يعد الإسهال من الاضطرابات المعوية التي يمكن أن تصيب جميع الأشخاص من جميع الفئات العمرية. وقد يحدث الإسهال أثناء أشهر الحمل المختلفة لعدة أسباب مثل التغيرات الهرمونية أو التغيرات الجسدية التي تحدث أثناء الحمل، أو نتيجة ما يحدث من تغيرات في غذاء الحامل وما تتناوله من فيتامينات، كما يمكن أن يصيب الحامل بسبب التهاب أو اضطراب في الأمعاء. [1،2]
يمكن أن يتسبب الإسهال المستمر عند الحامل بالإصابة بالجفاف وسوء التغذية لديها، مما يمكن أن يسبب الأذى للحامل والجنين. [1]
سنتعرف معاً في هذا المقال على كل ما يخص الإسهال في الشهر التاسع من الحمل، وهل يعد أمراً مقلقاً أم طبيعياً؟
الإسهال في الشهر التاسع من الحمل
هل الإسهال في الشهر التاسع من علامات الولادة؟
يمكن أن تصاب المرأة الحامل بالإسهال في الشهر التاسع نتيجة لعدة أسباب محتملة، وفي حقيقة الأمر، يمكن أن يدل ذلك على اقتراب موعد الولادة، حيث يتم إفراز مادة البروستاجلاندين مع اقتراب موعد المخاض، الأمر الذي يتسبب في تقلص الرحم، ويؤدي أيضاً إلى حدوث الإسهال في الشهر التاسع. [2،3]
أيضاً، يمكن أن يحدث الإسهال قبل موعد حدوث ارتخاء في العضلات المتواجدة في الرحم، وعنق الرحم، والمستقيم، تمهيداً لقدوم الطفل. [4]
ويمكن القول أن إصابة الحامل بالإسهال مع اقتراب موعد ولادتها لا يدعو للقلق إذا كانت الأعراض خفيفة، وفقط على الحامل أن تحافظ على رطوبة جسمها لتجنب الجفاف. ولكن، يجب مراجعة الطبيب المختص بخصوص الإسهال في الشهر التاسع في حال استمر الاسهال لأكثر من يومين، أو كانت الأعراض المصاحبة للإسهال شديدة مثل الحمى وجود ألم في المعدة. [2]
أسباب الإسهال في الشهر التاسع من الحمل
إضافة لكونها إحدى علامات اقتراب موعد الولادة، يمكن أن تصاب المرأة بالإسهال في الشهر التاسع، أو غيره من شهور الحمل، لأسباب مرتبطة بالحمل وأسباب أخرى لا علاقة لها بالحمل. وتتضمن الأسباب المتعلقة بالحمل ما يلي:
- التغيرات الهرمونية: حيث أن ارتفاع مستوى هرمون الأوكسيتوسين على وجه الخصوص يمكن أن يزيد من التقلصات التي تحدث في الجهاز الهضمي، مما يسرع عملية خروج البراز من الأمعاء قبل امتصاص الماء منه.
- اختلاف النظام الغذائي: يمكن أن يختلف نظام غذاء المرأة الحامل أحياناً بشكل جذري، الأمر الذي يمكن أن يسبب اضطراب الأمعاء والإصابة بالإسهال.
- الفيتامينات: أحياناً تتسبب الفيتامينات التي تتناولها الحامل باضطراب المعدة والإصابة بالإسهال.
- ظهور حساسية غذائية جديدة: قد تظهر أثناء الحمل حساسية من أحد الأطعمة مما يسبب حدوث الغازات واضطراب المعدة والإسهال.
- التوتر والقلق نتيجة اقتراب موعد الولادة. [1،5]
أما أسباب الإسهال في الشهر التاسع غير المتعلقة بالحمل فتتضمن ما يلي:
- الالتهابات الفيروسية، أو البكتيرية، أو الطفيلية التي تصيب المعدة والأمعاء.
- التسمم الغذائي.
- مرض كرون أو التهاب الأمعاء التقرحي.
- متلازمة القولون العصبي.
- مرض السيلياك.
