يعرف مرض الدفتيريا أو الخُنَّاق (بالإنجليزية: Diphtheria) بأنه مرض تنفسي خطير شديد العدوى تسببه جرثومة الخناق المعروفة باسم البكتيريا الوتدية الخناقية، وقد يصيب هذا المرض الجلد أيضاً. [1]
يتسم داء الخناق بتكون غشاء رمادي يغطي منطقة الحلق، وفيه تفرز بكتيريا الوتدية الخناقية سموماً تسبب مضاعفات خطيرة على الجهاز التنفسي، والقلب، والكلى، والجهاز العصبي، كما أنها قد تؤدي إلى الوفاة. [1]
بلغت إصابات الدفتيريا على مستوى العالم 16,000 حالة عام 2018، وفقاً لإحصائيات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، ولكن لحسن الحظ يمكن الوقاية منه من خلال تلقي اللقاح. [1]
تحدث الإصابة بالدفتيريا أو الخناق بسبب الإصابة بعدوى جرثومة الوتدية الخناقية، عادة ما تنتقل العدوى ببكتيريا الدفتيريا بأحد الطرق الآتية: [2] تجدر الإشارة إلى أن مرض الدفتيريا يكون معدياً مدة 6 أسابيع منذ الإصابة بالعدوى، حتى مع عدم ظهور علامات أو أعراض الدفتيريا. [2] يعد الأطفال دون سن الخامسة والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً أكثر عرضة لخطر الإصابة بالخناق، وتشمل عوامل الخطورة أيضاً ما يلي: [2] اقرأ أيضاً: ما هي أسباب السعال المزمن؟
ما هي عوامل خطر الإصابة بالخناق؟
تعد أكثر علامة مميزة للخناق هي تكون طبقة رمادية اللون سميكة تبطن الحلق تسمى بالغشاء الكاذب، حيث تغطي اللوزتين والأنف من الدخل، وربما الأجزاء الأخرى من الجهاز التنفسي. قد يزداد هذا الغشاء سماكة مسبباً صعوبة التنفس، وربما يسد مجرى الهواء أو يؤدي إلى عسر البلع. [3] يتسم هذا الغشاء بأنه مليء بسموم البكتيريا وعند محاولة إزالته أو كشطه يحدث نزيف في الأنسجة. [3] عادة ما تظهر أعراض الجهاز التنفسي في حالات الخناق الصدري في غضون يومين إلى خمسة أيام من الإصابة بالعدوى، ولكن قد تصل فترة حضانة الدفتيريا إلى 10 أيام. [3] تبدأ الأعراض بنزلة الخناق الخفيفة والتي تشبه نزلات البرد والإنفلونزا، ولكن إذا لم تعالج مبكراً تظهر أعراض أخرى تشمل ما يلي: [3] تعد عدوى الدفتيريا الجلدية أكثر شيوعاً في البلدان ذات المستوى المتدني من النظافة، وعادة ما تظهر بالأعراض الآتية: [4] اقرأ أيضاً: أنواع الكحة ودلالتها
يعتمد تشخيص الدفتيريا على التاريخ الطبي، وإجراء الفحص البدني، وغالباً ما تُشخص سريرياً عند رؤية الغشاء الرمادي على الحلق واللوزتين بخصائصه المميزة، ثم تؤخذ مسحة من الحلق أو من قرح الجلد لعمل مزرعة للبحث عن جراثيم الخناق. [2]
يهدف علاج الدفتيريا إلى معادلة السموم لمنع تأثيرها والقضاء على البكتريا لمنع المضاعفات والحد من انتشار المرض. تتضمن طرق علاج الدفتيريا ما يلي: يعمل المصل المضاد للخناق على معادلة سموم البكتيريا ويستخدم لعلاج الخناق الصدري، ويعد إعطاء مضاد السموم مبكراً بمجرد ترجيح الإصابة بالدفتيريا ضرورياً لعلاج المرض والوقاية من المضاعفات؛ لذا عادة ما تعطى مضادات السموم بمجرد التشخيص السريري و قبل ظهور نتيجة المسحة. تجدر الإشارة إلى أن مضاد السموم يعمل فقط على السموم الحرة التي لم ترتبط بالخلايا والأنسجة بعد. تستخدم المضادات الحيوية، مثل الإريثروميسين (بالإنجليزية: Erythromycin) أو البنسلين (بالإنجليزية: Penicillin) لعلاج دفتيريا الجهاز التنفسي ودفتيريا الجلد أيضاً. [1] كذلك يقلل استعمال المضادات الحيوية من انتشار المرض، حيث يصبح المصاب غير معد بعد 48 ساعة من تناولها، ولكن لابد إكمال دورة المضاد الحيوي للقضاء على البكتيريا تماماً، بالإضافة إلى ذلك تعطى المضادات الحيوية للمخالطين للوقاية من الإصابة بالعدوى. [1] يحتاج الأشخاص الذين يعانون من الدفتيريا للبقاء في المستشفى لتلقي الترياق والعلاجات الأخرى والتي قد تشمل ما يلي: [3] [5]
يمكن الوقاية من الخناق باستخدام المضادات الحيوية واللقاحات، حيث يُعطى عادة تطعيم الدفتيريا ضمن التطعيم الثلاثي مع السعال الديكي والتيتانوس على 5 جرعات: [2] يدوم عمل اللقاحات مدة 10 سنوات فقط؛ لذا يحتاج الطفل إلى تلقي اللقاح مرة أخرى في عمر 12 عاماً. يساعد تلقي جرعة معززة من تطعيم الدفتريا والتيتانوس والسعال الديكي مرة واحدة للبالغين، ثم تلقي اللقاح الثنائي من الدفتيريا والتيتانوس كل 10 سنوات في الوقاية من الإصابة بالعدوى. [2] اقرأ أيضاً: السعال الديكي أو الشاهوق: دليلك الشامل
تكمن خطورة الخناق في مضاعفاته التي قد تهدد الحياة، فعند دخول السم إلى مجرى الدم يكون مرض الخناق خطيراً حيث يلحق الضرر بأنسجة الجسم الحيوية مسبباً مضاعفات قد تكون مميتة. [1] تتضمن بعض المضاعفات المحتملة لهذا المرض ما يلي: [1] [3] [5]
يعد الدفتيريا مرضاً خطيراً حتى أنه يطلق عليه الخناق الصامت، إذ أنه قد يؤدي إلى وفاة 1 من كل 10 مرضى بالرغم من تلقي العلاج، بينما في حالة عدم تلقي العلاج فقد تصل نسبة الوفيات إلى 50% من المرضى. [6]
[1] Markus MacGill and Jenna Fletcher. Everything you need to know about diphtheria. Retrieved on the 20th of October, 2022. [2] Carmella Wint. Diphtheria. Retrieved on the 20th of October, 2022. [3] Abby Norman. An Overview of Diphtheria. Retrieved on the 20th of October, 2022. [4] National Institute of Health (NIH). Diphtheria. Retrieved on the 20th of October, 2022. [5] KidsHealth. Diphtheria. Retrieved on the 20th of October, 2022. [6] Centers for Disease Control and Prevention (CDC). Diphtheria. Retrieved on the 20th of October, 2022.
صيدلانية وكاتبة، أسعى لتبسيط ما تعلمته، وتقديمه بلغة سهلة مستساغة للجميع للمساهمة في تثقيف مجتمعنا العربي صحيًا بأحدث المعلومات الطبية الدقيقة والموثوقة، أملًا في منحهم حياة صحية أفضل.