جراحة البطن

لجأ الإنسان إلى الجراحة منذ قديم العصور كحل لبعض المشاكل الصحية، ومع تقدم الطب تطورت أنواع الجراحات التي يمكن إجراؤها، لكن بقيت جراحة البطن واحدة من أشيع أنواع الجراحة وأكثرها انتشاراً. فما هي جراحة البطن، وما هي أنواعها، وما الاختلاطات التي يمكن أن تنجم عن إجرائها؛ هذا هو موضوع مقالنا هذا.

ماهيّة جراحة البطن:

• يشير مصطلح جراحة البطن إلى أي عملية جراحية تجرى على أي من أعضاء البطن، بما في ذلك المعدة، والمرارة، والأمعاء الدقيقة، والأمعاء الغليظة، والزائدة الدودية، والكبد، والبنكرياس، والطحال، والمريء. ويمكن أن يكون هذا الإجراء ضرورياً لعلاج مجموعة متنوعة من الأسباب، بما في ذلك بعض الإنتانات، أو وجود انسداد، أو الأورام، أو أمراض الأمعاء الالتهابية.
• هناك أنواع عديدة من جراحات البطن، من أكثرها شيوعاً: جراحة الفتق الإربي، وجراحة البطن الاستقصائية، واستئصال الزائدة الدودية، والجراحة التي تجرى في سياق أمراض الأمعاء الالتهابية.

كيف يتم إجراء جراحة البطن؟

• يمكن أن تجرى الجراحة بالطريقة التقليدية أي الجراحة المفتوحة، حيث يعمل الجراح على إجراء شق في البطن، والذي سيتم إغلاقه لاحقًا باستخدام الخيوط الجراحية. تعتبر جراحة البطن بالطريقة التقليدية عملاً جراحياً كبيراً، يحتاج لفترة نقاهة طويلة للتعافي من آثار الجراحة.
• مهد التقدم في الطب لإجراء الجراحة بالمنظار، حيث يقوم الطبيب الجراح بإجراء عدة شقوق صغيرة، يدخل من خلالها الأدوات الموجودة ضمن أنابيب رفيعة موصولة بالكاميرا، مما يسمح له بالحصول على رؤية واضحة للأعضاء الداخلية.
• تم تصميم الأدوات الجراحية بشكل خاص لتتلاءم مع الأنابيب المذكورة، مما يلغي الحاجة لإجراء شقوق كبيرة.
• تعتبر الجراحة بالمنظار تقدماً كبيراً في الطب حيث يتعافى المرضى بشكل أسرع، وتكون فترة النقاهة أقصر، كما يقل احتمال حدوث النزف، وفقر الدم التالي للجراحة، والإنتان، كما تكون الندبات التالية للعمل الجراحي أقل. يوماً بعد يوم تتحسن التقنيات المتعلقة بالجراحة بالمنظار، ويزداد اعتماد الأطباء عليها، لكن وحتى اليوم لا يمكن إجراء كافة أنواع العمليات بالمنظار.

ما هي أكثر أنواع جراحة البطن شيوعاً؟

تعتبر عمليات جراحة البطن عديدة ومتنوعة، أكثر شيوعاً:

• استئصال الزائدة الدودية: وهي جراحة شائعة تجرى لاستئصال الزائدة الدودية الملتهبة. تعتبر عملية استئصال الزائدة الدودية أمراً إسعافياً لتجنب حدوث انفجار الزائدة الملتهبة، والذي يعقد العلاج.
• العملية القيصرية.
• استئصال المرارة: وهي من ِأشيع إجراءات الجراحة بالمنظار في وقتنا الحالي.
• جراحة القولون/الشرج: وتجرى لعلاج مشاكل المستقيم مثل البواسير.
• استئصال جزء من القولون: وتجرى هذه الجراحة في عدة حالات مثل: سرطان القولون، أو الأورام الحميدة، أو التهاب الرتوج، أو داء كرون، أو الانسداد، أو نزيف الجهاز الهضمي.
• جراحة الفتق الإربي: الفتق الأربي هو خروج جزء من الأمعاء أو الأنسجة البطنية خارج تجويف البطن وتهدف الجراحة إلى إعادتها إلى مكانها الطبيعي.
• استئصال جزء من الأمعاء الدقيقة.
• فتح البطن الاستقصائي، وهي جراحة تشخيصية تهدف إلى تحديد مصدر المشكلة التي تسبب الأعراض، وهو ينطوي على فتح البطن لفحص محتويات التجويف البطني بشكل مباشر. وقد يتم إصلاح المشكلة أو إزالة سببها في نفس الوقت إذا تمكن الجراح من إجراء ذلك.

ما هي الأخطار والمضاعفات التي ترتبط بجراحة البطن؟

يجب مراقبة المرضى الذين خضعوا لعملية جراحية في البطن عن كثب خوفاً من حدوث أي مضاعفات محتملة، والتي قد تتضمن على سبيل المثال لا الحصر:

• الألم.
• وجود الندبات التالية للجراحة.
• النزف.
• العدوى والإنتان.
• شلل الأمعاء.
• أذية الأعضاء المحيطة.
• اختلاطات التخدير.

يمكن منع حدوث معظم هذه المضاعفات من خلال اتباع طرق التعقيم الجيدة، والعناية التالية للجراحة، حيث يجب على الفريق الطبي اتخاذ التدابير اللازمة لضمان أن تكون البيئة خالية من الملوثات المسببة للأمراض.