يُعتبر رُهاب المرايا (بالإنجليزية: Spectrophobia) أحد أنواع اضطرابات الخوف المُحدّدة والنادرة، والذي يُسبّب الخوف الشديد من الوقوف أمام المرآة أو من الأشياء التي قد تنعكس منها، أو حتى الخوف من ظهور أشباح فيها. [1][2]
ويُطلق على هذا النوع من الرهاب أيضًا اسم رُهاب الطيف، أو الأيزوبتروفوبيا (بالإنجليزية: Eisoptrophobia)، أو الكاتوبتروفوبيا (بالإنجليزية: Catoptrophobia). [1]
يُمكن أن يُؤثّر رُهاب المرايا على حياة الشخص المُصاب به، من خلال التأثير على نشاطاته اليومية، أو دراسته، أو عمله، فقد يُؤدّي إلى ظهور سلوكيات تنطوي على تجنّب الكثير من المواقف والأشخاص. [1][3]
اضغط هنا واستشر طبيبًا من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع
هناك عدةً أنواع من رُهاب المرايا، والتي تتضمّن الآتي:
غالبًا ما يكون لدى الشخص المُصاب بهذا النوع مشاكل في صورة الجسم، وبالتالي يُمكن أن تُسبّب فكرة النظر في المرآة ورؤية انعكاس الجسم إثارة القلق الشديد لديه وظهور الأعراض الأخرى المرافقة لرُهاب المرايا. [1][2]
ومن المُمكن أن يعاني الشخص المُصاب بالخوف من المرايا أيضًا من اضطرابات التغذية والأكل و/أو اضطراب تشوه الجسم. [1]
يكون التركيز في هذا النوع من رُهاب المرايا بشكلٍ أكبر على الخوف من الانعكاسات، وبالتالي فقد يخاف الشخص من أي شيء له انعكاسات، مثل: المباني الكبيرة ذات النوافذ الزجاجية، أو السيارات شديدة اللّمعان، أو المصاعد، أو النظارات الشمسية، وقد يؤدّي التفكير بها أو التعرّض لها إلى إثّارة أعراض الرُهاب. [1][2]
فمن المُمكن أن تؤدي الانعكاسات إلى تشويه العناصر والأشياء المُنعكسة، ممّا يجعلها تبدو غير مريحة إلى حدٍ ما عند النظر إليها. [2]
ينطوي هذا النوع من رُهاب المرايا بشكلٍ خاص على العادات أو الطقوس الدينية، أو الخرافات المُرتبطة بالمرايا أو النظّارات، ويحدث نتيجة اعتقاد الشخص أنّ المرآة تعكس روح الشخص الآخر. [2]
فعلى سبيل المثال، يقوم بعض الأشخاص في بعض الثقافات بتغطية المرايا في منزل الشخص المتوفى حديثًا، سواء لمنع ظهور الأرواح الميتة أو للحفاظ على أحبائهم الباقين على قيد الحياة من علامة الموت، وهي من الخرافات المرتبطة بالمرايا. [1]
بشكل عام، ينتج الرُهاب في كثير من الحالات بسبّب تعرّض الشخص لحدثٍ أو موقفٍ ما في مرحلةٍ ما من حياته، وقد تدفعه التجربة المؤلمة إلى تطوير الخوف من حدوث تلك التجربة مرة أخرى، فيحاول تجنّب الكثير من الأشخاص والمواقف المرتبطة بتكرار هذه التجربة. [4] أما بالنسبة لرُهاب المرايا، فمن المُمكن أن يظهر لعدّة أسباب اعتمادًا على الفرد وخبرته والمواقف التي تعرّض لها. ويُمكن أن تشمل العوامل والأسباب المؤدية إلى الإصابة برهاب المرآة ما يلي: [1][2][5] اقرأ أيضًا: الخوف الطبيعي.. ومتى يصبح مرضًا؟!
