يُمكن أن يرتبط استخدام اللولب الهرموني بحدوث بعض الآثار الجانبية والتي تختلف حدتها من امرأة لأخرى، فمن الممكن أن لا تُعاني بعض النساء من أية آثار جانبية، بينما يُمكن أن تواجه نساء بعض المخاطر والآثار الجانبية أثناء وضع اللولب الهرموني. [1][2]
وفي المقال التالي ستتم مناقشة كل ما يخص الآثار الجانبية لللولب الهرموني ومخاطره المحتملة.
محتويات المقال
الآثار الجانبية لللولب الهرموني
يُعد اللولب الهرموني إحدى وسائل منع الحمل طويلة المفعول، والذي يحتوي على الليفونوجستريل (بالإنجليزية: Levonorgestrel) أحد الأشكال المصنّعة لهرمون البروجسترون، حيث يقوم اللولب الهرموني بطرح هذا الهرمون داخل الرحم بشكل تدريجي ليستمر مفعوله لمدة تصل إلى 7 سنوات. [1][2][3]
كغيره من أنواع وسائل منع الحمل الهرمونية، يُمكن أن يتسبّب اللولب الهرموني ببعض الآثار الجانبية، والتي تختلف شدّتها من حالة لأخرى، فمن المُمكن أن تكون هذه الآثار الجانبية خفيفة، مثل: الإفرازات المهبلية أو ألم الثدي، بينما تكون بعض الآثار الجانبية أكثر خطورة كحدوث انثقاب في الرحم. [2][4]
ويُمكن أن تتضمّن الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا لللولب الهرموني والتي تم تسجيلها من قبل النساء اللاتي قاموا باستخدامه لأكثر من 5 سنوات ما يلي:
الألم
تُعاني بعض النساء من الألم أو عدم الراحة أثناء إدخال اللولب الهرموني داخل رحمها، إلّا أنه يكون مؤقتًا ويستمر لفترة لا تتجاوز 30 دقيقة، كما يُمكن أن يتسبّب اللولب الهرموني بحدوث تشنجات في منطقة البطن بعد إدخال اللولب والتي يُمكن أن تستمر لبضع أسابيع. [2][3]
كما يُمكن أن تتضمن الآثار الجانبية لللولب الهرموني أيضًا معاناة المرأة من الألم في مناطق أخرى من الجسم، بما فيها آلام الظهر وآلام الثدي. [1][4][5]
وغالبًا ما تساعد مسكنات الألم، بما فيها دواء الإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) والكمادات الساخنة في التخفيف من الآلام المرافقة لاستخدام اللولب الهرموني. [2][3]
النزيف المهبلي
من المتوقع جدًا أن يحدث نزيف مهبلي بعد إدخال اللولب الهرموني داخل الرحم، لكن يُمكن أن تُعاني بعض النساء من حالة تسمّى بالتبقع، والتي تتمثل بنزول بقع من الدم في فترات مختلفة بين الدورات الشهرية، ومن المرّجح أن يستمر ذلك خلال الأشهر الثلاثة إلى الستة الأولى بعد إدخال اللولب. [2][3]
غالبًا ما يحدث النزيف بين الدورات بشكل متكرر أكثر في البداية، ومن المفترض أن يحدث ذلك بشكل أقل عندما يتكيف الجسم مع اللولب الموجود في الرحم. [2]
ويجب التنويه إلى أهمية مراجعة الطبيب في حال كان النزيف المهبلي بين الدورات مزعجًا أو لم تتحسن هذه الأعراض بعد الأشهر الستة الأولى من إدخال اللولب الهرموني. [2]
تغيرات في الدورة الشهرية
تتضمّن الآثار الجانبية لللولب الهرموني أيضًا حدوث بعض التغيرات في الدورة الشهرية لدى السيّدة، والتي يُمكن أن تتضمّن ما يلي: [1][2][5]
- أن تصبح الدورة أقل أو أكثر غزارة.
- استمرار الدورة لفترات زمنية أطول.
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- غياب الدورة الشهرية.
