تسوس الاذن أو التهاب الخشاء (بالإنجليزية: Mastoiditis)، هي إصابة عدوى جرثومية خطيرة في منطقة عظم الخشاء المحيط بالأذن، وهو عظم يشبه الاسفنج يحتوي على ما يسمى بالخلايا الهوائية، وله وظائف أساسية في حماية الأذن، وغالباً ما تنتج هذه الإصابة عن انتقال الالتهاب الذي لم يعالج بنجاح من الأذن الوسطى (بالإنجليزية: Middle Ear Infection).
كما أنه من المحتمل أن يستمر انتقال الالتهاب إلى السحايا أو الجمجمة والدماغ إذا لم يُعالج هو أيضاً بطريقة صحيحة أو إذا كان مقاوماً للمضادات الحيوية، وتسوس الأذن الحاد يصيب غالباً الأطفال، كما يُصاب بعض البالغين بتسوس الأذن المزمن الذي يقوم بصب الإفرازات القيحية في الأذن.
اقرأ أيضاً: التهاب الاذن الوسطى عند الأطفال
الورم الكوليسترولي هو عبارة عن نمو غير طبيعي في الجلد قرب الأذن، وهو ليس ورماً خبيثاً، أي هو ليس من أشكال السرطان. يبدأ ويتطور في الأذن الوسطى خلف طبلة الأذن، وقد يكون عيباً خلقياً، ولكن غالباً ما ينتج عن تكرار الإصابة بالالتهابات الأذن الوسطى أو ضعف في وظيفة قناة استاكيوس (بالإنجليزية: Eustachian)، وهي القناة الممتدة من خلف الأنف حتى منتصف الأذن، وهنا قد يقع فراغ في الضغط في الأذن الوسطى، والذي بدوره يسحب جزءاً من طبلة الأذن، مؤدياً بذلك لتحوله إلى كيس كوليسترولي يمتلئ بمرور الوقت بالجلد القديم والسوائل.
وهو يكون على شكل كيس يتضخم مزيلاً طبقات الجلد القديمة، ومن الممكن أن يصل حجمه إلى مستوى قد يؤثر على العظيمات السمعية في الأذن الوسطى، ملحقاً الأضرار بوظائف السمح والتوازن وحتى العضلات الوجهية.
اقرأ أيضاً: التهاب الغدد اللمفاوية خلف الاذن
كما ذكر أعلاه، غالباً ما يكون السبب هو انتقال العدوى من التهاب الأذن الوسطى، حيث تنتقل الجراثيم من الأذن الوسطى إلى الخلايا الهوائية في عظم الخشاء، وفي بعض الحالات الأقل شيوعاً قد يؤدي التهاب الورم الكوليسترولي في جلد الأذن إلى إغلاق تصريف الأذن، وبالتالي إلى تسوس الأذن. وهو ينتج عن نمو غير طبيعي في خلايا جلد الأذن الوسطى، مسبباً تراكم الجراثيم التي تنتقل بدورها إلى الخشاء. ولا يحصل تسوس الأذن بالضرورة في كل حالة التهاب الأذن الوسطى، وإنما في الحالات التي يتأخر علاجها وتلك التي تقاوم العلاج بالمضادات الحيوية، وكذلك عند إيقاف العلاج بالمضاد الحيوي في وقت مبكر قبل انتهاء الكورس العلاجي المحدد من الطبيب. اقرأ أيضاً: الطرق الصحيحة لتنظيف الأذن
يمكن تعداد اعراض تسوس الاذن إلى ما يلي: اقرأ أيضاً: علاج التهاب الحلق والاذن
بعد تشخيص المصاب بالتهاب الخشاء أو تسوس الاذن، سواء الحاد والمزمن، وذلك بناءً على الأعراض والتورم، بالإضافة لفحص الدم والتصوير الإشعاعي، تبدأ رحلة العلاج التي تكون في داخل المستشفى، وباستعمال المضادات الحيوية عبر الوريد، وقد يحتاج الأمر لفحص زراعة البكتيريا لتحديد النوع المناسب من المضادات الحيوية اللازمة للعلاج. وفي حالة عدم الاستجابة أو بسبب وجود مضاعفات مثل تآكل العظم الخشائي، يضطر الطبيب المعالج المختص باضطرابات الأذن والأنف والحنجرة، لإجراء عملية تسوس الاذن أو استئصال الخشاء (بالإنجليزية: Mastoidectomy)، والتي هي إزالة جزء من عظم الخشاء الملتهب، وفي حالة وجود تجمع قيحي يحتاج الطبيب لتركيب أنبوب تصريف أو إجراء التصريف جراحياً. ولكن هل عملية تسوس الاذن خطيرة؟ الجواب يعتمد على حجم الاستئصال، لأنها قد تؤدي إلى فقدان جزئي للسمع خاصة إذا كان الاستئصال كبيراً. كما يتساءل البعض عن علاج تسوس الاذن بالليزر، إلا أن المراجع الطبية لا تذكر شيئاً عن ذلك، كما لا يُذكر شيء محدد عن ما يسمى نسبة نجاح عملية تسوس الأذن. اقرأ أيضاً: تغيرات الطقس وتأثيرها على الأذن كما ويمكن للطبيب أن يضطر لإجراء ثقب صغير في طبلة الأذن لتمرير أنبوب وظيفته معادلة الضغط وتصريف السائل القيحي من الأذن الوسطى، وهذا الأنبوب يسقط من تلقاء نفسه بعد عدة شهور، كما ينغلق الثقب لتعود طبلة الأذن طبيعية. وقد يتم استعمال قطرات الأذن بهدف التعقيم والتنظيف، ويُنصح المريض بارتداء سدادات الأذن في حالة السباحة والاستحمام لمنع الالتهاب من التفاقم، كما يُنصح بتجنب السفر بالطائرات لأنه يغير من توازن الضغط في الأذن ويزيد من الألم.
من الضروري لمثل هكذا مرض خطير أن يبدأ المريض بالحذر منه قبل وقوعه، فدرهم وقاية خير من قنطار علاج، ويكون ذلك بالطبع عبر المسارعة بمعالجة أي التهابات تقع في الأذن مباشرة بلا أي تأخير، كما يتوجب العودة لمراجعة الطبيب إذا كانت الحالة لا تتحسن، كما يجب الاستمرار بتناول المضادات الحيوية الموصوفة حتى يخبرك الطبيب بالتوقف وليس عند الشعور بالتحسن، لأن تناول الجرعة غير المكتملة تؤدي لسهولة عودة الالتهاب لاحقاً. كما لا يصلح تناول بقايا المضادات الحيوية من علاجات سابقة، لأن لكل عدوى أو التهاب أدوية مضاد حيوية خاصة به، ويُنصح أيضاً بغسل الأيدي باستمرار والحفاظ على النظافة وتجنب الاحتكاك مع الأشخاص المصابين. ومن الأمور المهمة بخصوص الأطفال هي إبعادهم عن التدخين السلبي، لأن الدراسات أشارت لاحتمال إصابتهم بالتهابات الأذن أكثر من غيرهم، واخيراً يفضل تطعيمهم بلقاحات الانفلونزا سنوياً، فهذا يساعد على تجنب تسوس الأذن. اقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن طنين الأذن أو طنين الرأس؟
على الرغم من كون هذا المرض هو من مضاعفات التهاب الأذن الوسطى، إلا أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، ففي حالة فشل العلاج أو عدم الالتزام به للنهاية، فمن المحتمل ظهور المضاعفات التالية: ومما لا شك فيه أن استمرار تسوس الاذن ومضاعفاته تصبح خطيرة ومهددة للحياة ذاتها، ويكون الحل بالإسراع بالعلاج في المستشفى. اقرأ أيضاً: السوائل خلف الطبله
Minesh Khatri, MD. Mastoiditis. Retrieved on the 14th of March, 2021. from: https://www.webmd.com/cold-and-flu/ear-infection/mastoiditis-symptoms-causes-treatments#1 Zawn Villines. What is mastoiditis? Retrieved on the 14th of March, 2021. from: https://www.medicalnewstoday.com/articles/324280 John P. Cunha, DO, FACOEP. Mastoiditis in children and adults definition and facts. Retrieved on the 14th of March, 2021. from: https://www.medicinenet.com/mastoiditis/article.htm Elaine K. Luo, M.D. Cholesteatoma: Causes, Symptoms, and Diagnosis. Retrieved on the 15th of March, 2021. from: https://www.healthline.com/health/cholesteatoma Natalie Phillips. What is a mastoidectomy? Retrieved on the 15th of March, 2021. from:
فني أشعة طبية ومشرف وقاية إشعاعية، كاتب ومحرر محتوى طبي وتقني. Radiology Technician and Radiation Protection Supervisor. Medical / Technical Content Writer and Editor.