ندرك جميعاً أهمية الشمس للجسم، إذ تعد المصدر الطبيعي الرئيسي للدفء وإنتاج فيتامين د (بالإنجليزية: Vitamin D). ولذلك فإن تعريض الطفل للشمس يعد أمراً ضرورياً، مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب المخاطر والأضرار التي يمكن أن يسببها التعرض للشمس دون حماية.
في هذا المقال إجابة على بعض التساؤلات التي تتردد حول أفضل وقت للتعرض للشمس للأطفال، وهل الشمس تضر الرضيع، وفي أي عمر يتعرض الطفل للشمس، وما هي فوائد الشمس للأطفال الرضع في مختلف الأعمار.
فوائد الشمس للاطفال
يجهل البعض فوائد الشمس للأطفال حديثي الولادة، ويظنون أن استخدام بديل الشمس للأطفال، مثل نقاط فيتامين د، كافياً لحصول الطفل على احتياجاته، بالإضافة إلى خوفهم من تضرر بشرة المولود من أشعة الشمس.
لكن يجدر الإشارة إلى أن فوائد الشمس للأطفال لا تقتصر على توفير فيتامين د وحسب، بل تحمل العديد من المميزات الأخرى، وتتمثل فيما يلي:
- تحسين مستويات السيروتونين: يحسن التعرض لأشعة الشمس بالقدر الكافي من إنتاج هرمون السيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin)، المعروف بهرمون السعادة، والذي ينظم عملية النوم، والهضم، ويتحكم بأعراض الاكتئاب والغضب.
- تحفيز إنتاج فيتامين د: تعد أشعة الشمس فوق البنفسجية من النوع B المصدر الطبيعي الرئيسي لإنتاج نحو 80% من احتياج الجسم من فيتامين د، الذي يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم، وتقوية العظام والأسنان. ينبغي تشميس الطفل حديث الولادة أو الأكبر سناً لمدة 10 دقائق على الأقل يومياً؛ لإنتاج كميات كافية من فيتامين د.
- تحسين مستويات الإنسولين: يساعد تعرض الرضيع للشمس وكذلك صغار السن في الوقاية من الإصابة بمرض السكري مستقبلاً، إذ تعمل أشعة الشمس على التحكم بالمرض عند اقترانها بحمية صحية، وممارسة التمارين مع نمو الطفل. ولعل السبب في ذلك هو أن فيتامين د -الذي ينتجه الجلد عند التعرض لأشعة الشمس- يساعد على التحكم بمستويات الإنسولين.
- يحافظ على صحة الجهاز العصبي: يعمل تعريض الطفل حديث الولادة للشمس أو الأطفال الأكبر سناً على حماية الجهاز العصبي؛ إذ يساعد فيتامين د على تطور وظائف الجهاز العصبي.
- تحسين وظيفة تخثر الدم: يعمل كل من فيتامين ك وفيتامين د -خاصةً فيتامين د الذي يتم تحفيز إنتاجه بشكل أساسي بفعل أشعة الشمس- على تنظيم عملية تخثر الدم، ووقف حدوث النزيف.
- علاج يرقان الرضع: تساعد أشعة الشمس على التحكم بحالة يرقان الرضع بشكل فعال، وذلك من خلال طيف اللون الأزرق في أشعة الشمس، الذي يساعد على التقليل من صبغة البيليروبين، والوقاية من المضاعفات الناتجة عن ارتفاعها.
- منح المزيد من الطاقة: يساعد تعريض الرضيع للشمس على تنظيم إنتاج هرمون الميلاتونين، الذي يلعب دوراً هاماً في التأثير على أنماط نوم الأطفال، وهو ذو أهمية كبيرة للأطفال خلال السنوات الأولى من حياتهم.
مخاطر تعرض الطفل للشمس
على الرغم من الفوائد العديدة لأشعة الشمس، إلا أن تعرض الطفل للأشعة فوق البنفسجية الموجودة بها لفترات طويلة، يشكل مجموعة من الأخطار التي تتمثل فيما يلي:
- حدوث حروق بالجلد.
- تضرر العينين.
- تثبيط جهاز المناعة.
- الإصابة بضربة شمس.
- تعرض الجلد للجفاف.
- زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد عند تعريض الطفل للشمس لفترات طويلة دون حماية.
اقرأ أيضاً: إغماء الطفل بسبب الشمس أو الحر في الصيف
نصائح حول الوقت والعمر المناسب لتعريض الطفل للشمس
يتبادر إلى ذهن الآباء العديد من التساؤلات، ولعل من أبرزها متى أعرض طفلي للشمس. بشكل عام، تختلف قوة أشعة الشمس باختلاف فصول السنة، وارتفاع المنطقة التي يقطن بها الطفل، وموقعها الجغرافي.
تكون أشعة الشمس أكثر شدة في فصل الصيف، وتزيد مع زيادة الارتفاع؛ حيث يقل الغطاء الهوائي والغيوم، وتزداد قوتها كلما اقتربنا من خط الاستواء. لذا ينبغي أخذ الحيطة عند تعريض الطفل للشمس مباشرةً؛ للحصول على أكبر فائدة، وتجنب الأخطار المحتملة منها، وينصح بمراعاة الأمور التالية:
العمر المناسب لتعريض الطفل للشمس
ينبغي الانتباه للأطفال الخدج، حيث يمكن أن لا يتمكن الطفل الخديج من التأقلم مع تغير درجات الحرارة، لذلك ينصح بعدم تعريضه لأشعة الشمس خلال الأسابيع الأولى من الولادة.
