أثناء مرور الإنسان بمراحل النمو المختلفة يحمل معه كل ما زرع في سنواته الأولى من طاقات، وقدرات، ومواهب. يعتقد بعض العلماء أن السنوات الأولى من عمر الطفل هي التي تحدد شخصية الإنسان، والبعض الآخر يمددها إلى سنوات المراهقة الأولى.

نتحدث في هذا المقال عن خصائص نمو الطفل النفسية والجسدية خلال المراحل الدراسية، حيث ينمو الأطفال بمعدلات مختلفة وتكون لديهم اهتمامات، وقدرات، وشخصيات مختلفة، لكن هناك بعض المعالم الشائعة التي يصل إليها العديد من الأطفال في هذه المرحلة.

يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.

خصائص نمو الطفل في مرحلة رياض الأطفال

تتميز هذه المرحلة بظهور عدد من خصائص نمو الطفل مثل الآتي: (1)(4)

  • زيادة توازن الحركة والمشي بشكل صحيح.
  • خصائص حركية مثل القدرة على استخدام القلم بثلاثة أصابع.
  • غسل اليدين بعد دخول الحمام.
  • تمييز الأشكال، والألوان، والأرقام، وبعض الكلمات، إذ يمكنه التحدث لوقت قصير أو ذكر بعض الكلمات، وفهم كلمات أخرى، وذكر بعض الأحداث بتوقيتاتها المحددة.
  • تكوين الصداقات والعلاقات.

اقرأ أيضًا: متى يمشي الطفل

خصائص النمو من 6 إلى 9 سنوات

هناك عدد من خصائص نمو الطفل المميزة التي تظهر في المرحلة العمرية بين 6 إلى 9 أو 10 سنوات، منها علامات نفسية ومنها جسدية، نوضحها فيما يأتي: (2)(5)(6)

  • النمو الجسمي: يغلب على هذه المرحلة قوة الصحة الجسمية والتميز بقلة التعب، لذا يميل الطفل لقضاء أوقات طويلة في اللعب، والجري، والحركة ويصبر على الجوع. لكن يلاحظ أن نشاط الأولاد يكون أكثر عنفًا، ويعتمد على النمو العضلي أكثر من الفتيات، حيث تكون ألعابهن أكثر هدوءًا وأقل عنفًا.
  • النمو الحركي: تتميز خصائص نمو الطفل في هذه المرحلة بالنشاط الحركي العنيف، ويصاحب ذلك عدم الاهتمام بالمظهر والأناقة، بالإضافة إلى الإقدام على المخاطرات والتجارب. ولهذا يكون الطفل في هذه المرحلة أشبه بالرجل البدائي في حياته العملية الأولية.
  • النمو اللغوي: تظهر خصائص نمو الطفل في هذه المرحلة العمرية على شكل الطلاقة اللغوية وازدياد المحصول اللفظي، مما يساعده على النمو اللغوي، واتساع دائرة حياته الاجتماعية، وزيادة تجاربه، ويميل لوصف مشاهداته، والتعبير عن أفكاره. وقد يميل أيضًا إلى كثرة القراءة، بالأخص فيما يتعلق بحياة النبات، والحيوان، وأطفال الشعوب الأخرى.
  • النمو الانفعالي: تتبلور في هذه المرحلة قدرة الطفل على التعبير عن انفعالاته باللغة، بدلًا من التعبير الحركي. ونظرًا لتمتعه بالمزيد من الحرية، فإن انفعالاته تكون في معظمها هادئة وسعيدة، فيما عدا ما يصادفه من إحباط من جهة حاجاته ورغباته، أو ما يلاقيه من متاعب الأخوة أو الزملاء المتمثلة بالمنافسة، والغيرة، والغضب، كذلك تتأثر حياة الطفل في هذه المرحلة بما يتلقاه من التقدير والتشجيع، وما يشعر به من النجاح، وما يغمره من الحب والعطف. وفي هذه المرحلة يقل بكاؤه، ويتأثر كثيرًا بالثواب والعقاب، خاصة العقاب المعنوي، ولا يقبل العقاب البدني. ومن خصائص النمو عند الطفل في سن العاشرة ظهور نزعة حب التملك، والجمع، والاقتناء.
  • النمو الاجتماعي: يميل الطفل في في نهاية هذه المرحلة الطفل إلى تكوين الجماعات الصغيرة. غير أن تجمعهم لا يدوم طويلًا. كما تظهر الكثير من الصفات الاجتماعية المميزة لبعض الأطفال مثل حب الزعامة، أو الميل للانقياد والتبعية، وحب التعاون، والمنافسة، والغيرة، وحب العزلة.
  • النمو العقلي والمعرفي: تعتبر هذه المرحلة مرحلة النشاط العقلي المتدفق. لذلك من خصائص النمو عند الأطفال في تلك المرحلة الميل إلى الواقع أكثر من الخيال، فهو يريد أن يتعلم بنفسه بواسطة النشاط الذاتي التجريبي والمحاولة، بزيادة قدرة الطفل على التفكير المنطقي يستطيع تعلم الحساب، ويدرك الأبعاد المكانية والزمانية، ويكتسب الكثير من أساليب السلوك، بالمحاكاة، والتقليد، والتقمص.

