يعد مرض الزهايمر حالة عصبية تقدمية تتطور ببطء وتتفاقم تدريجيًا على مراحل تستغرق عدة سنوات، تؤثر خلالها على الذاكرة، والقدرات المعرفية، والنطق، والحركة، وكذلك السلوك والشخصية. تبدأ مراحل الزهايمر بضعف الذاكرة وانخفاض القدرات المعرفية والإدراكية، ويعقب ذلك ظهور صعوبة في أداء الأنشطة اليومية، وصولًا إلى تدهور القدرات العقلية الأخرى، وتغيرات في السلوك والشخصية، وفقدان القدرات الحركية في النهاية. [1][2]
يفيد التعرف على مراحل تطور الزهايمر في فهم ما يحدث لمرضى الزهايمر والتغيرات التي تطرأ عليهم، وكذلك المساعدة في تخطيط وتعلم كيفية التعامل مع المريض ورعايته. [3]
تعرف في هذا المقال على مراحل مرض الزهايمر بالتفصيل، والمشكلات التي يعاني منها المريض في كل مرحلة.
محتويات المقال
مراحل الزهايمر السبعة
يُقسم مرض الزهايمر إلى سبع مراحل بناء على مدى تفاقم الأعراض، وتتميز كل مرحلة من مراحل الزهايمر بمجموعة من الأعراض، ولكن قد يصعب تحديد مرحلة الزهايمر في بعض الأشخاص نظرًا لتداخل أعراض المراحل معًا. [2][4]
تختلف مدة مراحل مرض الزهايمر من حالة لأخرى، فقد يستمر تقدم المرض من 8 إلى 10 سنوات، وقد يصل عند البعض إلى 20 عامًا. [5]
تجدر الإشارة إلى أن البعض يعتمد على تقسيم مرض الزهايمر إلى ثلاث أو خمس مراحل، ويهدف تقسيم المرض لمراحل إلى تسهيل إعطاء فكرة عن التغيرات التي تحدث ومدى تقدم الحالة بشكل عام، ولكن الغاية الأسمى هي فهم حالة المريض لضمان تلبية احتياجاته وتحسين نوعية حياتهه قدر الإمكان. [6]
تشمل مراحل الزهايمر السبعة ما يلي:
المرحلة الأولى
يبدأ مرض الزهايمر في صمت دون ظهور أي أعراض على الشخص وتكون الذاكرة لديه والقدرات المعرفية خلال هذه المرحلة طبيعية، ولكن في هذه الأثناء تحدث تغيرات في المخ قبل 10 إلى 15 عامًا من ظهور أعراض الزهايمر. [4][5]
وبالرغم من غياب الأعراض في هذه المرحلة، إلا أن مراحل بداية الزهايمر يمكن أن تكتشف من خلال فحص التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني حيث يُظهر ترسبات لويحات الأميلويد، وهي المسؤولة عن إلحاق الضرر بالخلايا العصبية في المخ وإعاقة التواصل بينها، وتطور مرض الزهايمر. [3][6]
المرحلة الثانية
قد يحدث في هذه المرحلة من مراحل الزهايمر تغيرات طفيفة في الذاكرة، حيث يعاني الشخص من هفوات في الذاكرة فينسى بعض أسماء الأشخاص أو مكان وضع أغراضه بصفة متكررة، ويمكن أن تستمر هذه المرحلة من 2 إلى 10 سنوات. [4][5]
تتشابه المراحل الأولى للزهايمر مع التغيرات الطبيعية التي تحدث مع التقدم في العمر نتيجة الشيخوخة؛ لذا قد يصعب اكتشاف الزهايمر في هذه المرحلة، ولكن قد يشعر المريض بالتغيرات التي طرأت عليه. [3][4]
تجدر الإشارة إلى أن مرض الزهايمر في هذه المرحلة لا يتعارض مع قدرة الشخص على ممارسة حياته اليومية، والعمل، والانضمام للأنشطة الاجتماعية. [2]
اقرأ أيضًا: علامات الزهايمر المبكرة.. انتبه إليها
المرحلة الثالثة
تتضح علامات مرض الزهايمر في هذه المرحلة من مراحل الزهايمر، ويلاحظ أفراد الأسرة والأصدقاء التغيرات التي تطرأ على المريض نظرًا لبداية تداخل الأعراض مع الحياة اليومية. [3]
تتضمن التغيرات التي تحدث في المرحلة الثالثة من الزهايمر والأعراض التي يعاني منها المريض ما يلي: [2][3][4]
- نسيان المعلومات التي تلقاها حديثًا.