غالبًا ما يحدث هذا النوع من أضرار اللولب الهرموني خلال الشهور الثلاثة إلى الستة الأولى من إدخال اللولب، وذلك لحين أن يتكيّف الجسم عليه، ومن ثم ستختفي وتعود الأمور إلى طبيعتها. ومن المهم مراجعة الطبيب في حال استمرت تغيرات الدورة الشهرية لفترة أطول من 6 أشهر. [2][5]
لكن، في بعض الحالات، يُمكن أن يحدث غياب الدورة الشهرية لدى المرأة لمدة تصل إلى عام واحد، وهو أمر طبيعي ولا يدّعي القلق، إلّا أنه يُنصح في هذه الحالة بإجراء تحليل الحمل المنزلي للتأّكد من عدم حدوث الحمل لدى المرأة، فبالرغم من فعالية اللولب الهرموني في منع الحمل، إلا أنّه هناك احتمالية لحدوث الحمل أثناء استخدامه. [2][3]
الصداع
يُعد الصداع من الآثار الجانبية المعروفة لللولب الهرموني، ويعود ذلك للتغيرات الهرمونية المرتبطة باستخدام اللولب، لكن لا داعي للقلق فعادةً ما يُمكن علاج الصداع الناجم عن استخدام اللولب الهرموني باستخدام مختلف أنواع مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية. [1][3]
ويجب التنويه إلى أنّ اللولب الهرموني يُعتبر خيارًا أكثر أمانًا لدى النساء اللاتي يعانين بالفعل من الشقيقة (الصداع النصفي) مقارنةً بوسائل منع الحمل الأخرى التي تحتوي على هرمون الإستروجين، إلا أنّه يُمكن أن يؤثر استخدام اللولب الهرموني على معدل تكرار حدوث الأعراض وشدتها لدى هذه الفئة من النساء، ولهذا يجب دائمًا مراقبة الوضع الصحي الخاص بهن وإبلاغ الطبيب في حال تفاقمت الأعراض لديهم بعد استخدام اللولب. [3][4]
الالتهابات النسائية
يُمكن أن يزيد استخدام اللولب الهرموني من خطر الإصابة بعدوى أو التهاب في منطقة المهبل أو الفرج، والذي يُمكن أن يتسبّب ببعض الأعراض التي تختلف من امرأة لأخرى، ولكنها غالبًا ما تشمل تهيج في منطقة المهبل أو إفرازات مهبلية. [1][3]
من المُمكن أن يكون التهاب المهبل المرتبط باستخدام اللولب الهرموني خفيفًا ويختفي من تلقاء نفسه. وفي أحيانٍ أخرى، يُمكن أن يستدعي مراجعة الطبيب للحصول على العلاج المناسب. [3]
لكن، يجب التنويه إلى أهمية مراجعة الطبيب في حال عانت المرأة من ألم شديد وإفرازات مهبلية غير طبيعية أو إفرازات ذات رائحة كريهة، فمن المُمكن أن يدُل ذلك في حالات نادرة على إصابة المرأة بعدوى خطيرة تسمى مرض التهاب الحوض.
اقرأ أيضًا: انتبهي إلى الالتهابات بسبب اللولب
آثار جانبية أخرى
يُمكن أن تتضمّن الآثار الجانبية لللولب الهرموني الأقل شيوعًا ما يلي:
- الاكتئاب
تُعاني بعض النساء من انخفاض الحالة المزاجية والشعور بالاكتئاب أثناء استخدام اللولب الهرموني، إلا أنّ هذه الأعراض لا تعتبر من الآثار الجانبية الشائعة لللولب الهرموني. ومن المهم مراجعة الطبيب في حال المعاناة من أعراض اكتئاب جديدة أو ازدادت الأعراض سوءًا عند المرأة أثناء استخدام اللولب الهرموني. [1][4]
ومع ذلك، تجدر الإشارة أيضًا إلى أنّه من المُمكن أن يتم استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية لتحسين التغيرات المزاجية الناجمة عن بعض الحالات، مثل: متلازمة ما قبل الحيض، كما بالنسبة للنساء اللاتي يعانين من تغيرات مزاجية كبيرة بسبب التقلبات الهرمونية، يُمكن أن يكون لوسائل منع الحمل طويلة المفعول، مثل: اللولب الهرموني تأثيرًا جيدّا للتحسين من هذه التغيرات.