- بعض العلاجات الدوائية. [1،5]
للمزيد: الاسهال المرافق للعلاج بالمضادات الحيوية
علاج الإسهال في الشهر التاسع من الحمل
في معظم الحالات، تزول أعراض الإسهال في الشهر التاسع دون الحاجة لأي علاج. لكن، هناك عدد من التعليمات البسيطة التي يمكن أن تساعد في التقليل من الإسهال وما يرافقة من مضاعفات كالإصابة بالجفاف أو اضطراب الكهارل، ومنها:
- المحافظة على رطوبة الجسم، وذلك بتناول الكثير من السوائل خاصة الماء لتجنب الإصابة بالجفاف، كما ينصح بشرب السوائل التي تحتوي على الكهارل ومنها المشروبات الرياضية، والشوربات، وعصير الفاكهة.
- ينصح بإعطاء محلول معالجة الجفاف في حالة علاج الإسهال في الشهر التاسع الشديد.
- الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالكهارل والخفيفة، ومنها عصير التفاح، والموز، والبطاطا، والأرز، والبسكويت المالح، والخبز المحمص.
- تجنب الأطعمة المسببة للإسهال، مثل الأطعمة الدهنية والمقلية، كذلك الأطعمة الغنية بالتوابل، والألياف، ومنتجات الألبان، والمشروبات الغنية بالكافيين، والأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر، والأطعمة الغنية بالبروتين.
- تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك أو المكملات الغذائية التي تحتوي عليها.
- إذا كان سبب الإسهال في الشهر التاسع من الحمل تناول الأدوية يمكن مراجعة الطبيب لتغيير العلاج أو الجرعة. [1،4،5]
للمزيد: 7 طرق لعلاج الاسهال للحامل
هل يمكن إعطاء أدوية الإسهال للحامل بالشهر التاسع؟
يجب التحدث مع الطبيب المشرف على حالة المرأة الحامل قبل أخذ أي دواء من أجل علاج الإسهال في الشهر التاسع. بشكل عام، ينصح بتجنب تناول هذه الأدوية في هذه الفترة الحساسة من الحمل. [1]
فقد وجد أن دواء اللوبراميد (بالإنجليزية: Loperamide) يمكن أن يؤذي الجنين عند تناوله أثناء الثلث الثالث من الحمل. كما أن البسموث سبساليسيلات (بالإنجليزية: Bismuth Subsalicylate) يمكن أن يزيد من خطر انخفاض الوزن عند الولادة، ونزيف الأطفال حديثي الولادة، وحدوث وفاة الجنين قبل الولادة. [1]
متى يجب مراجعة الطبيب بخصوص الإسهال في الشهر التاسع؟
بالرغم من أن الإسهال في الشهر التاسع من الحمل يمكن علاجه في المنزل بسهولة، إلا أن في بعض الحالات يجب على المرأة الحامل مراجعة الطبيب، حيث يمكن أن يشكل الإسهال خطراً على صحتها وصحة الطفل، ومن هذه الحالات:
- استمرار الإسهال لأكثر من يومين.
- حدوث إخراج لأكثر من 6 مرات خلال اليوم الواحد.
- وجود مخاط أو دم في البراز.
- معاناة المريضة من الحمى، والتي تتمثل بارتفاع درجة حرارة الجسم لأكثر من 39 درجة مئوية.
- المعاناة من القيء، أو ألم في المستقيم، أو ألم البطن.
- ظهور علامات تدل على الإصابة بالجفاف، ومنها:
- جفاف الفم، وأن يصبح لون البول أصفر غامق.
- الشعور المستمر بالعطش.
- انخفاض إنتاج البول.
- الإصابة بالدوخة. [1،3]
نهاية، يمكن أن يحدث الإسهال للحامل في الشهر التاسع لأسباب طبيعية أو أسباب مرضية، وعادة ما يزول هذا الإسهال من تلقاء نفسه، إلا أنه يوجد عدد من الطرق التي تساعد في علاج الإسهال في الشهر التاسع بالمنزل. ويجب التنويه إلا أنه في بعض الحالات الشديدة والخطيرة أو في حال استمرار الإسهال لعدة أيام، يجب على المرأة الحامل مراجعة طبيبها.
اقرأ أيضاً: تحجر البطن في الشهر التاسع من الحمل: الأسباب والعلاج