الكبت (بالإنجليزية: Repression) هو آلية دفاعية نفسية يستخدمها العقل دون وعي لتقليل مشاعر الذنب والقلق؛ حيث يحجب المشاعر، والانفعالات، والذكريات، والأفكار المرتبطة بتجارب مؤلمة وصادمة عاشها في الماضي، فينقلها من دائرة الوعي إلى اللاواعي. [1][2]
صحيحٌ أنّ الكبت النفسي يُساعد على تهدئة المشاعر المؤلمة، إلا أنّه يُؤثر سلبًا على الصحة النفسية والجسدية مستقبلًا، ويُعتقد أنّه قد يكون سببًا للإصابة ببعض المشكلات النفسية وفقًا لفرويد، مثل: اضطرابات المزاج والقلق. [1]
صنّف الطبيب سيجموند فرويد -مؤسس التحليل النفسي- الكبت النفسي لـ 3 أنواع، هي: [3]
يحدث عندما يتعرض الشخص لأفكار أو مشاعر مؤلمة يصعب عليه تقبلها لأول مرة.
يُعتبر النوع الأكثر شيوعًا من الكبت النفسي، وفيه يحاول الشخص كبت أو كظم الذكريات أو المشاعر التي يصعب عليه التعامل معها.
يُعد أكثر أنواع الكبت النفسي ندرةً، وفيه يكبت الشخص ذكرياته أو مشاعره المؤلمة التي لا يتذكرها أو حتى يدركها.
يُصنّف الكبت النفسي لأنواع أخرى، هي: [3]
في هذا النوع يُحاول الشخص أن يتناسى الذكريات التي سببت له الألم بإرادته.
في هذا النوع لا يستطيع الشخص التحكم بالمشاعر والذكريات التي يكبتها العقل، بل قد لا يتذكرها إطلاقًا.
قد يُهمّك: العنف اللفظي الموجه للطفل سلوك يجهل الأبوين خطره.
نعم، ولكنها لا تكون دقيقة تمامًا بحسب ما ذكرته بعض الدراسات؛ فالعقل ينقلها إلى اللاوعي، حيث قد تظل لفترة طويلة قبل أن تنتقل مرة أخرى لدائرة الوعي، وبما أنّ الدماغ لا يخزّن الذكريات ويسترجعها كما لو كانت فيديو، فإنّه يُعيد بناءها مرة أخرى عند تذكرها، لذا قد يغيّر بعض تفاصيلها، وقد يضيف أحداث غير حقيقة. [7]
كما أظهرت دراسة أنّه يُمكن زرع ذكريات لم تحدث أصلًا في اللاوعي في بعض الحالات، خاصةً في جلسات التنويم المغناطيسي. [7]
يكبت العقل المشاعر والذكريات لأسباب عديدة، أبرزها: [2] خاصةً إذا نشأ الشخص في بيئة لا تشجع على التعبير عن المشاعر بطريقة صحية، فهذا يدفعه إلى كبتها تلقائيًا بسبب عدم معرفته لكيفية التعامل معها. يتم التعامل مع المشاعر كمصدر للإحراج والرفض في بعض الأسر والمجتمعات، مما يدقع الشخص إلى كبتها بشكلٍ تلقائي لتجنب التعرّض للرفض والانتقاد من الآخرين. أحيانًا تكون مشاعر الشخص فياضة ومؤلمة جدًا، لدرجة أنّه يشعر بعدم القدرة على التحكم بها أو تقبلها، لذا يكبتها كوسيلة للهروب من الواقع والضغط النفسي.
