تحدث التهابات المسالك البولية نتيجة عدوى بكتيرية تصيب أحد أجزاء الجهاز البولي، نتيجة لأكثر من سبب، وأبرزها دخول البكتيريا عبر الجلد أو المستقيم ثم الإحليل، وإصابة المسالك البولية، ويمكنها التأثير على الكلى، والمثانة، والأنابيب التي بينهما.
يمكن للشخص اتباع بعض الطرق للوقاية من التهاب المسالك البولية والحد من خطر تكرارها، كما أن الوقاية من التهاب المسالك البولية قد تعد في بعض الأحيان المفتاح الرئيسي لتجنب حدوث المضاعفات المستمرة والشديدة المرتبطة بالتهاب المسالك البولية. تعرف في هذا المقال على طرق الوقاية من عدوى المسالك البولية، والتي تساعد في الحد من التهابات المسالك البولية المتكررة.
الاكثر عرضة للإصابة بعدوى المسالك البولية
في البداية وقبل التعرف على طرق الوقاية، تعرف على الحالات التي لديها خطر أكبر للإصابة بالتهاب المسالك البولية وتكراره، تشمل هذه الحالات ما يلي:
- المرأة الحامل.
- الأشخاص النشطاء جنسياً، وخاصة في حال كانوا يمارسون الجنس بشكل متكرر أو بأكثر حدة، أو في حال استخدام مبيدات النطاف.
- المرأة بعد انقطاع الطمث أو سن اليأس.
- الأشخاص الذين لديهم مشكلات في المسالك البولية، مثل تضخم البروستات، أو انسداد تدفق البول، حصى الكلى.
- الأشخاص الذين قاموا بإجراء قسطرة بولية.
- مرضى السكري.
- المرضى الذين يتناولون الأدوية المثبطة للجهاز المناعي أو الذين يتناولون المضادات الحيوية باستمرار.
- النساء اللواتي يستخدمن بعض وسائل منع الحمل.
وغيرهم من الأشخاص الذين تتواجد لديهم العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بالتهاب المسالك البولية، ومن هنا تكمن أهمية اتباع طرق الوقاية من التهاب المسالك البولية، والتي تساعد في الحد من تكرارها لدى هؤلاء الأشخاص.
اقرأ أيضاً: كل ما تحتاج إلى معرفته عن التهاب المسالك البولية عند الاطفال
نصائح لمرضى التهاب المسالك البولية
فيما يلي نذكر الطرق المتاحة للوقاية من حدوث التهاب المسالك البولية لدى كل من النساء والرجال، وكذلك للتقليل من حدة الأعراض عند المصابين بالفعل:
- مسح المنطقة التناسلية من الأمام إلى الخلف، نظراً لوجود بكتيريا الإشريكية القولونية -وهي المسبب الرئيسي لالتهاب المسالك البولية- في منطقة المستقيم بكثرة، فيمكن التقليل من خطر انتقال هذه البكتيريا من فتحة الشرج إلى مجرى البول، من خلال القيام بمسح الأعضاء التناسلية من الأمام إلى الخلف، بعد استخدام الحمام. وينصح بذلك على وجه الخصوص من أجل الوقاية من التهاب المسالك البولية في حالات الإسهال، حيث أن الإسهال يزيد من فرصة انتشار الإشريكية القولونية ووصولها إلى مجرى البول.
- تجنب حبس البول والتبول باستمرار، حيث أن حبس البول يمكن أن يحفز ويزيد من نمو البكتيريا، لذا على الفرد الحرص على التبول كل 3 إلى 4 ساعات على الأقل، والقيام بإفراغ مثانته بشكل تام في كل مرة يتبول فيها. ويعد ذلك أكثر أهمية في حال كانت المرأة حاملاً، حيث أن الحمل يعرض المرأة لخطر متزايد للإصابة بالتهاب المسالك البولية.
- شرب الكثير من السوائل، حيث أن شرب الماء والسوائل باستمرار يجعل الفرد يتبول بشكل متكرر، مما يساعد على طرد البكتيريا من المسالك البولية، وعدم إعطاء فرصة لتكاثرها ونموها، وبالتالي الوقاية من التهاب المسالك البولية. ويعد الماء هو الخيار الأفضل من السوائل التي ينصح بشربها، لذا يجب الحرص على تناول 6 إلى 8 أكواب من الماء يومياً. ويمكن أيضاً زيادة تناول السوائل عن طريق شرب المياه الغازية، وشاي الأعشاب منزوع الكافيين، والحليب، والعصائر المصنوعة من الفواكه والخضروات.
