توجد الدهون الثلاثية في الدم بشكل طبيعي، وتتكون بعد الانتهاء من تناول الطعام، حيث يبدأ الجسم في تحويل السعرات الحرارية التي لا يحتاجها إلى دهون ثلاثية، ويخزنها في الخلايا لاستخدامها في صورة طاقة لاحقًا.
وبينما تعد الدهون الثلاثية مصدرًا مهمًا للطاقة في الجسم، إلا أن ارتفاع الدهون الثلاثية والكوليسترول في الدم يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، وبالتالي يجب أن يتم علاج ارتفاع الدهون الثلاثية بأسرع وقت ممكن.
نتعرف في هذا المقال على كيفية علاج الدهون الثلاثية، بالإضافة إلى تحليل الكولسترول والدهون الثلاثية ونسبتها الطبيعية.
محتويات المقال
متى تكون الدهون الثلاثية مرتفعة؟
تقسم الجمعية الأمريكية للقلب مستويات الدهون الثلاثية كما يلي: [1]
- تكون نسبة الدهون الثلاثية لدى الأشخاص المعرضين لخطر ارتفاعها بين 150-199 ملغ/ ديسيلتر.
- تتراوح مستويات الدهون الثلاثية العالية من 200-499 ملغ/ ديسيلتر.
- تبدأ المستويات العالية جدًا من 500 ملغ/ ديسيلتر.
وعلى الرغم من أن جمعية القلب الأمريكية لا تزال تعتبر أن مستويات الدهون الثلاثية التي تصل إلى 150 ملغ/ ديسيلتر تقع ضمن المستوى الطبيعي، إلا أنها توصي بالحفاظ على المستويات أقل من 100 ملغ/ ديسيلتر من أجل الصحة المثلى. [1]
علاج ارتفاع الدهون الثلاثية في البيت
يمكن أن يكون لعوامل النظام الغذائي ونمط الحياة تأثير كبير في علاج الدهون الثلاثية، ومن بين الطرق التي يمكن أن تساعد في خفض نسبة الدهون الثلاثية في الدم ما يلي: [1]
- اختيار الدهون الصحية غير المشبعة بدلًا من الدهون المتحولة والدهون المشبعة.
- تقليل تناول الكربوهيدرات، والسكريات المضافة، وإضافة الألياف إلى النظام الغذائي.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- في حال الإصابة بمرض السكري، من المهم السيطرة على مستويات السكر، لما لها من تأثير على مستويات الدهون الثلاثية.
ويجب على المريض التحدث مع الطبيب أو أخصائي التغذية لإجراء تغييرات تدريجية على نظامه الغذائي، والتأكد من أن الأدوية التي يتناولها لن تسبب مضاعفات. [1]
اقرأ أيضًا: كيفية علاج الدهون الثلاثية في البيت
علاج ارتفاع الدهون الثلاثية بالأعشاب والمكملات
يمكن علاج الدهون الثلاثية بالأعشاب من خلال تناول بعض المكملات العشبية التي لها القدرة على خفض الدهون الثلاثية في الدم، وينبغي دائمًا التحدث مع الطبيب قبل البدء بتناول أي مكملات عشبية، حيث أنها قد تتفاعل مع الأدوية الأخرى.
وفيما يلي بعض المكملات الرئيسية التي تساهم في علاج الدهون الثلاثية والكوليسترول بالأعشاب: [1,2]
- الحلبة: فإن بذور الحلبة فعالة في تقليل الدهون الثلاثية في الدم.
- فيتامين د: حيث وجد أن فيتامين د يمكن أن يساعد أيضًا في علاج الدهون الثلاثية الكلية.
- الكركم: حيث يمكن أن يسبب تناول مكملات الكركمين انخفاضًا كبيرًا في مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار.
- زيت السمك: حيث يشتهر زيت السمك بتأثيراته القوية على صحة القلب، فهو غني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، والتي ثبت أنها تقلل الدهون الثلاثية والعديد من عوامل الخطر الأخرى لأمراض القلب.
للمزيد: الدهون الثلاثية في الجسم والغذاء
أدوية علاج ارتفاع الدهون الثلاثية
قد لا تكون العادات الجيدة كافية في علاج ارتفاع الدهون الثلاثية بالنسبة لبعض الأشخاص، خصوصًا المرضى الذين يبحثون عن علاج سريع للدهون الثلاثية، وقد تكون هناك حاجة إلى تناول أدوية علاج ارتفاع الدهون الثلاثية. وتعد التالية العلاجات التي تحسن مستويات الدهون الثلاثية:
الفيبرات
من العلاجات التي تقع ضمن مجموعة الفيبرات علاج الفينوفيبرات، والجيمفيبروزيل (بالإنجليزية: Gemfibrozil).
