تتعدّد أنواع الأمراض والمشكلات الصحية التي يُمكن أن يُصاب بها المبيض، والتي تتسبّب بالعديد من الأعراض لدى المرأة، كما يُمكن أن تُؤثر على صحتها الإنجابية وتؤدي إلى العقم في بعض الحالات. وفي المقال التالي سنقوم بذكر 4 أنواع شائعة من أمراض المبيض.

أمراض المبيض

إنّ المبيض هو أحد أجزاء الجهاز التناسلي الأنثوي، حيث يتواجد لدى النساء مبيضان، واحد على كل جانب من الرحم، ويكون كل مبيض بحجم وشكل اللوزة تقريبًا. ويُعدّ المبيضان مسؤولان عن إنتاج وتخزين البويضات لدى المرأة، كما يتم إنتاج أهم الهرمونات الأنثوية من المبيض، بما في ذلك هرمون الإستروجين وهرمون البروجسترون. [1]

يستمر عمل المبيضين حتى تصل المرأة إلى مرحلة انقطاع الطمث، حيث تتوقّف المبايض عن إنتاج هذه الهرمونات وإطلاق البويضات بمجرد الوصول إلى هذه المرحلة. [1]

لكن، في بعض الأحيان، يُمكن أن يصاب المبيض ببعض الأمراض والمشكلات الصحية والتي يُمكن أن تؤثر على عمله وتتسبّب بمعاناة المرأة من أعراض مزعجة للغاية، فضلًا عن تسبّبها بمشاكل في الإنجاب لديها. ولهذا لا بدّ من اكتشاف أمراض المبيض مبكرًا وعلاجها قبل أن تتفاقم المشكلة. [1][2]

وفيما يلي نذكر بعضًا من أمراض المبايض:

متلازمة المبيض المتعدد الكيسات

تُعدّ متلازمة المبيض المتعدد الكيسات إحدى الاضطرابات الهرمونية التي يٌمكن أن تصاب بها المرأة، والتي تُسبّب ظهور عدة أكياس مملوءة بالسوائل على المبيض أو بداخله، وغالبًا ما يحدث هذا النوع من أمراض المبيض لدى النساء في سن الإنجاب، أي اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 15 - 44 عامًا. [2][3]

يُرافق متلازمة المبيض المتعدد الكيسات حدوث ارتفاع في مستويات الأندروجينات، وهي نوع من الهرمونات الذكورية، بالإضافة إلى ارتفاع مستويات هرمون الإنسولين. وعادةً ما تتسبّب هذه المتلازمة بالعديد من الأعراض التي تتراوح شدتها ما بين الطفيفة إلى الشديدة، ويُمكن أن تشمل أعراض متلازمة المبيض المتعدد الكيسات ما يلي: [3][4]

  • عدم انتظام الدورة الشهرية أو غيابها بالكامل.
  • نمو الشعر الزائد على الوجه أو الجسم
  • حب الشباب.
  • تساقط الشعر.
  • الصداع.
  • التوتر، والقلق، والاكتئاب.
  • زيادة الوزن.
  • مشاكل النوم.
  • انخفاض الخصوبة والعقم.

من غير المعروف ما هو السبّب الرئيس للإصابة بهذا النوع من أمراض المبايض، إلّا أنّه يُمكن أن تلعب بعض العوامل في زيادة خطر الإصابة به، بما في ذلك: [3][4]

  • الوراثة ووجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض.
  • الإصابة بمقاومة الإنسولين.
  • زيادة الالتهابات في الجسم.
  • زيادة الوزن والسمنة.

أما حول طرق علاج متلازمة المبيض المتعدد الكيسات، فتتضمّن ما يلي: [3][4]

  • الالتزام بنظام حياة صحي، يتضمّن:
    • الحفاظ على الوزن ضمن معدلاته الطبيعية.
    • ممارسة التمارين الرياضية.
    • تناول نظام غذائي صحي ومتوازن.
    • التقليل من شرب الكحول.
    • الإقلاع عن التدخين.
  • الأدوية، مثل:
    • حبوب منع الحمل.
    • الميتفورمين (بالإنجليزية: Metformin).
    • الكلوميفين (بالإنجليزية: Clomiphene).