تختلف أعراض رُهاب المرايا من شخص لآخر، وتتراوح شدّتها من خفيفة إلى متوسطة وشديدة جدًا، وتتضمّن الأعراض الجسدية لرُهاب المرايا ما يأتي: [1][2][4] أما بالنسبة للأعراض النفسية لرُهاب المرايا، فمن المُمكن أن تتضمّن ما يلي: [2][3] يُمكن أن يُؤثّر رُهاب المرايا بشكلٍ كبير على جوانب مختلفة من حياة الشخص المُصاب، بما في ذلك: [5]
تأثير رُهاب المرايا على حياة الشخص
في حال ظهرت لدى الشخص أعراض رُهاب المرايا، فإنّ الخطوة الأولى التي يجب القيام بها هي التواصل مع الطبيب المتخصّص بالصحة العقلية، والذي سيتّبع الإصدار الخامس المُحدّث من الدليل التشخيصي الإحصائي لاضطرابات الصحة العقلية (DSM-5) لتشخيص الحالة. [1][2] وسيقوم الطبيب بسؤال الشخص حول الأعراض التي يعاني منها، وشدّتها، ومعدّل تكرارها، بالإضافة إلى تاريخه المرضي ومعاناته من أية أمراض نفسية. كما يُمكن أن يطلب من الشخص المُصاب أيضًا تقييم مستوى الخوف أو القلق لديه عند النظر في المرآة. [1][5] هناك عدّة معايير يجب على الشخص تحقيقها من أجل الحصول على التشخيص، والتي تشمل ما يأتي: [2] أثناء إجراء التشخيص لفوبيا المرايا، يجب أن يقوم الطبيب باستبعاد معاناة الشخص من الحالات الصحية الأخرى التي تؤثر على الصحة العقلية، ولذلك للتأكّد من التشخيص الصحيح، ومن هذه الحالات الصحية ما يأتي: [1][2]
حالات يجب استبعادها أثناء التشخيص
يُمكن علاج رُهاب المرايا بعدّة طرق، ولكن في البداية يجب أن يُدرك المُصاب به أنّه اضطراب حقيقي، ويُوصي الأطباء بمعالجة الحالة عندما تُصبح أعراضها مزعجة، وتتسبّب بعرقلة الحياة اليومية، بما في ذلك العمل، أو المدرسة، أو الروتين اليومي الخاص بالشخص. [3] ويُمكن أن تتضمّن العلاجات الفعّالة لرُهاب المرايا ما يأتي: من المُمكن أن يستفيد الأشخاص المُصابين بفوبيا المرايا من مختلف أنواع جلسات العلاج النفسي، بما في ذلك: يهدُف العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive Behavior Therapy) إلى تحديد وتغيير الأفكار، والمشاعر، والسلوكيات السلبية، حيث يقوم الطبيب أو الأخصائي بالعمل سويًا مع المريض لتعلُّم وتبنّي معتقدات جديدة حول المخاوف التي يشعر بها. [2][3] يُفيد العلاج السلوكي المعرفي أيضًا في بناء ثقة الشخص في قدرته على مواجه خوفه من المرايا أو الانعكاسات، وتكون هذه الطريقة فعّالة أكثر عند دمجها مع طرق علاجية أخرى. [5] ينطوي العلاج بالتعرّض (بالإنجليزية: Exposure Therapy) على تعريض المُصاب إلى موقف بسيط يحتوي على المحفّزات، وفي هذه الحالة، قد يكون الموقف هو مجرد التفكير في المرايا أو الانعكاسات، ثم تصبح التعرّضات أكثر كثافةً بمرور الوقت. [2][3] كما يتم في هذا النوع من العلاج تعليم الشخص المُصاب بعض الاستراتيجيات التي تهدُف إلى تقليل القلق والتغلّب على مخاوفه. [2][3] اقرأ أيضًا: أنواع العلاج النفسي وأساليبه يلجأ أخصائيو الصحة العقلية إلى العلاج بالكلام (بالإنجليزية: Talk Therapy) في حالات رُهاب المرآة البسيطة، وعادةً ما يوفّر للشخص راحة طويلة الأمد من القلق والضيق والأعراض المزعجة الأخرى. [3] يُعتبر البرنامج العلاجي المُسمى بإزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة (بالإنجليزية: Eye Movement Desensitization and Reprocessing or EMDR) خيارًا علاجيًا فعالًا لرُهاب المرايا الناجم عن التعرّض لصدمة، حيث يقوم المُعالج بالتعامل مع الصدمة لدى الشخص وإنشاء تفاعل مع حركات العين لديه عند تعرّضه لمحفزّات الرُهاب لديه. [1][2] لا يُعتبر رُهاب المرايا من الاضطرابات التي تتطلّب تناول الأدوية عادةً، ولكن قد تكون الأدوية المُستخدمة للأمراض النفسية، مثل: مضادات الاكتئاب أو مضادات القلق، ضرورية في بعض الأحيان، خاصةً إذا كان الشخص يعاني من اضطراب نفسي آخر في نفس الوقت. [1][5] وتشمل أنواع الأدوية التي يُمكن أن يتم وصفها لمرضى رُهاب المرآة ما يأتي: [2] غالبًا ما تكون تجربة رُهاب المرايا تجربة مُرهقة للغاية، وقد تقلّل من جودة حياة الشخص المُصاب، ويُمكن للأمور الآتية أن تُساعد في التعامل مع رُهاب المرآة من خلال تقليل الأعراض ريثما يتم الشفاء، وتشمل الآتي: [1][4]العلاج النفسي
العلاج بالأدوية
كيفية التعامل مع رهاب المرايا
يُمكن أن يؤثّر رُهاب المرايا على حياة الشخص في حال لم يتم علاجه، وتشمل المضاعفات المحتملة لهذا الرُهاب ما يأتي: [3] اقرأ أيضًا: ما هو الرهاب الاجتماعي عند الأطفال والمراهقين؟
[1] Lisa Fritscher. Spectrophobia: How to Overcome the Fear of Mirrors. Retrieved on the 29th of September, 2024. [2] Aayushi Kapoor. Spectrophobia (Fear Of Mirrors): What is It, Symptoms, Causes, Treatment, And More! Retrieved on the 29th of September, 2024. [3] Sarah Lewis. Eisoptrophobia (Fear of Mirrors). Retrieved on the 29th of September, 2024. [4] Betterhelp.com. Spectrophobia: The Fear Of Mirrors And What It Means. Retrieved on the 29th of September, 2024. [5] Sereena Kang. What Is Spectrophobia? Retrieved on the 29th of September, 2024.
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.