- عدم القدرة على تذكر أسماء الأشخاص الذين تعرف عليهم حديثًا.
- طرح السؤال أكثر من مرة على من حوله رغم تلقيه الإجابة.
- صعوبة تعلم مهارة جديدة.
- صعوبة التخطيط، وسوء تقدير المواقف.
- ضعف الإنتاجية في العمل وفقدان الرغبة في الذهاب إليه.
- فقدان الأشياء المهمة أو الثمينة.
- ضعف التواصل مع الآخرين.
- الضياع في الطرق المألوفة.
- التغيرات المزاجية وسرعة الانفعال والغضب.
تستمر المرحلة الثالثة من مراحل الزهايمر ما بين 2 إلى 7 سنوات، وعادة ما يتم تشخيص مرض الزهايمر فيها. [5]
اقرأ أيضًا: أعراض الزهايمر.. النسيان ليس العرض الوحيد
المرحلة الرابعة
تتفاقم أعراض الزهايمر التي ظهرت في المرحلة الثالثة في هذه المرحلة من مراحل الزهايمر، كما تبدأ أعراض جديدة في الظهور؛ وذلك لأن تلف الخلايا العصبية يتجاوز منطقة الذاكرة ويصل إلى أجزاء أخرى في الدماغ مسؤولة عن الإدراك، والنطق، والتنظيم، والحساب. [3][4]
قد تستمر المرحلة الرابعة من الزهايمر مدة عامين، وتشمل المشكلات التي يواجهها المريض في هذه المرحلة الآتي: [2][4]
- مشكلات كبيرة في الذاكرة.
- مواجهة صعوبة في القيام بالمهام التي تحتاج إلى تركيز مثل الحسابات المالية، واستغراق وقت أطول في المهام المألوفة كطهي الطعام.
- الضياع عند الخروج من المنزل حتى في الأماكن المألوفة.
- ضعف استيعاب المريض للأحداث الحالية وما يجري من حوله.
- تغيرات في الشخصية، مثل الشك في نوايا الآخرين.
- اضطراب النوم والشعور بالاكتئاب.
- الانسحاب من التجمعات العائلية والأنشطة الاجتماعية.
عادة ما يظل المريض في هذه المرحلة من مراحل الزهايمر متذكرًا الأحداث المهمة في حياته، ويستطيع التعرف على أفراد أسرته وأصدقائه. [2][5]
اقرأ أيضًا: ما هي أسباب مرض الزهايمر؟
المرحلة الخامسة
تعد المرحلة الخامسة من مراحل الزهايمر المتأخرة، وفيها يحتاج المريض إلى كثير من الدعم والمساعدة في أداء المهام اليومية، وقد لا يتمكن من العيش بشكل مستقل. [2]
يزداد تدهور الذاكرة في هذه المرحلة فيصعب على المريض تذكر عنوانه، ورقم هاتفه، وربما يجد صعوبة أيضًا في تذكر أسماء أفراد أسرته وأصدقائه المقربين. [1]
يعاني مريض الزهايمر أيضًا في هذه المرحلة من مشكلات أخرى، منها: [4][5]
- صعوبة تذكر المعلومات الشخصية، والأحداث الكبرى في حياته.
- فقدان القدرة على تحديد مكان وجوده الحالي.
- صعوبة تحديد تاريخ اليوم أو الفصل من السنة، وينعكس ذلك على تصرفاته فنجد أنه يرتدي ملابس لا تناسب الطقس.
- انخفاض حاد في القدرة على اتخاذ قرارات صائبة، وكثرة التعرض للخداع والاحتيال من الآخرين.
- هلاوس بصرية أو سمعية.
- الأوهام، والشك في نوايا الآخرين.
