تحتوي الزيوت العطرية (بالإنجليزية: Essential Oils)، أو ما تعرف بالزيوت الطيارة أو الزيوت الأساسية، على سوائل مركزة مصنوعة من الأوراق، والسيقان، والزهور، واللحاء، والجذور الخاصة بالنباتات، ويمكن أن تصنع من عناصر أخرى من النبات، وعادة ما تستخدم الزيوت الأساسية في علاج العديد من المشكلات الصحية بفضل رائحتها العطرية القوية، فقد تساعد في تقليل الإجهاد وتحسين الدورة الدموية عند استنشاقها.
كما يمكن أن تلعب بعض أنواع الزيوت العطرية دوراً في علاج بعض حالات الصداع أو الصداع النصفي أو صداع التوتر، وتقدم مجموعة من الزيوت فوائد مختلفة، وقد تساعد في تقليل الآثار الجانبية المحتملة التي يمكن أن تصاحب تناول أدوية الصداع النصفي والأدوية الأخرى.
نتناول في هذا المقال الحديث عن الزيوت العطرية المستخدمة في علاج الصداع، وكيفية استخدامها، والمحاذير والآثار الجانبية المرتبطة باستخدام الزيوت الطبيعية في علاج الصداع.
كيف تساعد الزيوت الطبيعية في علاج الصداع؟
يمكن أن تساعد الزيوت في تخفيف الصداع بطرق مختلفة، حيث أنها تقوم بإرخاء عضلات معينة بمناطق الوجه والرأس والرقبة للمساعدة على تخفيف التوتر الذي يمكن أن يسبب الصداع، كما أنها تساعد على تعزيز تدفق الدم إلى الجبهة بعد الاستخدام الموضعي، ويمكن أن تساعد بعض الزيوت العطرية في منع انتقال الألم وتقليل الالتهاب الذي يسبب الصداع.
أيضاً تساهم رائحة الزيوت العطرية في الشعور بالإسترخاء في أغلب الأحيان، فيما يمكن أن تزيد من الصداع لدى بعض الأشخاص.
اقرأ أيضاً: الزيوت الطيارة للحساسية
ما هي الزيوت الطبيعية التي يمكن استخدامها لعلاج الصداع؟
فيما يلي أبرز الزيوت الطبيعية التي تساعد في علاج الصداع.
زيت النعناع لعلاج الصداع
يعد زيت النعناع من أبرز الزيوت العطرية التي تستخدم في علاج الصداع ونوبات الصداع النصفي، وذلك بفضل احتوائه على المنثول الذي يساعد على إرخاء العضلات وتخفيف الألم، وقد يساهم استخدام زيت النعناع المخفف موضعياً على الجلد في تخفيف الألم الناتج عن صداع التوتر والصداع النصفي.
ولاستخدام زيت النعناع لعلاج الصداع، يتم بتخفيفه بزيت ناقل مثل زيت جوز الهند، ووضعه على المنطقة المصابة بالصداع.
زيت إكليل الجبل لعلاج الصداع
يتسم زيت إكليل الجبل (الروزماري) بخصائصه المضادة للالتهابات والمسكنة للألم، ويمكن أن يساعد على تخفيف التوتر وتحسين الدورة الدموية وعلاج الصداع، كما يمكن أن يساعد على تحسين نمط النوم وتقليل الأرق وإرخاء العضلات، وهي أمور هامة لتخفيف الصداع.
لاستخدام زيت إكليل الجبل لعلاج الصداع، يتم تدليك المنطقة المصابة بالصداع ببضع قطرات من هذا الزيت بعد تخفيفه بزيت ناقل مثل زيت جوز الهند، كما يمكن استنشاق زيت إكليل الجبل لتخفيف الألم.
اقرأ أيضاً: فوائد الروزماري الصحية
زيت اللافندر لعلاج الصداع
يستخدم زيت اللافندر الأساسي بشكل شائع في تخفيف التوتر وزيادة الشعور بالاسترخاء، وقد يساعد في علاج الصداع والصداع النصفي حتى وإن كان حاداً، وذلك من خلال استنشاق رائحته القوية، أو يمكن وضع زيت اللافندر المخفف على الجلد، كما يمكن إضافته بعد تخفيفه إلى حوض الاستحمام الممتلئ بماء دافىء.
يمنع استخدام زيت اللافندر خلال فترة الحمل لأنه يمكن أن يحفز نزول الدم ويزيد من خطر حدوث الإجهاض.
زيت البابونج لعلاج الصداع
يعرف زيت البابونج بخصائصه المهدئة للجسم والعضلات، ولذا يمكن الإستعانة به في الصداع الناتج عن التوتر، كما يمكن أن يساعد في علاج القلق واضطرابات النوم والأرق، وهي من الأسباب الشائعة لحدوث الصداع، ولكن يجب عدم استخدام زيت البابونج للحوامل لأنه يزيد خطر حدوث الإجهاض.
لاستخدام زيت البابونج لعلاج الصداع، يتم إضافة بضع قطرات منه بعد تخفيفه بزيت ناقل إلى الماء الدافىء في حوض الاستحمام، كما يمكن تنفس البخار الخاص به للحصول على فوائده.