عادةً يُصاحب الكبت النفسي أعراضٌ نفسية، مثل: [3] كما من الشائع أن تظهر أعراض جسدية، أبرزها: [5]
لا يُصنّف الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الكبت النفسي كمرضٍ نفسي، فهو يُعتبر من آليات الدفاع النفسية التي يلجأ إليها العقل للتعامل مع الذكريات والتجارب المؤلمة. [2][3] لكن من الضروري مراجعة الطبيب النفسي إذا أثّر الكبت على الصحة النفسية، ومنع الشخص من عيش حياته بشكلٍ طبيعي، خاصةً في الحالات الآتية: [2][3] ويقوم الطبيب النفسي بإجراء تقييمٍ نفسيٍ شامل؛ لتحديد مدى تأثير الكبت النفسي على صحة المصاب الجسدية والنفسية، والكشف عن أي اضطرابات نفسية. [2][3]
يُمكن أن يقترح الطبيب الخيارات الآتية للتعامل مع الكبت النفسي وتخطي التجارب النفسية الصادمة: يركز هذا العلاج على تحديد جذور المشكلة، من خلال التأمل الذاتي وتحليل الذكريات السابقة، كما يكشف الأخصائي النفسي عن الذكريات والمشاعر المكبوتة في العقل اللاواعي، مما يساعده على فهم أسباب كبت المشاعر، ويشرح له كيفية التعامل معها بوعي أكبر. [3] يركز العلاج على تغيير أنماط التفكير السلبية والسلوكيات الخاطئة لأخرى أكثر إيجابية، وبدلًا من كبت المشاعر والذكريات المؤلمة وإنكارها، يتعلم المصاب كيفية التعامل مع الصدمات النفسية بطريقة صحية. [4] يساعد على تحسين مهارات التواصل والعلاقات لدى المصاب، خاصةً أنها قد تتأثر بالمشاعر المكبوتة، وخلال العلاج يفهم المصاب الأسباب التي تدفعه لكبت مشاعره وأفكاره بدلًا من التعبير عنها بشكلٍ صريح وواضح. [3] وخلافًا لما يعتقده البعض، لا يحاول الأخصائي النفسي إجبار الشخص على استرجاع ذكرياته المكبوتة، خاصةً إذا لم يكن مستعدًا لذلك نفسيًا، ولهذا السبب تختلف مدة العلاج من شخصٍ لآخر. [2]
في معظم الحالات، يحدث الكبت النفسي بشكلٍ لاإرادي، لذا لا توجد طريقة مضمونة لتجنبه بشكلٍ كامل، ولكن يُمكن تقليل الآثار السلبية للكبت النفسي من خلال تعزيز قدرة الشخص على التعبير عن مشاعره، وذلك باتباع الطرق الآتية: [3][5]
على الرغم أن الكبت النفسي قد يمنح الشخص راحة مؤقتة، إلا أن آثاره على المدى البعيد قد تكون خطيرة، فقد أظهرت دراسات أنّه قد يزيد خطر الإصابة بالمشكلات النفسية الآتية: [6] أما بالنسبة الصحة الجسدية، فقد يُؤدي الكبت النفسي إلى المشكلات الآتية: [6]
[1] Cherry, K. Repression in Psychology. Verywell Mind. Retrieved on 30th of July, 2025. [2] Brito, J., & Villines, Z. Repressed emotions: Signs and impact. Medical News Today. Retrieved on 30th of July, 2025. [3] Health. What Is Repression—and Why Do You Do It? Health. Retrieved on 30th of July, 2025. [4] Cherry, K. Understanding Repression in Psychology. Retrieved on 30th of July, 2025. [5] Juby, B. What to Know About Repressed Emotions. Retrieved on 30th of July, 2025. [6] Dr. Carly Claney. Understanding Repression as a Defense Mechanism. Retrieved on 30th of July, 2025. [7] Taneia Surles. Repressed Memories: Are They Real? Do I Have Them? Retrieved on 30th of July, 2025.
صيدلانية حاصلة على درجة الماجستير في الصحة العامة من الجامعة الأردنية، أمتلك خبرة في كتابة المحتوى الطبي، كما شاركت في مشاريع في مجال الصحة العامة. أطمح إلى توظيف خبرتي الأكاديمية والعملية في تقديم محتوى صحي موثوق يسهم في تحسين صحة الأفراد والمجتمعات.