فرط التقرن

الكيراتين هو بروتين ليفي قاسي يوجد في الأظافر، والشعر، والجلد بشكل طبيعي، إلا أن بعض الحالات الصحية قد تؤدي إلى زيادة إنتاج الجسم لبروتين الكيراتين، مثل حدوث الالتهابات، أو كاستجابة من الجسم للوقاية من الضغط الواقع على الجلد، أو نتيجةً لأحد الأمراض الوراثية.

يتطور فرط التقرن المرتبط بحدوث ضغط ما على الجلد نتيجة تعرضه للالتهابات، أو التهيج، أو وقوع ضغط شديد عليه، أو الإصابة بأحد الأمراض المعدية، أو التعرض لأشعة الشمس، أو ملامسة بعض المواد الكيميائية المهيجة للجلد، مما يؤدي إلى زيادة إنتاج الجلد لطبقات الكيراتين كاستجابة لهذه الضغوطات.

يعتقد أن تطور فرط التقرن غير المرتبط بتعرض الجلد لضغط ما يرتبط غالباً بعوامل وراثية وجينية، حيث قد تظهر أعراض فرط التقرن عند الأشخاص المصابين بهذه الحالات بشكل مبكر بعد الولادة، كما أنها يمكن أن تؤثر على مناطق واسعة من الجلد.

اقرأ أيضاً: عشر نصائح تساعد على تجنب إصابة الأطفال بالأكزيما

قد تظهر أعراض فرط التقرن بأشكال مختلفة مع اختلاف نوع الحالة، إلا أن جميع حالات فرط التقرن تشترك بوجود طبقة قاسية من الجلد، أو وجود بقع مختلفة عن باقي الجلد، قد يرافقها وجود ألم في المناطق المصابة.

ينبغي على الأشخاص الذين تسبب حالات فرط التقرن لديهم الشعور بالألم أو عدم الارتياح، مراجعة الطبيب المختص، كما ينبغي أيضاً مراجعة الطبيب في حال كانت المناطق المصابة بفرط التقرن تبدو مصابة بعدوى، مثل أن تظهر هذه المناطق محمرة، او متورمة، أو مملوئة بالقيح.

ينبغي أيضاً على المرضى الذين يعانون من مرض السكري إجراء فحص دوري للتحقق من سلامة أقدامهم من قبل أحد مختصي الرعاية الطبية، حيث أن ذلك يساعد على الوقاية من الإصابة بالأمراض الجلدية المعدية التي قد تتطور نتيجة الإصابة بمسامير اللحم، او الثآليل.

يعتمد تشخيص فرط التقرن على نوع الأعراض المصاحبة للحالة، حيث تتضمن سؤال الطبيب المختص عن الأمور التالية:

• وجود تاريخ عائلي للمعاناة من المشاكل الجلدية.
• المعاناة من أحد أنواع الحساسية.
• وجود تعرض مستمر لأشعة الشمس.
• استعمال أطقم الأسنان، أو معدات تقويم الأسنان المختلفة.
• قيام المريض بمضغ اللسان أو الخد لا إرادياً.
• استعمال منتجات التبغ التي لا يتم تدخينها.

قد يتم القيام بتحديد مسببات حالة فرط التقرن بناءً على تاريخ المريض، والأعراض المرافقة للحالة، الأمر الذي يحدث غالباً عند المرضى الذين يعانون من مسامير اللحم أو الدشبذات، أو الثآليل، او الإكزيما المزمنة، كما قد يتم اللجوء إلى فحوصات الكشف عن الحساسية في حال الشك بمعاناة المريض من الإكزيما المزمنة المرتبطة بالحساسية.

قد يتم في بعض الحالات أخذ خزعة من أنسجة الجلد وفحصها مخبرياً للتحقق من التشخيص، لا سيما في حال الشك بمعاناة المريض من تقرن الجلد السفعي، حيث يساعد ذلك على تأكيد التشخيص، واستبعاد إصابة المريض بسرطان الجلد.

