إدمان العمل (بالإنجليزية: Workaholism) حالة مدمرة للروح تغير من شخصية الشخص وقيمه، وتشوه واقع كل فرد من أفراد الأسرة، وغالباً ما تؤدي إلى تفكك الأسرة، إذ قد يعاني مدمني العمل في نهاية المطاف من فقدان النزاهة الشخصية والمهنية.
يعد إدمان العمل من الحالات الخطيرة التي تنبع من حاجة قهرية لتحقيق النجاح، والحصول على السلطة، أو الهروب من التوتر العاطفي، وغالباً ما يكون النجاح الوظيفي السبب خلف معظم حالات إدمان العمل، وتعد هذه الحالة شائعة بين الأشخاص الموصوفين بالكمال.
محتويات المقال
ما هو إدمان العمل؟
يعرف إدمان العمل في علم النفس بأنه الحاجة القهرية للعمل والحصول على السلطة، ويتسم بالعمل لساعات طويلة تتجاوز متطلبات مكان العمل، ومتطلبات الشخص المادية، وتفكير الشخص المستمر في العمل حتى أثناء تواجده في أماكن أخرى وخارج ساعات العمل، مع نقص الاستمتاع بالعمل.
ينظر البعض إلى إدمان العمل بأنه شرط أساسي للنجاح، لذا قد يجد المصاب بإدمان العمل صعوبة بالغة في تحرير نفسه من العمل حتى عندما تكون لديه فرصة لذلك.
يرتبط إدمان العمل بالعديد من الأضرار غير السارة مثل انخفاض الصحة الجسدية، والاضطرابات النفسية، مثل اضطراب الوسواس القهري، والاكتئاب، واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
أسباب إدمان العمل
غالباً ما يكون النجاح في العمل، وإرضاء رب العمل السبب خلف إدمان العمل، إلا أن أبحاث علم النفس ربطت إدمان العمل بعوامل قد يتعرض لها مدمن العمل في سن مبكرة، ومن هذه العوامل ما يلي:
- دفع الطفل إلى تحمل مسؤوليات الكبار في مرحلة الطفولة، نتيجة مرض أو وفاة أحد الوالدين، أو انفصال الوالدين.
- تقييم العائلة الطفل بناء على أدائه، حيث يصبح منح الطفل الحب مشروط بتجاوز الطفل للتوقعات، وغالباً ما يكون مدمني العمل من الأطفال الذين كانوا متفوقين دراسياً أو رياضياً أثناء الدراسة في المدرسة.
- كبت غضب الطفل وعدم الإصغاء إليه جيداً، مما يدفعه للقيام بأعمال أخرى تنفس عن غضبه، إذ تدفع هذه التصرفات بدورها الطفل لأن يصبح مدمناً على القيام بالعمل للتعبير عن مشاعره وغضبه بدلاً من التعامل مع مشاعره بطريقة صحية وسليمة.
- أن يولد الطفل لأب أو أم محب للسيطرة والتسلط والنظام، ويجبر الطفل على القيام بالأعمال المطلوبة منه قبل القيام بأي شيء آخر.
- الأشخاص الذين يتمتعون بروح طيبة ولا يستطيعون قول لا في محاولة للحصول على الإعجاب والثناء ممن حولهم.
- ميل الطفل لإبراز إيجابياته و إبراز عيوب الآخرين وتقاعسهم عن القيام بعملهم في نفس الوقت، من خلال كثرة العمل وتجاوز التوقعات.
للمزيد: ما هو التشخيص المزدوج؟ وما هي طرق علاجه؟
أعراض إدمان العمل
غالباً ما يصعب تمييز إدمان العمل لكثرة تبرير الشخص المدمن على العمل لما يقوم به بأنه سبيل للنجاح، إلا أن الطموح والإدمان على العمل أمران مختلفان، فغالباً ما ينخرط مدمني العمل في أعمال قهرية لتجنب الجوانب الأخرى من حياتهم.
يعد إدمان العمل نوع من أنواع الإدمان تماماً مثل إدمان تعاطي المخدرات، وغالباً ما يؤدي إلى انخراط المصابين به في القيام بسلوكيات لا يدركون مخاطرها، ويمكن أن تشمل أعراض إدمان العمل على ما يلي:
- عدم النوم لساعات كافية للقيام بالعمل أو إنهاء مهمات تخص العمل.
- قضاء الكثير من الوقت في مكان العمل دون الحاجة لذلك.
- هوس النجاح في العمل.
- الخوف الشديد من الفشل.