- حب الشباب
من الآثار الجانبية لللولب الهرموني والتي تم الإبلاغ عنها في بعض الحالات أيضًا ظهور حب الشباب، وذلك على منطقة الوجه، أو الصدر، أو الظهر. ويمكن أن تتضمّن أنواع حب الشباب التي يمكن أن تظهر أثناء استخدام اللولب الهرموني ما يلي: [1][4]
- نتوءات حمراء صغيرة.
- الرؤوس السوداء.
- الرؤوس البيضاء.
- حبوب صغيرة مليئة بالقيح.
- اضطرابات الجهاز الهضمي
يُمكن أن تحدث اضطرابات في الجهاز الهضمي عند استخدام اللولب الهرموني، لكنّها سرعان ما تختفي بعد فترة زمنية قصيرة. ومن الأمثلة على هذا النوع من الآثار الجانبية لللولب الهرموني ما يلي: [4][5]
- الغثيان.
- القيء.
- الانتفاخ.
- أعراض أخرى
من الآثار الجانبية لللولب الهرموني أيضًا ما يلي: [1][4]
- الدوخة، والتي يُمكن أن تحدث خلال فترة قصيرة بعد إدخال اللولب.
- تساقط شعر الرأس.
- نمو الشعر غير المرغوب به.
اقرأ أيضًا: اللولب الهرموني وزيادة الوزن
مخاطر استخدام اللولب الهرموني
بالإضافة إلى ما يتسبّب به من آثار جانبية، يُمكن أن تتضمّن أضرار اللولب الهرموني أيضًا احتمالية ارتباطه بحدوث بعض المخاطر والمشكلات الصحية، إلّا أنّها نادرة الحدوث، فلا داعي للقلق كثيرًا منها ومن المهم استشارة الطبيب فورًا في حال ظهور أي من الأعراض التي يُمكن أن تدُل على حدوثها. [2][4]
وفيما يلي نذكر الآثار الجانبية الخطيرة لللولب الهرموني:
- تكيسات المبيض
يُمكن أن تصاب المرأة بتكيسات المبيض الحميدة أثناء فترة وضع اللولب الهرموني، وعادةً ما تختفي هذه الأكياس خلال شهر أو شهرين، ولكن في بعض الأحيان يُمكن أن تتطلب مراجعة الطبيب. [2][4]
ومن الأعراض التي ترافق ظهور تكيسات المبيض ما يلي: [2][4]
- آلام وتورم في البطن.
- ألم أثناء الجماع.
- القيء والغثيان.
- آلام أثناء الحيض.
- ألم أثناء التبرّز.
- مرض التهاب الحوض
تُعد المرأة أكثر عرضة للإصابة بمرض التهاب الحوض في الأسابيع الثلاثة الأولى بعد إدخال اللولب الهرموني، ومن الأعراض التي يُمكن أن تدُل على تطوّر هذه الحالة ما يلي: [2][3]
- آلام في البطن، خاصةً في منطقة أسفل البطن.
- الألم أثناء الجماع والتبوّل.
- إفرازات مهبلية ذات رائحة كريهة.
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- التعب.
- الحمى.
ومن المهم مراجعة الطبيب فورًا في حال ظهور أي من أعراض مرض التهاب الحوض، فهو من الآثار الجانبية الخطيرة جدًا لللولب الهرموني. [2][5]
- تحرُّك اللولب من مكانه
يُمكن أن يقوم الرحم بطرد اللولب الهرمونية ودفعه للخارج إما بشكل جزئي أو بشكل كامل، كما يُمكن أيضًا أن يتحرك اللولب الهرموني من مكانه الطبيعي ويعلق في المكان الخطأ، وهو أمر يجعل اللولب غير فعال لمنع الحمل. [2][3]
ولهذا السبّب من المهم دائمًا التحقق من مكان اللولب على الأقل مرة واحدة في الشهر، وذلك من خلال الخطوات التالية: [2][3]
- غسل اليدين جيدًا.
- إدخال إصبعين في المهبل والوصول إلى عنق الرحم.
- محاولة الشعور بالخيوط المربوطة باللولب والحذر من القيام بسحبها.
- فإذا لم تتمكن السيّدة من الشعور بخيوط اللولب أو إذا شعرت أنها أطول من المعتاد، فعندها يجب مراجعة الطبيب.
