لا يقل النوم في أهميته للطفل عن حاجة الطفل للغذاء والشراب، إن حصول الطفل على الحد الكافي من النوم الصحي يضمن له الحصول على نمو صحي وسليم وجسد خالي من الأمراض.
سوف نستعرض في هذا المقال مشاكل النوم عند الأطفال وكيف تؤثر قلة النوم على صحة الاطفال.
علامات قلة النوم عند الأطفال
يجب ابلاغ الطبيب فوراً عند ملاحظة أي من هذه العلامات على الطفل أثناء النوم وهي:
- سماع أصوات شخير الطفل أثناء النوم.
- توقف التنفس أثناء نوم الطفل.
- وجود صعوبة في النوم.
- صعوبة في البقاء مستيقظا بالنهار.
- انخفاض في أداء الطفل بدون اسباب في فترات اليوم.
- ظهور أحداث غريبة أثناء النوم مثل الكوابيس والفزع والسير أثناء النوم.
أساسيات النوم الصحي
يحتاج الطفل للنوم الصحي والذي يتمثل في الآتي:
- طول فترة النوم: لابد وأن يحصل الأطفال على فترة زمنية كافية من النوم لتساعدهم في مراحلهم الأولى من النمو والتطور، ومع وجود اختلافات فردية بين الأطفال لكن في الغالب الجميع بحاجة لنفس الفترة الزمنية من النوم الصحي.
- النوم الجيد: وهو النوم المتواصل دون تقطع أو انزعاج للطفل بما يسمح للطفل للمرور بكل مراحل النوم المختلفة، وجودة النوم ليست أقل أهمية من طول فترته فالاثنين يلعبان دور هام في بناء وتطوير جهاز الأطفال العصبي.
- فترة القيلولة: تساعد القيلولة في تحسين يقظة الاطفال وتلعب دور هام في تطوره وتعلمه، وذلك لأنها تختلف عن فترة النوم الليلي بل تشير الدراسات أن لكل وقت من النهار قيلولته التي تختلف نتائجها مع تزامنها مع التغيرات البيولوجية الطبيعية لكل طفل.
للمزيد: 11 نصيحة تساعدك على النوم بشكل أفضل ليلا
مضاعفات قلة النوم عند الاطفال
في كتابه عادات النوم الصحية يقول الدكتور فايسبلوث إن مشاكل النوم لا تزعج ليل الطفل وفقط لكنها تزعج يومه التالي أيضاً، فهي تجعل الاطفال أقل يقظة عقلية وفاقدين للقدرة على التركيز ويتشتت انتباههم بسهولة، كذلك تجعل الاطفال أكثر اندفاعاً جسدياً ويصابوا إما بالكسل أو فرط النشاط.
ومن بين هذه العواقب من قلة النوم ما يلي:
- التعب: تؤدي قلة النوم ولو البسيطة إلى التعب عند الأطفال، مجرد الاستيقاظ لدى الأطفال لفترة معينة يعني حدوث شعور بالتعب ولو لم يشارك في أي نشاط في فترة الاستيقاظ.
- الحرمان المستمر من النوم: هذه الحالة لا تحدث فجأة لكنها نتيجة تراكمية لقلة النوم ومع مرور الوقت ستظهر الآثار السلبية والنتائج المترتبة على قلة النوم تكون كبيرة، لذلك فإن أي تغيير مبكر يسمح بمزيد من النوم يكون له أثر إيجابي على الطفل قبل فوات الأوان.
- ارتفاع فرصة الإصابة: قلة النوم تؤثر على صحة الاطفال بزيادة تعرضهم للميكروبات والجراثيم في المدارس وبالتالي زيادة فرصة إصابتهم بالعدوى.
- مشكلة تنموية: قلة النوم تعتبر مشكلة تنموية للأطفال، يقول دكتور كاسنجرا، إن الأطفال والمراهقين يطورون فص المخ الجبهي ومهارات الاعتماد على الذات واتخاذ القرارات، بينما يحول بينهم وبين ذلك قلة النوم.
