سرطان القضيب أو سرطان العضو الذكري (Penile cancer) هو نوعٌ نادر من السرطان يمكن أن يظهر في أي جزء من العضو الذكري، سواءً على سطحه الخارجي أم داخله، لكنه غالبًا ما يبدأ في القلفة (في حالة عدم الختان)، أو رأس القضيب، أو الجلد الذي يغطي القضيب. [1]
اضغط هنا واستشر طبيبًا من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع
يكون سرطان القضيب أكثر شيوعًا بين الرجال الذين تجاوزوا سن الـ 55، ويصيب بشكل خاص الرجال غير المختونين، وغالبًا ما يُكتشف مبكرًا بسبب التغيرات التي يُسببها في شكل العضو الذكري، مما يعزز فرص العلاج والشفاء. [2]
يتكون القضيب من عدة أنسجة تحتوي على أنواع مختلفة من الخلايا، لذلك يُصنّف الأطباء سرطان العضو التناسلي الذكري إلى أنواع مختلفة حسب الخلايا المتأثرة، مما يُساعد على تحديد مدى خطورة السرطان ونوع العلاج المناسب. [3]
وتتضمّن الأنواع الرئيسية لسرطان القضيب: [1][3]
يُعد النوع الأكثر شيوعًا من سرطان القضيب، حيث يشكل حوالي 95% من الحالات، وعادةً ما تنمو أورام القضيب من هذا النوع بشكل بطيء، وعند اكتشافها مبكرًا يُمكن الشفاء منها، وينقسم سرطان الخلايا الحرشفية في العضو الذكري إلى نوعين:
نوع من سرطان الجلد يمكن أن ينشأ في الطبقات العميقة من خلايا الجلد الحرشفية في القضيب، وهو أيضًا بطيء النمو، ونادرًا ما ينتشر إلى أجزاء أخرى.
نوع آخر من سرطان الجلد الذي يبدأ في الخلايا المسؤولة عن إنتاج صبغة الميلانين في جلد القضيب، ويعتبر أخطر من الأنواع السابقة؛ لأنه ينمو وينتشر بسرعة.
نوع نادر جدًا من السرطان ينشأ في الغدد العرقية الموجودة في جلد القضيب.
نوع نادر جدًا من السرطان يتطور في الأنسجة العميقة للعضو الذكري، مثل العضلات، أو الأوعية الدموية، أو غيرها.
لا يُعرف السبب الدقيق وراء الإصابة بسرطان القضيب في معظم الحالات، ولكن توجد بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به، مثل: [2] العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) ترتبط حوالي 50% من حالات سرطان القضيب بفيروس HPV، خاصةً الأنواع عالية الخطورة منه (16 و18)، وتعد هذه العدوى شائعة بين الرجال، وعادةً ما يتعافى الجسم منها وحده، إلا أنها قد تُصبح مزمنة لدى البعض، خاصةً الرجال غير المختونين، مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان القضيب. [2] عدم الختان وجد أن الختان (الطهور) في فترة الطفولة يقلل خطر الإصابة بسرطان القضيب بصورة كبيرة، ويكون الرجال الذين لم يختنوا أكثر عُرضة للإصابة بهذا النوع من السرطان، حتى وإن أُجري الختان بعد البلوغ. [2] تضيق القلفة (Phimosis) تضيق القلفة حالة شائعة عند الرجال غير المختونين، وفيها تصبح القلفة ضيقة للغاية، ومن الصعب سحبها للخلف، وقد وجد أن الرجال المصابين بتضيق القلفة أكثر عُرضة للإصابة بسرطان القضيب، وعلى الرغم من أن سبب ذلك غير معروف بعد، إلا أنه قد يكون بسبب تراكم الإفرازات أو الالتهابات. [2] ضعف الاهتمام بالنظافة الشخصية تراكم الإفرازات والأوساخ تحت القلفة يمكن أن يؤدي إلى تكون مادة تُسمى "اللخن" (Smegma)، وهي مادة سميكة ورائحتها كريهة، وقد تُسبب تهيج الجلد والتهابه، مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان القضيب. [2] التدخين لوحظ أن الرجال الذين يدخنون أو يستخدمون منتجات التبغ أكثر عرضة للإصابة بسرطان القضيب؛ وذلك بسبب المواد الكيميائية والسامة الموجودة فيها، والتي قد تؤدي إلى تلف الجينات في خلايا القضيب. [2] التقدم في العمر يزداد خطر الإصابة بسرطان القضيب مع التقدم في العمر، ففي حوالي 4 من كل 5 حالات مشخّصة بسرطان القضيب يكون عمر المريض أكبر من 55 سنة. [2] العلاج بالأشعة فوق البنفسجية (UV) لمرض الصدفية يزيد علاج الأشعة فوق البنفسجية لمرض الصدفية (PUVA) من خطر الإصابة بسرطان القضيب، لكن تغطية الأعضاء التناسلية أثناء العلاج يُقلل من هذا الخطر بشكلٍ كبير. [2] الإصابة بالإيدز (AIDS) الرجال المصابون بالإيدز أكثر عرضة للإصابة بسرطان القضيب؛ بسبب ضعف جهازهم المناعي. [2]