وبشكل عام، يفضل عدم تعريض الأطفال دون سن 6 شهور لأشعة الشمس المباشرة القوية، ويفضل الاكتفاء بتعريض الرضيع للشمس عن طريق فتح النافذة على سبيل المثال، ولا يشترط أن يكون هذا التعرض في الخارج.
أيضاً، ينصح بعدم تعريض الأطفال ذوي البشرة الحساسة إلى أشعة الشمس المباشرة إلا بعد استشارة الطبيب.
الوقت المناسب لتشميس الطفل حديث الولادة وصغار السن
يفضل تعريض الطفل لأشعة الشمس في الفترة الزمنية بين الساعة السابعة والتاسعة صباحاً، ولمدة لا تزيد عن 10- 15 دقيقة. كما يمكن تعريضه للشمس قبل موعد غروبها بنصف ساعة.
ويوصى بعدم تعريض الطفل لأشعة الشمس في الفترة ما بين الساعة العاشرة صباحاً إلى الرابعة عصراً، وهي الفترة التي تكون فيها أشعة الشمس أكثر قوة.
يمكن علاج يرقان الأطفال الفسيولوجي عن طريق وضع الطفل بالقرب من نافذة جيدة الإضاءة لمدة 10 دقائق مرتين يومياً، ويعد أفضل وقت لتشميس الطفل المصاب بالصفار في الفترة الصباحية بين السابعة والتاسعة أو قبل غروب الشمس بنحو نصف ساعة.
الملابس المناسبة أثناء تعريض الطفل للشمس
يفضل تقليل عدد الملابس بقدر الإمكان خلال الفترة التي يعرض فيها الطفل للشمس، لضمان تعرض أكبر جزء ممكن من جلد الطفل، .
تستخدم الملابس القطنية الواسعة ذات الأكمام الطويلة لتغطية جلد الطفل، مع الحرص على حماية عينيه باستعمال النظارات الشمسية أو وضع طاقية عريضة تغطي الوجه، والأذنين، والرقبة.
لا يجب التهاون في اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية الطفل من الشمس حتى في الأيام الغائمة والباردة، حيث أن الأشعة فوق البنفسجية تصل إلى الأرض حتى في هذه الظروف.
استخدام واقيات الشمس
تستخدم واقيات الشمس في حماية البشرة من أضرار الأشعة فوق البنفسجية، وينبغي اتباع الاحتياطات التالية عند اختيارها واستخدامها:
- يستخدم واقي شمسي بمعامل حماية من الشمس يعادل 15 أو أكثر على الأماكن المكشوفة من جسم الطفل.
- يوضع واقي الشمس قبل 15- 20 دقيقة من التعرض للشمس، ويكرر وضعه كل ساعتين.
- يوصى باستعمال واقٍ شمسي مقاوم للماء، في حال اصطحاب الطفل إلى حمام سباحة مكشوف، أو إلى الشاطئ، مع تكرار استعماله مباشرة بعد النزول إلى الماء، أو بعد التجفيف، أو التعرق.
- ينصح باستعمال واقيات الشمس أيضاً عند الذهاب إلى المرتفعات العالية التي يقل بها الغطاء الهوائي والغيوم، كما يجب استعمال واقيات الشمس بكثرة عند الذهاب إلى التزلج، حيث أن الثلج والماء يعكسان الأشعة فوق البنفسجية مما يزيد من خطورتها.
- ينبغي تجنب تعريض الأطفال دون سن 6 شهور لفترات طويلة، وحين التعرض استخدام كمية قليلة من واقي الشمس المناسب على أجزاء الجسم المكشوفة، كما يفضل اختبار كمية قليلة من واقي الشمس على منطقة محددة من الجلد لعدة أيام، للتأكد من عدم تحسس الطفل منه.
اقرأ أيضاً: اهمية استخدام واقي الشمس للاطفال
احتياطيات مهمة عند تعريض الطفل للشمس
قد يساعد اتباع بعض الاحتياطات في تعزيز فوائد الشمس للأطفال وتجنب حدوث المضاعفات، كما يلي:
- استخدام بدائل الشمس للأطفال عن طريق إعطاء جميع الأطفال دون سن الرابعة مكملات فيتامين د على شكل نقاط؛ للتأكد من حصولهم على كمية كافية من فيتامين د، وتجنب الآثار الضارة للتعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة.
- الانتباه عند استخدام بعض الأدوية، مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الايبوبروفين، أو بعض أنواع المضادات الحيوية، مثل التتراسيكلين، التي تزيد من حساسية الجلد لأشعة الشمس. يمكن استشارة الطبيب أو الصيدلاني حول الأدوية الأخرى التي يمكن أن تؤثر على الطفل في حال أخذها وتعريضه للشمس. وفي حال وجود أحد هذه الأدوية، ينصح باتخاذ إجراءات وقائية إضافية لحماية الطفل من أشعة الشمس.
ختاماً: الشمس هي مصدر الدفء والحرارة، وبدونها لا يمكن العيش، كما تساعد في بناء وتقوية جسم الطفل وحمايته من الكثير من الأمراض. لذا ينبغي تعريض الطفل للشمس، مع اتباع الاحتياطات اللازمة لتجنب مخاطرها.
اقرأ أيضاً: الصيف و الشمس و البشرة