عديد السكاريد

إن عديدات السكاريد (بالإنجليزية: Polysaccharides) هي جزيئات كبيرة مصنوعة من العديد من السكريات الأحادية البسيطة، مثل الجلوكوز، المرتبطة مع بعضها بروابط جليكوسيدية، ويمكن أن تكون عديدات السكاريد متجانسة (بالإنجليزية: Homopolysaccharide) والتي تتكون من نفس نوع السكر البسيط، ويمكن أن تكون غير متجانسة (Heteropolysaccharide) والتي تتكون من وحدات مختلفة من السكر البسيط. وتأخذ أشكالاً عديدة إما مستقيمة (بالإنجليزية: Linear) أو متفرعة السلسلة (بالإنجليزية:Branched).

ولعديدات السكريد صيغة كيميائية موحدة وهي Cx(H2O)y،  حيث أن x عدد كبير يتراوح من 200 إلى 2500، بينما تحتوي وحدات السكر الأحادية المكونة للمركب على 6 ذرات كربون.

ما هي أنواع عديدات السكاريد:

عديدات السكاريد المخزنة للطاقة

• النشا

إن النشا (بالإنجليزية: Starch) هو بوليمر من الجلوكوز وتتكون من الأميلوز والأميلوبكتين، والأميلوز هو سلسلة خطية من الجلوكوز بينما الأميلوبكتين سلسلة متفرعة من الجلوكوز. والنشا لا تذوب في الماء، وكلاً من الإنسان والحيوان لديهما إنزيم الأميليز الذي يهضم النشا. وتوجد النشا في البطاطس، والأرز، والقمح، والذرة.

• الجليكوجين

يعد الجليكوجين (بالإنجليزية: Glycogen) مخزن للطاقة طويل الأجل في كل من الحيوانات والفطريات، ويصنع في الكبد والعضلات، وأيضاً في المخ والمعدة بكميات ضئيلة. وهو يشبه النشا في التركيب الكيميائي ولكن سلاسله متفرعة أكثر من النشا. ويتحلل الجليكوجين في حالة حدوث احتياج مفاجئ للطاقة.

يمثل الجليكوجين 8% من وزن الكبد بينما يوجد في العضلات بتركيز أقل من 1 إلى 2 % من كتلة العضلات، وهذه النسب تختلف حسب النشاط البدني، ومعدل التمثيل الغذائي، والعادات الغذائية. وتوجد كمية ضئيلة من الجليكوجين في الكلى، وخلايا المخ، وكريات الدم البيضاء الدم البيضاء وكذلك الرحم أثناء الحمل لتغذية الجنين.

عديدات السكاريد البنائية

• السليلوز

يعد السليلوز (بالإنجليزية Cellulose) المكون البنائي في النباتات، فالخشب يتكون من السليلوز واللجنين (بالإنجليزية: Lignin)، بينما الأوراق والقطن فتتكون تقريباً من السليلوز فقط . لا يهضم الإنسان والعديد من الحيوانات السليلوز، وذلك لعدم وجود الإنزيمات التي تهضمه.

• الكيتين

إن الكيتين (بالإنجليزية: Chitin) هو بوليمر طبيعي ومكون بنائي في الهيكل الخارجي لعديد من الكائنات، ويتكسر بإنزيم الكيتينيز الذي يفرز من كائنات دقيقة مثل البكتيريا والفطريات.

• البكتين

يوجد البكتين (بالإنجليزية:Pectin) في معظم جدر الخلايا الأولية والأجزاء غير الخشبية من النباتات البرية.

عديدات السكريد الحمضية

تحتوي عديدات السكريد الحمضية (بالإنجليزية: Acid Polysaccharide) على مجموعات كربوكسيلية أو مجموعة فوسفات أو مجموعة سلفوريك إستر.

عديدات السكاريد المكونة لغلاف البكتيريا 

تفرز البكتيريا الممرضة طبقة سميكة مخاطية من عديدات السكاريد والتي تكون الغلاف الخارجي لها (بالإنجليزية :Bacterial Capsular Polysaccharide)، حيث أن هذا الغلاف الخارجي يغطي البروتينات على سطحها فلا يتعرف عليها جهاز المناعة، فبذلك تحمي نفسها وتكون أكثر مقاومة. وتفرز بكتيريا الإشريكية القولونية مئات الأنواع من هذا النوع من عديدات السكاريد.

ما هي مصادر عديدات السكاريد؟

إن مصادر عديدات السكاريد قد تشمل: 

• المشروم الطبي، فهو مصدر للبيتاجلوكان طويل السلسلة.
• الطحالب والأعشاب البحرية، وهي مواد عشبية حية تستخدم كمعززات للمناعة وتستخدم في الأدوية العشبية.
• بذر الكتان.
• بذر القطونة.
• البذور الصينية.
• الصبر (بالإنجليزية:Aloe Vera).
• فاكهة استوائية تسمى نوني فروت (بالإنجليزية: Noni Fruit).
• حبوب اللقاح.
• المحليات الطبيعية وبدائل السكر، مثل نبات الياكون الأصلي وفاكهة الليوكوما (بالإنجليزية: Lucuma).

