التهاب المرارة النزفي (بالإنجليزية: Hemorrhagic cholecystitis) هو حالةٌ خطيرة تحدث كإحدى مضاعفات التهاب المرارة الحاد؛ حيث يُسبب الالتهاب تآكل الغشاء المخاطي لجدار المرارة، مما يُسبب نزيفًا في الأوعية الدموية الموجودة فيه. [1]
ويصعب تشخيص التهاب المرارة النزفي بسرعة؛ لأن أعراضه عامة وتشبه أعراض حالات أخرى شائعة، مثل حصى المرارة، فهو عادةً ما يسبب ألمًا في الجزء العلوي الأيمن من البطن، وغثيانًا، وتقيؤًا، وقد يكون القيء مصحوبًا بالدم. [1]
ويُعد هذا الالتهاب نادرًا، حيث يُقدر أن نسبة حدوثه تقل عن 0.55%، وبسبب ندرته لا زالت بعض التفاصيل حوله غير معروفة. [1][8]
اضغط هنا واستشر طبيبًا من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع
لا يزال السبب الدقيق للإصابة بالتهاب المرارة النزفي غير واضح، لكننا نعلم أنه يحدث بسبب التهاب المرارة الحاد؛ حيث يُسبب الالتهاب تآكل الأنسجة المخاطية لجدار المرارة وموتها، مما يُؤدي لحدوث نزيف في الأوعية الدموية الموجودة فيه. [2][3] كما قد يُؤدي التهاب المرارة الحاد إلى تمدد الأوعية الكاذب في شريان المرارة، وهي حالة تحدث بسبب تعرض الأوعية الدموية للإصابة، ومع تمزق هذا التمدد يحدث نزيفٌ في المرارة والقنوات الصفراء. [2][3] ومن العوامل التي تزيد من خطر التهاب المرارة النزفي: [2]
تتفاوت أعراض التهاب المرارة النزفي حسب شدة النزيف، فقد تكون بسيطة أو خطيرة،[4] لكن من الشائع أن تتضمن الآتي: [1][3][5]
بعد أن يُقيم الطبيب أعراض المريض وشدتها، يلجأ إلى الفحوصات الآتية لتشخيص التهاب المرارة النزفي: [3][6] تُعد الخيار الأول لتحديد سبب الألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن، حيث تساعد على تصوير المرارة والكبد، وتكشف عن أي نزيف أو انسداد في القنوات الصفراوية. يلجأ إليها الطبيب إذا شكّ بوجود نزيفٍ في الأمعاء أيضًا، حيث تُجرى بعد التنظير لتحديد مصدر النزيف بدقة. تساعد في الكشف عن العدوى أو الالتهابات، كما أنها تقييم وظائف الكبد، وتُساعد على التأكد من وجود فقر دم ناتج عن النزيف. يلجأ الطبيب أيضًا للفحوصات الآتية:
يعتمد علاج التهاب المرارة النزفي على شدة الحالة وسببها، فقد يكتفي الطبيب بمراقبة المريض وإجراء الفحوصات باستمرار إذا كانت حالته بسيطة ومستقرة، في حين يلجأ للعملية الجراحية في الحالات الشديدة. [5] لكن تُعتبر الجراحة الخيار الأمثل لعلاج التهاب المرارة النزفي في معظم الحالات، خاصةً إذا أصيب المريض بنزيف كبير داخل البطن، ويمكن إجراء الجراحة إما عن طريق: [7][9] وهو الخيار الأكثر شيوعًا؛ لأنه أقل خطورة، كما يتعافى المريض بصورة أسرع (2- 4 أسابيع)، على عكس الجراحة المفتوحة حيث يستغرق التعافي 6- 8 أسابيع. تُستخدم في الحالات المعقدة، خاصةً إذا أصيب المريض بمضاعفات. وعادةً ما يصف الطبيب المضادات الحيوية كعلاجٍ إضافي للجراحة، وفي بعض الحالات القليلة حيث يتركز النزيف في وعاء دموي معين؛ يُمكن أن يحقن الطبيب هذا الوعاء بمواد خاصة لإيقاف النزيف (الانصمام) باستخدام تقنيات الأشعة التداخلية، حيث قد يستعين بالأشعة السينية مثلًا ليُحدد موقع النزيف بدقة. [1]