تستمر هذه المرحلة الخامسة من مراحل الزهايمر عام ونصف تقريبًا، وغالبًا ما يظل فيها المريض قادرًا على الاهتمام بنظافته الشخصية وتناول الطعام دون مساعدة. [1][5]
اقرأ أيضًا: ما هي طرق علاج مرض الزهايمر؟
المرحلة السادسة
تتدهور الحالة أكثر فأكثر في المراحل الأخيرة لمرض الزهايمر فيبدأ المريض في فقدان قدرته على القيام بأبسط الأمور، مثل الاعتناء بنظافته الشخصية والاستحمام، ويحتاج إلى رعاية مستمرة. [4]
يزداد فقدان الذاكرة سوءًا في هذه المرحلة فلا يستطيع المريض تذكر الماضي والأحداث الحياتية، وقد يخلط بين أفراد أسرته، فعلى سبيل المثال قد يعتقد أن زوجته هي أمه. [3][5]
تنطوي المرحلة السادسة من الزهايمر على مشكلات أخرى، منها: [1][2][4][5]
- صعوبة في التحدث والتواصل مع الآخرين والتعبير عن ما يشعر به، فمثلًا قد لا يستطيع مريض الزهايمر التعبير عن إحساسه بالألم في مكان ما، ولكنه ربما يكون قادرًا على إظهار سلوكيات معينة تشير إلى معاناته من الألم أو السعادة وغيرها من المشاعر.
- ضعف القدرة على تناول الطعام بنفسه ومواجهة مشكلات في البلع، وكذلك عدم القدرة على ارتداء ملابسه بنفسه.
- ضعف القدرة على الاعتناء بنظافته الشخصية، فقد لا يتمكن المريض من ضبط درجة حرارة الماء عند الاستحمام، أو تنظيف المرحاض بعد استخدامه.
- النوم خلال النهار والتجول في الليل.
- تفاقم القلق، والهلاوس، والأوهام والشك في من حوله.
- تغيرات سلوكية، مثل التحدث إلى نفسه في المرآة.
تعد هذه المرحلة من أصعب مراحل الزهايمر على المريض ومن حوله، وغالبًا ما تستمر عامين ونصف تقريبًا. [5]
المرحلة السابعة
يصل المريض في المرحلة السابعة إلى المرحلة الأخيرة من المرض والتي تعد أسوأ مراحل الزهايمر نتيجة تضرر جزء كبير من خلايا المخ، فتتدهور القدرات الأساسية مثل القدرة على تناول الطعام والجلوس والمشي، بجانب الضعف الحاد في القدرات العقلية، ويحتاج المريض إلى رعاية على مدار الساعة. [3][4]
تتجاوز أعراض هذه المرحلة فقدان الذاكرة والقدرات المعرفية لتصل إلى معاناة شديدة في الحركة، وتتضمن ما يلي: [2][3][4]
- عدم القدرة على استخدام الملعقة عند تناول الطعام وصعوبة البلع، ويكون المريض بحاجة إلى المساعدة لتناول الطعام، كما ينبغي الحرص على إعطائه الماء حيث يفقد القدرة على إدراك شعور العطش.
- اقتصار الكلام على كلمة واحدة إلى ست كلمات فقط، وربما فقدانه تمامًا.
- فقدان القدرة على المشي والجلوس وربما يصل الأمر إلى عدم استطاعة رفع الرأس مع الشعور بألم عند تحريك الجسم؛ وذلك نتيجة تصلب العضلات.
- مشكلات صحية، مثل عدوى الجلد، والتهاب الرئة، وفقدان الوزن.
قد تستمر مرحلة الزهايمر الأخيرة من بضعة أسابيع إلى سنتين ونصف تقريبًا وتتأثر بمدى جودة الرعاية التي يتلقاها المريض. [1][5]
اقرأ أيضًا: تعرف على طرق الوقاية من الزهايمر
نصيحة الطبي
يتطور مرض الزهايمر تدريجيًا على مدار سبع مراحل تبدأ بأعراض خفيفة ثم تتفاقم ببطء مع الوقت وصولًا إلى عجز كامل في القدرات العقلية والجسدية في المرحلة الأخيرة من المرض.
يوصى بمراجعة الطبيب عند ملاحظة الشخص لأي تغيرات في الذاكرة أو القدرات المعرفية على نفسه أو أحد أفراد أسرته لتلقي العلاج الذي يعمل على إبطاء تقدم الحالة وتحسين نوعية الحياة، بجانب اتباع نمط حياة صحي والحرص على تنشيط الذهن باستمرار بالقراءة وحل الألغاز.
يمكنك استشارة طبيب متخصص من أطبائنا على مدار الساعة للرد على كافة استفساراتك حول مرض الزهايمر.