في بعض الأحيان، يقوم الجسم بمهاجمة بعض الأطعمة على أنها عامل ضار، وهو ما يسمى بحساسية الطعام، حيث يقوم بإنتاج أجسام مضادة تحارب هذه الأطعمة عند تناولها.
سنتعرف في هذا المقال أبرز الأطعمة المسببة للحساسية.
محتويات المقال
من المهم معرفة الأطعمة المسببة للحساسية، لتجنب الأعراض المرافقة التي قد تكون خفيفة أو شديدة، حيث ينتج عن حساسية الطعام بعض الأعراض، مثل حساسية الجلد، والتي يمكن ملاحظتها في أماكن مختلفة بالجسم، بالإضافة إلى بعض الأعراض الأخرى، مثل ضيق التنفس، وآلام الصدر، وذلك لأن الأجسام المضادة يمكن أن تؤثر على أجزاء الجسم المختلفة وليس الجلد فقط.
تختلف أعراض حساسية الغذاء من شخص لآخر، فيمكن أن تقتصر على أعراض بسيطة، أو تسبب مضاعفات تهدد الحياة. [1]
أطعمة شائعة تسبب حساسية الغذاء
هناك بعض الأطعمة الشائعة التي تسبب حساسية الغذاء، وتشمل: [2,3,4]
- الفول السوداني: يعتبر الفول السوداني من أكثر الأطعمة الشائعة التي تسبب حساسية الغذاء وخاصة عند الأطفال، ولكن ما يقارب 20% من الأشخاص الذين يعانون من الحساسية قد يتخلصون من الحساسية مع مرور الوقت. قد تكون ردود فعل الحساسية التي يسببها فول السوداني شديدة، وحتى الكميات صغيرة منه يمكن أن تكون كافية لتحفيز رد فعل شديد.
- المأكولات البحرية: تسبب بعض أنواع المأكولات البحرية النيئة والمطهوة الإصابة بحساسية، وتختلف من شخص لآخر، وقد تستمر مدى الحياة أو تتوقف مع تقدم العمر، ومن الممكن أن يصاب بعض الأشخاص بحساسية تجاه نوع معين من الأسماك، بينما البعض الآخر يصاب بحساسية تجاه جميع أنواع المأكولات البحرية. يعد البالغون أكثر عرضة للإصابة بحساسية تجاه الأسماك والمأكولات البحرية مقارنة بالأطفال.
- المكسرات: يمكن أن تنتج حساسية الغذاء عن نوع واحد أو أكثر من المكسرات، مثل الجوز، واللوز، والفستق، والكاجو، والبندق. ومن المهم توخي الحذر من المنتجات التي يضاف إليها المكسرات وتجنب تناولها عند الإصابة بحساسية المكسرات، مثل الشوكولاتة، والكعك، وأنواع الحلوى المختلفة.
- البيض: يعاني كثير من الأطفال من حساسية البيض، ولكن لا تقتصر المشكلة فقط على تناول البيض، حيث أنه يتواجد كعنصر خفي في مجموعة من الأطعمة، مثل الشعيرية، وصلصة المايونيز، والمخبوزات، وكريمة الخفق، وحتى بعض لقاحات الإنفلونزا.
- حليب البقر: يساهم البروتين المتواجد في الحليب البقري في الإصابة بحساسية لدى كثير من الأطفال، وهي أيضًا من أنواع الحساسية التي تسبب تأثيرات سلبية على الجسم نتيجة الامتناع عن تناول الحليب وعدم الحصول على فوائده العديدة.
- الصويا: تؤدي منتجات الصويا المختلفة إلى الإصابة بحساسية الغذاء، ويحدث ذلك في سن مبكر أو بعد تقدم العمر.
- حساسية الجلوتين والقمح: يجب عدم الخلط بين حساسية القمح وحساسية الغلوتين، فحساسية الغلوتين تشمل مختلف أنواع الحبوب مثل القمح والشعير وغيرها، ولكن حساسية القمح تقتصر على بروتينات القمح. ففي حالة اختفاء الحساسية عند التوقف عن تناول منتجات القمح، فهذا يعني أن الحساسية من القمح، أما في حالة عدم اختفائها عند تناول أنواع الحبوب الأخرى، فهذا يعني الإصابة بحساسية الغلوتين، أي الأنواع المختلفة من الحبوب.
أطعمة غير متوقعة تسبب الحساسية
قد يصاب بعض الأفراد بحساسية الطعام نتيجة تناول بعض الأطعمة الأخرى غير المتوقعة، وهي: [3,4,5,6,7]
- السمسم: لا يعلم الكثير من الأشخاص أن السمسم يمكن أن يسبب الحساسية، بل أنه من الأطعمة التي تشكل خطورة على الصحة في حالة التحسس منها. ولا يشترط تناول السمسم بمفرده للمعاناة من أعراضه، بل يمكن أن يؤدي إلى حساسية بمجرد تناول أي أطعمة يدخل في مكوناتها من الطحينة، والحمص، والمخبوزات المختلفة، والسلطات التي يضاف إليها. كما يمكن أن يتحسس الجسم من مستحضرات العناية بالبشرة التي تحتوي على زيت السمسم في حالة الإصابة بالحساسية من السمسم.
- اللحوم الحمراء: يطلق عليها أيضًا اسم "متلازمة ألفا –غال"، والتي يمكن أن تظهر بعد ساعات من تناول اللحوم، على هيئة احمرار في الجلد وصعوبة في التنفس، وقد تصل إلى أعراض أخرى خطيرة مثل اضطرابات الدورة الدموية. في حالة التأكد من الإصابة بحساسية اللحوم الحمراء، يجب استبدالها بأنواع اللحوم الأخرى، مثل لحوم الدواجن أو لحوم الأسماك حتى لا تشكل خطورة على الصحة.