لا تُسبب كل أنواع السرطان تغيرات واضحة يمكن ملاحظتها، ولكن سرطان القضيب غالبًا ما يُؤدي لتغيرات مرئية في الجلد الذي يغطي العضو الذكري أو رأس القضيب (الحشفة)، فقد يظهر شكل القضيب بلون غير طبيعي، أو يلاحظ المريض ظهور كتلة غريبة. [4] تتضمن أعراض سرطان الذكر أو القضيب: [4][5] غالبًا ما تظهر الأعراض السابقة لأسباب أخرى، مثل الأمراض المنقولة جنسيًا، والالتهابات الفطرية أو البكتيرية، أو حتى الحساسية، ومع ذلك، يجب مراجعة الطبيب فورًا إذ ظهرت كتلة غير طبيعية أو تقرحات غريبة لم تلتئم خلال 4 أسابيع. [6]
بما أن سرطان القضيب يبدأ عادة في الجلد الذي يغطّي القضيب ويُسبب تغيراتٍ واضحة؛ فغالبًا ما يتم اكتشافه خلال المراحل الأولى، ومع ذلك، قد يتردد بعض المرضى في استشارة الطبيب بسبب الشعور بالحرج، مما يُؤخر التشخيص والعلاج. [7] ونظرًا لأنّ التشخيص المبكر يساعد في تحسين فرص العلاج، وتقليل المضاعفات المحتملة، فإننا ننصح بمراجعة الطبيب فورًا عند ملاحظة أي تغييرات غير طبيعية على القضيب، والذي يطلب إجراء الفحوصات الآتية عادةً: [7] يفحص الطبيب القضيب بحثًا عن تغيرات غير طبيعية في الجلد، مثل وجود كتلة أو تغير لون الجلد، كما يطرح أسئلة عامة حول أعراض المريض، والأمراض التي أصيب بها سابقًا، ويجمع هذه المعلومات معًا لتحديد ما إذا كانت هذه التغيرات ناتجة عن السرطان، أو أسباب أخرى أكثر شيوعًا، مثل الأمراض المنقولة جنسيًا أو الحساسية. [4] الخزعة هي أدق طريقة للكشف عن سرطان القضيب، وقد تُجرى بأكثر من طريقة حسب شكل الكتلة الظاهرة: [7] يزيل الطبيب جزءًا صغيرًا من الأنسجة غير الطبيعية، وتُستخدم عادةً إذا كانت الكتلة كبيرة، أو تبدو متقرحة أو داخل أنسجة عميقة. يُزيل الطبيب كامل الأنسجة المصابة (خاصةً إذا كانت صغيرة الحجم)، وقد يتم عمل الختان في نفس الوقت إذا كان الورم في القلفة. تُستخدم لفحص الأنسجة في العقد الليمفاوية، لتحديد إن كان السرطان قد انتشر إليها، حيث يتم إدخال إبرة رفيعة في منطقة الفخذ؛ لسحب الخلايا وفحصها تحت المجهر. تُستخدم لتحديد مدى انتشار السرطان، أو لتقييم استجابة المرض للعلاج، وتتضمن واحدًا أو أكثر من الآتي: [7]فحص العضو الذكري
الخزعة
الفحوصات التصويرية
تختلف طرق علاج سرطان القضيب حسب مرحلة المرض، ففي المراحل المبكرة، يمكن استخدام علاجات غير جراحية، مثل الكريمات الكيماوية أو الليزر، أما المراحل الأكثر تقدمًا، فقد يتطلب العلاج الجراحة، أو العلاج الإشعاعي، أو العلاج الكيماوي. [8] الجراحة الجراحة هي العلاج الأكثر شيوعًا لجميع مراحل سرطان القضيب، وتتضمن خياراتها: [8][9] تُستخدم لإزالة سرطان الجلد في القضيب على مراحل، حيث يزيل الطبيب طبقات رقيقة من الأنسجة المُصابة تدريجيًا وطبقة تلو الأخرى، وذلك حتى يصل إلى الأنسجة السليمة، وبهذه الطريقة يحافظ على أكبر قدر ممكن من الأنسجة السليمة. تستخدم أشعة الليزر لإزالة الأورام السطحية، أو إجراء شقوق دقيقة دون نزيف. يستخدم أداة خاصة لتجميد وتدمير الكتل أو الأنسجة غير الطبيعية. إذا كان السرطان محصورًا في القلفة، يتم استئصال القلفة كليًا أو جزئيًا. يستأصل الورم مع جزء صغير من الأنسجة السليمة المحيطة به. في الحالات المتقدمة، قد يكون من الضروري إزالة جزء من القضيب أو كله، وفي