إن التهاب الثدي (بالإنجليزية: Mastitis or Breast Infection)، أو ما يعرف أيضاً بالتهاب الضرع، هو استجابة التهابية تحدث في الأنسجة المكونة لغدد الثدي (بالإنجليزية: Mammary Glands) المتواجدة منطقة الثدي والذي يؤدي إلى حدوث تورم واحمرار في منطقة الثدي. يصيب التهاب الثدي عادة أحد الثديين فقط، ولكن في حالات نادرة قد يصاب كلا الثديين بالالتهاب في آن واحد.
يعد التهاب الثدي شائعاً لدى النساء خلال فترة الرضاعة الطبيعية، حيث يمكن تسميته أيضاً بالتهاب الثدي الإرضاعي (بالإنجليزية: Lactational Mastitis) أو التهاب الثدي النفاسي (بالإنجليزية: Puerperal Mastitis)، والذي يحدث غالباً خلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد الولادة، ولكن من الممكن أن يحدث أيضاً خلال الفترات اللاحقة والتي قد تصل العامين بعد ولادة الطفل. أيضاً والجدير بالذكر أن التهاب الثدي قد يصيب النساء خلال الفترات الأخرى من حياتهم، كما أنه وفي حالات نادرة قد يصيب الرجال أيضاً.
أيضاً قد تكون حالة التهاب الثدي إما حادة (بالإنجليزية: Acute Mastitis) أو مزمنة (بالإنجليزية: Chronic Mastitis).
اقرأ أيضاً: مشاكل الحلمات عند المرضع
يحدث التهاب الثدي نتيجة لأحد أو كلا السببين التاليين: يعد تراكم الحليب هو السبب الرئيسي لالتهاب الثدي لدى المرأة المرضعة، حيث أنه قد يؤدي بقاء الحليب وتراكمه داخل الثدي إلى حدوث استجابة التهابية في الأنسجة. أيضاً يعد الحليب بيئة مناسبة لنمو البكتيريا لذلك قد يؤدي تراكمه إلى الزيادة من فرصة نمو البكتيريا والتي قد تؤدي في بعض الأحيان إلى حدوث عدوى بكتيرية في أنسجة الثدي. وقد يحدث هذا التراكم للحليب نتيجة: قد يحدث التهاب الثدي نتيجة لحدوث عدوى بكتيرية والتي تنتج بسبب دخول البكتيريا إلى أنسجة الثدي الداخلية عبر الجروح والتشققات المتواجدة في منطقة الثدي أو الحلمة. والجدير بالذكر أنه قد تحدث هذه العدوى البكتيرية بسبب أحد أنواع البكتيريا المكونة للنبيت الطبيعي المتواجد على سطح الجلد الذي يغطي منطقة الصدر لدى الأم أو المتواجد في منطقة الفم لدى الطفل الرضيع. هنالك عدد من العوامل التي قد تزيد من فرصة الإصابة بالتهاب الثدي، ألا وهي: اقرأ أيضاً: عمليات زراعة ثدي السيلكون ومدى سلامتهاما هي أسباب حدوث التهاب الثدي؟
ما هي العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بالالتهاب الثدي؟
قد يصاحب التهاب الثدي ظهور الأعراض التالية: والجدير بالذكر أنه غالباً ما تظهر هذه الأعراض وتتطور بشكل سريع. أيضاً قد يعاني مرضى التهاب الثدي من وجود خراج في منطقة الثدي، والذي قد يعد أحد مضاعفات التهاب الثدي، حيث يمكن ملاحظة وجوده من خلال: اقرأ أيضاً: اسباب كتل الثدي
يتم تشخيص معظم حالات التهاب الثدي من خلال الحصول على السيرة المرضية وإجراء الفحص السريري. في البداية قد يقوم الطبيب بسؤال المريض عدة أسئلة والتي قد تشمل: ومن ثم قد يقوم الطبيب بإجراء الفحص البدني للتأكد وللحصول على التشخيص المناسب. ولكن وفي بعض الأحيان قد يلجأ الطبيب لإجراء الاختبارات والفحوصات وذلك في حال: فقد يطلب الطبيب بإجراء تحليل لعينة من حليب الثدي أو من الخراج المتواجد في منطقة الثدي وذلك لـ: أيضاً قد يقوم الطبيب بطلب إجراء بعض الفحوصات والاختبارات الإضافية فمثلاً قد يقوم بطلب إجراء تصوير باستخدام الموجات فوق صوتية (بالإنجليزية: Ultrasound) وذلك للتأكد من أن الكتل المتواجدة في منطقة الصدر هي ناتجة عن وجود الخراج وليست أوراماً. أيضاً قد يقوم الطبيب بطلب إجراء تصوير للثدي باستخدام الماموجرام (بالإنجليزية: Mammogram) أو أخذ خزعة من الثدي وذلك لاستثناء الإصابة بأحد أنواع سرطانات الثدي النادرة والذي يسمى بسرطان الثدي الالتهابي (بالإنجليزية: Inflammatory Breast Cancer) حيث قد تتشابه بعض الأعراض التي تصاحب الإصابة بهذا النوع من السرطان مع الأعراض التي قد تصاحب التهاب الثدي.
