يعاني الكثير من الناس مشكلات صحية عديدة في مناطق مختلفة من أجسادهم، لا تتركهم ينعمون بالهدوء وراحة البال، بل تثير خجلهم وتسبب انطواءهم، وتجنبهم التعامل والتواصل مع الآخرين، وبخاصة ذويهم ومعارفهم والمحيطين بهم، لذا سنتحدث في هذا المقال عن أهم المشكلات الصحية المحرجة التي تثير خجلك، وبعض المعلومات والإرشادات عن طرق التغلب عليها والتعامل معها.
محتويات المقال
رائحة الجسم
يوجد نوعان من غدد التعرق: وهما الناتحة والغدد المفترزة، حيث توجد الغدد الناتحة في كل أنحاء الجسم، لكنها تتركز أكثر في الإبطين، والذراعين، والساقين.
تنظم هذه الغدد حرارة الجسم، وتفرز مزيجاً من الملح والماء والمعادن مثل: الصوديوم، وهي لا تصدر رائحة إلا إذا علقت بالجلد لعدة ساعات، وهذا الوقت يسمح للبكتيريا بالتضاعف؛ ما يؤدي إلى تشكل رائحة عرق، ويمكن التحكم بها عن طريق الغسل المنتظم ومزيلات العرق.
تأتي أيضاً رائحة الجسم القوية من الغدد المفترزة في الإبطين والأفخاد، حيث تطلق هرمونات الفيرومون الجنسية، وتنمو هذه الغدد في مرحلة البلوغ، وتفرز مادة زيتية لزجة تصبح لاذعة على الجسم، بالإضافة إلى أن الرائحة المنبعثة من هذه الغدد تكون مميزة وأشد من الروائح الأخرى.
يمكن لرائحة الجسم الشديدة أن تشير إلى وجود ورم في غدة من الغدد الصماء، مثل: الغدة الدرقية، أو الأدرينالية، يجعلها تطلق هرمونات أكثر وذلك في حالات نادرة.
علاج رائحة الجسم
يمكن استخدام طريقة الاجتثاث بواسطة الليزر، حيث تشمل هذه العملية استئصال الغدة المفترزة (بالإنجليزية: Apocrine)، وتستغرق العملية مدة ساعتين، وتنفذ بتخدير موضعي من تحت الجلد وذلك في الحالات الشديدة.
يرفض بعض الأطباء إجراء هذه العملية لأغلبية الناس الذين يتميزون برائحة جسم قوية؛ لأنه ينبغي علينا أن ندرك أنها صحية وطبيعية، وتؤدي وظيفة مؤقتة للجسم. [1]
رائحة القدمين الكريهة
تنشأ رائحة الأقدام الكريهة من تكون البكتيريا، حيث توجد 250.000 غدة تعرق في كل قدم، وما يزيد الأمر سوء هو كون الأرجل مغطاة بجوارب وأحذية في أوقات كثيرة، وهذه بيئات تغذية جيدة جداً للبكتيريا.
تشكل الرائحة الكريهة في الأقدام مشكلة كبيرة في الحالات التالية:
- عند المراهقين والنساء الحوامل، لأن تعزيز الهرمونات وزيادتها يجعلهم يعرقون أكثر.
- عند زيادة الإرهاق حيث يقف الشخص على قدميه طوال اليوم، ولأن الأوعية الدموية تكون تحت ضغط أكبر، لذا تتمدد وتفرز كمية أكبر من العرق لكي تظل في حالة البرودة.
- عندما يصاب الشخص بالتهاب ناجم عن فطريات، وهذا يحدث كثيراً في أقدام الرياضيين.
إن التشققات أو الاحمرار خصوصاً بين الأصابع، يمكن أن تكون علامة على إصابة بالتهاب فطري، وفي الحالات الشديدة قد تكون هذه الأعراض مؤشراً على الإصابة بالسكري، الذي يجعلك أكثر عرضة لهذه الالتهابات، وفي هذه الحالة ينبغي عليك أن تحصل على استشارة طبية.
علاج رائحة القدمين الكريهة
يمكن علاج مشكلة رائحة القدمين الكريهة من خلال اتباع نظام تنظيف صارم للقدمين من خلال اتباع التالي:
- يجب حفظ الأحذية في غرفة دافئة وجيدة التهوية، مع نزع النعل الباطني؛ للسماح للهواء بأن يتوزع حتى يجف الحذاء.
- يفضل عدم ارتداء الحذاء نفسه في يومين متتالين.
- يجب مسح الفجوات التي تتخلل أصابع القدمين بقطن طبي مبلل بمطهر، ويفضل إجراء ذلك بعد الاستحمام خاصة لمن يعاني الحساسية.
- يمكن استخدام مزيلات العرق على الأقدام.
- ينصح برش الأقدام في الليل بمزيل عرق يحتوي على كلوريد الألمنيوم الذي يعمل على إغلاق مسامات التعرق وذلك للحالات الشديدة. [2]
رائحة الفم الكريهة
تنجم رائحة الفم الكريهة من جزيئات ومركبات مادة الـسلفا والكبريت، التي تطلقها البكتيريا التي تعيش في بيئات تفتقر للأكسجين، مثل: مؤخرة اللسان، أو التجاويف التي تنشأ بين اللثة والسن، وتوجد أسباب أخرى لرائحة الفم الكريهة ومنها ما يلي:
- أمراض اللثة.
