يعد الأرق الناجم عن التوتر أحد أكثر مشكلات النوم شيوعًا في العصر الحديث، حيث يعاني العديد من الأشخاص من صعوبة في النوم بسبب التوتر والضغوطات اليومية التي يواجهونها في الحياة، يتراكم التوتر والقلق خلال النهار ويؤثران على القدرة على الاسترخاء والنوم ليلاً.
تتنوع أعراض الأرق الناجم عن التوتر من صعوبة في النوم والاستيقاظ المتكرر خلال الليل إلى عدم القدرة على النوم بشكل كامل، ويمكن أن يتسبب الأرق المستمر في تأثيرات سلبية على الصحة النفسية والجسدية، مما يؤثر على الحالة العامة للفرد وجودة حياته.
سنتناول في هذا المقال الحديث عن الأرق الناجم عن التوتر، ونستعرض أسبابه وأعراضه، بالإضافة إلى تقديم بعض النصائح والطرق للتعامل مع التوتر وتحسين نوعية النوم.
محتويات المقال
ما هم الأرق الناجم عن التوتر؟
الأرق الناجم عن التوتر هو حالة يعاني فيها المريض من صعوبة في النوم نتيجة للضغوط والتوتر النفسي الذي يتعرض له طوال النهار أو في فترة الليل، وهو يمثل مثالاً بارزاً للارتباط بين العقل والجسد، عندما يواجه الجسم حالات التوتر في اليوم أو الليل، يفرز الجهاز العصبي والغدد الصماء هرموني الأدرينالين والكورتيزول اللذان قد يسببان اضطرابات في النوم، حيث تلعب هذه الهرمونات دورًا في:[1][2]
- زيادة مستويات الطاقة في الجسم، وذلك لتمكين المريض من مواجهة للتحديات والمواقف الإجهادية.
- زيادة معدل ضربات القلب وتوسع الأوعية الدموية في الذراعين والساقين، وهذا يعمل على تحفيز تدفق الدم إلى العضلات لتمكين المريض من التحرك بسرعة.
- زيادة معدل التنفس لزيادة إمداد الجسم بالأكسجين اللازم للمساعدة على الاستجابة للتوتر.
تساعد هذه الاستجابات الشخص على مواجهة الأوضاع الإجهادية، لكنها قد تكون لها تأثيرات سلبية عندما تحدث في وقت النوم، فهذه الاستجابات تقلل الاسترخاء والقدرة على الاستعداد للنوم، ويمكن أن تؤثر على النظام الدوري الطبيعي للنوم الذي يعرف بالساعة البيولوجية، مما يجعل من الصعب النوم أو البقاء نائماً في فترة الليل.[1]
اقرأ أيضًا: أضرار الأرق
أسباب الأرق الناجم عن التوتر
يحدث الأرق الناجم عن التوتر نتيجة للضغوط النفسية واضطرابات القلق التي بسبب العديد من الأسباب، بما في ذلك:[1]
- التعرض للصدمات: يمكن أن تؤدي التجارب الصادمة والمؤلمة مثل الحوادث، أو الكوارث الطبيعية إلى زيادة مستويات التوتر والقلق، مما يؤثر على النوم ويسبب الأرق.
- الطلاق وفقدان الأحباء: يمكن أن تكون تجارب الطلاق وفقدان أحد الأفراد الأعزاء عملية مرهقة نفسيًا وعاطفيًا، وبالتالي تسبب القلق والتوتر وتؤدي إلى صعوبة في النوم.
- فقدان الوظيفة: يمكن أن يسبب فقدان الوظيفة شعورًا بعدم الاستقرار المالي والقلق حول المستقبل، مما يؤثر على النوم ويسبب اضطرابات في النوم.
- العلاقات الشخصية: يمكن أن تكون الصراعات والمشاكل في العلاقات الشخصية سببًا للتوتر والقلق الذي يؤثر على القدرة على الاسترخاء والنوم بسهولة.
- القلق بشأن العمل والصحة والأمور المالية: يمكن أن تسبب المخاوف والقلق بشأن العمل، والصحة، والأمور المالية زيادة مستويات التوتر وتدخل في عملية النوم.
