أصبح العمل من المنزل توجهاً رائجاً في أغلب دول العالم، ويجد العديد من الأشخاص مميزات في العمل من المنزل، فيما يفضل آخرون العمل في المكتب، وقبل اتخاذ قرار العمل من المنزل، يجب التعرف على تأثير هذه الخطوة على الصحة، وما هي إيجابيات وسلبيات العمل من المنزل.
للمزيد: كيف تخفف من ضغط البقاء في المنزل في فترات الحجر الصحي؟
إيجابيات العمل من المنزل
هناك مجموعة من الإيجابيات التي تعود على الصحة في حالة العمل من المنزل، وتشمل:
القيام بالعادات الصباحية الصحية
يمكن أن يتسبب العمل في إهمال القيام بالعادات الصحية اليومية مثل ممارسة الرياضة في الصباح أو تناول وجبة الإفطار الصحية، وذلك بسبب الخوف من التأخر على موعد العمل، أما في حالة العمل من المنزل، فسوف تكون هناك فرصة لممارسة العادات الصباحية المفيدة للجسم.
اقرأ أيضاً: أهمية وجبة الإفطار
تقليل الضغوط النفسية
في حالة كان العمل من المنزل لا يحتاج إلى جهد أو ضغوط نفسية كبيرة، فسوف تنخفض فرص الإصابة بالتوتر والقلق الذي ينعكس على الصحة بالسلب، كما تكون هناك فرصة لممارسة رياضة اليوغا التي تساعد على الشعور بالاسترخاء والراحة النفسية، وخاصة أن الإحتكاك المباشر مع زملاء العمل والمدراء قد يشكل ضغوط نفسية إضافية.
إمكانية أخذ راحة من العمل
يوفر العمل من المنزل بيئة مريحة، فليس هناك ضرورة ملحة للجلوس على المكتب لساعات طويلة متتالية، أو البقاء في وضعية غير مريحة لفترة كبيرة، حيث يتمكن الموظف من القيام وممارسة بعض التمارين البسيطة أو القيام بأي نشاط أثناء العمل، أما في حالة التواجد في مكان العمل، فسوف يصعب القيام بكافة هذه الأمور.
الحصول على فترات نوم جيدة
يضمن العمل عن بعد الحصول على قسط جيد من النوم يومياً لأنه لا يتطلب الإستيقاظ في وقت مبكر جداً للاستعداد إلى الذهاب للعمل، على عكس الذهاب إلى المكتب الذي يحتاج إلى تجهيزات مسبقة ووضع اعتبار للمسافة بين المنزل ومكان العمل.
للمزيد: عدد ساعات النوم المناسب لكل مرحلة عمرية
سلبيات العمل من المنزل
وفي المقابل، هناك مجموعة من السلبيات التي يسببها العمل من المنزل، وتتمثل في:
زيادة الضغوط النفسية
في حين أن العديد من الناس يعتبرون العمل من المنزل هدفًا لتحقيق التوازن العام بين العمل والحياة، ولكن قد يؤدي العمل من المنزل إلى زيادة الضغوط ورفع مستويات التوتر لدى البعض الآخر، ويرجع ذلك لمواجهة هؤلاء الأشخاص العديد من التحديات التي لا تحدث في حالة العمل بشكل مباشر في المكتب.
فعلى الرغم من أن معظم الناس يفضلون المرونة التي تصاحب العمل من المنزل (الاستيقاظ والنوم في الأوقات المفضلة والجلوس دون قيود)، ولكن يمكن أن يتسبب العمل من المنزل في الشعور بالقلق لعدم وجود محددات وضوابط تحكم العمل، والخوف من عدم إتمام المهام بصورة جيدة.
ويحتاج العمل من المنزل إلى متابعة مستمرة للهاتف الذكي لمعرفة المهام التي يحددها المدير في العمل لموظفيه.
كما أن التواجد في مكان العمل يوفر بيئة اجتماعية صحية، حيث يتمكن الموظف من التحدث مع زملائه ومشاركتهم في مختلف الأمور وأخذ رأيهم في القضايا الخاصة بالعمل، أما العمل من المنزل، فسوف يحرم الموظف من هذه المزايا الهامة للحالة النفسية.