يمكن تقليل خطر الإصابة بالتهاب المرارة النزفي من خلال اتباع النصائح الآتية التي تقلل فرص تكوّن حصى المرارة والتهاب المرارة: [6] يُعد ارتفاع الكوليسترول من العوامل التي تزيد من خطر تكوّن حصى المرارة، والحفاظ على مستويات طبيعية للكوليسترول يقلل من هذا الخطر. يُوصى بالتركيز على تناول الفواكه والخضروات والدهون الصحية، كما يُعد البيض، وفول الصويا والفول السوداني من الخيارات المفيدة لدعم صحة المرارة. السمنة من أكبر العوامل التي تزيد خطر تكوّن الحصى المرارية، لذا فإن فقدان الوزن يساعد في الوقاية من تكونها، لكن يجب تجنب الطرق التي تُقلل الوزن بشكلٍ سريع، فهذا يزيد خطر الإصابة بحصوات المرارة. تساعد الرياضة على تعزيز صحة الجهاز الهضمي وتقليل خطر السمنة.
يُمكن أن يُسبب التهاب المرارة مجموعة من المضاعفات الخطيرة، منها: [6][7] يؤدي الالتهاب الشديد إلى تكوّن ثقب في جدار المرارة، مما يسمح بتسرب محتوياتها إلى تجويف البطن، وهي حالة خطيرة تتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا. إذا لم تُعالج العدوى، يمكن أن تنتشر إلى أعضاء أخرى مثل البنكرياس (التهاب البنكرياس)، أو إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى تعفن الدم (Sepsis). قد يؤثر الالتهاب أو التلف المزمن في القنوات الصفراوية على الكبد، مما يضعف وظائفه بمرور الوقت. التهاب المرارة النزفي حالةٌ خطيرة، ويُمكن أن يُؤدي إهمالها إلى الوفاة خاصةً إذا كان النزيف شديدًا.
[1] Pickell, Z., Raghavendran, K., Westerhoff, M., & Williams, A. M. (2020). Acute hemorrhagic cholecystitis with gallbladder rupture and massive intra-abdominal hemorrhag. Autopsy and Case Reports, 11. https://doi.org/10.4322/acr.2020.232 [2] Kwon, J. (2012). Hemorrhagic cholecystitis: report of a case. Korean Journal of Hepato-Biliary-Pancreatic Surgery, 16(3), 120. https://doi.org/10.14701/kjhbps.2012.16.3.120 [3] Radiopaedia. Hemorrhagic cholecystitis. Retrieved on the 29th of December, 2024. [4] Hemorrhagic cholecystitis. (2020, March 10). ACS. https://www.facs.org/for-medical-professionals/news-publications/journals/case-reviews/issues/v2n5/jiang-hemorrhagic/ [5] Yukio Oshiro. Hemorrhagic Cholecystitis During Anticoagulant Therapy in a Patient With Systemic Lupus Erythematosus and Antiphospholipid Syndrome Undergoing Elective Laparoscopic Cholecystectomy. Retrieved on the 29th of December, 2024. [6] WebMD. Cholecystitis. Retrieved on the 29th of December, 2024. [7] Espino, P. C., Cabezas, M. D. C., Cubedo, E. J., De La Poza, J. L. L., & Turrión, V. S. (2016). Perforated hemorrhagic cholecystitis. Cirugía Española (English Edition), 94(2), e35–e36. https://doi.org/10.1016/j.cireng.2015.03.011 [8] Hotak, M. K., Fadia, M., & Gananadha, S. (2022). The clinical significance of hemorrhagic cholecystitis. JSLS Journal of the Society of Laparoscopic & Robotic Surgeons, 26(2), e2022.00030. https://doi.org/10.4293/jsls.2022.00030. [9] My.clevelandclinic.org. Cholecystitis. Retrieved on the 29th of December, 2024.
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.