قامت مجموعة من الباحثين بدراسة آثار عملية تعطيل أو استئصال نصف الكرة المخية (بالإنجليزية: Hemispheroctomy) التي تتم للمرضى المصابين بمرض الصرع. يتم إجراء هذه العملية في العادة للأطفال الصغار المصابين بالصرع لوقاية التطور الإدراكي والمعرفي لديهم.
شارك في الدراسة 6 بالغين من الذين تم إجراء عملية تعطيل أو استئصال نصف الكرة المخية لهم خلال الطفولة بسبب الإصابة بمرض الصرع، بالإضافة إلى 6 أشخاص آخرين أصحاء. تم إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (بالإنجليزية: Functional Magnetic Resonance Images) للمشاركين.
أشارت نتائج الدراسة أن نصف الدماغ المتبقي في الأشخاص الذين خضعوا للعملية قد قام بتكوين روابط قوية مع باقي الأجزاء الوظيفية في الدماغ بشكل غير اعتيادي، مما جعله يعمل بشكل كامل وسليم. يكمن السبب في ذلك أن جسم الطفل قد استطاع أن يعوض فقدان أو تعطيل أحد أجزاء الدماغ من خلال نقل الوظائف العصبية التي من المفترض أن يقوم بها هذا الجزء إلى الجزء السليم من الدماغ.
يتم إجراء عملية تعطيل أو استئصال نصف الكرة المخية في حال كانت نوبات الصرع عند الأطفال لا تستجيب للأدوية أو ما يسمى بالصرع العسير (بالإنجليزية: Intractable Epilepsy)، وفي أغلب الأحيان يكون مصدر النوبات التي يعاني منها مريض الصرع العسير من منطقة كبيرة في الدماغ، مما يضطر الطبيب لاستئصالها.
تتضمن الأعراض الجانبية لعملية تعطيل أو استئصال نصف الكرة المخية أن النصف المقابل من الجسم قد يضعف، بما في ذلك اليد والرجل في الجهة المقابلة، كما يمكن أن يفقد الشخص الرؤية باستخدام العين في الجهة المقابلة للنصف الذي تم استئصاله أو تعطيله من الدماغ.
وفي الكثير من الحالات، يكون الطفل الذي يخضع لهذه العملية في الأساس قد فقد جزء من الوظائف العصبية عنده نتيجة الإصابة بالصرع وفي خطر لفقد المزيد من الوظائف العصبية إن لم يخضع للعملية.
من المؤشرات على نجاح العملية هو توقف نوبات الصرع، إن لم تتوقف هذه النوبات سوف تكون الوظائف الإدراكية والمعرفية عند الطفل في خطر.
يجب أن يكون العمر صغير (3 سنوات مثلاً) لضمان نجاح عملية تعطيل أو استئصال نصف الكرة المخية وليتمكن الدماغ من عمل تبديل لوظائف الجزء المفقود إلى الجزء الآخر، على سبيل المثال، نقل الوظائف اللغوية من الجهة اليسرى في الدماغ في حال فقدانها إلى الجهة اليمنى.
أما عند الخضوع للعملية في عمر كبير فإن الشخص سوف يخسر كل الوظائف التي يقوم بها الجزء المتضرر ولن تنتقل هذه الوظائف إلى الجزء الآخر من الدماغ.
يشير الخبراء إلى فاعلية عملية تعطيل أو استئصال نصف الكرة المخية وأهمية الخضوع لها في عمر صغير، فلا داعي لأن يخاف الأهل من إجراء هذه العملية لطفلهم الصغير، فإن كان بحاجة لها، فمن الأفضل أن يخضع لها وهو في عمر سنتين بدل أن يؤجلها أو يقوم بها في عمر 16 سنة مثلاً.
اقرأ أيضاً:
عملية استئصال الورم من الدماغ؛ كم تستغرق وما هي نسبة نجاحها؟
كل ما يخص الصرع و كيفية التعامل مع المريض