اقرأ أيضاً: ما هي نصيحتك للتخلص من الضغط في العمل؟
الاعتماد بشكل كبير على الأجهزة اللوحية
يعتمد العمل من المنزل بشكل أساسي على الحاسوب والأجهزة اللوحية، وهو ما يلحق الضرر بالجسم نتيجة الجلوس لفترات طويلة أمام هذه الأجهزة وما تسببها من أضرار صحية مثل ضعف النظر، وآلام العظام والمفاصل، والشعور بالصداع، وآلام الأعصاب نتيجة الكتابة المستمرة فضلاً عن الإجهاد النفسي.
أما في حالة العمل من المكتب، فيمكن التخلي عن استخدام الأجهزة الذكية أو الحاسوب لفترات طويلة، حيث يكون التعامل بشكل مباشر مع الزملاء أو المدراء في العمل.
انخفاض التركيز
هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تسبب صعوبة التركيز عند العمل من المنزل، مثل الضوضاء المحيطة أو وجود أبناء في المنزل وغيرها من الأمور التي تشغل الموظف عن أداء عمله بصورة جيدة، وهو ما يؤثر على إنتاجيته، ويؤثر على حالته النفسية أيضاً، أما في حالة التواجد بمكان العمل، فسوف تزداد فرص التركيز وإتقان العمل وإيجاد الحلول الأنسب لتحقيق إنتاجية أفضل.
زيادة الوزن
نتيجة الجلوس لفترات طويلة وعدم بذل أي مجهود أو نشاط بدني، يمكن أن يتسبب العمل من المنزل في زيادة الوزن والإصابة بالسمنة، وخاصةً مع عدم اتباع نظام غذائي صحي والإكثار من تناول الطعام أثناء العمل.
نصائح الحفاظ على الصحة أثناء العمل من المنزل
للحصول على إيجابيات العمل من المنزل وتفادي السلبيات بقدر الإمكان، ينصح باتباع الإجراءات التالية:
تحديد مكان مناسب للعمل من المنزل
يفضل تحديد مكان مناسب للعمل من المنزل، بحيث يسمح المكان بالتركيز في العمل بعيداً عن الضوضاء، كما ينبغي اختيار مقعد مريح والجلوس في وضعية مستقيمة لتفادي الإصابة بآلام الظهر وفقرات الرقبة نتيجة الانحناء المستمر.
وينصح بتهيئة أجواء المكان للعمل بما يتوافق مع أهدافه، فعلى سبيل المثال، يمكن تعليق بعض العبارات المحفزة للعمل حتى يبدو المكان وكأنه في مكتب العمل، كما يجب الحرص على تنظيم مكان العمل.
وضع جدول زمني للعمل
من الضروري وضع خطة زمنية للعمل حتى وإن كان العمل يتمتع بمرونة في الوقت، ولكن يفضل تحديد أوقات القيام بإنجاز المهام المطلوبة، فهذا يساعد كثيراً في تجنب الضغوط النفسية الناتجة عن تراكم العمل ومكافحة الاجهاد والتوتر.
كما ينبغي تحديد أوقات النوم بحيث يكون النوم مبكراً والإستيقاظ مبكراً لبدء العمل، مع وضع أوقات ممارسة الرياضة وتناول الطعام في الاعتبار، ومع الانتظام على الخطة الزمنية المحددة، سوف يصبح الأمر أكثر سهولة ولن يتسبب العمل من المنزل في الشعور بالتوتر والإجهاد النفسي.
الحصول على فترات راحة
يجب الاهتمام بالحصول على فترات راحة أثناء ممارسة العمل وذلك لتفادي إجهاد العين وآلام الجسم والإصابة بالمشكلات الصحية المختلفة التي يمكن أن تنتج عن الجلوس في وضعية ثابتة لفترات طويلة والتحديق في الشاشة، ويمكن عمل تنبيهات لتذكر أوقات الراحة أثناء العمل، وخلال وقت الراحة، ينصح بالقيام بأي تمارين بسيطة والتحرك بعيداً عن مكان العمل.
