الغدة النخامية (بالإنجليزية: Pituitary Gland) هي غدة صغير الحجم إذ لا يتجاوز حجمها حجم حبة البازلاء، وتزن أقل من واحد غرام، وتقع أسفل المخ في الجمجمة، بجزء عظمي يسمى السرج التركي (بالإنجليزية: Sella Turcica)، وتتصل بالمخ عن طريق جزء يسمى تحت المهاد (بالإنجليزية: Hypothalamus)، وتفرز الغدة النخامية عدد من الهرمونات التي تتحكم في وظائف باقي الغدد الصماء، لذا يطلق عليها الغدة الرئيسية.
تفرز الغدة النخامية هرمونات تتعلق بالنمو، والحفاظ على الكتلة العضلية، والتكاثر، ومستوى ضغط الدم والسكر، كما تفرز هرمونات أخرى تتحكم في باقي الغدد الصماء، مثل الغدة الكظرية، والغدة الدرقية، والخصيتين، والمبيضين، لذا فإنها تتحكم في عدد كبير جداً من الوظائف الحيوية لجسم الإنسان.
وقد يحدث نمو غير طبيعي في خلايا الغدة النخامية، مسبباً ظهور ورم بها، ويكون غالباً ورماً حميداً مؤدياً أحياناً إلى ظهور مشاكل صحية على الفرد، تختلف باختلاف حجم الورم وحالته، لذا سنتعرف معاً على ورم الغدة النخامية، وأعراضه وكيفية علاجه.
وتعد الإصابة باورام الغدة النخامية، هي رابع أكثر الأورام شيوعاً داخل الجمجمة، ومن الممكن أن تحدث في أي سن، لكن يكثر الإصابة بها لدى الأكبر سناً، وعادة ما تكون أوراماً حميدة، إذ إن الإصابة بالورم الخبيث (بالإنجليزية: Malignant Tumor) ضئيلة الحدوث، فقد سجل منها مئات الحالات فقط.
ويصعب التمييز بين النوع الحميد والخبيث تحت الميكروسكوب، لكن يمكن للأطباء التمييز بينهما عن طريق انتشار الورم، إذ يصاحب الإصابة بالنوع الخبيث انتشار الورم لأجزاء أخرى غير الغدة النخامية، مثل المخ أو الحبل الشوكي أو سحايا المخ، أو عظام الجمجمة حول الغدة النخامية، وفي حالات نادرة يمكن أن يصل الانتشار إلى أجزاء أخرى مثل الكبد أو الرئة أو القلب.
ولا يوجد أي دليل علمي حتى الآن يمكن الاتكاء عليه، لمعرفة ما إذا كان من الممكن أن يتحول الورم النخامي الحميد إلى الخبيث أم لا.
اقرأ أيضاً: ما الفرق بين الورم والسرطان؟
تكمن مشكلة الورم الغدي النخامي، في وقوعه قريباً من المخ، إذ قد تؤدي زيادة حجمه سنتيمتر واحد فقط إلى الضغط على الأعصاب أو على أجزاء من المخ مسببة تلفاً بها، ويمكن تقسيم الأورام الغدية على حسب حجمها إلى نوعين:
ويكون حجم الورم في هذا النوع لا يتعدى واحد سنتيمتر، لذا لا يتسبب هذا النوع في الضغط على الأنسجة المجاورة للغدة ومن ثم لا يؤثر عليها سلباً، لكن من الممكن أن يفرز هذا الجزء هرمونات مما يؤدي إلى حدوث خلل في وظائف الجسم كما سنبين لاحقاً، ومن الممكن أيضاً ألا يلاحظ وجود الورم إن كان دقيقاً ولا يتسبب في حدوث أي خلل هرموني.
يكون الورم في هذه الحالة كبيراً، مما يؤدي إلى التأثير على الأنسجة المجاورة مثل العصب البصري، كذلك قد يؤدي هذا النوع إلى حدوث خلل هرموني إذا أدى وجوده إلى فرط في إفراز هرمونات.
يمكن كذلك تقسيم اورام الغدة النخامية إلى نوعين تبعاً لقدرتها على إفراز الهرمونات:
ويعد هذا النوع هو النوع الأكثر شيوعاً، ويمكن تشخيصه من خلال الأعراض وعمل فحوصات دم، وتبعاً لنتيجة الفحوصات والأعراض فإنه يمكن تقسيمه لعدة أنواع:
وتبعاً لكل نوع، تختلف الأعراض الظاهرة على المريض كذلك يختلف التشخيص والعلاج.
ولا يحدث في هذا النوع زيادة إفراز لأي من هرمونات الغدة الدرقية، وتحدث هذه الحالة لكل ثلاث حالات من أصل عشرة، لكن عادة ما يكون هناك تورم غدي كبير مسبباً ضغطاً على الأنسجة المحيطة بالغدة.
اقرأ أيضاً: كل ما تريد معرفته عن سرطان الغدة الدرقية
لا يزال غير معروفاً إلى الآن الأسباب المؤدية إلى الإصابة بورم الغدة النخامية، لكن يعتقد العلماء أنه قد يكون هناك دور وراثي للأمر.