يعد الفينوفيبرات (بالإنجليزية: Fenofibrate) من العلاجات الأساسية والأكثر شيوعًا لعلاج الدهنيات، حيث أنها تعمل على خفض الدهون الثلاثية بنسبة 40-60%، ورفع الكوليسترول الجيد أو النافع بنسبة 15-25%. [4]
إضافة إلى ذلك، يعمل الفينوفايبرات على ما يلي: [4,5]
- الوقاية من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الناتجة عن ارتفاع مستويات الدهنيات، مثل السكتة الدماغية، والجلطة القلبية، والذبحة الصدرية.
- إبطاء تقدم مرض القلب التاجي (بالإنجليزية: Coronary Heart Disease)، خصوصًا لمرضى السكري من النوع الثاني.
- قد يساهم في التقليل من عدد الوفيات الناتج عن ارتفاع الدهنيات والكوليسترول.
قد يسبب تناول دواء الفينوفيبرات بعض الأعراض الجانبية، خصوصًا عند دمجها مع مجموعات أخرى تستخدم لعلاج الدهنيات، مثل الستاتينات. ومن أهم الأعراض الجانبية الإصابة بانحلال الريبيدات (بالإنجليزية: Rhabdomyolysis)، وهي إحدى اضطرابات العضلات، لذلك من المهم مراقبة الأعراض التي تظهر على المريض، مثل: [4]
- آلام العضلات.
- ألم عند تحريك اليدين والساقين.
- البول الغامق، والمائل للون البني.
- انخفاض كمية البول.
- الغثيان والقيء.
أما عن جرعة الفينوفيبرات، فإنها تؤخذ جرعة واحدة يومية، ويجب تعديل الجرعة عند الإصابة باضطرابات في الكلى. [5]
النياسين
النياسين، أو ما يسمى أيضًا بحمض النيكوتينيك (بالإنجليزية: Nicotinic Acid)، وهو فيتامين ب3 الفعال في التأثير على جميع أنواع الدهون في الجسم، كالتالي: [4,5]
- خفض الدهون الثلاثية بنسبة 30-50%.
- خفض الكوليسترول الضار بنسبة 5-25%.
- رفع الكوليسترول النافع بنسبة 20-30%.
مقارنة بالفينوفيبرات، فإن النياسين أقل فاعلية في خفض الدهون الثلاثية، ولكنه أكثر الأفضل في رفع مستويات الكوليسترول النافع. [4]
إن استخدام النياسين لعلاج الدهنيات يعمل على: [4]
- خفض احتشاء عضلة القلب.
- خفض معدل الوفيات الناتج عن أمراض الشريان التاجي.
أما عن جرعة النياسن لمرضى ارتفاع الدهون الثلاثية، فإنه ينصح بتناوله في وقت النوم بعد تناول وجبة خفيفة قليلة الدسم. وعند استخدام اسم تجاري معين، ينصح المرضى بعدم تبديل الاسم التجاري، إلا بعد استشارة الطبيب. [5]
من الأعراض الجانبية التي قد تظهر على المريض عند استخدام النياسين لعلاج الدهنيات ما يلي: [4,5]
- اضطرابات في الكبد، ويجدر الإشارة هنا إلى أن التركيبة ذات الإطلاق البطيء أكثر سمية على الكبد من التركيبة ممتدة المفعول، لذلك يجب مراقبة مستويات أنزيمات الكبد باستمرار.
- الآثار الجانبية الحركية الوعائية (بالإنجليزية: Vasomotor Side Effects)، مثل احمرار الجلد المفاجئ، والتعرق الشديد، خصوصًا أثناء الليل.
الستاتين
قد يصف الطبيب أيضًا فئة من الأدوية تسمى الستاتين (بالإنجليزية: Statins) التي تعمل على خفض الكوليسترول. وتشمل أمثلة هذه الأدوية: [2]
- الأتورفاستاتين.
- الروسيوفاستاتين.
- السيمفاستاتين.
وتعمل مجموعة الستاتين على خفض مستويات الدهنيات بنسبة 20-40%، وخفض الكوليسترول الضار بنسبة أعلى، لذلك فهي تعتبر الخيار الأفضل لعلاج ارتفاع الدهون الثلاثية والكوليسترول، بدلًا من خفض الدهون الثلاثية وحدها. [4]