للمزيد: هل يعاني طفلك من تأخر في النمو والتطور أم لا؟

خصائص نمو الطفل في المرحلة بين 10 إلى 12 عامًا

هناك عدد من خصائص نمو الطفل التي تظهر في تلك المرحلة بين 10 إلى 12 أو 14 عامًا، مثل: (3)(4)

  • النمو الجسمي: يمكن أن يكون هناك اختلاف كبير في السن الذي يبدأ فيه الأطفال في تطوير الخصائص الجنسية الثانوية. بالنسبة للفتيات، تشمل الخصائص الجنسية الثانوية تطور الثدي ونمو شعر الإبط والعانة. أما بالنسبة للذكور، فتشمل نمو شعر الإبط، والصدر، والعانة، ونمو الخصيتين والقضيب.
  • النمو الانفعالي: يمكن أن يكون للبلوغ المبكر عند البنات، وتأخر البلوغ في الأولاد مشكلات نفسية مصاحبة، حيث قد يشعر الولد أو البنت بحرج عندما يقارن نفسه بزملائه الذين في مثل سنه.
  • النمو العقلي والمعرفي: من خصائص نمو الطفل في هذه المرحلة تفتح المواهب وتميز القدرات والميول الخاصة، الأمر الذي يستوجب العناية باهتماماته، والكشف عن ميوله، والتعرف على استعداداته المتميزة.
  • النمو الاجتماعي: نظرًا للانتقال السريع من مرحلة الطفولة الى مرحلة البلوغ، فإن الأولاد والبنات يتفاجؤون أحيانا بهذا التغير، ويعتريهم نوع من الدهشة ويجدون بعض الصعوبة في تفسير تطور حالتهم، وتكييف سلوكهم للتغيرات الجديدة.

للمزيد: كيف نقوم بتثقيف أطفالنا جنسيا؟

اقرا ايضاً :

خطر تمليح الطفل

نصائح تربوية للتعامل مع الطفل في مرحلة الدراسة

ينصح باتباع بعض الأمور والتوجيهات عند ظهور خصائص نمو الطفل، ومنها ما يلي: (1)

  • تعويد الطفل على النظام وتنظيم الوقت بين اللعب والعمل.
  • اختيار المناهج التي يتعلمها الطفل بحيث تناسب مداركه وقدراته، وتقدم له المعلومات بطرق مبسطة تساعد على تنمية حبه للتعلم.
  • بناء التعلم في هذه المرحلة على النشاط والعمل، حيث يتعلم الأطفال عن طريق المشروعات التي يتعاونون فيها لتحقيق أهداف مشتركة.
  • إتاحة الفرص للطفل للخروج في رحلات وإقامة المخيمات، كي ينمو عنده حب التعلم الذاتي والبحث.
  • احترام رغبات الطفل في تكوين الصداقات والعمل التعاوني.
  • وضع الحدود، والإرشادات، والتوقعات، وإلحاقها بالعقوبات المناسبة التي لا تقلل من ثقة الطفل بنفسه.
  • وضع نموذج للسلوك الجيد، حيث ينبغي أن يكون الأهل والمدرسون قدوة صالحة في الصفات الخلقية والاجتماعية، حتى يكتسب الطفل منهم العادات الجيدة.

للمزيد: عنف الأطفال في المدارس وتدابيره التربوية

ينبغي للأهل التعرف على خصائص نمو الطفل ومساعدته في تلك المرحلة من خلال الخطوات التالية: (2)(3)

  • ثناء الطفل على تعاونه وإنجازاته الشخصية، ومساعدته على اختيار الأنشطة المناسبة لقدراته، وتشجيعه على التحدث مع الأهل والإفصاح عن مشاعره.
  • تشجيع الطفل على القراءة أو القراءة معه.
  • تعزيز النشاط البدني له.
  • تعليم الطفل الاحترام والاستماع إلى الآخرين، وتشجيعه على التحدث عن ضغط العلاقات مع أصدقائه ووضع إرشادات للتعامل معهم.
  • الاهتمام بالطفل وقضاء وقت كاف معه.
  • تحديد وقت معين لاستعمال التلفاز، والهاتف المحمول، والحاسوب.

نصيحة الطبي

ختامًا، يجب على الآباء التعرف على خصائص نمو الطفل العمرية، للمساعدة على فهمه بشكل صحيح، ومساندته والشعور بما يمر به في تلك المرحلة، لذلك لابد من الاهتمام بالتواصل معه ومتابعة ما يمر به تجنبًا، لأي انحرافات قد تحدث.

اقرأ أيضًا: تقدير الذات عند الأطفال

هل يمكن إعطاء أطفال منوم وما هي مدى خطورته على الأطفال وإن كان بإمكاني إعطائهم هل يوجد دواء ينصح فيه الأطباء؟