إن علاج التهاب الثدي يكمن بإزالة ومعالجة السبب الرئيسي لحدوثه. ففي حالة: في حال كان هنالك احتمالية أن البكتيريا المسببة للمرض هي المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين عندها يتم وصف أحد المضادات الحيوية التالية: والجدير بالذكر بأنه عند القيام باختيار المضاد الحيوي يجب الأخذ بعين الاعتبار وجود حساسية أو عدم تحمل لدواء معين مثل حساسية البنيسيلين، أو وجود مانع لاستخدام الدواء في حالات معينة فمثلاً يجب عدم إعطاء االسالفاميثوكسازول-تريميثوبريم خلال فترة الرضاعة الطبيعة في حال كان عمر الطفل سنة فما أقل أو في حال كان يعاني الطفل من مرض التفول. أما في حال عدم الاستجابة لهذه العلاجات الدوائية أو في حالة التهاب الثدي المزمن، أو في حالة وجود خراج عندها يتم إدخال المريض إلى المستشفى وذلك من أجل: أيضاً قد يقوم الطبيب بوصف مسكنات الألم وخافضات الحرارة مثل الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen) أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (بالإنجليزية: Non Steroidal Anti-inflammatory Drugs). كما يمكن تخفيف الألم من خلال وضع قطعة قماش مبللة بالماء الدافئ على منطقة الثدي.
يجب التنويه إلى أنه لا تزال الأم قادرة على القيام بالرضاعة الطبيعية أثناء العلاج خصوصاً عند حدوث العدوى في أنسجة الثدي وليس في الحليب، كما أن معظم البكتيريا المسببة لالتهاب الثدي هي تلك المتواجدة بشكل طبيعي في فم الطفل. في حال الخوف من وجود بكتيريا ضارة في الحليب والخوف من وصولها وتأثيرها على الطفل الرضيع من الممكن: والجدير بالذكر أن الرضاعة الطبيعية قد تساعد أيضاً في تسريع عملية العلاج. عند وجود الخراج في الثدي المصاب، عندها يجب عدم القيام بإرضاع الطفل من جهة الثدي المصابة. اقرأ أيضاً: فوائد الرضاعة الطبيعية كما ينصح بتناول غذاء صحي ومتوازن، بالإضافة إلى شرب كميات وفيرة من الماء (10 كاسات خلال اليوم على الأقل). يمكن التخفيف من الألم والشعور بعدم الراحة في منطقة الثدي باستخدام كمادات ماء دافئة وفي حال عدم الاستجابة يمكن استبدالها بكمامات الماء البارد، ولكن يجب التنويه إلى عدم استخدام كمامات الماء البارد قبل الرضاعة وذلك لأنها تعمل على التقليل من تدفق الحليب.
قد تساعد بعض الإجراءات في الوقاية والحد من الإصابة بالتهاب الثدي، منها: للمزيد: العناية بالثدي بعد الولادة اقرأ أيضاُ: كل ما تودين معرفته عن الفطام
أحياناً يمكن أن يؤدي التهاب الثدي في حال عدم تلقي العلاج في الوقت المناسب إلى مضاعفات، منها:
عادة ما قد تختفي معظم حالات التهابات الثدي بسرعة ودون حدوث أية مضاعفات خطيرة وذلك عندما يتم علاج التهاب الثدي بشكل فوري، حيث قد تبدأ الأعراض في الاختفاء خلال يوم أو يومين بعد تلقي العلاج المناسب. وبالرغم من أن بعض الحالات قد تستدعي دخول المستشفى وإجراء جراحة لإزالة الخراج إلا أنه وبشكل عام تكون حالات الشفاء جيدة. إن حدوث الإصابة بالخراج في منطقة الثدي خلال فترة سن اليأس قد يزيد من فرصة ومعدل تكرار وعودة الإصابة به بعد أن يتم إزالته لذلك قد تحتاج هذه الفئة إلى المتابعة المستمرة مع الطبيب الجراح بالإضافة إلى أنها قد تحصل على علاجات خاصة. في حال لم يتم إزالة الخراج وتنظيف منطقة الثدي بشكل كامل، قد يؤدي ذلك إلى حدوث العدوى المزمنة، الأمر الذي قد يؤثر على نتائج العملية والشكل التجميلي للثدي. إن الإصابة بالتهاب الثدي لا تسبب الإصابة بسرطان الثدي، لكن قد تتشابه بعد الأعراض المصاحبة لسرطان الثدي مع الأعراض المصاحبة لالتهاب الثدي، لذلك وفي حال عدم الاستجابة للعلاجات المتاحة قد يقوم الطبيب باقتراح إجراء التصوير الإشعاعي للثدي أو اختبارات أخرى من أجل استبعاد الإصابة بالسرطان.هل يمكن أن يسبب التهاب الثدي الإصابة بسرطان الثدي؟
World Health Organization. Mastitis. Retrieved on the 10th of April, 2020, from: WebMD. Breast Infection. Retrieved on the 10th of April, 2020, from: https://www.webmd.com/women/guide/breast-infection#5-12 National Health Service. Mastitis. Retrieved on the 10th of April, 2020, from: https://www.nhs.uk/conditions/mastitis/ Yvette Brazier. Mastitis and what to do about it. Retrieved on the 10th of April, 2020, from: https://www.medicalnewstoday.com/articles/163876#home_remedies Joseph Pritchard. Mastitis. Retrieved on the 10th of April, 2020, from: https://www.healthline.com/health/mastitis#types WebMD. Mastitis Empiric Therapy. Retrieved on the 10th of April, 2020, from:
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.