- تنظيف الأعضاء التناسلية والتبول قبل وبعد الجماع، وذلك لأن ممارسة الجنس تزيد من فرصة دخول البكتيريا إلى الإحليل وتسببها بالتهاب المسالك البولية، خاصة لدى النساء. لذا إن قيام كلا الشريكين بالتبول وتنظيف المنطقة التناسلية، يقلل من البكتيريا في المنطقة التناسلية. أيضاً إن القيام بتنظيف الأعضاء التناسلية والتبول مباشرة بعد الجماع، يعمل على إزالة وطرد البكتيريا المحتمل انتقالها أثناء الجماع إلى داخل الإحليل، مما يساعد في الوقاية من التهاب المسالك البولية. ويعد الماء الدافئ والصابون العادي اللطيف كافيان لتنظيف الأعضاء التناسلية، والجدير بالذكر أنه يجب تجنب استخدام المنظفات القاسية والقوية أو الصابون المعطر لتنظيف المنطقة التناسلية، لأن ذلك يزيد من فرصة حدوث التهاب مجرى البول.
- غسل منطقة المستقيم بشكل يومي، حيث يساعد هذا في الوقاية من التهاب المسالك البولية، من خلال الغسيل المنتظم لمنطقة الشرج، حيث أنه يعمل على إزالة البكتيريا من المنطقة، ويمنعها من الانتشار إلى الأنسجة المجاورة.
- تناول البروبيوتيك، إن تناول البروبيوتيك يساهم في تعزيز نمو البكتيريا النافعة في المسالك البولية، الأمر الذي قد يساعد في الوقاية من التهاب المسالك البولية وعلاجها. ومن أنواع البكتيريا النافعة التي ارتبط استخدامها بتقليل الإصابة بالتهاب المسالك البولية هي العصيات اللبنية. ويمكن الحصول على البروبيوتيك من خلال:
- تناول الأطعمة المخمرة، مثل الزبادي، أو الكفير وهو الفطر الهندي، أو مخلل الملفوف، أو التمبيه.
- تناول مكملات البروبيوتيك.
- استخدام تحاميل البروبيوتيك.
للمزيد: هل تناول البروبيوتيك يقلل من التهاب المسالك البولية عند النساء؟
- تناول التوت البري، ويعد من الطرق المنزلية للوقاية من التهاب المسالك البولية وعلاجها، حيث يحتوي التوت على مركبات تسمى البروأنثوسيانيد (بالإنجليزية: Proanthocyanidins) التي قد تمنع بكتيريا الإشريكية القولونية من الالتصاق بأنسجة المسالك البولية. كما يعتقد أن الفيتامين سي الموجود في التوت البري قد يعمل على زيادة درجة حموضة البول، مما قد يقلل من فرط نمو البكتيريا المسببة لالتهاب المسالك البولية.
على الرغم من أنه ليس من الواضح ما إذا كان التوت البري يمكن أن يمنع التهابات المسالك البولية أم لا، حيث أن نتائج الدراسات حوله متضاربة، إلا أنه يعد علاج آمن وليس له أية مخاطر بالتالي يمكن تجربة تناوله للحصول على فوائد التوت البري للوقاية من التهاب المسالك البولية وذلك من خلال:
- تناول عصير التوت البري النقي غير المحلى وينصح بتفضيله على كوكتيلات التوت البري السكرية.
- تناول التوت البري الطازج أو المجمد.
- تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على خلاصة التوت البري والتي تأتي على شكل حبوب أو مسحوق يتم حله في الماء.
للمزيد: توت العليق الأحمر للوقاية من التهابات المسالك البولية
- تناول المضادات الحيوية، حيث يصف الطبيب جرعة يومية صغيرة من المضادات الحيوية، عن طريق الفم للمريض، خاصةً في حال كان المريض يعاني من تكرار حدوث التهابات المسالك البولية، ومن المحتمل أيضاً أن يوصي الطبيب بتناول المضادات الحيوية بعد ممارسة الجنس. وبالطبع يجب الحذر والاحتياط في استخدام المضادات الحيوية، واتباع وصف الطبيب وإرشاداته، وذلك لأن الاستخدام المطول للمضادات الحيوية يمكن أن يؤدي إلى حدوث مقاومة المضادات الحيوية.