للمزيد: نصائح للحفاظ على صحة العين بعد الأربعين
وضع الشاشة في ارتفاع صحي
بغض النظر عن مكان الجلوس، من المهم أن تكون الشاشة على ارتفاع العين بحيث لا يحتاج النظر بها إلى رفع الرأس أو خفض الرأس، فإن كانت مرتفعة جداً يمكن أن تسبب إجهاد مفاصل الرقبة نتيجة النظرة لأعلى لفترات طويلة، وإذا تم وضعها بشكل منخفض جداً، فيمكن أن تسبب آلام عضلات الرقبة والكتفين في حالة النظر لأسفل وحني الرقبة والظهر لفترات طويلة.
استخدم لوحة مفاتيح خارجية ولوحة دعم للمعصم
قد تؤدي الكتابة والرسائل الإلكترونية لساعات متتالية إلى الشعور بألم في الرسغ، أو قد يؤدي إلى تفاقمه في حالة المعاناة من مشكلات سابقة في الرسغ مثل النفق الرسغي، حيث أن إبقاء المعصم في وضع ممتد لفترة طويلة جدًا قد يسبب تهيج مفصل الرسغ والأوتار والأوردة والأعصاب الخاصة به.
وفي حالة الشعور بعدم الراحة في المعصم، يمكن استخدام لوحة المفاتيح الخارجية ولوحة دعم المعصم لتخفيف الآلام التي يمكن أن تحدث بسبب الكتابة لفترات طويلة.
وضع وسادة خلف الظهر
تساعد وسادة أسفل الظهر في الحفاظ على المنحنى الطبيعي للعمود الفقري، وذلك لأن أغلب الأشخاص يميلون إلى ثني العمود الفقري بإفراط والثبات في هذه الوضعية لفترات طويلة دون إدراك مخاطرها، وينطبق هذا على الجلوس في المكتب أو العمل من المنزل، حتى وإن لم تكن هناك شكوى من آلام الظهر، حيث تساعد في منح العضلات راحة، ويمكن ربطها حول الكرسي للتأكد من ثباتها في مكانها.
إغلاق الحاسوب عند الانتهاء من العمل
يتطلب العمل من المنزل استخدام الحاسوب أو الأجهزة اللوحية لفترات طويلة على مدار اليوم، ولكن يجب أن يستمر هذا حتى انتهاء اليوم، بل يجب أخذ وقت من الراحة بعد الإنتهاء من العمل، وذلك من خلال إيقاف تشغيل الحاسوب وتأجيل أي عمل جديد لليوم التالي، وذلك للحصول على الراحة اللازمة لاستكمال العمل فيما بعد.
كما أن هذا الوقت يسمح بالجلوس مع أفراد الأسرة وهو أمر ضروري لتخفيف الضغوط النفسية التي يسببها العمل.
ولتحديد وقت خاص بالعمل، يمكن عمل تنبيه بانتهاء وقت العمل حتى يذكرك بأنه حان الوقت بإغلاق الحاسوب ومغادرة مكان العمل.
اقرأ أيضاً: تأثير الهواتف الذكية والكمبيوترات على الصحة
تناول الوجبات في موعدها
يجب الحرص على تناول مختلف وجبات الطعام في موعدها، سواء الوجبات الأساسية أو الوجبات الخفيفة، ويفضل القيام بهذا مع الأسرة طالما تسمح ظروف العمل بذلك، فهي فرصة جيدة لتجمع أفراد الأسرة على المائدة وتبادل الحديث، كما ينبغي اختيار الغذاء الصحي الذي يمد الجسم بالطاقة، وتجنب الأطعمة التي تسبب زيادة الوزن، وخاصةً مع الجلوس المستمر في المنزل.
أخذ إجازة من العمل
إن العمل من المنزل لا يعني أخذ الإجازة والحصول على الراحة لبضعة أيام، فهو أمر ضروري للصحة، ويجب التمتع بمساحة خاصة من الوقت لزيادة الحافز والقدرة على استكمال العمل مرّة أخرى، كما ينبغي الحصول على إجازة في حالة الإصابة بمشكلة صحية وعدم إهمال أي أعراض تصيب الجسم حتى لا تتفاقم المشكلة وتسبب مضاعفات خطيرة، وخاصةً إن كانت مرتبطة بالعظام أو بصحة العين، حيث أنها ترتبط بالجلوس لفترات طويلة أمام الحاسوب.