يعد ضمور الخصية من الحالات الطبية التي تثير قلق الرجال، وهذا لأنها قد تؤثر على الخصوبة والوظائف الجنسية. ينجم هذا الضمور في الخصيتين عن مجموعة متنوعة من الأسباب، وهي تتراوح من العوامل الهرمونية إلى الإصابات الجسدية مرورًا بالأمراض المعدية.
يهدف هذا المقال إلى عرض أسباب ضمور الخصية، مقدمًا نظرة شاملة حول كيفية تأثير هذه الأسباب على صحة الخصيتين، من خلال فهم هذه الأسباب يمكن الحصول على المعلومات الضرورية لاتخاذ خطوات فعالة نحو الوقاية والعلاج.
محتويات المقال
أسباب ضمور الخصية
تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى ضمور الخصية، وتتنوع بين العوامل الطبيعية والأمراض المعدية والعادات الضارة والخاطئة، وتشمل أبرز أسباب ضمور الخصية على الآتي:
التقدم في العمر
يُعد التقدم في العمر عاملًا طبيعيًا يؤثر على وظائف الجسم المختلفة، بما في ذلك الخصية التي قد تتعرض للضمور مع مرور الزمن، إذ ترتبط هذه الحالة بانخفاض تدريجي في إنتاج هرمون التستوستيرون والحيوانات المنوية، وهو ما يمكن أن يلاحظ بوضوح لدى الرجال الذين تجاوزوا سن الإنجاب. ومن الجدير ذكره أن بعض الرجال يمرون بمرحلة مماثلة لمرحلة انقطاع الطمث أو سن الأمل لدى النساء، وهي تُعرف بانقطاع الطمث الذكوري (بالإنجليزية: Andropause)، والتي تتسم بانخفاض مستويات التستوستيرون التي تسبب هذا الضمور. [1][2][3]
العلاج بالتستوستيرون
يُعتبر العلاج بالتستوستيرون، أو ما يُعرف بعلاج التستوستيرون التعويضي (بالإنجليزية: Testosterone Replacement Therapy TRT) أحد أسباب ضمور الخصية المحتملة عند بعض الرجال، إذ يمكن أن يؤدي هذا العلاج إلى توقف إنتاج الهرمون المحفز للغدد التناسلية (بالإنجليزية: Gonadotropin-Releasing Hormone GnRH)، مما يؤدي بدوره إلى توقف الغدة النخامية عن إنتاج هرمون الملوتن أو الهرمون المنشط للجسم الأصفر (بالإنجليزية: Luteinizing Hormone LH)، ومع غياب هذا هرمون تتوقف الخصيتان عن إفراز التستوستيرون، مما قد يؤدي إلى صغر وضمور الخصية.
يقوم الطبيب المختص بتقييم الفوائد والمخاطر المرتبطة بالعلاج بالتستوستيرون قبل بدئه، ومراقبة التأثيرات الجانبية بعناية، بما في ذلك تأثيره المحتمل على ضمور الخصيتين. [1][4][5]
استخدام الستيرويدات والإستروجين
يؤدي استخدام الستيرويدات أو مكملات الإستروجين إلى تأثيرات مماثلة على الهرمونات كما هو الحال مع العلاج بالتستوستيرون، حيث تؤثر هذه الهرمونات والستيرويدات على إنتاج الهرمونات بنفس الطريقة، مما قد يؤدي إلى ضمور الخصية.
كما يعمل الاستخدام المطول لهذه المواد على إعاقة القدرة الطبيعية للجسم على إنتاج التستوستيرون، مما يؤدي أيضًا إلى ضمور الخصيتين. [1][5]
استهلاك المشروبات الكحولية بكثرة
يؤدي استهلاك الكحول بشكل مفرط إلى تداعيات سلبية على الصحة الجنسية للرجال، حيث يمكن أن يتسبب في انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون وتلف أنسجة الخصية. لذا يعد الإفراط في تناول الكحول سببًا رئيسًا من أسباب ضمور الخصية، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على الخصوبة والقدرة الجنسية. [1][2][4][5]
التهاب الخصية
يعد التهاب الخصية (بالإنجليزية: Orchitis) مشكلة صحية تؤثر على الخصيتين مسببةً ألمًا وتورمًا فيها، وقد يكون مصحوبًا بأعراض أخرى كالغثيان والحمى.