- الخردل: تعد حساسية الخردل من أنواع الحساسية التي يمكن أن تؤثر على الجسم، وتزداد فرص الإصابة بها لدى الأطفال، حيث تظهر أعراضها بشكل سريع، مثل تهيج الجلد وتورم المنطقة المحيطة بالأنف، بالإضافة إلى ضيق التنفس والقيء، وقد تؤدي إلى الإسهال. عادة ما يضاف الخردل إلى أطعمة مختلفة، وخاصة في الوجبات السريعة المتوفرة في المطاعم، وفي هذه الحالة يجب الحد من تناول هذه الأطعمة لتجنب الأعراض الجانبية للحساسية.
- المواد الحافظة: لا تتصور كثير من الأمهات أن المواد الحافظة التي تضاف إلى مختلف الأطعمة يمكن أن تسبب الحساسية وخاصة لدى الأطفال، حيث تؤدي في بعض الأحيان لظهور طفح جلدي وحكة. ويمكن تفادي حساسية المواد الحافظة من خلال الامتناع عن تناول الأطعمة التي يضاف إليها مواد حافظة، حيث إن أضرارها عديدة بغض النظر عن الحساسية، والأفضل هو اختيار أطعمة طازجة ومصنوعة في المنزل.
اقرأ أيضًا: فوائد زيت السمسم
حساسية الفواكه والخضروات
يمكن أن يعاني بعض الأشخاص من حساسية عند تناول بعض أنواع الفواكه أو الخضروات، ويعتمد ذلك على العناصر الغذائية الموجودة بها، والتي يمكن أن تكون السبب الرئيسي للحساسية.
وفي هذه الحالة لا تعتبر حساسية غذاء، ولكنها نوع من أنواع حساسية حبوب اللقاح، والتي تتفاعل مع بعض البروتينات الموجودة في الفاكهة، وتسبب الحكة وحرقان في الشفاه والفم والحلق عند تناولها. عادة ما تختفي هذه الحساسية في غضون دقائق قليلة بعد تناول الفواكه المسببة لها، وغالبًا ما تحدث نتيجة تناول بعض أنواع الفواكه أو الخضروات النيئة، ولا تشكل خطورة على الصحة، على عكس أنواع حساسية الغذاء الأخرى. [8]
هناك بعض الفواكه التي تسبب الحساسية أكثر من غيرها، مثل: [8]
- الكيوي.
- الفراولة.
- الفواكه الحمضية كالبرتقال.
- الجوافة.
- الخوخ.
- الأفوكادو.
- الموز.
- البطيخ.
كما أن بعض أنواع الخضروات تسبب الحساسية بنسبة أكبر مثل الخضروات الورقية، كالبقدونس، والسبانخ، والكرفس، وكذلك الطماطم.
تساعد بعض الطرق في الوقاية من حساسية الخضروات والفاكهة، وتشمل: [8]
- غسل الفواكه والخضروات جيداً قبل تناولها: وذلك للتخلص من آثار حبوب اللقاح التي يمكن أن تسبب الحساسية.
- طهي الخضروات والفواكه قبل تناولها: يساعد طهي الخضروات والفواكه المسببة للحساسية على تفكك البروتينات المسببة للحساسية التي تتوفر بها.
- إزالة قشور الخضروات والفواكه: وسيلة أخرى فعّالة لتفادي حساسية الخضروات والفاكهة وهي إزالة القشور الخاصة بها، فعادةً ما تتركز البروتينات التي تسبب الحساسية في هذه القشور.
اقرأ أيضًا: فوائد الخضار والفواكه للجسم
عوامل الخطر من حساسية الغذاء
تؤدي بعض العوامل إلى زيادة فرص الإصابة بحساسية الغذاء ومخاطرها، وهي:
- المرحلة العمرية: الأطفال هم الأكثر عرضة لحساسية الغذاء أكثر من الكبار، ولكن هذا لا يمنع عدم احتمالية الإصابة بحساسية الغذاء في أي وقت من العمر.
- التاريخ العائلي: تزداد فرص الإصابة بحساسية الغذاء إذا كان هناك تاريخ عائلي بنفس المشكلة مثل إصابة الوالدين بها من قبل.
- العوامل البيئية: يمكن أن تساهم بعض العوامل البيئية في زيادة فرص الإصابة بالحساسية، فلا يقتصر الأمر على الغذاء، بل يمكن أن يعاني الشخص من حساسية حبوب اللقاح في نفس الوقت، وحينها يتوقع الشخص المصاب بالحساسية أن السبب هو الأطعمة التي يتناولها، ولكن يكون السبب هو حبوب اللقاح التي أثرت على مركبات الطعام.
علاج حساسية الغذاء
يعد العلاج الفعال من الإصابة بحساسية الغذاء هو الامتناع عن تناول الطعام الذي يسبب الحساسية، ويمكن التعرف عليه من إجراء تحليل الدم الذي يكشف عن أنواع الأطعمة المسببة للحساسية. كما يمكن ملاحظة الطعام الذي يسبب الحساسية من خلال مراقبة النمط الغذائي اليومي، والربط بين ما يتم تناوله وتوقيت ظهور الحساسية. [1]
تتوفر بعض العلاجات التي تقضي على حساسية الغذاء تدريجيًا، وذلك عن طريق إمداد الجسم بنسب صغيرة من هذه الأطعمة حتى يعتاد على وجودها ولا يقوم بمهاجمتها بمرور الوقت. كما يوجد بعض العلاجات الدوائية التي تساهم في علاج حساسية الطعام على الفور، وتشمل: [1]
- دواء الإبينيفرين.
- مضادات الهيستامين.
- الكورتيكوستيرويدات.