يتكوّن حوض المرأة بشكل رئيسي من عظمتي العانة اللتين تنحنِيَين بشكل دائري، وتجتمعين في مقدّمة الحوض في مفصل ثابت يُسمّى الارتفاق العاني (بالإنجليزية: Symphysis Pubis). ويُدعّم هذا الارتباط بواسطة شبكة كثيفة من الأربطة الصلبة. وفي بعض الأحيان، قد تتمدد هذه الأربطة، مما يؤدي إلى عدم ثبات مفصل الحوض، وبالتالي شعور المصابة بانزعاج في هذه المنطقة، وهذا ما يُعرَف بضعف الارتفاق العاني (بالإنجليزية: Symphysis Pubis Dysfunction).
عادةً ما يحدث ضعف الارتفاق العاني أثناء الحمل. وقد يصيب الحوض من المقدمة أو الخلف. ولا تؤثر هذه الحالة في الجنين، بل تقتصر على الحامل؛ إذ تسبب الشعور بألم شديد قد يحد من نوعية حياة المصابة، ولكن تساعد العلاجات المنزلية والدوائية على التخفيف من الأعراض.
ومن الجدير بالذكر أنَّ ضعف الارتفاق العاني يعد أحد أشكال آلام حزام الحوض (بالإنجليزية: Pelvic Girdle Pain). ويرتبط ضعف الارتفاق العاني بحالة صحة أخرى تدعى بانفراق الارتفاق العاني أو انشقاق العانة (بالإنجليزية: Diastasis symphysis pubis). ويحدث عندما تتسع الفجوة بين عظمتي العانة في مفصل الارتفاق العاني كثيراً. وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذه الحالة يندر حدوثها، ولا يمكن تشخيصها إلا باستخدام تصوير الأشعة السينية، أو الموجات فوق الصوتية، أو الرنين المغناطيسي.
يعد الحمل والولادة من أكثر أسباب الإصابة بضعف الارتفاق العاني. ولكن قد تسبب الإصابة بالتهاب المفاصل أو حدوث إصابات في الحوض بضعف الارتفاق العاني أيضاً. ويُجدر بالذّكر عدم معرفة السبب الدقيق وراء إصابة بعض النساء بضعف الارتفاق العاني أثناء الحمل، إلا أنّه يوجد عوامل خطر قد تزيد فرصة الإصابة به، وفيها يأتي أمثلة عليها:
يعتقد أنَّ ضعف الارتفاق العاني يحدث أثناء الحمل بكثرة نتيجة اختلاف مركز ثقل الجسم، مما يؤثر في وضعيته ويسبب الألم. كما أنَّ الجسم يفرز هرمون الريلاكسين أثناء الحمل لتليين الأربطة والعضلات في الحوض والفخذين، مما يسمح بتمدد مفصل الحوض استعداداً للولادة. ولكن في بعض الأحيان، قد يؤدي هذا إلى اختلاف التوازن في المفصل ويسبب الألم، أو قد يحدث مبكراً في الحمل. اقرأ أيضاً: كيف يتوازن الجسم؟
قد تختلف أعراض ضعف الارتفاق العاني باختلاف الأشخاص، سواء من حيث العَرَض أو الشدّة. وأكثر أعراضه وضوحاً هو الشعور بالألم في الحوض. كما يُمكن أن ينتقل الألم أحياناً إلى الفخذين. وقد تشعر المصابة أحياناً أو تسمع صوت طحنٍ في الحوض. وقد يختلف مكان الشعور بالألم. وتتضمن الأماكن الأكثر شيوعاً ما يأتي: اقرأ أيضاً: مشاكل العظام والمفاصل أثناء فترة الحمل
عادةً ما يكون الألم أكثر وضوحاً عند المشي، أو التقلُّب في السرير، أو استخدام السلالم، أو عند وضع الوزن على ساق واحدة. كما قد يصعب في بعض الأحيان توسيع الساقين، مما يجعل القيام من السرير أو ارتداء الملابس أكثر صعوبةً. وتزداد حدة الألم مع تقدم عمر الحمل بسبب زيادة وزن الجنين وحركته.