اقرأ أيضاً: كل ما تريد معرفته عن المحليات منخفضة السعرات الحرارية

ما هي الفوائد الصحية لعديدات السكاريد؟

تم استخدام النباتات الغنية بعديدات السكاريد والمشروم لقرون، وذلك لفوائدها الصحية والغذائية والطبية. فمن الفوائد المحتملة لعديدات السكاريد ما يلي: 

• لوحظ التأثير الإيجابي لأنواع من عديدات السكاريد على جهاز المناعة، ومنع الالتهابات، والسرطانات. 

اقرأ أيضاً: ما الذي يجعلك عُرضة لعشرة أنواع من السرطان؟

• بناء على بحث لجريدة نيوتريشن جورنال الأمريكية، فقد تبين أن الجلوكان، والبكتين، وهتيروجليكان، والجلوكومنان، والجلاكتومنان، والأرابينوجالاكتان قد أحدثوا تأثيرات عديدة في تعديل المناعة في أنسجة الحيوانات، مثل الدم، والطحال، والجهاز الهضمي.

• وقد بينت الدراسات السريرية أن عديدات السكاريد من الممكن أن تعزز جهاز المناعة للبالغين الأصحاء، وقد تقلل رد الفعل التحسسي للجهاز التنفسي، بالإضافة إلى أنها قد تحسن مقاومة الجسم للسرطانات.

اقرأ أيضاً: الوقاية من حساسية الصدر عند الأطفال

• كما أوضحت دراسة تقوم بدراسة آثار عديد السكاريد المتواجد في نبات التوت القوجي (بالإنجليزية: Lycium Barbarum Polysaccharide)، أن لعديدات السكاريد الطبيعية تأثير قوي في تعديل المناعة من خلال التفاعل مع خلايا الدم البيضاء، والبلعميات، والخلايا الليمفاوية.
• يعتقد أن لعديدات السكاريد خصائص مضادة للأكسدة، حيث أنها تمنع أعراض التقدم في السن، وتعزز جهاز المناعة، وتضبط مستوى سكر الدم، وتقاوم السرطانات.
• هناك أنواع من عديدات السكاريد تعمل كملطف للجهاز الهضمي ومسكن للمفاصل مثل ميوكوبوليسكاريد (بالإنجليزية: Mucopolysaccharid)، لأنها تحتوي على كمية كبيرة من الهلام أو الصمغ النباتي الذي يمتص الماء ويتحول لكتلة غروية سميكة القوام، التي تساعد على تنظيم حركة الأمعاء، وتمنع التهابات الأمعاء، والإمساك. أيضاً فهي تغلف الامعاء والمعدة من الداخل وتمثل طبقة حماية ضد القرح ومتلازمة القولون العصبي، وهي أيضاً تمد الجسم بإحساس الشبع والامتلاء، فتقلل الشهية وتساعد على خفض الوزن. كما يمتص الميوكوبوليسكارايد الماء ويتحول لمادة هلامية، والتي تقلل احتكاك المفاصل والتهاباتها.

• تعمل عديدات السكاريد على تنظيم مستوى السكر والكوليستيرول في الدم.

• أيضاً عديدات السكاريد المتكونة من سلاسل طويلة ليست فقط أطعمة غذائية، فهي تمد الجسم بمخزون من الطاقة يحترق ببطء أثناء التمثيل الغذائي، ولذلك هو مفيد لمرضى السكري النوع الثاني لأنها لا تمتص سريعاً في مجرى الدم مثل السكريات البسيطة.
• تعد عديدات السكاريد مصدر للألياف الذائبة التي ترتبط بالأحماض الصفراوية في الأمعاء الدقيقة، وبذلك تخفض نسبة الكوليستيرول في الدم، ولذلك تستخدم عديدات السكاريد في خطط التغذية لمرضى القلب والسكري من النوع الثاني.

• أيضاً لعديدات السكاريد أهمية بالغة في نضارة البشرة وترطيبها. فمعظم عديدات السكاريد غير النشوية لها تأثير ملطف ومرطب ومغذي للبشرة والأنسجة الطلائية، وبذلك تحافظ على شباب البشرة، وتستخدم في العديد من منتجات العناية بالبشرة ومستحضرات التجميل.

اقرأ أيضاً: التغذية والبشرة

• تتغذى البكتيريا النافعة في الأمعاء على الألياف الذائبة وتنتج الأسيتات، والبروبيونات، والبوتيرات التي تمنع الإلتهابات، وتحسن حركة الأمعاء، وتمنع متلازمة التهاب القولون العصبي والتهاب القولون التقرحي.
• يستخدم السليلوز في صناعة الورق، والغزل، والنسيج، والحرير الصناعي (الرايون).
• ويستخدم البكتين الذي يوجد في الغلاف الخارجي للفقاريات في صناعة الخيوط الجراحية.