يعتمد علاج فرط التقرن على نوعه، وعلى الأسباب المحتملة المسببة له. تتضمن طرق علاج حالات فرط التقرن ما يلي:

• علاج مسامير اللحم والدشبذات، عادة ما تزول مسامير اللحم والدشبذات من تلقاء نفسها بعد زوال المصدر المسبب لتهيج الجلد، لذلك يوصى بالتوقف عن استعمال الأحذية غير الملائمة، واستعمال الحشوات المريحة التي تساعد على حماية المناطق المصابة، كما أن ترطيب المناطق المصابة قد يساعد على تسريع عملية شفائها، كما يمكن في بعض الحالات إزالة أو قص الأجزاء المصابة من الجلد، إلا أن ذلك ينبغي أن يتم بواسطة طبيب مختص فقط.
• علاج الثآليل، يتوفر العديد من العلاجات الموضعية التي يمكن استعمالها، كما يمكن للطبيب المختص أن يقوم بإزالة الثآليل عن طريق التجميد بواسطة النيتروجين السائل، أو عن طريق تبخيرها باستعمال الليزر، أز إزالتها جراحياً، إلا أنه في حال عدم وصول العلاج إلى طبقات الجلد المصابة بالفيروس، فإن الثآليل يمكن أن تعود في نفس المكان.
• علاج الإكزيما المزمنة، عادةً ما يتم استعمال الكريمات أو المراهم التي تحتوي على الستيرويدات القشرية، كما أن بعض أنواع العلاج الحيوي (بالإنجليزية: Biological Therapy) تتوفر بأشكال موضعية يمكن استعمالها للحالات الشديدة. يوصى أيضاً بترطيب الجلد بشكل مستمر.
• علاج الحزاز المسطح، يتم علاج حالات الحزاز المسطح غالباً باستعمال الكريمات أو المراهم التي تحتوي على الستيرويدات القشرية.
• علاج تقرن الجلد السفعي، قد يتم اللجوء إلى العلاج بالتبريد لإزالة نقطة أو بقعة واحدة من هذا النوع من التقرن، بينما غالباً ما يتم اللجوء إلى العلاج بالليزر، أو تقشير الجلد، أو تسحيج الجلد (بالإنجليزية: Dermabrasion) لإزالة البقع العديدة.
• علاج التقرن الدهني، يمكن إزالة هذا النوع من تقرن الجلد بواسطة العلاج بالتبريد، أو جراحياً باستعمال المبضع أو المشرط.
• علاج التقرن الشعري، غالباً ما تزول آثار هذه الحالة من تلقاء نفسها، إلا أنه يمكن للأطباء المختص اقتراح أنواع معينة من العلاج للمساعدة على تحسين مظهر الجلد.
• فرط التقرن الحال للبشرة والحالات الوراثية، لا يوجد علاج شافي لفرط التقرن الحال للبشرة أو للأمراض الوراثية، إلا أنه يوصى باستعمال أنواع معينة من الملينات والمرطبات الجلدية للتقليل من شدة التقرن، كما أن بعض المنتجات التي تحتوي على فيتامين أ قد تساعد على التحسين من الأعراض.

اقرأ أيضاً: ما هو تقشير الجلد أو السنفرة؟

قد يساعد اتباع بعض النصائح على الوقاية، أو الحد من تطور حالات فرط التقرن. تتضمن هذه النصائح ما يلي:

• ارتداء أحذية مريحة وملائمة لحجم القدم.
• تجنب المشي حافي القدمين في الأماكن التي يمكن أن تنمو فيها الفطريات، مثل غرف تبديل الملابس، أو النوادي الرياضية، أو المسابح.
• تجنب العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى تطور الإكزيما، مثل التعرض للهواء الجاف، أو استعمال أنواع الصابون المعطر، أو المركبات الكيميائية، أو درجات الحرارة شديدة الارتفاع أو شديدة الإنخفاض.
• تجنب مهيجات الحساسية التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث التهاب في الجلد، مثل شعر الحيوانات، أو حبوب اللقاح.
• استعمال الملابس المصنوعة من القطن، حيث أن الأقمشة المصنوعة من القطن، أو الحرير، أو المواد الصناعية قد تكون أكثر تهيجاً للجلد.
• استعمال واقيات الشمس المناسبة، والتي تمتلك عامل وقاية من الشمس (SPF) لا يقل عن 30 بشكل مستمر عند الخروج، وارتداء الملابس الواقية ذات الأكمام الطويلة، وارتداء القبعات.

اقرأ أيضاً: العلاج بالليزر، ثورة في علاج الأمراض الجلدية

ترتبط أغلب حالات فرط التقرن بمآل صحي جيد، إلا أن بعض حالات تقرن الجلد السفعي قد تتطور إلى سرطان الجلد.

Harvard University. Hyperkeratosis. Retrieved on the 2nd of June, 2020, from:

https://www.health.harvard.edu/a_to_z/hyperkeratosis-a-to-z

James Roland. Hyperkeratosis. Retrieved on the 2nd of June, 2020, from:

https://www.healthline.com/health/hyperkeratosis

Rachel Nall. What you should know about hyperkeratosis. Retrieved on the 2nd of June, 2020, from:

https://www.medicalnewstoday.com/articles/320667