يُشخّص ضُعف الارتفاق العاني بعد مراجعة الأعراض، وإجراء فحص بدني، وأخذ التاريخ الطبي. ويُمكن أن يكون التشخيص المبكّر مفيداً في إدارة الحالة إذا كانت المرأة حاملاً وتُعاني من ألم في الحوض، إذ سيتمكن مُقدم الرعاية الصحية من إحالة المرأة إلى أخصائي علاج طبيعي يُمكنه تقييم استقرار وقوة المفاصل وعضلات الحوض. كما قد يستخدم الطبيب الموجات فوق الصوتية أحياناً لاستبعاد الحالات المرضية الأخرى المشابهة. وينبغي التنويه بضرورة تجنب استخدام الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية بسبب خطورتها على الجنين والحمل واقتصار استخدامها في تأكيد تشخيص الإصابة بالحالة للنساء غير الحوامل.
توجد بعض الأمور التي يُمكن القيام بها لتخفيف أعراض حالة ضعف الارتفاق العاني، بما في ذلك ما يأتي: اقرأ أيضاً: العلاج بالتدليك يريح الأعصاب ويزيل التوتر
لا يوجد طريقة مؤكدة للوقاية من الإصابة بضعف الارتفاق العاني، ولكن يمكن التقليل من احتمالية الإصابة بالمحافظة على وزن صحي، وعلى مؤشر كتلة الجسم طبيعياً.
يُمكن استبعاد الولادة المهبلية إذا تفاقمت حالة ضعف الارتفاق العاني، واللجوء إلى إجراء عملية قيصرية بدلاً من ذلك. وفي الحالات الأكثر ندرة، يُمكن أن يزداد تفاقم الحالة بعد الولادة، مما يتطلّب تدخلاً طبياً، فقد ينفصل المفصل عن بعضه البعض، ويحدث انفراق الارتفاق العاني أو انشقاق العانة، والتي يُمكن أن تُسبّب ألماً أكثر خطورة في الحوض والفخذ والوركين والأرداف. ولكن بالنّسبة لمُعظم الأمهات، بمجرّد أن تولد طفلها يتوقّف إنتاج هرمون الريلاكسين، وتعود الأربطة إلى وضعها الطبيعي.
من المرجّح أن تتعافى المرأة خلال بضعة أسابيع إلى بضعة أشهر بعد ولادة طفلها. وقد تشعر ببعض الألم أحياناً عند اقراب موعد الدورة الشهرية بسبب تغير الهرمونات وتأثيرها في الجسم المشابه لتأثيرات الحمل. ويجدر التنبيه إلى أنَّ الإصابة بضعف الارتفاق العاني يزيد من احتمال الإصابة به في الحمل المقبل، لذلك يجب أخذ الحيطة ومراجعة أخصائي العلاج الطبيعي مبكراً للتحكم بالأعراض منذ البداية. كما يُنصح بفقدان الوزن الزائد، وتحسين الّياقة البدنية، والانتظار حتى يتمكن الأطفال من المشي، إذ قد تساعد هذه الأمور على تقليل أعراض الإصابة بأي نوع من آلام الحوض في الحمل القادم.
Babycentre. Pelvic pain in pregnancy (SPD). Retrieved on the 19th of May 2020, from: https://www.babycentre.co.uk/a546492/pelvic-pain-in-pregnancy-spd Becky Young. What Is Symphysis Pubis Dysfunction?. Retrieved on the 19th of May 2020, from: https://www.healthline.com/health/symphisis-pubis-dysfunction#treatment Deborah Weatherspoon. What to know about symphysis pubis dysfunction. Retrieved on the 19th of May 2020, from: https://www.medicalnewstoday.com/articles/327472 Amy O’Connor. Symphysis Pubis Dysfunction (SPD) During Pregnancy. Retrieved on the 19th of May 2020, from: https://www.whattoexpect.com/pregnancy/symptoms-and-solutions/symphysis-pubis-dysfunction
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.