- جفاف الفم قد يؤدي إلى تكون البكتيريا.
- أدوية الاكتئاب، وأدوية التشنجات.
- العلاج بالأشعة.
- التغيرات الهرمونية التي تحدث بعد انقطاع الدورة الشهرية أو بلوغ النساء لسن اليأس.
- تكلس اللوزتين، حيث تحدث عندما تلتصق فضلات الطعام وأشياء أخرى بتجاويف اللوزتين وتصبح متكلسة.
تتحلل المواد الكلسية التي تلتصق باللوزتين، من تلقاء نفسها عادة، ويمكن طردها بواسطة جهاز يسمى واتربيك، وهو بخاخ متوفر في الصيدليات، أما في الحالات الشديدة يمكن إزالة اللوزتين.
يمكن أن تكون رائحة الفم الكريهة مؤشراً إلى ما يلي:
- وجود التهاب في الحنجرة، أو الأنف أو الرئتين.
- التهاب الشعب.
- الإصابة بمرض السكري.
- وجود مشكلات في الكبد والكليتين.
علاج رائحة الفم الكريهة
يمكن علاج رائحة الفم الكريهة بما يلي:
- الإكثار من شرب السوائل يمكن أن يخفف حالة جفاف الفم.
- استخدام بخاخات السلفا الاصطناعية ومعاجين أسنان خاصة، ومطهرات الفم التي تحفز إفراز السلفا.
- إزالة طبقة البلاك عن طريق السواك المنتظم.
- تنظيف الفجوات التي تتخلل الأسنان بفرش أسنان يمكنها اختراق هذه المناطق أو بخيط حريري متين.
- مضغ اللبان الخالي من السكر، ومص النعناع لزيادة إفراز السلفا، التي تعتبر آلية الحماية الخاصة للفم.
- تناول 2 أو 3 حبات طماطم يومياً؛ لأنها تحتوي على مادة الأيونون، حيث تتميز الأيونات برائحة عطرية ذكية وتساعد على طرد الروائح الكريهة.
- تناول ألياف الجزر؛ لأنها تحاكي وظيفة فرشاة الأسنان. [3]
متلازمة رائحة السمك
هي اضطراب جيني شائع، وتحدث هذه المشكلة عندما يفشل الجسم في تكسير بعض مركبات المواد الغذائية خاصة الأطعمة المحتوية على الكولين مثل: البيض، واللحوم الغنية بالدهون.
تفوح من الجسم رائحة السمك مصاحبة للعرق، والبول، وحتى النفس أحياناً، وكذلك تعاني السيدات الحالة بشدة أيام الحيض.
توجد عدة عوامل تسبب الإصابة بمتلازمة رائحة السمك منها الطفرات الجينية بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل:
- وجود فائض من البروتينات في المعدة.
- زيادة في البكتيريا التي تنتج عن ثالث أمين الإيثيل في الجهاز الهضمي.
- الإصابة بأمراض الكبد والكلى.
- عند بدء فترة الحيض.
- الإجهاد والحمية الغذائية.
يظهر مرضى هذه المتلازمة كأنهم ورثوا أنماطاً جسدية مقهورة، وهذا يعني وجود طفرات جينية في أجزاء معينة من الجسم.
علاج متلازمة رائحة السمك
يجب استشارة الطبيب، إذ يمكن أن يصف بعض المضادات الحيوية، أو ربما ينصح باتباع نظام غذائي يحتوي على القليل من الكولين، حيث أن الإقلال من تناول البيض، واللحوم، يمكن أن يحدث اختلافاً كبيراً. [4]
سلس البول الإجهادي
يشير سلس البول الناجم عن الإجهاد إلى تسرب كميات قليلة من البول من المثانة عند وقوعها تحت ضغط مفاجئ، مثل: السعال، ويكثر حدوث هذا النوع من السلس لدى السيدات أكثر من الرجال، وقد يكون السبب ضعف عضلات الحوض بسبب عمليات الولادة، والطمث.
يتصف سلس البول الإجهادي بتسرب البول غير الإرادي عندما يرتفع الضغط في البطن أثناء ما يلي:
- الضحك.
- العطس.
- الرياضة.
- الحمل الثقيل.
- الإمساك.
- النهوض المفاجىء.
- السعال.
- الجماع.
توجد أسباب أخرى لتلك الحالة تشمل ما يلي:
- التشوهات النسيجية الخلقية.
- العمليات الجراحية الماضية في الحوض.
- السعال المتزامن.
- الضغط الشديد عند التبرز.
- السمنة.
- تقدم العمر.
- نقص الهرمون الأنثوي.
