مرض ويبل (بالإنجليزية: Whipple's Disease)، هو مرض بكتيري معدي يؤثر على العديد من أعضاء الجسم، ويعيق قدرة الجسم على معالجة الدهون (يعيق عمليات أيض الدهون).
تم اكتشاف مرض ويبل لأول مرة في عام 1907 بواسطة الطبيب جورج ويبل (بالإنجليزية: George Whipple)، حيث تم تسمية هذا المرض على اسمه، حيث تم تشخيص المرض بناء على حالة رجل كان يعاني من مشاكل فقدان الوزن، ومشاكل المفاصل، والسعال، والحمى. لا تزال المعلومات المتوفرة عن مرض ويبل إلى الآن غير شاملة.
يؤثر مرض ويبل عادة على الجهاز الهضمي، إلا أنه يمكن أن يؤثر على أجزاء أخرى من الجسم مثل القلب، أو الرئتين، أو الدماغ، أو العينين، او المفاصل، أو الجلد.
يعتبر مرض ويبل من الأمراض النادرة نسبياً، إلا أنه قد يكون خطيراً ومهدداً للحياة.
ينتج مرض ويبل عن الإصابة بنوع معين من البكتيريا يعرف باسم تروفيريما ويبلي (بالإنجليزية: Tropheryma whipplei)، ولا يوجد معلومات عن كيفية إصابة البشر بهذه البكتيريا، إلا أنه لا يوجد ادلة على حدوث انتقال للبكتيريا من البشر إلى البشر. يبدو أن بكتيريا تروفيريما ويبلي تتواجد في التربة والمياه، حيث أن الكثير من حالات الإصابة بها تحدث عند أشخاص يعملون في مهن تعرضهم لاتصال متكرر مع التربة، مثل عمال الزراعة والبناء، كما يعتقد أيضاً أن هذه البكتيريا قد تكون جزء من النبيت الطبيعي (بالإنجليزية: Normal Flora) للجسم. تشير دراسة أجريت على 40 شخص سليم إلى وجود بكتيريا تروفيريما ويبلي في لعاب 35% من المشاركين الذين يمتلكون مولدات ضد تعرف باسم HLA-B27، مما يشير إلى احتمالية وجود عوامل جينية تزيد من احتمالية إصابة الشخص بالمرض، والتي تسبب حدوث استجابة غير طبيعية في الجسم تجاه بعض الكائنات الحية الدقيقة التي تظهر بشكل متكرر في جسم الإنسان، بالإضافة إلى أن معظم المرضى المصابين بمرض ويبل، إن لم يكن جميعهم، يعانون من مشاكل في جهاز المناعة تقلل من قدرته على محاربة الأمراض المعدية. تشير التقارير إلى أن الرجال البيض الذين تتراوح أعمارهم بين (40- 60) سنة هم أكثر عرضة للإصابة بمرض ويبل من غيرهم، كما يبدو أن معدلات الإصابة بهذا المرض تزيد في المناطق التي تفتقر إلى المياه العذبة، وظروف التعقيم والنظافة الصحية. لا يوجد حالياً آلية معينة تسهم في الوقاية من مرض ويبل. اقرأ أيضا: أهم الاطعمة الغنية بالبكتيريا النافعة (البروبيوتيك)
يعيق مرض ويبل عملية امتصاص أنواع معينة من المغذيات في الجهاز الهضمي، الأمر الذي يؤدي إلى تأثير المرض على أجزاء مختلفة من الجسم، وارتباطه بأعراض متنوعة، كما قد ينتشر المرض في مراحله المتقدمة إلى أعضاء أخرى من الجسم. يمكن أن تختلف أعراض مرض ويبل بين مريض وآخر، إلا أن أغلب المرضى يصابون بالأعراض الشائعة التالية: تتضمن الأعراض الأخرى لمرض ويبل، والتي لا تظهر بنفس معدل ظهور الأعراض الشائعة إلا أنها قد تدل على تدهور حالة المرض، ما يلي:
