يعد التسمم الغذائي خلال الحج من الحالات الشائعة، ويعرف بأنه الالتهاب الذي يصيب المعدة والأمعاء نتيجة لشرب الماء أو الطعام الملوث بأحد مسببات العدوى مثل البكتيريا، والفيروسات، والطفيليات.
تعتبر المملكة العربية السعودية من الدول الحارة لذا يزيد جوها الحار من خطر تكاثر مسببات العدوى في الطعام، كما يمكن أن يتسبب ازدحام الحج بحدوث تراخي في طرق إعداد وتقديم الطعام والحرص على نظافتها، وقد يتسبب ضيق الوقت والانشغال بأداء مناسك الحج في تشتيت انتباه الحاج عما يتناوله.
التسمم الغذائي خلال الحج
أسباب التسمم الغذائي خلال الحج
كما ذكر سابقاً يحدث التسمم الغذائي نتيجة لوصول مسببات العدوى مثل البكتيريا، والفيروسات، والطفيليات إلى الطعام أو الماء عند ملامسته لبراز أو قيء شخص مصاب بأحد أنواع هذه العدوى، وفي بعض الأحيان يمكن أن ينجم التسمم عن إنتاج مسببات العدوى خاصة البكتيريا للسموم في الطعام، وتشمل أنواع العدوى التي يمكن أن تسبب التسمم الغذائي في الحج على ما يلي:
- التسمم الغذائي البكتيري ويعد النوع الأكثر شيوعاً من التسمم الغذائي، ويمكن للعديد من أنواع البكتيريا أن تكون السبب خلف التسمم الغذائي البكتيري ومنها بكتيريا الإشريكية القولونية، وبكتيريا الشيجيلا، والسالمونيلا التي تعد الأخطر من بين أنواع البكتيريا المختلفة المسببة للتسمم الغذائي.
- التسمم الغذائي الطفيلي، ومن أنواع الطفيليات التي يمكن أن تسبب التسمم الغذائي التوكسوبلازما، وخفيفة الأبواغ، والديدان الشريطية بأنواعها المختلفة.
- التسمم الغذائي الفيروسي، ويعد الأطفال وكبار السن الأكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من التسمم الغذائي، ومن أنواع الفيروسات التي يمكن أن تسبب التسمم الغذائي الفيروسي النوروفيروس، وفيروس الروتا.
للمزيد: هل يمكن علاج التسمم الغذائي في البيت؟ وكيف يمكننا الوقاية منه؟
طرق الإصابة بالتسمم الغذائي خلال الحج
يمكن أن تصل مسببات التسمم الغذائي إلى الطعام والفم بالعديد من الطرق، ومنها:
- ملامسة اليدين أو الطعام للأسطح الملوثة خاصة الأسطح العامة أو كثير الاستخدام مثل الطاولات، ومقابض الأبواب.
- الاتصال عن قرب مثل المصافحة باليد مع شخص يعاني من أحد أنواع التسمم الغذائي.
- عدم غسل اليدين أو تعقيم اليدين بعد استخدام الحمامات العامة.
- شرب المياه الملوثة.
- غسل الخضار والفواكه بالمياه الملوثة.
- تناول الخضار المزروعة في تربة ملوثة.
- الدجاج واللحوم والأسماك النيئة أو الغير مطهو جيداً.
- البيض النيئ أو الغير مطهو جيداً.
- الحليب ومشتقاته غير المبسترة.
- المعلبات قليلة الحموضة مثل الفطر، والتونة، والسجق.
- الفواكه الطازجة وعصير الفواكه الطازجة الغير مغسولة جيداً أو الغير مبسترة.
- إذابة الأطعمة المجمدة في ظروف غير ملائمة مثل درجات الحرارة المرتفعة.
أعراض التسمم الغذائي خلال الحج
قد لا يسبب التسمم الغذائي دائماً أعراضاً، ولكن يبقى الشخص المصاب بالعدوى ناقلاً لها حتى لو لم يعاني من الأعراض، لذا ينصح باتخاذ التدابير اللازمة مثل الإكثار من غسل اليدين خلال أداء مناسك الحج للوقاية من الإصابة بالعدوى، ومنع نشرها للآخرين.