أما عن علاج سلس البول فيجب استشارة الطبيب، وربما ينصح بممارسة تمرينات كيجل الرياضية التي تقوي عضلات الحوض، وربما يتطلب الأمر حقن المثانة، أو إجراء جراحة ما. [5]
كثرة الغازات
يطلق الإنسان ريحاً من الشرج والفم خمساً وعشرين مرة يومياً وهذا رقم طبيعي، فإذا زاد الرقم عن ذلك، فإنه ينم ذلك عن وجود مشكلة.
توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى تجمع الغازات في المعدة، من أهمها بعض أنواع الأغذية، وهي تقسم إلى نوعين:
- النوع الأول: الأطعمة التي تؤدي إلى إرخاء العضلة الموجودة في نهاية المريء ما يسمح للهواء القادم من المعدة بالخروج عن طريق الفم مثل: البصل، والبندورة، والنعناع.
- النوع الثاني: الأطعمة التي تحوي نسبة عالية من الكربوهيدرات وتكون غير قابلة للامتصاص فتهاجمها البكتيريا وتسبب تخميرها، ما يؤدي إلى امتلاء البطن بالغازات مثل: الفاصوليا، والفول، والبازلاء، والقرنبيط، والكرفس، والجزر الأبيض، والزبيب، والخوخ، والبرقوق، التفاح، والأطعمة المستخدمة لتخفيف الوزن والتي تحوي على السوربيتول، والفركتوز.
توجد عدة أسباب لكثرة الغازات منها ما يلي:
- كثرة تناول الطعام.
- تناول المشروبات الغازية على دفعات كبيرة.
- شرب المشروبات الساخنة دفعة واحدة.
- التدخين.
- مضغ العلكة.
- الإمساك.
- القلق والتوتر.
- تناول الطعام بسرعة.
- عدم مضغ الطعام جيداً.
- دواء الأكاربوس، وهو دواء يتناوله المصابون بالسكري.
- الشيخوخة.
علاج كثرة الغازات
يمكن علاج كثرة الغازات من خلال تجنب وتخفيف الأسباب، ويمكن تخفيف نسبة الكربوهيدرات إلى 80% عن طريق غليها لمدة عشر دقائق ثم نقعها في الماء لمدة أربع ساعات، وبعد ذلك نخرجها من الماء، بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية فإنها تجعل الأمعاء متحركة بشكل دائم. [6]
حمرة الوجه
تتسبب حمرة الوجه أو ما يعرف بالروزيشيا في وجود بقع حمراء في الوجه أشبه بالكدمات الصغيرة، كما تؤدي إلى ظهور الأوردة كما لو كانت متكسرة، وربما إلى تورمها.
قد تتسبب أيضاً في بروز نتوءات وتشوهات في مناطق بعينها من الوجه، والأنف خاصة، وغالباً يحمر وجه المصاب بسرعة شديدة، وهذه الحالة أكثر شيوعاً في النساء.
قد تتسبب الحالة في فقدان الشخص لثقته بنفسه، إذ إن الكثيرين يعزونها إلى الإفراط في شرب الكحول.
توجد عدة عوامل قد تزيد من الأمر سوءاً، مثل:
- الضغط النفسي والعصبي.
- شرب الكحول.
- الإفراط في مزاولة التمرينات الرياضية.
- تناول الأطعمة الحارة.
أما عن علاج حمرة الوجه فيجب استشارة الطبيب ليصف دهانات موضعية ومضادات حيوية تخفف من حدة الحالة. [7]
التعرق الزائد
يمكن أن تصيب هذه الحالة الإنسان دون أسباب واضحة، ولكن بعض أنواع الأدوية قد تسبب زيادة العرق.
يتعرق كثير من الناس بشكل مفرط في منطقة ما تحت الإبط، أو في الراحتين، والأخمصين، وقد يغطي العرق الجسم كله لدى الكثير أيضاً.
أما عن علاج التعرق الزائد فلا بد أن يتم تحت إشراف الطبيب الذي قد يصف كلوريد الأمونيوم ليحد من نشاط الغدد العرقية، وهناك أنواع أخرى من الأدوية مثل، حقن البوتوكس التي تعمل على إعاقة مرور الإشارات العصبية إلى الغدد العرقية. [8]
كثرة شعر الجسم
يقصد بهذه الحالة زيادة إنبات الشعر أو الشعرانية حيث يكون الشعر سميكاً وبني اللون، وعادة ما ينبت في الوجه والصدر وفي مؤخرة الظهر، والأرداف.
يرجع سبب هذه الحالة إلى ما يلي:
- زيادة هرمونات الذكورة أو الحساسية الزائدة لها.
- الإصابة بمتلازمة تكيس المبيض.
- الإصابة باضطرابات هرمونية نادرة الحدوث.
إذا كانت الحالة شديدة فيجب الذهاب إلى طبيب مختص لعلاجها، أما إذا كانت بسيطة فيمكن علاج كثرة نمو شعر الجسم من خلال ما يلي:
- إزالة الشعر بأجهزة التحليل الكهربائي وأجهزة الليزر المخصصة لهذا الغرض.
- استخدام علاجات هرمونية بهدف تعديل الخلل الهرموني حسب وصف الطبيب.