- مشاكل صحية متعددة: تقول دكتورة لينيل شنيبيرج أستاذ بكلية الطب جامعة بيل ومدير قسم السلوك إن الأطفال المحرومين من النوم هم أكثر الأطفال عرضة للمزيد من المشكلات السلوكية، والأكاديمية، والصحية والمزيد من سلوكيات المخاطرة ومشكلات القلق والمزاج المتقلب.
- إيذاء النفس: تقول سوزان مالون دكتورة التمريض بجامعة نيويورك، أن هناك رابط بين قلة النوم لدى الأطفال والمراهقين وبين الميل إلى إيذاء النفس ومخاطر الانتحار.
- معاناة النوم: حتى مع قلة النوم يكون الوقت الذي يستطيع فيه الطفل النوم يكون وقت غير مرغوب فيه حيث يكون معاناة من الكوابيس والذعر والسير أثناء النوم والتبول في الفراش.
هذه بعض النماذج من حالات خضعت للدراسة والبحث لأطفال عانوا من قلة النوم
- الأطفال وحدهم غير قادرين على حل مشكلات النوم ولابد من التدخل من الوالدين والمختصين لحلها.
- يتمتع الأطفال الذين ينامون عدد ساعات أطول بمتعة في التواجد حولهم واجتماعية أكثر ويكونون أقل تطلباً، بينما يعاني الأطفال الذين ينامون عدد ساعات أقل من فرط النشاط.
- تزداد معدلات الذكاء في كل الفئات العمرية مع زيادة عدد ساعات النوم.
- يتحسن الأطفال المصابون بحالات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مع تحسينات عدد ساعات النوم وكذلك تتحسن علاقاتهم مع أقرانهم.
- يعتبر النوم الصحي العلاج الأفضل لمشاكل الأطفال في السلوك والتعلم، ويؤدي أيضاً إلى التطور العصبي الإيجابي لدى الأطفال الذين ينالون قسط كافي من النوم.
التغلب على قلة النوم عند الاطفال
للتغلب على مشكلة قلة النوم عند الاطفال، يوصى باتباع الخطوات الآتية:
- يجب أن يبدأ علاج مشكلة قلة النوم من المنزل إذا أراد الآباء حل المشكلة، حيث يلعب أولياء الأمور ومقدمي الرعاية الصحية الدور الأكبر في علاج هذه المشكلة.
- يمكن للآباء تعليم أولادهم كيفية النوم السليمة، وذلك بوضع قواعد منزلية يلتزم بها الجميع مثل عدد ساعات وتوقيت تشغيل الأجهزة الإلكترونية.
- وضع الرضع والأطفال في السرير وعدم تركهم للنوم بين ذراعي أمهاتهم.
- عدم النوم مع الأطفال في نفس الغرفة وتركهم للنوم بهدوء.
- من ضمن هذه القواعد الموافقة على إيقاف تشغيل الأجهزة قبل النوم بوقت كاف، وترك الأجهزة خارج غرف النوم وعدم اصطحابها إلى السرير، وترك الأجهزة في الأوضاع الخافتة الغير مؤذية ومزعجة للعيون.
- يجب على مقدمي الرعاية التحدث عن أهمية النوم وفوائد النوم بالقسط الكافي، ويجب أن يكون الحديث في النهار وقت أن يكون الطفل في قمة الاستيعاب والتركيز وليس الحديث عرضياً وقت ذهاب الطفل للنوم.
- الامتناع نهائياً عن استخدام النوم مبكراً كوسيلة عقابية أو ترك الطفل للسهر لفترات متأخرة كنوع من المكافأة.
- العمل على تحسين مكان النوم للطفل أو حتى المراهق، غرفة هادئة ومريحة، لا تقل أهمية غرفة نوم الطفل عن كل الخطوات في سبيل تحسين نومه.
- التعامل مع الذهاب للفراش بشكل إيجابي محبب للأطفال وليس بطريقة الأمر والنهي والزجر والتعنيف.