سرطان المبيض

يُعدّ سرطان المبيض أحد أخطر أنواع أمراض المبيض، والذي يحدث نتيجةً لأسباب غير معروفة إلى الآن، لكن من الممكن أن تُسبّب العوامل التالية زيادة خطر الإصابة به: [5][6]

  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي أو المبيض.
  • التقدم في السّن والوصول إلى مرحلة انقطاع الطمث.
  • إنجاب الأطفال بعمر كبير أو عدم إنجاب الأطفال أبدًا.
  • وجود تاريخ شخصي للإصابة بسرطان الثدي أو بطانة الرحم المهاجرة.
  • الخضوع للعلاج بالهرمونات البديلة.
  • زيادة الوزن.

عادةً لا تظهر أية أعراض لدى المرأة المصابة بسرطان المبيض في المراحل المبكرة، ومن المُمكن أن تبدأ الأعراض بالظهور مع تقدّم المرض. ويُمكن أن تشمل أعراض سرطان المبيض في حال ظهورها ما يلي: [5][6]

  • ألم أو شعور بالضغط في البطن أو الحوض.
  • نزيف مهبلي غير متوقّع.
  • تورّم أو وجود كتلة في منطقة البطن أو الحوض.
  • رغبة مفاجئة أو متكررة في التبوّل.
  • صعوبة في الأكل وسرعة الشعور بالشبع.
  • مشاكل في الجهاز الهضمي، مثل: الغازات، أو الانتفاخ، أو الإمساك.
  • التعب.
  • فقدان الوزن.

يعتمد علاج هذا النوع من أمراض المبيض بشكل أساسي على المرحلة التي وصل إليها، بالإضافة إلى مجموعة من العوامل الأخرى، منها: [5]

  • عمر المريضة.
  • الصحة العامة للمريضة.
  • التفضيلات الشخصية للمريضة.

ومن المُمكن أن تتضمّن خيارات العلاج ما يلي: [5][6]

  • الجراحة، فمن المُمكن أن يتم إزالة أحد المبيضين أو كليهما، بالإضافة إلى استئصال الرحم وإزالة العقد الليمفاوية المصابة.
  • العلاج الكيميائي، وهي مجموعة من الأدوية تهدف إلى قتل الخلايا السرطانية.
  • العلاج الموجه، حيث يستهدف هذا العلاج خلايا معينة تساعد في تعزيز نمو السرطان، ومن الأمثلة عليه العلاج بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة ومثبطات تكوين الأوعية الدموية.
  • العلاج الإشعاعي، حيث يتم استخدام الأشعة السينية لقتل الخلايا السرطانية.
  • العلاج المناعي، والذي يهدف إلى تعزيز قدرة الجهاز المناعي على الدفاع عن الجسم ضد السرطان.

قصور المبيض الأولي

تتضمّن أمراض المبيض أيضًا الإصابة بقصور المبيض الأولي، أو ما يُعرف أيضًا باسم فشل المبيض المبكر، وهي حالة تتمثّل بتوقّف المبايض عن العمل قبل بلوغ المرأة سن انقطاع الطمث الطبيعي، والتي يتوقف فيها المبيضان عن العمل وإنتاج هرمون الإستروجين. [7]

إنّ متوسط ​​العمر النساء عند بلوغ مرحلة انقطاع الطمث هو 51 عامًا، بينما في حال الإصابة بقصور المبيض الأولي سيتوقف المبيضان عن إنتاج البويضات بعمر أقل من 40 عامًا. [7][8]

يؤدي فشل المبيض المبكر بانقطاع الدورة الشهرية أو عدم انتظامها، بالإضافة إلى تسبّبه بأعراض الأخرى مشابهة لأعراض انقطاع الطمث، مثل: [7][8]

  • الهبات الساخنة.
  • التعرّق الليلي.
  • القلق، أو الاكتئاب، أو تقلبات المزاج.
  • مشاكل التركيز أو الذاكرة.
  • انخفاض الرغبة الجنسية.
  • مشاكل النوم.
  • جفاف المهبل.
  • صعوبة الحمل والإنجاب.

