يعد التهاب الم فاصل الروماتويدي من الأمراض المزمنة، التي تحتاج إلى العلاج ات طويلة الأمد للسيطرة على الأعراض، سواء العلاج الدوائي أو نظام الحياة الصحي المناسب، لكن في حال عدم الالتزام بتلك العلاجات يمكن أن تظهر بعض المضاعفات التي قد تكون مهددة للحياة.
سنتناول في هذا المقال الحديث عن أشهر مضاعفات التهاب المفاصل الروماتويدي، وأهم طرق الوقاية.
محتويات المقال
أشهر مضاعفات التهاب المفاصل الروماتويدي؟
يرتبط التهاب المفاصل الروماتويدي بالعديد من المضاعفات والأمراض المصاحبة التي تمتد إلى خارج المفاصل لتؤثر على أعضاء وأنسجة الجسم المختلفة، وتشمل أهم تلك المضاعفات ما يلي:[1]
أمراض القلب
يشمل مصطلح أمراض القلب كل من تصلب الشرايين، والنوبة القلبية، واضطراب النظم القلبي، وفشل القلب الاحتقاني، وغيرها، وتعد أمراض القلب أكثر أنواع مضاعفات التهاب المفاصل الروماتويدي شيوعًا، حيث يرتفع خطر الإصابة بأمراض القلب إلى ما يقرب من ثلاثة أضعاف عند الأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي لمدة 10 سنوات أو أكثر.[1][2]
تحدث تلك المضاعفات نتيجة لأسباب وآليات مختلفة، تشمل ما يلي:[1][2]
- يمكن أن يصاب مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي بفشل القلب الاحتقاني، نتيجة عدم قدرة القلب لديهم على ضخ كمية كافية من الدم إلى باقي الجسم، فتتجمع السوائل في الرئتين.
- يؤدي الالتهاب المرتبط بالتهاب المفاصل الروماتويدي إلى تضييق الأوعية الدموية، وتكوين ترسبات داخل الشرايين، مما يزيد من فرص التعرض للنوبة القلبية أو السكتة الدماغية.
- يمكن للالتهاب أيضًا إعادة تشكيل جدران الأوعية الدموية، مما يجعل اللويحات الموجودة داخل الأوعية أكثر عرضة للتمزق، قد يؤدي ذلك أيضًا إلى حدوث نوبة قلبية .
- يعاني مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي من ارتفاع في مستويات الكوليسترول في الدم نتيجة الالتهاب ونشاط المرض، يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة خطر الإصابة بتصلب الشرايين، والنوبات القلبية.
- يمكن أن تزيد بعض الأدوية المستخدمة في علاج التهاب المفاصل من خطر الإصابة بأمراض القلب، مثل بريدنيزون ، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
يمكن الوقاية من مضاعفات التهاب المفاصل الروماتويدي على القلب من خلال إتباع الطرق التالية:[1]
- التوقف عن التدخين.
- التخلص من الوزن الزائد.
- الحفاظ على مستويات الكوليسترول ضمن المعدل ات الطبيعية.
- ممارسة الرياضة.
- تناول الأطعمة الصحية.
السكتة الدماغية
تعد السكتة الدماغية من أشهر أسباب الوفاة لدى الأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي، حيث أن الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي لديهم خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة تصل إلى 67 في المئة.[1]
لذلك يجب على الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي الحرص على تقليل مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية، من خلال الابتعاد عن التدخين، والحفاظ على وزن صحي، وتناول نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة.[1]
التهاب الأعضاء الأخرى
يمكن أن تتأثر العديد من الأعضاء الأخرى بالتهاب المفاصل الروماتويدي، وتشمل ما يلي:[3]
- الرئتين: يصاب بعض المرضى بالتهاب في البطانة التي تغطي الرئتين، التي تسمى الجنب، مما يسبب ألم في الصدر خاصة أثناء التنفس.