قد تظهر أعراض على المريض تنبئ باحتمالية الإصابة بالورم الغدي النخامي، يجب استشارة الطبيب في حال الشعور بثلاثة أعراض أو أكثر من الأعراض الآتية:
يتبع الطبيب الخطوات الآتية لتشخيص الإصابة بورم الغدة النخامية: يجري الطبيب في بداية الأمر فحصاً بدنياً، وذلك لفحص الحالة الصحية العامة أو أي علامات للإصابة بأمراض، ويؤخذ التاريخ المرضي للعائلة، كذلك آخر علاجات تناولها المريض أو يتناولها حالياً. يجري الطبيب فحصاً عاماً للعين، وحالتها الصحية، كذلك يجري فحصاً لمدى الرؤية للأشياء، إذ يقيس هذا الفحص الرؤية المركزية (أي مدى رؤية الشخص للأشياء أمامه)، والرؤية المحيطية (مدى رؤية الشخص للأشياء المحيطة عند التحديق للأمام). يجري الطبيب فحصاً عصبياً، عن طريق سؤال المريض عدة أسئلة، وذلك لاختبار الحالة العقلية، كذلك القدرة على المشي، وفحص مدى صحة العضلات، والإحساس، وردود الفعل المنعكسة. يمكن أخذ عينة من الدم، وذلك لقياس مستوى بعض الهرمونات مثل هرمون الحليب (بالإنجليزية: Prolactin)، أو هرمون الاستروجين (بالإنجليزية: Estrogen)، أو هرمون التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone)، إذ إن اختلاف نسب الهرمون في الدم عن النسبة الطبيعية قد يكون دلالة على الإصابة. من الممكن تجميع عينة بول خلال فترة 24 ساعة، وذلك لقياس مستوى بعض المواد، مثل الكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol)، إذ إن زيادة نسبتها أو انخفاضها عن المعدل الطبيعي قد تدل على الإصابة. يعد الفحص باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI) هو الأداة الأكثر فعالية في تشخيص الإصابة بورم الغدة النخامية، كذلك يمكن استخدام مادة الغادولينيوم (بالإنجليزية: Gadolinium) عن طريق حقنها بالوريد، إذ لدى هذه المادة قدرة على التكتل حول الخلايا السرطانية جاعلة إياها أكثر وضوحاً. الفحص السريري والتاريخ المرضي
فحص العين
فحص عصبي
اختبار دم
اختبار بول
الرنين المغناطيسي
هناك عدة طرق لعلاج ورم الغدة النخامية منها ما هو قيد التجارب، ومنها ما قد اعتمد، ويمكن تقسيم علاج الورم النخامي إلى أربعة أنواع: قد تستلزم بعض حالات الإصابة التدخل الجراحي، وذلك إن كان وضع الورم متفاقماً أو يضغط على الأعصاب البصرية، ويؤثر على الدماغ، ويمكن إجراء التدخل الجراحي عن طريق: 1- التنظير الأنفي الوتدي 2- فتح الجمجمة يمكن اللجوء إلى العلاج الإشعاعي بعد الإجراء الجراحي لخفض مستوى خطر معاودة الإصابة بالأورام النخامية، ويمكن استخدام هذه الإجراء بمفرده. يمكن اللجوء للعلاج الكيماوي (بالإنجليزية: Chemotherapy Treatment) وذلك بأخذه عن طريق الفم أو الوريد، لقتل الخلايا السرطانية أو منعها من الانقسام ومن ثم التخفيف من الأعراض، ويعتمد نوع العلاج الكيماوي على نوع الورم المعالج. يلجأ الطبيب لهذا النوع من العلاجات في حالات الأورام النخامية الوظيفية، التي يكون فيها فرط إفراز لهرمون معين، كما في حالات الورم البرولاكتيني (بالإنجليزية: Prolactinoma)، إذ يعد العلاج بالأدوية مثل Cabergoline هو الوسيلة الأولى المستخدمة للعلاج في هذا النوع من الأورام، وتصل نسبة الشفاء باستخدام هذا العلاج إلى 80%، إذ يقل حجم الورم، مؤدياً ذلك إلى اختفاء أعراض الصداع، وتشوش الرؤية، ومشاكل الخصوبة والإنجاب.التدخل الجراحي
يمكن استئصال ورم الغدة النخامية عن طريق الأنف، وذلك بإدخال منظار من الأنف يمر عبر شق يجرى بالعظم الوتدي للجمجمة للوصول إلى الغدة النخامية، لكن قد لا تصلح هذه الوسيلة في حالات كبر الورم.
يجري في هذا الإجراء فتح في فروة الرأس وشق للجمجمة، وذلك للوصول إلى الورم الغدي النخامي، ويصلح هذه الإجراء في حالات الأورام الكبيرة.العلاج الإشعاعي
ويعتمد العلاج الإشعاعي على تسليط اشعة سينية (بالإنجليزية: X Ray) عالية الطاقة، أو أنواع أخرى من الإشعاعات على الورم، وذلك لقتل الخلايا السرطانية أو الحد من نموها.العلاج الكيميائي
العلاج بالأدوية
من الممكن أن تؤدي الإصابة بورم في الغدة النخامية إلى المعاناة من بعض المضاعفات، نذكر منها:
يعد مآل الاصابة بورم الغدة النخامية جيداً لكونه حميداً لا ينتشر الى مواقع أخرى في الجسم وتصل نسبة النجاة لمدة 10 سنوات بعد تشخيصه الى 80 - 94 % .
:National Cancer Institute, Pituitary Tumors Treatment (PDQ®)–Patient Version, retrieved on 13th of August, 2021, from https://www.cancer.gov/types/pituitary/patient/pituitary-treatment-pdq :American Association of Neurological Surgeons, Pituitary Gland and Pituitary Tumors, retrieved on 13th of August, 2021, from :American Cancer Society, What Are Pituitary Tumors? retrieved on 13th of August, 2021, from https://www.cancer.org/cancer/pituitary-tumors/about/what-is-pituitary-tumor.html
طبيبة مصرية شغوفة بالعلم والكتابة باللغة العربية، ولديها عدة مقالات طبية منشورة.