ومن الوسائل الأخرى التي تساهم في تقليل الإصابة بالتهاب المسالك البولية:
- الحفاظ على جفاف المنطقة التناسلية.
- ارتداء ملابس داخلية قطنية وغير ضيقة.
- ارتداء بنطال غير ضيق.
- تجنب غسل المنطقة التناسلية بالصابون القوي أو المعطر.
- تجنب تناول الكحول والسوائل التي تحتوي على الكافيين، لأنها يمكن أن تسبب تهيج المثانة.
للمزيد: وصفات علاج التهاب المسالك البولية بالعسل
الوقاية من التهاب المسالك البولية عند النساء
يشيع حدوث التهاب المسالك البولية عند النساء أكثر من الرجال، وذلك لأن مجرى البول أو الأنبوب الذي يخرج البول من المثانة لدى النساء أقصر، هذا يسمح بوصول البكتيريا إلى مجرى البول والمثانة بسهولة أكثر، خاصةً أثناء فترة الحمل وسن اليأس، ويمكن اتباع بعض الطرق من أجل الوقاية من التهاب المسالك البولية عند النساء، منها:
- تجنب استخدام الغسولات المهبلية بكثرة، حيث أن غسل المنطقة الحميمة يزيل البكتيريا النافعة المتواجدة في المهبل مما يخلق بيئة مثالية لحدوث العدوى البكتيرية.
- تفضيل أخذ دش أو شاور على الجلوس بالمغاطس، حيث أن المغاطس يمكن أن تؤدي إلى تغيير درجة حموضة المهبل، بالإضافة إلى إدخال بقايا الصابون والمواد الكيميائية الأخرى في المهبل، مما يسبب تهيج المنطقة التناسلية وإصابتها بالالتهاب.
- تجنب استخدام المنتجات النسائية المعطرة، والتي قد تسبب تهيج الأنسجة المهبلية والأنسجة الأخرى المحيطة بها، بما في ذلك بخاخات النظافة النسائية، وحمام الفقاعات، وزيوت الاستحمام المعطرة، والمساحيق المعطرة، والسدادات القطنية المعطرة، والفوط المعطرة.
- استخدام الواقي الذكري الذي يمكن أن يمنع انتقال البكتيريا أثناء الجماع المهبلي، ويجب استخدامه مع المزلقات.
- تجنب استخدام المزلقات التي تحتوي على مواد مبيدة للحيوانات المنوية.
- تجنب الواقيات الذكرية والمزلقات ذات النكهة، لأنها مليئة بالسكريات التي تعزز نمو البكتيريا كما أن النكهات يمكن أن تسبب التهيج للمنطقة التناسلية.
- تجنب استخدام العازل الأنثوي كوسيلة لمنع الحمل، خاصةً إذا كانت المرأة عرضة للإصابة بالتهابات المسالك البولية، حيث يمكن للعازل المهبلي أن يعزز من نمو البكتيريا القولونية، لذا في حال الرغبة باستخدام وسيلة لمنع الحمل، يجب اختيار وسيلة أخرى من وسائل منع الحمل، مثل استخدام حبوب منع الحمل أو الواقي الذكري.
- يفضل استخدام الفوط الصحية أو أكواب الحيض بدلاً من السدادات القطنية أثناء فترة الحيض.
- يمكن أن يساعد العلاج ببدائل الاستروجين في التهاب المسالك البولية عند النساء بعد سن اليأس.
اقرأ أيضاً: علاج التهاب المسالك البولية في المنزل
الوقاية من التهاب المسالك البولية عند الرجال
من طرق الوقاية من التهاب المسالك البولية عند الرجال:
- تجنب المزلقات ذات الأساس الزيتي، والتي يمكن أن تتسبب في كسر الواقي الذكري، وبدلاً منها ينصح باستخدام المزلقات ذات الأساس المائي، والتي لا تحتوي على مبيدات النطاف أو عامل مخدر.
- غسل المنطقة تحت القلفة في حال كان الرجل غير مختون، حيث يمكن أن تكون الأنسجة الموجودة أسفل القلفة منطقة خصبة ومناسبة لنمو البكتيريا في حال لم يتم تنظيفها يومياً.
- الالتزام بتناول أدوية البروستات في حال وصفها الطبيب للرجل، فيمكن أن يؤدي القيام بذلك إلى تحسين تدفق البول وتقليل خطر الإصابة بالعدوى.
اقرأ أيضاً: التهاب المسالك البولية عند الرجال