الرهاب الاجتماعي (بالإنجليزية: Social Phobia) هو أحد الاضطرابات النفسية الشائعة عند الأطفال والمراهقين، ويعاني المصابون به من قلق أو خوف مستمر من التعرض للإحراج، أو السخرية، أو الإهانة عند المشاركة في الأنشطة أو المواقف الاجتماعية المختلفة؛ ما يؤدي إلى تجنبّهم هذه المواقف المحفزة للأعراض. [1]

فما هو الرهاب الاجتماعي عند الأطفال والمراهقين، وما هي أسبابه وكيف يمكن التعامل معه. تعرف على ذلك في هذا المقال.

أسباب الرهاب الاجتماعي عند الأطفال والمراهقين

تتشابه العديد من أسباب اضطراب الرهاب الاجتماعي عند الأطفال والمراهقين مع أسبابه لدى البالغين، ومن أبرزها ما يلي: [2] 

العوامل الوراثية

تعد الجينات الموروثة أحد الأسباب المحتملة لإصابة الأطفال باضطراب الرهاب، كما يمكن للصفات الموروثة من الوالدين أن تلعب دورًا في كيفية تفاعل الدماغ مع شعور القلق والتوتر أو الخجل والعصبية. مع ذلك، لا يوجد حتى الآن سبب واضح ودقيق يفسر إصابة بعض أفراد الأسرة بهذا الاضطراب دون غيرهم. [1][3]

العوامل البيئية

قد تساهم العوامل البيئية في زيادة خطر الإصابة بالرهاب الاجتماعي عند الأطفال والبالغين، ومن الأمثلة عليها: [4]

أسباب أخرى

يمكن لاضطراب أو خلل في توازن بعض النواقل العصبية في الدماغ، مثل السيروتونين، والدوبامين، والغلوتامات، والتي لها دور رئيسي في تنظيم الحالة المزاجية أن يساهم في الإصابة باضطراب الرهاب الاجتماعي لدى كل من الأطفال والمراهقين. [4]

أعراض الرهاب الاجتماعي عند الأطفال

تختلف أعراض الرهاب الاجتماعي عند الأطفال والمراهقين بحسب العمر، وفيما يلي توضيح لها: [2][5]

الأطفال في سن ما قبل المدرسة

تشمل أعراض الرهاب الاجتماعي للأطفال في سن ما قبل المدرسة ما يلي: [5]

  • الخوف من الأشياء الجديدة.
  • التهيج أو البكاء.
  • التشبث المستمر في الوالدين.
  • الجمود في المكان.
  • رفض التحدث مع الآخرين.

الأطفال في سن المدرسة

يذكر من أعراض الرهاب الاجتماعي للأطفال في سن المدرسة ما يلي: [2][5] 

  • الخوف من القراءة بصوت عالٍ، أو الإجابة على الأسئلة في الغرفة الصفية.
  • الخوف من التحدث مع الأطفال الآخرين.
  • الخوف أو رفض المشاركة في تقديم العروض العامة أمام الآخرين، بما في ذلك الأنشطة الموسيقية أو الرياضية.
  • الخوف من التحدث مع الكبار.
  • الخوف من طلب الطعام في المطعم.
  • الخوف من حضور حفلات أعياد الميلاد.
  • القلق من زيارة الأصدقاء.
  • القلق والتوتر الشديدين من حكم الآخرين السلبي أو نقدهم.
  • رفض التحدث في المناسبات الاجتماعية، أو التحدث بنبرة هادئة أو منخفضة تكاد تكون غير مسموعة أو مفهومة.
  • وجود ضعف في المهارات الاجتماعية، بما في ذلك ضعف التواصل البصري مع الآخرين.
  • الخوف أو القلق من استخدام الحمامات العامة.
  • ظهور بعض الأعراض الجسدية غير المبررة، بما في ذلك الصداع، وآلام المعدة، والغثيان.

أعراض الرهاب الاجتماعي عند المراهقين

تشمل أعراض الرهاب الاجتماعي عند المراهقين والبالغين ما يلي: [5] 

  • الهدوء والكتمان.
  • الانسحاب الشديد من المواقف الاجتماعية، وخاصة عند تشجيعه على التحدث.
  • التردد والخجل.
  • التفكير السلبي.
  • القلق والتوتر الشديدين من حكم الآخرين السلبي ونقدهم.
  • الخوف من الإحراج أو الإهانة.
  • تشابك الذراعين معًا في معظم الأحيان.
  • إبقاء الرأس منحيًا للأسفل.
  • ضعف مهارات التواصل، بما في ذلك تعابير الوجه.
  • وجود عادات وحركات عصبية، بما في ذلك اللعب بالشعر أو لفّ الشعر.