هذه الحالات، يمكن إجراء جراحة تجميلية لاستبدال الأنسجة المستأصلة بأخرى من الجلد والعضلات. إذا انتشر السرطان إلى العقد الليمفاوية، قد يكون من الضروري استئصال بعض منها. بعد الجراحة، قد يوصي الطبيب بالعلاج الكيماوي أو الإشعاعي؛ للتأكد من القضاء على أي خلايا سرطانية متبقية، مما يساعد على تقليل خطر عودة السرطان مستقبلاً. [8][9] العلاج باستخدام الكريمات يمكن استخدام هذا العلاج في المراحل المبكرة جدًا من سرطان القضيب، حيث توضع كريمات موضعية مباشرةً على مكان السرطان، ومن أنواع الكريمات المُستخدمة: [8] كريم كيماوي موضعي يقتل الخلايا السرطانية في الجلد مباشرة. كريم مناعي يُحفز جهاز المناعة في الجسم على مهاجمة الخلايا السرطانية، والتخلص منها. العلاج الإشعاعي حيث تستخدم أشعة عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية، وقد يُستخدم العلاج الإشعاعي في سرطان القضيب: [8] قد يُستخدم العلاج الإشعاعي الخارجي، حيث يتم توجيه الأشعة من خارج الجسم نحو مكان السرطان، أو العلاج الإشعاعي الداخلي، حيث تزرع مواد مشعة داخل مكان السرطان مباشرةً، كما قد يصف الطبيب معززات العلاج الإشعاعي (Radiosensitizers)، وهي أدوية تزيد من حساسية الخلايا السرطانية للعلاج الإشعاعي، مما يُحسن من كفاءة العلاج. [9] العلاج الكيماوي تقتل أدوية العلاج الكيماوي الخلايا السرطانية أو تمنعها من الانقسام، ويُمكن استخدامها كعلاجٍ موضعي كما ذكرنا في المراحل المبكرة جدًا، أو على شكل حبوب أو حقن لجميع أنحاء الجسم. [8][9] وعادةً ما يُستخدم العلاج الكيماوي في سرطان القضيب: [8][9]
يُمكن تقليل خطر الإصابة بسرطان القضيب عن طريق: [4] ختان الأطفال يقلل من خطر الإصابة بسرطان القضيب، بينما تقل فائدته بعد البلوغ. يُفضل أخذ اللقاح بين عمر 9 -26 سنة. وتحديد الأسباب المرتبطة به مثل الالتهابات أو وسوء النظافة؛ فهذا يساعد على خفض فرص الإصابة بسرطان القضيب. فهذا يُقلل من خطر سرطان القضيب ومئات الأنواع الأخرى من السرطان. يجب الاهتمام بنظافة الأعضاء التناسلية باستمرار، وتنظيف أسفل الفلقة بشكل خاص (في حالة عدم الختان)؛ لتجنب تراكم الأوساخ.
تختلف نسب النجاة من سرطان القضيب من حالة لأخرى، وذلك حسب موقع السرطان، وحجمه، ومدى انتشاره عند التشخيص، وعامةً تكون نسبة الشفاء أعلى كلما اكتشف مبكرًا: [10] ومع ذلك، لا تحدد هذه النسب كم يعيش مريض سرطان العضو الذكري، فالعديد من المرضى يعيشون لسنوات طويلة بعد التشخيص وتلقي العلاج. [10]
[1] Cancer Council. What is penile cancer? Retrieved on the 4th of December, 2024. [2] American Cancer Society. Risk Factors for Penile Cancer. Retrieved on the 4th of December, 2024. [3] American Cancer Society. What Is Penile Cancer? Retrieved on the 4th of December, 2024. [4] Cleveland Clinic. Penile Cancer. Retrieved on the 4th of December, 2024. [5] NHS. Symptoms of penile cancer. Retrieved on the 4th of December, 2024. [6] Urology Care Foundation. Penile Cancer. Retrieved on the 4th of December, 2024. [7] MD Anderson Cancer Center. Penile Cancer Diagnosis. Retrieved on the 4th of December, 2024. [8] NHS. Treatment for penile cancer. Retrieved on the 4th of December, 2024. [9] National Cancer Institute. Penile Cancer Treatment (PDQ®)–Patient Version. Retrieved on the 4th of December, 2024. [10] American Cancer Society. Survival Rates for Penile Cancer. Retrieved on the 4th of December, 2024.
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.