كما أنّ من الأعراض تحرُّك اللولب من من مكانه هي الشعور بألم وحدوث نزيف من المهبل. [3]
- ثقب في الرحم
من مخاطر اللولب الهرموني أيضًا احتمالية بأن يتسبّب بحدوث ثقب أو تمزّق في بطانة الرحم وذلك نتيجة تحركه من مكانه الصحيح، وهو أمر يٌمكن أن يحدث أثناء قيام الطبيب بوضعه داخل الرحم. [2][4][5]
ويزداد خطر حدوث هذا الضرر من أضرار اللولب الهرموني عند وضعه داخل الرحم بعد الولادة، خصوصًا خلال الأيام الأربعة الأولى وحتى 6 أشهر بعد الولادة، كما يزداد خطر حدوثه أيضًا عند وضعه أثناء فترة الرضاعة الطبيعية. [2][5]
بالإضافة إلى أنّ اللولب يصبح غير فعال في منع الحمل، يُمكن أن يرتبط انثقاب الرحم بما يلي: [2]
- تندّب الرحم بشكل دائم.
- تلف الأعضاء المحيطة.
- العدوى.
أما حول الأعراض التي تدُل على تمزّق الرحم بسبّب اللولب الشعور بألم شديد بالإضافة إلى النزيف المهبلي. وما يجدر ذكره هنا هو أنّ في حال تسبّب اللولب الهرموني بثقب في الرحم فإنّه يجب الخضوع لعملية جراحية لإزالته. [2][4]
- الحمل خارج الرحم
لا يوفر اللولب الهرموني حماية ضد الحمل بنسبة 100%، أي أن هناك نسبة بأن تُصبح المرأة حاملًا أثناء وضعه. وإذا حدث ذلك، فهناك احتمال أكبر لحدوث حمل خارج الرحم، والذي يُمكن أن يكون أمرًا مهددًا للحياة كما يُمكن أن يؤثر على خصوبة المرأة في المستقبل. [3][5]
ومن الأعراض التي تدُل على حدوث الحمل خارج الرحم، ما يلي: [3][5]
- النزيف المهبلي غير المتوقع.
- آلام وتشنجات في البطن.
- آلام أسفل الظهر.
- الدوخة أو الإغماء.
- الشعور بضغط في منطقة المستقيم.
- مشاكل في المثانة أو الأمعاء.
أيضًا، يُمكن أن تشمل مخاطر حدوث الحمل أثناء استخدام اللولب الهرموني زيادة خطر حدوث الإجهاض أو الولادة المبكرة. [2]
اقرأ أيضًا: أعراض الحمل على اللولب ومخاطره
- فرط الحساسية
من الآثار الجانبية لللولب الهرموني أيضًا احتمالية تسبّبه برد فعل تحسسي لدى بعض النساء، والذي يُمكن أن يتسبّب بأعراض تتراوح ما بين أعراض خفيفة إلى شديدة، وتشمل ما يلي: [4]
- الطفح الجلدي.
- الحكة.
- احمرار الوجه.
- تورّم تحت الجلد، والذ يحدث عادةً في الجفون، أو الشفاه، أو اليدين، أو القدمين.
- تورّم الفم، أو اللسان، أو الحلق، الأمر الذي يُمكن أن يجعل التنفس صعبًا.
ولهذا يجب إخبار الطبيب في حال كانت المرأة تُعاني من حساسية تجاه أي من أنواع الأدوية أو المواد الأخرى قبل وضع اللولب الهرموني لها. [4]
نصيحة الطبي
تتعدّد الآثار الجانبية لللولب الهرموني والتي تتراوح شدتها ما بين طفيفة إلى شديدة، وغالبًا ما تختفي الآثار الجانبية الطفيفة لللولب الهرموني خلال فترة أقصاها 6 أشهر. ومن المهم دائمًا مراجعة الطبيب في حال حدثت بعد إدخال اللولب الهرموني أية أعراض تدُل على إصابة المرأة بالتهاب في منطقة الحوض، أو ثقب في الرحم، أو حمل خارج الرحم.
كما بإمكانكِ الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع للحصول على كافة المعلومات والتفاصيل التي تخص أضرار اللولب الهرموني ومخاطره المحتملة.