زيت الأوكالبتوس لعلاج الصداع
في حالة كان الصداع ناتجاً عن مشاكل الجيوب الأنفية، فيمكن استخدام زيت الأوكالبتوس لعلاجه، حيث أنه يساعد في فتح الممرات الأنفية وتخفيف الإلتهاب في الجيوب الأنفية، والذي يعتبر أحد الأسباب الشائعة للصداع، وللمزيد من الفائدة، يمكن مزج زيت النعناع وزيت الأوكالبتوس والإيثانول للحصول على تأثير مريح للعضلات والعقل، وبالتالي تهدئة الصداع.
لاستخدام زيت الأوكالبتوس لعلاج الصداع، يتم إضافة قطرة واحدة منه إلى زيت ناقل ووضع هذا المزيج على الصدر لعلاج الجيوب الأنفية، كما يمكن إضافة بضع قطرات منه إلى الماس الساخن واستنشاق البخار الخاص به.
زيت الميرمية لعلاج الصداع
يمكن استخدام زيت الميرمية في تخفيف التوتر وتشنجات العضلات وتغيرات الدورة الشهرية، كما يمكن أن يساعد في تخفيف الصداع، ولكن يحتاج الأمر إلى مزيد من الدراسات للحصول على أدلة كافية حول فوائد زيت الميرمية في علاج الصداع والمشكلات الصحية المختلفة.
الأوريجانو والزعتر والندغ الجبلي لعلاج الصداع
هذه الزيوت الثلاثة تشترك في شيء واحد، وهو احتوائها على مركب يسمى الكارفاكرول (بالإنجليزية: Carvacrol)، كما أن زيت النعناع يحتوي على المركب ذاته، ويساعد هذا المكون الكيميائي على تخفيف بعض أنواع الصداع، وقد يمنع إشارات الألم.
مخاطر استخدام الزيوت الطبيعية في علاج الصداع
يعد استخدام الزيوت العطرية من الطرق الآمنة لعلاج الصداع، بل وأن آثارها الجانبية أقل من أغلب أدوية الصداع، ولا تستلزم وصفة طبية لاستخدامها. ولكن يمكن أن تتسبب هذه الزيوت في بعض المخاطر، ولتفادي هذه المخاطر، ينصح باتباع الإجراءات التالية قبل استخدامها:
- تخفيف الزيت قبل استخدامه
قد تسبب الزيوت العطرية حدوث حساسية أو تهيج عند وضعها على الجلد، مما يؤدي إلى الشعور بالوخز أو الحرق أو الاحمرار، وقد تؤدي إلى الطفح الجلدي. ولتفادي هذه المخاطر المحتملة، يجب القيام بتخفيف جميع الزيوت الأساسية قبل استخدامها، وينطبق هذا على مختلف أنواع الزيوت، حيث يتم إضافة بضع قطرات منها إلى زيت ناقل قبل وضعه على الجلد مثل:
-
- زيت اللوز الحلو.
- زيت جوز الهند.
- زيت الزيتون.
- زيت الجوجوبا.
حيث يتم وضع 5 قطرات من الزيت العطري إلى أونصة واحدة من الزيت الناقل، وذلك لتفادي حدوث أي التهابات أو تهيج الجلد.
- اختبار الزيت على الجلد
للتأكد من عدم وجود حساسية لأي من هذه الزيوت قبل استخدامها على الجلد، يتم إجراء اختبار لها بعد تخفيفها، وذلك بوضع بضع قطرات منها على منطقة صغيرة من الجلد، ويفضل تجربتها على منطقة الساعد، و الإنتظار لمدة 24 إلى 48 ساعة للتأكد من أنها لا تسبب أي التهابات أو تهيج في الجلد.
في حالة ظهور أي أعراض، ينبغي عدم استخدامها على الجلد، أما في حالة عدم وجود أي آثار جانبية، فيمكن البدء بوضعها على المناطق المصابة بالصداع.
- استشارة الطبيب أولاً
كما يمكن أن تسبب الزيوت العطرية مضاعفات لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب أو حساسية الصدر والربو، كما أنها قد تتداخل مع بعض الأدوية، ولذلك ينبغي استشارة الطبيب قبل استخدام هذه الزيوت في حالة المعاناة من مشكلة صحية لتفادي تفاقم المشكلة.
- التأكد من شراء زيوت نقية
قبل شراء الزيوت الأساسية، يجب التأكد من أنها نقية وصالحة للاستخدام، ولذلك ينصح بشرائها من مصدر موثوق، حيث يمكن أن يتم إجراء تغييرات على بعض الزيوت وبيعها بأسعار قليلة، وتكون في هذه الحالة غير آمنة على الجلد.
- عدم استخدام الحوامل والمرضعات والأطفال لهذه الزيوت
يحذر استخدام الزيوت الأساسية في علاج الصداع لدى الأطفال أو الحوامل لتفادي أي مخاطر محتملة تهدد صحة الأم والجنين.
اقرأ أيضاً: 14 طريقة طبيعية لعلاج الصداع