ينقسم التهاب الخصية إلى نوعين رئيسين، وهما: النوع الفيروسي والذي غالبًا ما يكون ناتجًا عن فيروس النكاف، والنوع البكتيري والذي يمكن أن يحدث بسبب عدوى منقولة جنسيًا كالكلاميديا أو السيلان، أو نتيجة لعدوى في المسالك البولية، أو استخدام القسطرة وغيرها من الأدوات الطبية. [1][2][4]
على الرغم من أن التورم الناتج عن الالتهاب قد يؤدي إلى زيادة مؤقتة في حجم الخصيتين، إلا أنه يمكن أن يسفر عن ضمور الخصيتين على المدى الطويل إذا لم يتم تلقي العلاج المناسب. تكمن أهمية العلاج الفوري والمناسب سواء كان ذلك عبر الأدوية المضادة للفيروسات في حالة الالتهابات الفيروسية أو العلاج بالمضادات الحيوية للحالات البكتيرية في منع حدوث المضاعفات الخطيرة، بما في ذلك فقدان القدرة على الإنجاب والضمور الدائم للخصيتين، الذي يعد من المضاعفات الشديدة لهذه الحالة. [1][2][4]
دوالي الخصية
تعرف دوالي الخصية (بالإنجليزية: Varicocele) بأنها تضخم في الأوردة داخل كيس الصفن، وغالبًا ما تؤثر على الخصية اليسرى. يمكن لهذه الحالة أن تضر بالأنابيب المنتجة للحيوانات المنوية داخل الخصيتين، مما قد يؤدي إلى تقليل حجم الخصية المتأثرة وضمورها.
في كثير من الحالات قد لا يلاحظ الشخص المصاب بدوالي الخصية أي أعراض ملحوظة، ولكن قد يُلاحظ أن الخصية اليسرى تبدو أصغر من المعتاد. [1][2][4][5]
اقرأ أيضًا: طرق علاج دوالي الخصيتين
التواء الخصية
يُعد التواء الخصية حالة طبية طارئة تحدث عندما تلتوي الخصية حول الحبل المنوي، مما يؤدي إلى قطع تدفق الدم إليها، وبالتالي ألمًا وتورمًا إذا لم يتم التعامل معها بشكل عاجل. تعد هذه المشكلة أحد أسباب ضمور الخصية بسبب فقدان الأكسجين والتروية الدموية.
يُشدد الخبراء على ضرورة الحصول على العلاج في غضون ساعات قليلة من بدء الأعراض لمنع حدوث ضرر دائم. كما يؤكدون على أهمية الوعي بخطورة هذا الوضع والتعرف على أعراضه الرئيسة لتجنب التداعيات الخطيرة المحتملة. [1][2][4][5]
سرطان الخصية
يمكن أن يسبب سرطان الخصية ضمور الخصيتين، حيث يؤثر الورم السرطاني على قدرة الخصية على أداء وظائفها بشكل طبيعي وتسببها في إفراز الهرمونات.
تشير الجمعية الأمريكية للسرطان إلى أن متوسط العمر للتشخيص بسرطان الخصية هو 33 عامًا، مما يعني أن الشباب هم الأكثر تأثرًا، ولهذا يُعد الفحص الذاتي الدوري والتوجه الفوري للفحص الطبي عند ملاحظة أي تغييرات حاسمين للكشف المبكر وتعزيز فرص العلاج، حيث إن العلاج المبكر يساهم في تقليل مخاطر ضمور الخصية وتأثيرها على الخصوبة. [2]
اقرأ المزيد: ما العلاقة بين سرطان الخصية والإنجاب؟
أسباب أخرى
بجانب أسباب ضمور الخصية سابقة الذكر، يمكن أن يؤدي عدد من العوامل الأخرى إلى ضمور الخصيتين، بما في ذلك: [2][4]
- الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا، ومنها: فيروس نقص المناعة البشرية الذي يزيد من خطر الإصابة بهذه الحالة.
- التعرض للمواد الكيميائية الضارة.
- الإصابات، أو الحوادث.
نصيحة الطبي
لضمان صحة الخصيتين والوقاية من ضمورهما ينصح الطبي بالانتباه لأي تغيرات قد تظهر على الخصيتين والتعامل معها بجدية من خلال الفحوصات الدورية واستشارة الطبيب فورًا. من الضروري أيضًا تجنب العادات السيئة كتناول الكحول واستخدام الستيرويدات دون إشراف طبي. كما يجب التعرف على أسباب ضمور الخصية والتصرف معها بسرعة لمنع حدوث ضرر دائم، حيث إن العلاج المبكر لأي حالات مرضية مؤثرة يمكن أن يسهم في عكس ضمور الخصيتين أو تقليل تأثيره، مما يعزز فرص الشفاء ويحافظ على الخصوبة.