اقرأ أيضا: أسباب الأرق عند النساء، تعرف عليها
أعراض الأرق الناجم عن التوتر
تشبه أعراض الأرق الناجم عن التوتر أعراض الأرق الحاد، حيث قد يواجه الأشخاص صعوبة في النوم وشعور بالتعب، وانخفاض في وظائف التفكير. ومع ذلك، قد تصاحب الأرق الناجم عن التوتر بعض الأعراض الإضافية المرتبطة بالإجهاد، ومن هذه الأعراض:[1]
- زيادة معدل ضربات القلب أو آلام في الصدر: يمكن أن يزيد الإجهاد من معدل ضربات القلب، أو آلام في الصدر، مما يجعل من الصعب الاسترخاء والنوم.
- ضيق التنفس: يمكن أن يؤدي التوتر إلى ضيق التنفس وسرعته، مما يؤثر على القدرة على الاسترخاء والدخول في حالة النوم العميق.
- الشعور بالاضطراب أو الضغط النفسي: يمكن أن يرافق الأرق الناجم عن التوتر شعورًا بالاضطراب أو الضغط النفسي، مما يجعل الشخص يشعر بعدم الارتياح والتوتر أثناء النوم.
- الصداع: قد يشعر الشخص الذي يعاني من الأرق الناجم عن التوتر بصداع، وهو أحد التأثيرات الجسدية المرتبطة بالضغوط النفسية.
- الانزعاج المعوي: يمكن أن يؤدي الإجهاد إلى اضطرابات معوية، مما يسهم في تعكير النوم.
- جفاف الفم: يمكن أن يكون جفاف الفم واحدًا من الأعراض التي تصاحب الأرق الناجم عن التوتر.
- احتكاك الفك: قد يعاني البعض من احتكاك الفك أثناء فترات النوم بسبب التوتر.
يمكن تختلف هذه الأعراض من شخص لآخر وتعتمد على الطبيعة الفردية للتوتر والقلق الذي يواجهه الشخص، كذلك تؤثر هذه الأعراض الجسدية والنفسية على نوعية النوم وتسهم في تفاقم مشكلة الأرق.[1]
اقرأ أيضًا: أعراض الأرق
نصائح للتعامل مع الأرق الناجم عن التوتر
يمكن أن تساعد بعض النصائح على تخفيف الأرق الناجم عن التوتر، تشمل ما يلي:[3]
- تخفيف الضغط: وذلك من خلال ممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل والتنفس العميق، لتهدئة العقل والجسم قبل النوم.
- جدولة وقت النوم: يجب تحديد جدول منتظم للنوم والاستيقاظ، والالتزام به حتى في عطلة نهاية الأسبوع، لتحسين نمط النوم وتنظيم ساعة النوم.
- مقاومة الأنشطة المحفزة لليقظة: يجب تجنب الأنشطة المحفزة أو المؤثرة على القلق والتوتر قبل النوم، والابتعاد عن الشاشات الإلكترونية لفترة من الوقت قبل الذهاب إلى الفراش.
- الحفاظ على بيئة نوم مريحة: يجب جعل غرفة النوم هادئة ومريحة، وضبط درجة الحرارة والإضاءة بحيث تسهم في تهدئة الجسم والعقل.
- الحفاظ على نمط حياة صحي: وذلك من خلال الاهتمام بالتغذية الصحية، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والابتعاد عن تناول المنبهات، مثل الكافيين قبل النوم.
- اللجوء للدعم النفسي: إذا كان التوتر والقلق يؤثران بشكل كبير على نوم الشخص، فيجب ألا يتردد في طلب المساعدة من أخصائي نفسي لتطوير مهارات التحكم في التوتر، والتعامل مع الأرق.
- تعلم تقنيات التفكير الإيجابي: ينبغي تحويل الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية، واستخدام تقنيات التفكير الإيجابي لتهدئة القلق قبل النوم.
اقرأ أيضًا: علاج الأرق وقلة النوم