تحتاج معظم أنواع العدوى إلى فترة من الوقت حتى تظهر أعراض الإصابة بها، وتتراوح هذه الفترة من بضع ساعات وحتى شهرين، وغالباً ما تختلف أعراض التسمم الغذائي وفقاً لنوع العدوى التي يعاني منها الحاج، ويمكن أن تشمل أعراض التسمم الغذائي الشائعة على ما يلي:
- المغص.
- الإسهال.
- الغثيان أو التقيؤ.
- التعب وفقدان الطاقة.
- فقدان الشهية.
- الصداع.
اقرأ أيضاً: 4 طرق لعلاج التسمم الغذائي
تشمل أعراض التسمم الغذائي التي تحتاج للرعاية الطبية الفورية على ما يلي:
- الإسهال المستمر لأكثر من 3 أيام.
- الحمى.
- مواجهة المريض لمشاكل في الرؤية أو التركيز.
- ظهور أعراض الجفاف لدى المريض مثل انخفاض كمية البول، وهبوط الضغط، وجفاف الفم وتشقق الشفاه.
- البول المختلط بالدم.
- البراز المختلط بالدم أو المخاط.
غالباً لا يعد التسمم الغذائي من الحالات الخطيرة جداً، ولكن لدى بعض الفئات يمكن أن يؤدي إلى تطور مضاعفات خطيرة، ومن هذه الفئات ما يلي:
- الأطفال الصغار.
- كبار السن الذين تتجاوز أعمارهم 60 عام.
- الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي مثل مرضى السكري.
- النساء الحوامل.
- المرضى الذين يتعرضون للعلاج بأدوية تضعف المناعة لديهم مثل أدوية علاج السرطان.
- الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الجهاز المناعي مثل مرضى الروماتويد، والذئبة.
علاج التسمم الغذائي خلال الحج
عادةً ما ينتهي التسمم الغذائي خاصة الناجم عن مسببات العدوى الفيروسية من تلقاء نفسه خلال بضعة أيام دون علاج، ويختلف علاج التسمم الغذائي من مريض لآخر وفقاً لنوع العدوى التي يعاني منها المريض، ويمكن أن تشمل طرق العلاج تحت إشراف الطبيب بشكل عام على ما يلي:
- المحافظة على رطوية الجسم من خلال الإكثار من شرب السوائل.
- استخدام المسكنات للتخفيف من المغص والحمى.
- المضادات الحيوية ومضادات الطفيليات وغيرها من الأدوية التي يصفها الطبيب لمحاربة العدوى.
يجب الحرص والانتباه إلى عدم تناول الأدوية التي توقف الإسهال مثل لوبراميد دون استشارة الطبيب أولاً، لأن هذه الأدوية تساعد على حبس مسببات العدوى في داخل الجسم وعدم التخلص منها عن طريق البراز، مما قد يزيد من شدة وخطورة التسمم الغذائي.
الوقاية من التسمم الغذائي خلال الحج
يعد الحفاظ على النظافة جيداً العامل الرئيسي للوقاية من الإصابة بالتسمم الغذائي خلال الحج، ويمكن أن تشمل النصائح التي تساعد على الوقاية من الإصابة بالتسمم الغذائي خلال أداء مناسك الحج على ما يلي:
- غسل اليدين جيداً بالماء والصابون أو استخدام معقمات اليدين عند عدم توفر الصابون خاصة بعد استخدام المرافق العامة والعودة من الخارج.
- تنظيف وتعقيم الأسطح خاصة الأسطحة المستخدمة لإعداد وتقديم الطعام.
- عدم ترك الأطعمة مكشوفة وفي الأماكن مرتفعة الحرارة.
- طهو الأطعمة جيداً ولوقت كافي.
- استخدام الماء المعالج للشرب، وغسل الخضار والفواكه، وتنظيف الأسنان.
- تجنب تناول الأطعمة المعلبة.
- تجنب تناول الحليب ومشتقاته غير مبسترة أو القادمة من مصدر غير معروف أو موثوق.
- تجنب الاختلاط المباشر بالأشخاص الذين تظهر لديهم أعراض التسمم الغذائي المذكورة سابقاً.
للمزيد: دليلك الشامل الى الوقاية من التسمم الغذائي