يعد اضطراب الشخصية الحدية من الاضطرابات النفسية المعقدة التي غالبًا ما يصاحبها اضطرابات نفسية أخرى، مثل الاكتئاب وثنائي القطب. من النادر عدم ظهور أعراض اضطراب الشخصية الحدية والاكتئاب معًا، ولكن ما هي العلاقة بينهما، وما الذي يميز اكتئاب الشخصية الحدية؟ سنجيب على هذه التساؤلات وأكثر من خلال هذا المقال.
محتويات المقال
الفرق بين اضطراب الشخصية الحدية والاكتئاب
اضطراب الشخصية الحدية (بالإنجليزية: Borderline Personality Disorder)، هو اضطراب شخصية يتميز بنمط من السلوكيات الخطيرة، والعواطف والعلاقات الاجتماعية غير الصحية. غالبًا ما يعاني مرضى اضطراب الشخصية الحدية من الاكتئاب، وتقلبات شديدة في المزاج. [1]
أما عن الاكتئاب (بالإنجليزية: Depression)، فهو اضطراب نفسي يتميز بالحزن الشديد والمستمر، وغالبًا ما يترافق مع اضطراب الشخصية الحدية مجموعة من أعراض الاكتئاب، حيث أن ما يقارب 71% من المرضى المشخصين بإحدى هذه الحالات مصاب بالأخرى. [2]
نظرًا إلى أن أعراض الاكتئاب واضطراب الشخصية الحدية تتشابه بشكل كبير، قد يصعب على مقدمي الرعاية الصحية تقديم التشخيص الدقيق عندما تحدث هذه الاضطرابات بشكل متزامن. ويعتبر التشخيص الدقيق أمرًا أساسيًا ومهمًا، حيث أن كل اضطراب يتطلب علاجًا خاصًا به. [1]
من أبرز الأعراض المشتركة بين اضطراب الشخصية الحدية والاكتئاب ما يلي: [1,3]
- تقلبات المزاج الشديدة.
- الصعوبة في النوم.
- الشعور بالفراغ والوحدة بشكل مستمر.
أعراض اكتئاب الشخصية الحدية
يظهر الاكتئاب غالبًا بشكل مختلف عندما يكون مصاحبًا لاضطراب الشخصية الحدية، ويشعر المريض بهذه الحالة بما يلي: [2,3]
- الشعور بالحزن.
- الشعور بالغضب.
- الشعور بالذنب.
- الشعور بالوحدة والفراغ.
- الشعور بالملل والاستياء.
اقرأ أيضًا: أعراض الاكتئاب عند جميع الفئات العمرية
تأثير اضطراب الشخصية الحدية على علاج الاكتئاب
يؤثر اضطراب الشخصية الحدية بشكل سلبي على علاج الاكتئاب، حيث أن المرضى الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية والاكتئاب تكون استجابتهم للعلاج أقل فعالية مقارنة بالأشخاص غير المصابين بالاضطراب، بغض النظر عن نوع العلاج المتبع، سواء العلاج بالأدوية، أو العلاج النفسي. [2]
ولكن ما يعتبر جيدًا هو أنه عند تحسن أعراض اضطراب الشخصية الحدية بعد علاج الحالة لوحدها، تظهر أعراض الاكتئاب تحسنًا ملحوظًا أيضًا. ومع ذلك، الجانب المعاكس لهذا الأمر هو أن العلاج الذي يستهدف الاكتئاب بشكل خاص لا يقلل من أعراض اضطراب الشخصية الحدية في المرضى الذين يعانون من الاثنين معًا. [2]
اقرأ أيضًا: كيفية علاج اضطراب الشخصية الحدية
تم تطوير نظام العلاج النفسي للنظام التحليلي السلوكي المعرفي لعلاج حالات اضطراب الشخصية الحدية والاكتئاب المتزامنة، وقد أظهر العلاج فعالية في الحد من أعراض كلتا الحالتين، ولكن قد تكون هناك حاجة إلى استخدام استراتيجيات أخرى لتنظيم العواطف والتصرف الاندفاعي لزيادة فعالية العلاج. [4]
اضطرابات نفسية أخرى ترافق الشخصية الحدية
يشتهر ترافق الإصابة باضطراب الشخصية الحدية والاكتئاب، ولكن يوجد اضطرابات نفسية أخرى قد ترافق هذا الاضطراب، وتشمل: [3]
- اضطراب ثنائي القطب، ويعاني الأفراد في هذا النوع من الاضطرابات من الاكتئاب والهوس في فترات متفاوتة.
- اضطراب ما بعد الصدمة، وهو اضطراب عقلي تحدث لدى بعض الأشخاص الذين عانوا، أو شهدوا، أو تعرضوا لحدث صادم أو مزعج، مثل حادث سيارة، أو كارثة طبيعية، أو إساءة جسدية، أو اعتداء جنسي.
- الإدمان.
- اضطرابات الطعام، والتي تتمثل إما بفقدان الشهية، أو الشره المرضي، أو اضطراب الأكل غير المحدد.
- التوتر والقلق، واضطراب الهلع.
- اضطرابات شخصية أخرى، مثل اضطراب الشخصية الوهمي، وانفصام الشخصية.
اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع اضطراب الشخصية الحدية
نصيحة الطبي
يعد كلا اضطراب الشخصية الحدية والاكتئاب من الاضطرابات المترافقة والمتزامنة، ولكن يعد علاج الاكتئاب المترافق مع الشخصية الحدية أمرًا صعبًا، وتعد جلسات العلاج النفسي لعلاج الشخصية الحدية هي العلاج الأساسي لعلاج الحالتين معًا وتخفيف أعراض الاكتئاب أيضًا إلى حد كبير.