضاء طوال اليوم في متابعة تلك المواقع مما يؤدي إلى قلة التواصل بين أفراد الأسرة، وزيادة الشعور بالوحدة والاكتئاب بالإضافة إلى تصورهم أن حياة الأخرين أكثر سعادة ونجاحاً.
  • استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي في تعزيز الروابط الاجتماعية، وتقديم الدعم الاجتماعي والعاطفي خاصة داخل أفراد الأسرة والأصدقاء المقربين، ويتضح ذلك عند لجوء كثير من المراهقات إليها للتحدث إلى رفيقاتهن عند شعورهم بالإحباط؛ مما يؤدي إلى ظهور تأثير إيجابي على الصحة وتحسين النتائج الصحية خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب بسبب أمراض مزمنة مثل: السرطان.

اقرأ أيضاً: كيفية التعامل مع اكتئاب المراهقين والأطفال

تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية واحترام الذات

تتضح العلاقة بين تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية واحترام الذات إما المعاناة من تدني احترام الذات وقلة الثقة بالنفس والشعور بالدونية بسبب التعرض للتنمر والتعليقات السلبية على بعض المنشورات أو الصور، أو مقارنة الذات بالكثير من الملفات الشخصية للأشخاص الآخرين، ومتابعة أخبارهم اليومية، وكل ما ينشرونه من صور وأحداث مثالية، أو احترام الذات والشعور بالثقة بالنفس نتيجة التشجيع والتحفيز إما بالتعليقات الإيجابية أو زيادة عدد المشاهدات لملفك الشخصي.

اقرأ أيضاً: كيفية التعامل مع المتنمرين

عندما أواجه شخص ما أو أقف إماما بالناس فالصلاة قلبي يدق بسرعة ولا أستطيع أخذ نفسي ولا أستطيع النطق وتزداد الرعشة، خصوصا عند القدمين بحيث لا أستطيع الوقوف طويلا فما الحل؟

تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية والإدمان

يتضح تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية في إدمان تصفح تلك المواقع خاصة عند أولئك الذين يشاركون تحديث حالتهم اليومية ويتلقون دعماً بالتعليقات أو بالإعجاب، ولا يقل إدمان متابعة مواقع التواصل الاجتماعي أهمية عن إدمان الكحول والمخدرات لما له من ضياع للوقت في شئ غير مفيد بل الأكثر من ذلك يؤدي إلى تشتيت الذهن عن ما ينفعه من معلومات مفيدة.

اقرأ أيضاً: أعراض إدمان الإنترنت، آثاره وعلاجه

مواقع التواصل الاجتماعي وأثرها على العلاقات الاجتماعية

أدى إدمان تصفح مواقع التواصل الاجتماعي إلى قلة المشاركة الاجتماعية الفعلية إذ يمكنك أن تجد أفراد الأسرة مجتمعين ولكن كلاً منهم يمسك بهاتفه بدلاً من مشاركتهم الحديث مما أدي إلى ارتفاع نسبة الطلاق والتفكك الأسري، وعلى النقيض يمكن استخدام تلك المواقع في تعزيز الروابط الأسرية، وزيادة المحبة والود بين الأصدقاء.

في الختام، لا بد من الحفاظ على التوازن في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي حتى لا تحل محل الأنشطة المهمة للصحة النفسية مثل: ممارسة الرياضة، كما يجب على الأباء أن يدركوا كم من الوقت يقضيه أطفالهم في متابعة مواقع التواصل الاجتماعي حيث يعد عدم الحصول على قدر كافٍ من النوم لمدة تتراوح من 6-8 ساعات يومياً عامل خطر رئيسي للإصابة بالاكتئاب والأفكار الانتحارية.

اقرأ أيضاً: هل تراقب ساعات جلوس طفلك أمام الشاشة

اقرا ايضاً :

مدخل إلى الطب النفسي