قد يكون تشخيص مرض ويبل أمراً صعباً ومعقداً، حيث أن أعراض هذا المرض تتشابه مع أعراض عدد من الحالات الصحية الشائعة، مثل الداء البطني (بالإنجليزية: Celiac Disease)، وبعض الاضطرابات العصبية، مما يتطلب استقصاء هذه الحالات قبل تشخيص مرض ويبل. يقوم الطبيب بأخذ التاريخ الطبي للمريض، مع إجراء فحص جسدي شامل للكشف عن وجود ألم أو طراوة في منطقة البطن، او وجود أي تغيرات في لون الجلد، يتم بعدها اللجوء إلى بعض الفحوصات والاختبارات للتأكد من التشخيص. تتضمن الفحوصات المستعملة لتشخيص مرض ويبل ما يلي: اقرأ أيضاً: كيف تصبح البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية؟
يعتبر استعمال المضادات الحيوية لفترات طويلة هو العلاج التقليدي لمرض ويبل، حيث يوجد عدة انواع وبرامج علاجية تهدف للوصول إلى أفضل علاج للمرض. يتضمن علاج مرض ويبل استعمال مضادات حيوية تعطى عبر الوريد لمدة أسبوعين، مثل دواء السيفترياكسون (بالإنجليزية: Ceftriaxone)، أو دواء البنسيللين جي (بالإنجليزية: Penicillin G)، يتبعها استعمال أحد انواع المضادات الحيوية الفموية لمدة قد تصل إلى 1- 2 سنة، مثل دواء السلفاميثوكسازول والتريميثوبريم (بالإنجليزية: Sulfamethoxazole- Trimethoprim)، كما قد يتم تغير المضادات الحيوية المستعملة في حال عودة ظهور أعراض المرض أثناء استعمالها. قد يتم أيضاً اللجوء إلى استعمال خيارات علاجية أخرى مع المضادات الحيوية بناءً على حالة المريض، حيث تتضمن هذه الخيارات ما يلي: اقرأ أيضاً: معلومات اساسية قبل اعطاء المضادات الحيوية للاطفال
قد تؤدي الإصابة بمرض ويبل إلى الوفاة في حال عدم علاجه بشكل مناسب، إلا أن مآل المرض يعتبر جيداً لأغلب المرضى الذين يتلقون العلاج المناسب، كما أن أغلب أعراض المرض تختفي بعد مدة شهر من بدء العلاج. ينبغي مراقبة المرضى الذين يخضعون لعلاج مرض ويبل من قبل طبيب مختص بدقة، حيث أن أعراض المرض قد تعود حتى بعد إتمام العلاج، كما أن تعافي الأمعاء الدقيقة بشكل كامل قد يستغرق مدة تصل إلى سنتين، إلا أن الأعراض غالباً ما تختفي خلال مدة زمنية أقصر، وقد تستمر عملية مراقبة المرضى المصابين بمرض ويبل لعدة سنوات إذ أن حدوث انتكاس وعودة المرض هو أمر شائع حتى بعد خضوع المريض لبرنامج علاجي ناجح. غالباً ما يعاني المرضى المصابين بمرض ويبل الذي يتضمن تطور أعراض عصبية من حالة صحية أسوء من غيرهم في حال عودة تطور المرض بعد علاجه، حيث قد يعاني هؤلاء المرضى من أعراض عصبية خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة.
Genetic and Rare Diseases Information Center. Whipple disease. Retrieved on the 19th of October ,2020, form: https://rarediseases.info.nih.gov/diseases/7889/whipple-disease Shannon Johnson. Whipple's Disease. Retrieved on the 19th of October ,2020, form: https://www.healthline.com/health/whipples-disease WebMD. What Is Whipple’s Disease? Retrieved on the 19th of October ,2020, form: https://www.webmd.com/digestive-disorders/what-is-whipples-disease
يحمل حسن شهادة البكالوريوس من كلية الصيدلة في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، تتمحوراهتماماته وخبراته حول الصحة العامة، والسلامة الدوائية، والمحتوى الطبي الدوائي