- غشاء التامور: وهو الغشاء المحيط بالقلب، حيث يؤدي التهاب المفاصل الروماتويدي إلى التهاب التامور ، مما يسبب الشعور بألم متوسط إلى شديد في الصدر.
- العين: يمكن أن يسبب التهاب المفاصل الروماتويدي التهاب العين ، وتسمى هذه الحالة متلازمة شوغرن ، وتشمل أعراض تلك المتلازمة جفاف العين ، ونقص إفراز الدموع، وجفاف الفم .
متلازمة النفق الرسغي
يسبب التهاب المفاصل الروماتويدي الضغط المفرط على العصب الرئيسي في الرسغ، مما يؤدي الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي التي تسبب أعراض، مثل الشعور بالتنميل، والوخز، والألم، وصعوبة في تحريك الأصابع واليد.[3]
تمزق الأوتار
تعرف الأوتار بالأنسجة التي تربط العضلات بالعظام، يؤدي التهاب المفاصل الروماتويدي إلى حدوث التهاب في الأوتار، مما يؤدي إلى تكوين بقع ملتهبة، وانتفاخات، وتمزق، وتعد هذه الحالة شائعة في الأوتار الموجودة في مؤخرة الأصابع.[3]
اضطرابات النوم
يعاني مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي من صعوبة في الحصول على نوم هادئ ليلاً، حيث يمكن أن يستيقظوا من الألم الناتج عن التهاب المفاصل، مما يمنع حصولهم على قسط كافي من النوم، ويؤثر على جودة نومهم، يمكن أن تنتج اضطرابات النوم أيضًا عن استخدام أدوية معينة لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي، مثل الكورتيكوستيرويدات، وقد يحتاج المريض إلى تغييرها لكن بعد استشارة الطبيب.[1]
الاضطرابات النفسية
يزداد خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب والقلق عند أصحاب الأمراض المزمنة ومن بينها التهاب المفاصل الروماتويدي، وذلك نتيجة الألم المزمن، والتقلبات المزاجية، وتأثر نمط الحياة، وعدم قدرتهم على ممارسة الأنشطة اليومية بشكل طبيعي كغيرهم، مثل عدم القدرة على العمل، أو الحفاظ على العلاقات الاجتماعية.[1]
يجب على مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي التحدث مع الطبيب المختص، وشرح كافة المشاعر التي يشعرون بها، فقد يحتاجون إلى استخدام بعض الأدوية لتحسين الصحة النفسية والوقاية من الاكتئاب.[1]
أمراض الدم
يمكن أن يسبب التهاب المفاصل الروماتويدي فقر الدم ، وانخفاض معدل خلايا الدم الحمراء، مما يؤدي إلى تسارع ضربات القلب، والتعب، وضيق التنفس، والدوخة، وتشنجات الساق، والأرق، كذلك يسبب أيضًا كثرة الصفيحات ، حيث يؤدي الالتهاب إلى ارتفاع مستويات الصفائح الدموية في الدم، مما قد يسبب الإصابة بالسكتة الدماغية، أو النوبات القلبية، أو جلطات الأوعية الدموية.[1]
داء السكري
يمكن أن يزيد التهاب المفاصل الروماتويدي من خطر الإصابة بداء السكري، حيث يمكن أن يسبب مقاومة الإنسولين التي تعد أحد أهم عوامل الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، كذلك يمكن أن تلعب الأدوية المستخدمة في علاج التهاب المفاصل دورًا أيضًا، لأنها يمكن أن ترفع من مستويات السكر في الدم.[1]
يمكن الوقاية من مرض السكري عند مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي من خلال الحفاظ على نمط حياة صحي، وممارسة الرياضة، وتناول نظام غذائي صحي ومتوازن، يحتوي على البروتين، والدهون الصحية، والحبوب الكاملة، والخضروات غير النشوية، والحفاظ على وزن صحي، وعدم التدخين.[1]