أخبار الطبي-عمّان

رغم أن أول استخدام للدخان, كان لأغراض صحية متعلقة بمعالجة الصداع والتوتر النفسي منذ وقت مبكر, فإن انتشاره في مختلف بلدان العالم لم يتسع إلا منذ أواخر القرن الخامس عشر ميلادي ومنذ المراحل المبكرة لهذا الانتشار, كان موضع خلاف في الآراء حول تعاطيه بين مؤيد ومعارض, حتى أن ملك بريطانيا جيمس الأول أعلن غضبه سنة 1604م على التدخين وشبهه بشرب الكحوليات حتى السكر, وكذلك الحال كان بالنسبة للفقهاء المسلمين في العصر الحديث, حيث اختلفوا في بيان حكمه الشرعي بين محرم ومحلل وما بينهما, وقد أصبح التدخين قضية أو مشكلة معقدة شغلت الناس في الماضي, وتشغلهم في الحاضر وستبقى تشغلهم في المستقبل دون أن يتمكنوا من الاتفاق والاجتماع على موقف موحد واضح, يلتزم به الجميع ونظراً لأهمية المشكلة سنعرض بعض الإيضاحات العلمية والطبية حول الدخان وأضراره وموقف الشريعة الإسلامية منه.
حديثا ذكرتدراسة نُشرت في 22 يونيو في مجلة جاما الطب الباطني (JAMA Internal Medicine) أن الملايين من المدخنين قد يعانون من مشاكل في الرئة، حتى الذين اجتازوا اختبارات وظائف الرئة بنجاح منهم؛ فقد وجدت الدراسة أنّ 55% منهم يعانون من ضعف في الجهاز التنفسي.

ما هو اختبار وظائف الرئة

في اختبار وظائف الرئة يُطلب من المريض الزفير بقوة و بقدر استطاعته داخل جهاز يسمى مقياس التنفس، و الذي يقيس مقدار الهواء الذي يمكن أن يخرج من الرئتين في ثانية واحدة. فقط. و تحسب النتيجة حسب سنه، وحجمه وجنس المريض.

مرض الانسداد الرئوي المزمن:

وهو مرض غير قابل للشفاء يرتبط مع التدخين، وهو ثالث سبب رئيسي للوفاة في الولايات المتحدة. يمكن الكشف عن العلامات لمبكرة لمرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) باستخدام تقنيات تصوير متطورة، واختبارات نوعية الحياة، بالاضافة إلى اختبار وظائف الرئة.

إذاً، فحصول المُدخن على نتيجة طبيعية عند إجراء فحوصات وظائف الرئة لوحدها لا يعني بالضرورة خلوه من أمراض الجهاز التنفسي، حيث أن كثيراً من هؤلاء المدخنين قد يكونون في المراحل المبكرة لمرض الانسداد الرئوي المزمن دون أن يتم تشخيصهم بنجاح.
عندما استخدم الباحثون معايير إضافية لتقييم وظيفة الرئة للمشاركين، مثل الأشعة المقطعية، واستخدام أدوية الجهاز التنفسي ونوعية حياة الأشخاص، وُجد أنّ كثيراً من اولئك الذين اعتبروا خاليين من الأمراض (بناءً على فحص وظائف الرئة) كان لديهم أنواع أخرى من المشاكل الرئوية:  حيث وجد أن 42% منهم يعانون من الانتفاخ الرئوي (emphysema)، و زيادة سماكة الشعب الهوائية. وفي الوقت نفسه، 23% منهم يعانون من ضيق كبير في التنفس (مقارنة بنحو 4% من أولئك الذين لم يدخنوا ابدا).
وأخيراً، كثير من المدخنين الذين اعتقدوا أنّ رئتيهم كانت تعمل بكامل طاقتها كان أدائهم أسوأ بككثير مقارنة بغير المدخنين.
من ناحية أخرى، قال الباحثون أنّ تصوير الرئة يمكن أن يساعد أيضاً في الكشف عن سرطان الرئة، والحد من وفيات السرطان بين المدخنين الشرهين بنسبة 20%. وأضافوا أنّ تشخيص وعلاج أمراض مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن في وقت مبكر يمكن أن تحسن جودة الحياة على المدى الطويل.
للمزيد:
المصدر: