الدخان

يضطر الجميع إلى التعامل مع الدخان في مواقف الحياة اليومية وفي المواقف الطارئة أيضاً، فما هو الدخان؟

الدخان (بالإنجليزية: Smoke)، هو مجموعة من الجزيئات غير المحترقة والمتناهية الصغر من الكربون، وقطرات ضئيلة من القطران أو القار. أي أنه مجموعة من الجزيئات الصلبة، والسائلة، والغازية.

بالرغم من أن الدخان يمكن أن يحتوي على المئات من المركبات الكيميائية والأدخنة، إلا أن الدخان المرئي يتكون على الأعم من الكربون، والقطران، والزيوت، والرماد.

يتصاعد الدخان عندما لا تكتمل عملية الاحتراق، أي أن كمية الأكسجين غير كافية لحرق الوقود بالكلية، وبالتالي فإن الدخان هو كل تلك المركبات التي لم تحترق، ويتميز جزيء الدخان بأنه أصغر من أن تدركه العين المجردة، ولكن عندما تتجمع الجزيئات غير المحترقة معاً فإنها تكون الدخان، بينما في عملية الاحتراق الكامل، يحترق كل شيء منتجاً الماء وثاني أكسيد الكربون فقط.

أنواع الدخان

الدخان ليس نوعاً واحداً، فهو يختلف اختلافاً واسعاً تبعاً للمادة المحترقة، يمكن تقسيم أنواع الدخان إلى الآتي:

• دخان الحرائق مثل: حرائق الغابات والبرية، أو حرائق المخيمات، أو الحرائق الصناعية، أو الشموع، أو حرائق المدافئ.
• دخان مواقد المطابخ: متضمنة تلك التي وقودها الخشب أو مشواة الفحم.
• دخان محاربة الآفات (تبخير).
• دخان السجائر. للمزيد: اضرار التدخين على الصحة

للمزيد: تأثير التدخين على الجهاز الحركي

يرجى ملاحظة أن الدخان الناتج عن السجائر ليس مشابهاً لدخان حرائق الغابات أو غيرها، كونه يحتوي على كيماويات أشد خطورةً.

تركيبة الدخان

يختلف نوع المركبات بالدخان تبعاً لنوع الوقود الذي يحترق، يحتوي الدخان في حرائق الخشب على سبيل المثال على مركبات عضوية طيارة (وهي التي تتبخر من الخشب)، والماء، والمعادن التي تواجدت بخلايا الشجر مثل الكالسيوم، والبوتاسيوم، والماغنسيوم، وبما أن هذه المعادن لا تحترق، لذا فهي تكون الرماد الناتج.

يحتوي الدخان الناتج عن حرائق البلاستيك على مواد شديدة الضرر والخطورة، تبعاً لنوع البلاستيك المحترق، أما الدخان الناتج عن السجائر، فهو أشد تعقيداً في تركيبته عن باقي الأنواع ويعد مسبباً للسرطان. يحتوي دخان السجائر على مركبات سامة مثل أول أكسيد الكربون، وسيانيد الهيدروجين، وأكسيد النيتروجين، وفورمالدهيد، وبنزين، ونيكوتين، وغيرها.

اقرأ أيضاً: التدخين وأثره على الحنجرة

الفحم

أثبتت الدراسات أن أقل أنواع الدخان ضرراً هي الناتجة عن احتراق الفحم. الفحم هو ما يتبقى بعد حرق الخشب، يتوهج الفحم أثناء اشتعاله ويظل ساخناً مادام ملامساً لأكسجين الهواء.

الفحم هو الكربون النقي الذي يتبقى بعد إطلاق الغازات وجزيئات الدخان الأخرى، يحترق الفحم ببطء مع توهج أحمر هادئ، لا يوجد ألسنة لهب لأن الفحم ينتج فقط ثاني أكسيد الكربون الذي لا يمكن إعادة إحراقه أكثر من ذلك، على عكس الأبخرة الأخرى القابلة للاشتعال. وكلما زادت سرعة تحول الحريق إلى فحم متوهج، كلما زادت درجة الحرارة وقلت كمية الدخان المنبعث، حيث يتحد الكربون مع الأكسجين منتجاً ثاني أكسيد الكربون ولا يتبقى سوى الرماد والمعادن.

اقرأ أيضاً: فوائد قناع الفحم للبشرة

أضرار الدخان الصحية

ينتج عن التعرض لمختلف أنواع الدخان، آثاراً عديدة ومتنوعة على الصحة.

لا يؤثر التعرض لدخان حرائق الغابات والمخيمات إلى آثاراً وخيمة على صحة الإنسان، يمكن رصد حالات صعوبة في التنفس ويزداد الأمر سوءاً في حالات مرضى القلب والرئة، بينما يعد التعرض للتدخين السلبي أكثر ضرراً وتدميراً للجسم البشري، لاحتواء دخان السجائر على أكثر من 7000 مركب كيميائي، تعد المئات منها مركبات سامة، ويصنف 70 مركباً منها مسبباً للسرطان، يزيد التعرض لدخان السجائر من احتمالية الإصابة بالربو، وعدوى الجهاز التنفسي، وعدوى الأذن، وأمراض القلب، وسرطان الرئة، والسكتات الدماغية.

ويعد التعرض للدخان الناتج عن الحرائق داخل المنزل جد خطير، حيث يعتبر استنشاق الدخان هو السبب الأساسي للوفاة عند اندلاع حرائق المنازل وليس نتيجة الإصابة بالحروق حتى لتصل النسبة إلى حوالي 75%. يعتمد ذلك بالطبع على نوعية دخان المادة المحترقة والكمية التي استنشقت، والتي من الممكن أن تكون سامة أو تسبب تهيج الأنسجة، فمثلاً ينتج البلاستيك عند حرقة غازات سامة مثل أول أكسيد الكربون وكلوريد الهيدروجين.

أعراض التعرض للدخان

تتنوع الأعراض تبعاً لمدة ودرجة التعرض، وكذلك إلى نوع الدخان، ويمكن تلخيص الأعراض في النقاط التالية:

• احمرار والتهاب العيون.
• سيلان الدموع والأنف.
• مشاكل بالرئة وصعوبة التنفس.
• الغيبوبة أو الموت، إذا طالت مدة التعرض للدخان.

للمزيد: ضيق التنفس

آثار الدخان

يترك الدخان آثاراً، وخسائر مادية، ومعنوية زيادة على أضراره الصحية، منها ما يلي:

• يحتوي الدخان على مواد قابلة للإشتعال، إذا ما لاقت الأكسجين الكافي فسوف تشتعل هي الأخري، يزيد ذلك من الوقت اللازم للسيطرة على الحريق.
• يحجب الدخان الرؤية، مما يجعل أمر الإخلاء صعباً ومربكاً للغاية، ويسبب العديد من الوفيات حتى بين رجال الإطفاء أنفسهم.
• يتسبب الدخان في الكثير من الخسائر التي قد تتفوق على خسائر النيران ذاتها، حيث يترك الدخان تلوثاً يستمر لفترات طويلة ويستنفذ الجهود والأموال للتخلص منه، بالإضافة إلى تشويه المباني والميادين، وتلطيخها بالرماد والسخام، وامتلاء الجو برائحة كريهة.

اقرأ أيضاً: علاقة تلوث الهواء بالأمراض وأهمية تنقية الهواء