يمكن أن يؤثر الرهاب الاجتماعي لدى المراهقين سلبًا على جميع نواحي حياتهم، كما غالبًا ما يكون سببًا في تدني أدائهم المدرسي وتحصيلهم العلمي. وفي بالعض الحالات الشديدة من الرهاب الاجتماعي، قد يرفض المراهق الذهاب إلى المدرسة أو مغادرة المنزل. [5]

أعاني من خمول، وقلة في التركيز وألم في الجهة اليسرى من جسدي وألم في القلب قليلا وضيق في التنفس. وأحيانا أعاني من الاكتئاب والوحدة والمشاكل النفسية بسبب الظروف العائلية

تشخيص الرهاب الاجتماعي عند الأطفال والمراهقين

يعتمد الطبيب في تشخيص الرهاب الاجتماعي عند الأطفال والمراهقين على معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الإصدار الخامس (بالإنجليزية: DSM-5)؛ إذا لا يوجد فحص طبي محدد يمكنه الكشف عن هذا الاضطراب، ومن هذه المعايير ما يلي: [4]

  • الخوف من المواقف الاجتماعية التي تشتمل على احتمالية التعرض للفحص من قبل الآخرين.
  • الخوف من التصرف بطريقة قد تؤدي إلى التعرض لنقد سلبي من الآخرين.
  • القلق من التصرف على نحو قد يغضب أو يزعج الآخرين.
  • استمرار المعاناة من القلق والخوف على نحو شبه مستمر، عادةً لأكثر من 6 أشهر.
  • القلق والخوف على نحو يعيق الحياة اليومية.

بالإضافة إلى معايير الدليل التشخيصي، يقوم الطبيب أيضًا بالتحقق من كل ما يلي: [4]

  • الأعراض المرضية.
  • الحالة الصحية للفرد.
  • التاريخ العائلي.

أيضًا، يمكن أن يرغب الطبيب باستبعاد بعض الحالات المرضية الأخرى التي قد تسبب أعراض مشابهة للرهاب الاجتماعي لدى الأطفال والبالغين، مثل: [4]

  • اضطراب الشخصية.
  • إساءة استخدام بعض المواد  المضرة.
  • المعاناة من قلق بسبب مشكلة تتعلق بالمظهر، مثل حروق في الوجه أو السمنة.

علاج الرهاب الاجتماعي عند الأطفال والمراهقين

يهدف علاج الرهاب الاجتماعي عند الأطفال والمراهقين بشكل رئيسي إلى مساعدتهم على تخفيف مشاعر التوتر والخوف الشديدين، وتشجيعهم على التعامل الإيجابي والفعّال مع المدرسة والحياة على نحو عام. وتشمل الخيارات العلاجية ما يلي:

  • العلاج السلوكي المعرفي

العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive Behavioral Therapy - CBT) أحد أشكال العلاج النفسي، وفيه يقوم الطبيب بمساعدة الطفل أو المراهق باستبدال الأفكار السلبية بأخرى أكثر أيجابية، بالإضافة إلى كيفية التفكير والتعامل مع المواقف الاجتماعية بشكل أكثر إيجابية. [4]

  • العلاج الأسري

يمكن لأفراد الأسرة تقديم الدعم اللازم للطفل أو المراهق المصاب بالرهاب الاجتماعي، ولك من خلال: [5]

    • منحه فرصة التعرض للمواقف المحفزة لأعراض الرهاب الاجتماعي لديه.
    • تقديم الدعم عند تعرضه لأحد المواقف المحفزة لمشاعر الحوف والقلق لديه.
    • تجنب الحديث نيابة عنه.
    • تشجيعه على الانضمام للأندية والأنشطة التي يحبها وعلى إقامات صداقات جديدة.
    • الإنصات له ولمخاوفه، وتعزيز ثقته.
    • تشجيعه على ممارسة التمارين أو الأنشطة التي تساعد على الاسترخاء، مثل الفنون والحرف اليدوية، والموسيقى، واليوجا، والكتابة.
  • العلاج الدوائي

يمكن استخدام بعض العلاجات الدوائية لتخفيف أعراض الرهاب الاجتماعي وتعزيز القدرة على القيام بالأنشطة اليومية على نحو فعّال أكثر. [4]

من الأمثلة على الأدوية التي قد يصفها الطبيب لعلاج الرهاب الاجتماعي لدى الأطفال والمراهقين مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية، ومن أمثلتها:  [5]

للمزيد: علاج الرهاب الاجتماعي

نصيحة الطبي

يمكن أن يتداخل الرهاب الاجتماعي عند الأطفال والمراهقين مع قدرتهم على القيام أو التفاعل مع العديد من الأنشطة اليومية والاجتماعية وعيش حياة صحية كأقرانهم، ما يجعلهم أكثر عزلةً وانسحابًا من محيطهم، كما وقد يؤثر سلبًا على أدائهم المدرسي. لذا إذا كنت تعتقد أن أحد أبنائك مصاب بالرهاب الاجتماعي، فلا تتردد في استشارة الطبيب المختص.

اقرا ايضاً :

هوس الطعام الصحي