- فقدان الشخص لعلاقاته الشخصية بسبب العمل.
- جنون العظمة بشأن الأداء المرتبط بالعمل.
- استخدام العمل كوسيلة لتجنب العلاقات الشخصية.
- تجنب التعامل مع الأزمات الأسرية مثل الموت والطلاق وغيرها من الأزمات.
- المشاكل النفسية مثل اضطراب ثنائي القطب، واضطراب الوسواس القهري.
سمات شخصية مدمني العمل
يتميز مدمني العمل بسمات شخصية مختلفة عن الباقيين، ومنها:
- الفخر والتعجرف.
- أذكياء وساحرين.
- الظهور الاجتماعي عندما يخدم ذلك مصالحهم.
- غير صبورين.
- صعوبة الاسترخاء والاستمتاع.
- مندفعين ومتطلبين.
- لديهم فكر قوي، وغالباً ما يتواجدون في مناصب إدارية عليا، أو يعملون لحسابهم الخاص.
- الراحة في الأنشطة التي تساعدهم في الوصول لأهدافهم، حتى الأنشطة الاجتماعية.
- لا يوجد لديهم الكثير من الأصدقاء، وغالباً ما ترتبط معارفهم بالعمل.
- الشعور بأنهم على حق دائماً، ولا يرون غير وجهة نظرهم.
- لديهم أجندة خاصة بغض النظر عن عواقبها.
- فقدان الذاكرة من حيث المحادثات، والرحلات على المستوى الشخصي.
- التمتع بحب الذات والنرجسية.
- لا يقدمون الأفكار، إنما يقودون الآخرين للعمل دون إعطائهم فكرة عما يقومون به.
- الإدمان على الجنس، فثلث مدمني العمل مدمنين على ممارسة الجنس بكثرة.
علاج إدمان العمل
يعد علاج إدمان العمل ضرورياً لتلافي تطور المشاكل النفسية والجسدية، ويجب أن يتم العلاج على يد اخصائي نفسي، ويمكن أن تشمل طرق العلاج على برنامج العلاج المكون من 12 خطوة يتخلله العلاج بالتحدث والعلاج الأسري وغيرها من طرق العلاج، ويمكن أن تشمل طرق العلاج على ما يلي:
- العلاج السلوكي المعرفي الفردي، لتوعية الشخص بمخاطر إدمان العمل ومضاعفاته المحتملة، ودفعه لتحديد أهداف واقعية لعمل، وكيفية الاستمتاع به، واتخاذ القرارات للموازنة بين الحياة الشخصية والعمل.
- المقابلات التحفيزية، وتتضمن المقابلات التحفيزية على سلسلة من الإجراءات لمساعدة الشخص المدمن على العمل على توضيح الأهداف التي يريد الوصول إليها، والسلوكيات التي يجب أن يتبعها لتحقيق هذه الأهداف دون المخاطرة بحياته الشخصية وصحته، وتقديم ملاحظات دقيقة من الأخصائي النفسي للشخص حول سلوكه، وعرض الحلول وطرق المساعدة المتوفرة للتغيير من هذه السلوكيات.
- العلاج الجماعي، وينطوي على جلسات تعقد مع أشخاص يعانون من نفس المشكلة للتحدث حولها، وعادةً ما يدير النقاش أخصائي نفسي.
- العلاج الأسري، لتحديد مدى الضرر الذي يعاني منه الشخص في علاقاته الأسرية، وطرح الأفكار التي يمكن أن تساعده على الموازنة بين عمله وأسرته.
مضاعفات إدمان العمل
يتسبب إدمان العمل بالكثير من المشاكل النفسية والجسدية، ومنها:
- مشاكل النوم مثل الأرق.
- الاكتئاب.
- الوسواس القهري.
- الصراعات الأسرية وصراعات العمل.
- الإنهاك الجسدي.
- انخفاض مستوى الأداء.
- التوتر.
- ارتفاع ضغط الدم مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
- مشاكل الجهاز العضلي الهيكلي نتيجة لكثرة العمل مثل الانزلاق الغضروفي.
- السمنة خاصة للأشخاص الذين يقومون بأعمال مكتبية.
- زيادة خطر الإصابة بتجلط الأوردة العميقة (جلطات الساق) خاصة للأشخاص الذين يقومون بأعمال مكتبية، وتزيد هذه الجلطات من خطر الانصمام الرئوي، أي انتقال الجلطة من الساق إلى الرئة.
- اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
اقرا أيضاً: أنواع الإدمان