لا يزال أيضًا غير معروف ما هو سبّب الإصابة بهذا النوع من أمراض المبيضين، إلّا أنّ خطر الإصابة به يزداد في الحالات التالية: [7][8]

  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض، خصوصًا في حال أصيبت به الأم أو إحدى الأخوات.
  • المعاناة من أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب الغدة الدرقية أو مرض أديسون.
  • الاضطرابات الوراثية والكروموسومية، بما في ذلك متلازمة X الهش ومتلازمة تيرنر.
  • تلقي العلاج الكيماوي أو الإشعاعي.
  • التعرّض للمواد الكيميائية التي تُسبّب تلف الحويصلات المتواجدة داخل المبيض والمسؤولة عن إنتاج البويضات.
  • المعاناة من متلازمة الأيض أو بعض أنواع العدوى الفيروسية.

 لا يوجد علاج لفشل المبيض المبكر وتهدف العلاجات المقدمة إلى التخفيف من الأعراض والمضاعفات الناجمة عن انخفاض هرمون الإستروجين في الجسم. وبالإضافة إلى الالتزام بنمط حياة صحي وممارسة التمارين الرياضية، يُمكن أن يصف الطبيب العلاج بالهرمونات التعويضية، بالإضافة إلى مكملات الكالسيوم وفيتامين D للحفاظ على صحة العظام. [7][8]

التواء المبيض

إنّ التواء المبيض هي حالة تتمثّل بالتفاف المبيض حول الأربطة التي تثبته في مكانه، ومن المُمكن أن يؤدي هذا الالتواء إلى قطع تدفق الدم إلى المبيض وقناة فالوب، مما يؤدي إلى الشعور بالألم الشديد، بالإضافة إلى ظهور الأعراض الأخرى: [2][9]

  • الغثيان.
  • القيء.
  • الحمى.
  • نزيف مهبلي غير طبيعي.

غالبًا ما يحدث هذا النوع من أمراض المبيض لدى النساء اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 20 - 40 عامًا، إلّا أنّه يُمكن أن يحدث أيضًا لدى النساء في مرحلة انقطاع الطمث. [9]

ويُمكن أن تتضمّن أسباب وعوامل خطر الإصابة بالتواء المبيض ما يلي: [2][9]

  • ازدياد حجم المبيض نتيجة وجود أورام أو أكياس في المبيض.
  • ازدياد طول الأربطة التي تثبّت المبيض في مكانه.
  • تناول الأدوية التي تحفّز الإباضة.
  • ممارسة التمارين الرياضية الشاقة.
  • الحمل.

تُعدّ الجراحة هي الطريقة الوحيدة لعلاج التواء المبيض، كما يُمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية التي تقلل الأعراض لحين إجراء الجراحة، منها مسكنات الألم والأدوية المضادة للغثيان. [9]

ويجب التنويه إلى أهمية إجراء الجراحة في أسرع وقت ممكن، حيث في حال تسبّب التواء المبيض بإعاقة تدفق الدم لفترة طويلة جدًا، فإنّ ذلك يؤدي إلى موت أنسجة المبيض، وعندها سيحتاج الجراح إلى إزالة المبيض المصاب. [9]

نصيحة الطبي

تتعدّد أمراض المبيض وأغلبها لم تتم معرفة أسباب حدوثه، إلّا أنّ هناك عوامل يُمكن أن تزيد من خطر الإصابة بهذه الأمراض. ويُمكن أن تساعد معرفة أعراض مرض المبيض باكتشافه مبكرًا وتقديم العلاج للمرأة قبل أن تتفاقم الحالة لديها.

ولهذا من المهم مراجعة الطبيب في حال المعاناة من أية أعراض تدُل على وجود مشكلة في المبيض لإجراء الفحوصات اللازمة والحصول على التشخيص الصحيح. وبإمكانكِ الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع للحصول على أي استشارة طبية بخصوص أي مرض من أمراض المبايض.